شبكة اخبار العراق:
2025-07-03@03:06:05 GMT

سلاحكم.. يُفسد للوطن قضايا

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

سلاحكم.. يُفسد للوطن قضايا

آخر تحديث: 29 يناير 2024 - 9:40 صبقلم:رشيد الخيّون هل تبقى للبرلمانات مصداقيّة، وللديمقراطيّات قيمة، إذا دخلت فصائلُ مسلحة، تنافس فيها، وتخصص لها حصة مِن الوزارات؟ نعيد السُّؤال بوجهٍ آخر، في مثل هذه الأنظمة، هل للانتخابات معنى، إذا كانت السّياسة حامية لمحاصصة الفصائل؟ فيصبح البرنامج برنامج السّلاح الانتخابي؟! نعم، تجري انتخابات، وتمارس ديمقراطيّة، لكنَّ شريطةَ ألا تمس فاسداً وقاتلاً، له فصيل مسلح، محمياً مِن خارج الحدود، لهذا توهم الواهمون بالدّيمقراطيّة الزّاهيّة، كلما تكررت دورات الانتخابات.

لم يفهموا أنهم يتحدثون عن كوكبٍ آخر، لا عن بلادٍ صار فيها الفاسدون والقاتلون أسياداً، وأنَّ المشاركة في كلّ انتخابات، بوجود الفصائل المسلحة بالاعتقاد والبارود تضفي الشّرعيّة عليهم، وتحقق مقالة مَن قال: «ما ننطيها»! تكلم عمّا شئت ببلدان تديرها، في الحقيقة، فصائل بشعارات المقاومات والممانعات، إلا الأولياء، فالحديث عنهم، بغير تمجيد، الاغتيال والاختطاف ينتظرك، وينتظر القاضي الذي يحكم لك، والمحامي الذي يدافع عنك، فعن أي ديمقراطيّة تتحدثون، وفي أي وهم تعيشون. أشهد أنّ الفضلَ في هذا المقال، لأحد رؤساء الفصائل، المسؤول عن اختطاف واغتيال، سمعته، وكان وديعاً، يتحدث كأنه إمامٌ صوفي، مِن أتراب: معروف الكرخي أو الجنيد البغداديّ، أو شيخ مِن شيوخ «المندائيين المسالمين»، الذين لا يرون القتل حتّى دفاعٌ عن النَّفس، ويعتذرون للحيوان والطَّير المذبوح بترتيلة معروفة. سمعتُ صاحبنا يستشهد بالمقولة الذَّائعة السّائرة: «الاختلاف في الرّأي لا يفسد للود قضية». قالها صادقاً لا مدعياً، وأقول لا مدعياً، لأنه يعتبر نفسه على حقٍّ، وهل سمعتم مجنوناً اعترف بجنونه؟! فمال الدولة عنده مجهول المالك، بهذا يتصور الفساد فضيلة لا رذيلة، والمقتول بيده قصاصاً، لأنّ القتيل عميلٌ كافرٌ، لذا أنَّ كلَّ قتيلٍ بسلاح فصيل ديني، نُفذ بفتوى. لذا تجده يستغرب ممن يتهمه بالعمالة، وهو يرفع علم غير بلاده، فتلك راية مقدسة تعبر عن بيعةٍ في عنقهِ. دعونا نبحث قليلاً، بمقولة أو حكمة: «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»، لا يُعرف ناحَتها على وجه الدّقة، فقد نُسبت إلى أكثر مِن أديب وسياسي وشاعرٍ، ولستُ مصدقاً أحداً، لكنّ الثَّابت وردت ضمن ممارسات وأشعار قديمة، في التُّراث العربيّ. روى الجاحظ(ت: 255هجرية) عن أحوال الخطباء والشُّعراء: «ولم ير النَّاس أعجبُ حالاً مِن الكُميت والطِّرماح. وكان الكُميت عدنانيا عصبياً، وكان الطّرماح قحطانياً عصبياً، وكان الكُميت شيعياً مِن الغاليَّة، وكان الطِّرماح خارجيا من الصِّفريَّة، وكان الكُميت يتعصب لأهل الكوفة، وكان الطّرماح يتعصب لأهل الشَّام، وبينهما مع ذلك من الخاصة والمخالطة ما لم يكن بين نفسين قطٌ»(البيان والتَّبيين). كذلك روى الجاحظ: «كانت الحال بين خالد بن صفوان وشبيب بن شيبة، الحال التي تدعو إلى المفارقة، بعد المنافسة والمُحاسدة، للذي اجتمع فيهما من إتفاق الصِّناعة والقرابة والمجاورة، فكان يقال: لولا أنهما أحكم تميمٍ لتباينا تباين الأسد والنّمر»(نفسه). بيد أنَّ المقولةَ جاءت مطابقة لبيت عمرو بن امرؤ القيس(380ميلادية) وقيل لقيس بن خطيم(ت: 2 هجريّة)، ونُسب لآخرين، نَحنُ بِما عِندِنا وَأَنتَ بِما/عِندَكَ راضٍ وَالرَأيُ مُختَلِفُ«(سيبويه، الكتاب، والمَرْزُباني، معجم الشّعراء). مِن قصيدة مطلعها:«يا مالُ وَالسَيِّدُ المُعَمَّمُ قَد/ يُبطِرُهُ بَعضُ رَأيِهِ السَرِفُ». ذكرها الجاحظ في حديثه عن العمائم وأصحابها. على كلّ حال، صارت تلك المقولة الرّائعة، والخياليّة في الوقت نفسه، في متناول الصّادقين والمُدعين، تمثل بها الأخيار والأشرار، مَن يجادل بالكلام والسَّلام، ومَن يجادل ويده على السّلاح، كصاحبنا، وقضيته هلاك البلاد وإخضاع العباد، ووجدتُ متشددين تكفيريين تمثلوا بها عن قناعة. أقول: سفكتم وخطفتم وأفسدتم، لكنّ رحمة بعقولنا، لا تكثروا علينا، فنحن أمام قضية وطنٍ، سلامته لا تقبل سلاحكم رأيَّاً يفسد قضايا.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

