شهد العصر البطلمي، الذي تميز باندماج الثقافات والمعتقدات المصرية واليونانية القديمة، عددا من الآلهة التي كانوا يعتقدون في قدرتها على الشفاء، ومنهم "هرمس" والإله "أبولو" -الذي كان يشبه الإله المصري "حورس" إلى حد كبير- وهناك أيضا الإله "أسكيلبيوس" الذي كانت له عدة معابد كانت بمثابة مستشفيات لعلاج الامراض، وبناته "هيجيا" و"أسيسو وآجليا وباناسيا" كن أيضاً آلهة للطب والعلاج والأدوية؛ والإله "براميثيوس" الذي كانت مهمته تحضير وصناعة الدواء، وهي نفس المهمة تقريبا التي كان يقوم بها الإله "شيرون"، والإله "مورفيوس".

 

وشهد العصر اليوناني الروماني انتشار الاعتماد على عناصر من الطبيعة لاستخلاص الأدوية وعلاجات الأمراض منها؛ فقد عرفوا استخدام عسل النحل كعلاج لعدد من الأمراض، ولم يكن ذلك مجرد اعتقاد ديني أو ما شابه. لكنه جاء من معرفتهم لاحتواء العسل -كما أوضحت الباحثة رباب محمد شلبي من كلية السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية- على مواد ذات فاعلية كبيرة لمقاومة الأمراض التي تسببها الجراثيم وتقضى عليها وتعالجها بصورة كبيرة. وعلى الرغم من أن العلاجات والإجراءات الطبية في ذلك العصر تختلف عن الطب الحديث، إلا أن الأسس والمبادئ التي وضعها الأطباء في العصر اليوناني الروماني لا تزال تؤثر على الطب حتى اليوم.

وكانت أشهر الأمراض التي كان يعاني منها الناس في ذلك العصر هي الحمى والإسهال والسل والجدري والطاعون. وكان الأطباء في ذلك العصر يستخدمون عددًا من الأساليب والعلاجات المختلفة والمتنوعة لمعالجة هذه الأمراض.

ومن هذه الأساليب العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية، والعلاج بالتغذية الصحية والنظام الغذائي المناسب والعلاج بالعمليات الجراحية؛ كما قاموا باستخدام العلاج النفسي والتدريب على التمارين الرياضية والتأمل، واستخدام الأدوية المختلفة، مثل الأدوية المهدئة والمسكنات والمضادات الحيوية.

بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك بعض الإجراءات الوقائية التي تم اتباعها؛ مثل تعقيم الأدوات الجراحية وتطبيق الحماية الشخصية للأطباء، وتوفير بيئة صحية نظيفة للمرضى. كما كان الأطباء يعتمدون على الاستماع إلى شكاوى المرضى وفحص الأعراض بعناية لتشخيص الحالة بدقة ووضع خطة علاج مناسبة.

وخطا الطب تطورا كبيرا في الحقبة اليونانية الرومانية؛ وكان ذلك مجالا للكتابة والبحث العلمي من جانب كثيرين، ومن أبرز الكتب التي تناولت ذلك كتاب "أطباء ومرضى في مصر عصر الرومان" من تأليف مارجريت هيرت عن دار عين للدراسات، وكتاب تاريخ الطب والصيدلة المصرية "العصر اليوناني الروماني"، من تأليف سمير يحيى الجمال وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وفي بحث له نشر بمجلة الدراسات الإنسانية بكلية الآداب جامعة بنها عام 1998، كشف السيد رشدي محمد -أستاذ التاريخ اليوناني والروماني بالكلية- أنه في عهد البطالمة كانت الاسكندرية تحتل مكانة كبيرة حينها فيما يتعلق بتدريس الطب وعمل الدراسات العديدة اللازمة في هذا المجال؛ وكان من أبرز وأشهر الأطباء في هذا الوقت هيروفيلوس وأرسيستراتوس وفيلينوس، وطبيب يدعي أندرياس كان هو الطبيب الخاص بالملك بطليموس الرابع؛ وقد انتشر في ذلك الوقت الأطباء المزاولين للمهنة في كل مكان بمصر.

