يوم المقاومة القومي.. المعارضة الإسرائيلية تصعد احتجاجها على التعديلات القضائية
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
صعد المعارضون لخطة "التعديلات القضائية" في إسرائيل احتجاجاتهم اليوم الثلاثاء وأغلقوا عدة محاور رئيسية، رغم الانتشار الكثيف للشرطة التي اعتقلت 17 من المشاركين في الاحتجاجات.
وتحت شعار "يوم المقاومة القومي"، انطلقت المظاهرات صباح اليوم، وتجمع مئات المحتجين في منطقة وسط تل أبيب، وأغلقوا طرقا وشوارع مركزية، من بينها مدخل وزارة الأمن ومقر قيادة الجيش الإسرائيلي، كما حاولوا عرقلة حركة القطارات.
في المقابل، حشدت الشرطة الإسرائيلية آلافا من أفرادها للتعامل مع المحتجين الذين يتهمون الحكومة بالانقلاب على نظام الحكم، وقال مراسل الجزيرة إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 17 شخصا خلال الاحتجاجات على التغييرات القضائية.
وأعلنت حركات الاحتجاج عن المظاهرات اليوم الثلاثاء في أعقاب استمرار إجراءات ما وصفته بتشريع خطة إضعاف القضاء وعزم الائتلاف المصادقة على إلغاء ذريعة عدم المعقولية، بداية الأسبوع المقبل.
وكان قادة المعارضة الإسرائيلية قد دعوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوقف هذا التشريع والعودة إلى طاولة الحوار، من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة لجميع الأطراف.
ومن المقرر أن يعقد الكنيست الإسرائيلي اليوم جلسة يواصل خلالها المناقشة والتصويت على سن قوانين هدفها الحد من عمل القضاة وجهاز القضاء في إسرائيل، بحسب خطة الائتلاف الحكومي لتغيير نظام القضاء.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عرفة… حيث تصعد الدعوات وتبقى الوجوه ذاتها
بقلم: الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
على سفوح جبل عرفة، حيث تتعانق الدموع مع التراب، وترتفع الأكف نحو السماء، تتكرر ذات المناجاة كل عام من أفواه العراقيين الحالمين بالخلاص. هناك، بين الحجاج، يقف العراقي المنهك، لا يطلب مالاً ولا جاهاً، بل يتوسل أمناً وعدلاً وسقفاً لا ينهار، وحكومة لا تنهب. يتضرع أن تنقشع غمامة الفساد، أن تتبدل الوجوه التي التصقت بالكراسي حتى أدمتها، أن يُمحى الجوع من وجوه الأطفال، وأن تعود بغداد للابتسام.
لكن الله، الذي يسمع السر وأخفى، لا يُستجاب لهؤلاء. أو هكذا يبدو.
كل سنة… نفس الدعاء.
كل سنة… نفس الرد.
صمت.
وكأنما هناك شيء مكسور في سماء العراق. وكأن البلاد محكومة بلعنة أبدية، أو كأن الدعاء يتوقف عند حدود المنطقة الخضراء، يعود مكسوراً، مدحوراً، مكتظاً بـاللاءات و الأعذار الغيبية .
في التراجيديا السوداء العراقية، ليست المشكلة أن الله لا يستجيب، بل أن الفاسدين يزدادون وقاحة، والوجوه الباهتة تتجدد في دورات لا تنتهي، تنتقل من وزارة إلى وزارة، من حزب إلى حزب ، من منبر إلى منصة، كأنهم لا يُهزمون، كأنهم خُلقوا للخلود في مناصبهم، وخلق الشعب ليصفق أو يسكت أو يهاجر.
لكن، ماذا لو كان الجواب الإلهي دائماً حاضراً؟
ماذا لو أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم؟
ماذا لو أن استجابة الدعاء تبدأ من صناديق الاقتراع، لا من الغيوم؟
من الشارع، لا من السماء؟
ربما لهذا السبب، لم تُستجب الأدعية. لأن من يُفترض أن يغيّروا الواقع، رضوا به. لأن الخوف غلب الحلم، واليأس قتل الإرادة، ولأن الشباب الذين كان يمكن أن يكونوا القادمين الجدد، حوصروا بين فقرٍ قاتل أو وطنٍ طارد.
ومع ذلك، في عرفة هذا العام، هناك بصيص أمل. في عرفة هذا العام، تصعد الدعوات ومعها أسماء جديدة تحاول أن تقتحم المشهد. وجوه لم تُلوثها الصفقات ولا التصفيق للجلادين. وجوه لا تملك إلا الصدق، وتحمل أوجاع الناس لا شعارات الأحزاب.
ربما… فقط ربما… هذه السنة تختلف.
ربما يستجيب الله، لا لأننا بكينا أكثر، بل لأننا وقفنا أكثر، وعزمنا أكثر، واخترنا وجوهاً جديدة لا تشبه كوابيس الأمس.
ربما تتحقق معجزة عرفة هذه المرة، وتبدأ رحلة الخلاص، لا من جبل، بل من بغداد نفسها.
ختاما عسى أن يصدق الدعاء وتسقط الأقنعة
ويولد عراقٌ جديد.