ولي العهد السعودي يوجه بتمديد دراسة تنظيم العلاقة بين المؤجر والمُستأجر مدة لا تتجاوز 90 يومًا

بناءً على ما رفعته الهيئة العامة للعقار والجهات ذات العلاقة فيما يتعلق باتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لضبط العلاقة بين المؤجرين والمستأجرين، وحرصًا على استكمال المتطلبات التنظيمية للحلول المقترحة وضمان شموليتها كافة الأصول السكنية والتجارية والمكتبية؛ صَدرَ توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بتمديد فترة الدراسة إلى مدةٍ لا تتجاوز (90) يومًا، واستكمال كافة المتطلبات بما يكفل تحقيق التوازن بين مصالح الأطراف في القطاع العقاري.

ويأتي توجيه سمو ولي العهد -حفظه الله- ليؤكد حرص القيادة الرشيدة على مبدأ الشفافية كنهج ثابت في العمل الحكومي، وأن تكون هذه الدراسة مُراعية لكافة الأطراف ذات العلاقة بما يضمن العدالة في المعاملات الإيجارية، وحماية المستفيدين من أي تقلبات مهما كان مصدرها، والمحافظة على بيئة استثمارية جاذبة ومحفزة.

جريدة الرياض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عبد الباسط حمودة يرثي أحمد عامر: "محترم ومؤدب.. عمره ما شرب سيجارة وكان بيجري لعياله"
  • ولي العهد السعودي يوجه بتمديد دراسة تنظيم العلاقة بين المؤجر والمُستأجر مدة لا تتجاوز 90 يومًا
  • جمال عبدالحميد: ميدو عنده فكر أوروبي وكان لازم يكمل في تخطيط الزمالك
  • دافيد أنشيلوتي: فينيسيوس ساعدنا كثيرًا.. وكان دائمًا في قلب الملعب رغم الانتقادات
  • ولي العهد يمد فترة دراسة تنظيم العلاقة بين المؤجر والمُستأجر إلى مدة لا تتجاوز 90 يومًا
  • ولي العهد يوجه بتمديد فترة دراسة تنظيم العلاقة بين المؤجر والمُستأجر
  • ترامب يفتح النار على ماسك: شركاته تعيش على الإعانات وكان سيغادر أمريكا والأخير يرد
  • إيران.. والمُختَرَقون الحقيقيون
  • عضو محلية مستقبل وطن: ثورة 30 يونيو أعادت للوطن هويته الوطنية
  • برلمانية: ثورة 30 يونيو أعادت للوطن قراره وأثبتت صمود شعبه