كما كان من أشهر الأطباء في ذلك العصر هيبوكراتس، الذي يعتبر مؤسس المدرسة الطبية اليونانية وقد أسس مبادئ الطب الحديثة؛ كذلك جالينوس الذي كان طبيبًا رومانيًا مشهورًا، وكان له تأثير كبير على الطب الحديث، وقد قام بكتابة العديد من الأعمال الطبية المهمة.

وقال الدكتور أحمد مصطفي، أستاذ الآثار والحضارة المصرية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إنه في العصر اليوناني الروماني كانت مصر مركزًا طبيًا رئيسيًا، حيث كانت توجد مدارس طبية مشهورة تعلّم الطب والجراحة. وكانت الحضارة المصرية قد ساهمت بشكل كبير في تطوير الطب في هذا العصر.

Asklepios_-_Epidauros (1) images - 2023-05-30T232731.641 IMG_٢٠٢٣٠٥٣٠_٢٣٣٧٣٦ (1) NAMA-Asklepios_Epidaure (1)

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الثقافات اليونانية القديمة أبولو العصر الیونانی الرومانی الأطباء فی الذی کان العصر ا

إقرأ أيضاً:

بيطري الغربية: ضبط 298 كجم لحوم ودواجن وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي

 


تحفظت لجان تفتيشية من مديرية الطب البيطرى بالغربية، على  298 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة " رنجة"، مابين غير صالحة للاستهلاك الأدمى ومجهولة البيانات والمصدر ولحوم مذبوحة خارج المجازر، مطروحة ومتداولة في الأسواق بمراكز ومدن المحافظة.

كان الدكتور عادل عبدالعزيز مدير مديرية الطب البيطرى بالغربية، قد كلف لجان تفتيشية من أطباء المجازر والتفتيش علي اللحوم بالمديرية والإدارات البيطرية  بمراكز المحافظة، وإحكاما للرقابة البيطرية علي الأسواق والمنتجات الغذائية ذات الأصل الحيواني على مستوى مركز ومدن المحافظة وذلك تنسيقا مع الجهات المعنية.

وتم رصد 298 كيلو لحوم مذبوحة خارج المجازر ومصنعات لحوم غير صالح للاستهلاك الأدمى ودواجن وأسماك مدخنة " رنجة" مجهولة المصدر وبيانات وجزء منها غير صالح للاستهلاك والجزء الأخر يشتبه فى عدم صلاحيته للاستهلاك.

وتم تحريز المضبوطات وسحب عينات منها لتحليها للتأكد من مدى صلاحيتها أو من عدمه، وتحرير محاضر لأصحاب تلك المضبوطات، واتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة لحين صدور قرار النيابة المختصة بشأنها.

مقالات مشابهة

  • مواقيت الصلاة اليوم السبت 21 يونيو 2025 في المدن والعواصم العربية
  • ضبط أكثر من 600 طرد مياه غير صالحة للاستهلاك في دير الزور
  • ضبط طن رنجة غير صالحة في حملات بيطرية بالغربية
  • موعد أذان العصر.. مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20 يونيو 2025
  • من خرمشهر إلى خيبر شكن.. صواريخ إيران التي قد تغيّر قواعد المواجهة مع إسرائيل
  • مواقيت الصلاة اليوم الخميس 19 يونيو 2025 في المدن والعواصم العربية
  • أطباء بلا حدود: انتشار مقلق للكوليرا في دارفور
  • اليوم الثالث من تصحيح أوراق “البيام” ..هذه هي النقاط التي تحصل عليها التلاميذ
  • بيطري الغربية: ضبط 298 كجم لحوم ودواجن وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي
  • التميمي والصابر يبحثان مع السفير اليوناني سبل التعاون العسكري في بنغازي