قاعدة لومونييه بجيبوتي أكبر قاعدة أميركية في أفريقيا
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي، يتمركز فيها أفراد من القوات المسلحة الأميركية، تُعد أكبر قاعدة أميركية في أفريقيا والوحيدة الدائمة فيها، ومركزا أساسيا لطائرات الشحن الجوي التابعة للجيش الأميركي.
سميت هذه القاعدة على اسم الجنرال في الجيش الفرنسي إميل روني لومنييه (1893-1945)، والذي شارك في الحرب العالمية الأولى وفي حرب الهند الصينية وفي الحرب العالمية الثانية، وخدم مع الجيش الفرنسي في عدة دول أفريقية.
تقع قاعدة لومونييه في العاصمة جيبوتي على بعد 6 كيلومترات من مركز المدينة و8 أميال من مضيق باب المندب، وتمتد على مساحة ألفي كيلومتر مربع قبالة مطار إمبولي الدولي.
وتنبع أهمية موقع القاعدة من إطلالة جيبوتي على مضيق باب المندب، الذي يُمثِل المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وصلة الوصل بين أوروبا وشرق آسيا، ومركزا وسطا بين شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، إضافة إلى سهولة الوصول عبر ميناء جيبوتي المجاور لقاعدة لومونييه إلى المحيط الهندي والبحر الأحمر.
أُنشئ معسكر لومونييه في فترة التواجد الفرنسي في جيبوتي (1892-1967)، ولكن مع ازدياد الاهتمام الأميركي بالتواجد العسكري في أفريقيا بعد أحداث سبتمبر/أيلول 2001، أطلقت الولايات المتحدة الأميركية عملية "الحرية الدائمة للقرن الأفريقي" بهدف مواجهة "التنظيمات الإرهابية" في أفريقيا وعمليات القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن، وشملت تلك العملية جيبوتي وبلادا أخرى مثل الصومال والسودان وإثيوبيا.
تفاوضت الولايات المتحدة الأميركية مع حكومة جيبوتي للحصول على معسكر لومونييه، ووقع اتفاق رسمي بينهما عام 2003 أعطيت بموجبه الولايات المتحدة حق استخدام المعسكر.
استمرت القاعدة بالتوسع مع تعاقب الرؤساء على البيت الأبيض، فأنشأ الرئيس الأميركي جورج بوش عام 2007 "القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا" (أفريكوم) ويمثل جهازا أمنيا مسؤولا عن كل الدول الأفريقية باستثناء مصر، وزاد بدوره الدعم للعمليات الأميركية في أفريقيا واتخذ من قاعدة لومونييه مقرا أساسيا له.
في عهد الرئيس باراك أوباما، أبرم عام 2014 عقد إيجار جديد مع حكومة جيبوتي لـ30 عاما بتكلفة 63 مليون دولار سنويا، إضافة إلى الحق في استخدام الجيش الأميركي للموانئ والمطارات في المدينة، وذلك مع تواجد 4 آلاف جندي أميركي في القاعدة، ووجود طائرات استطلاعية وقوات لدول أخرى تعمل ضمن القوة المشتركة الموحدة في القرن الأفريقي بهدف "مكافحة عمليات القرصنة في البحر الأحمر والتهديدات المحتلمة ضد حركة السفن" عبر مضيق باب المندب.
يتكون معسكر لومونييه من 6 قواعد أميركية للطائرات دون طيار، كما يضم قاعدة للطائرات التقليدية وسربا من الطائرات المقاتلة من طراز "ماكدونيل دوغلاس إف-15 إيه ستريك إيغل" القادرة على الطيران بسرعة عالية وحمل ذخائر متنوعة.
كان معكسر لومونييه نقطة تمركز محورية للفيلق الفرنسي في أفريقيا أثناء التواجد الفرنسي هناك، ومع تحوله إلى قاعدة أميركية أصبح نقطة انطلاق لمشاة البحرية الأميركية، ومركز انطلاق لعمليات اغتيال الشخصيات التي أدرجتها الولايات المتحدة الأميركية على لوائح الإرهاب بعد أحداث سبتمر/أيلول 2001.
ومن هذه العمليات اغتيال فهد القصع عام 2012 في محافظة شبوة اليمنية، وجمال البدوي عام 2019 في محافظة مأرب اليمنية، وقد اتُهِما بالضلوع في الهجوم على المدمرة الأميركية "كول" في أكتوبر/تشرين الأول 2000، واغتيال القيادي في تنظيم القاعدة أنور العولقي في محافظة صنعاء عام 2010 عبر طائرة مسيرة انطلقت من قاعدة لومونييه، وذلك عقب محاولة تنظيم القاعدة في اليمن تفجير طائرتين متجهتين إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ازدادت أدوار قاعدة لومونييه منذ عام 2020 لتصبح مركزا أساسيا للطائرات الأميركية بنوعيها التقليدية والمُسيرة، إذ دعمت هذه القاعدة عدة عمليات أميركية متعلقة بمكافحة الإرهاب مثل عملية "الكثبان النحاسية" التي اختصت بملاحقة المطلوبين على لوائح الإرهاب الأميركية في اليمن، والعمليات التي استهدفت حركة الشباب في الصومال وتنظيم القاعدة في بعض الدول العربية.
زادت العمليات الأميركية من معدل الهبوط والإقلاع الشهري في القاعدة حتى بلغت 768 في عامي 2021 و2022، ووصل لذروته في شهر يوليو/تموز 2022، إذ بلغ 1666 عملية هبوط وإقلاع، وأدى هذا النشاط الكثيف لسلسة من الاصطدامات في الجو قبالة القرن الأفريقي عام 2021 بين طائرات أميركية مُسَيرة وأخرى تتبع لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
ما بعد طوفان الأقصىبعد انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعرضت عدد من السفن في البحر الأحمر لهجمات من الحوثيين، مما دفع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا إلى الرد وضرب عدد من مواقع قوات جماعة الحوثي في اليمن.
وأتبعت ذلك بنشر صواريخ دفاع جوي من طراز "باتريوت" في قاعدة ليمونييه في يناير/كانون الثاني من عام 2024، وذلك عقب سماح حكومة جيبوتي بذلك، في خطوة استباقية لحماية القاعدة العسكرية من هجمات صواريخ الحوثيين، التي قد يصل مدى بعضها إلى 1200 ميل وتعمل بالوقود السائل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمیرکیة أمیرکیة فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزة
#سواليف
نقل موقع (أكسيوس)، الأربعاء، عن مصدرين وصفهما بالمطلعيْن أن مسؤولين كبارا من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر عقدوا ” #محادثات_سرية ” في البيت الأبيض بشأن وقف إطلاق النار في قطاع #غزة، مشيرا إلى أن #المفاوضات تسير في مسار إيجابي حاليا رغم وجود بعض الفجوات.
وأفاد المصدران بأن المحادثات ركزت على الخلافات الأساسية المتبقية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتناول القضايا المرتبطة بها.
وبحسب (أكسيوس)، فإن المبعوث الأميركي ستيف #ويتكوف التقى مسؤولا قطريا رفيعا وكذلك رون #ديرمر المستشار الأعلى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، حيث ركز الاجتماع على موضوع إعادة انتشار #الجيش_الإسرائيلي في غزة.
مقالات ذات صلةوبحسب المصدرين اللذين نقل عنهما موقع (أكسيوس)، فإن كلا من ويتكوف والمسؤول القطري أوضحا لديرمر أن الخريطة التي اقترحتها إسرائيل غير مقبولة.
وفي هذا السياق، قال المسؤول القطري إن حركة ( #حماس ) من المرجح أن ترفض الخريطة، وربما تنهار المحادثات بسببها، وطلب عدم تحميل الدوحة المسؤولية في حال #فشل_المفاوضات.
من جهته، قال ويتكوف لديرمر إن خريطة إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي تبدو وكأنها خريطة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، موضحا أنها غير مقبولة لواشنطن.
فجوات
في المقابل، جادل ديرمر خلال اللقاء بأن نتنياهو يتعرض لضغوط كبيرة من ائتلافه لعدم تقديم تنازلات كبيرة.
ونتيجة لذلك، أورد (أكسيوس) أن إسرائيل قدّمت لاحقا خريطة جديدة تشمل انسحابا أوسع للجيش من قطاع غزة، مشيرا إلى أن الخريطة الجديدة أدت إلى تقدم كبير في المحادثات وزادت بشكل ملحوظ فرص التوصل إلى اتفاق.
ورغم ذلك فإن الموقع نقل عن مصدر وصفه بـ”المطلع” قوله إنه لا تزال هناك فجوات، لكن المفاوضات تسير في مسار إيجابي حاليا.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال إن هناك “فرصة جيدة جدا” لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وذلك بعد لقائه نتنياهو أمس الثلاثاء للمرة الثانية خلال يومين لمناقشة الوضع.
وينص الاقتراح المدعوم من الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما على إطلاق سراح تدريجي للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من أجزاء من القطاع ومناقشات لإنهاء الحرب تماما.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ السابع تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 194 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.