ليبراسيون: إضعاف الأونروا اليوم سخيف وخطير
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
قالت صحيفة ليبراسيون إن عدة دول غربية بادرت بتعليق تبرعاتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فور اتهام إسرائيل موظفين تابعين للوكالة بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو قرار يرى الخبير السياسي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط جان بول شانيولود أن "له عواقب وخيمة".
وأوضحت الصحيفة -في مقابلة لخصتها ماريا مالاغارديس- أن أكثر من 10 دول غربية، بينها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة، علقت التمويل الحيوي لهذه المنظمة المسؤولة منذ عام 1949 عن مصير اللاجئين الفلسطينيين، والتي تعد مصدر المساعدات الإنسانية الوحيد لسكان قطاع غزة الذين يتعرضون لقصف الجيش الإسرائيلي منذ 3.
وقد قامت الأونروا فورا بإنهاء عقود 9 موظفين مشتبه بهم وتوفي آخر ولم يتم التعرف على الباقين، كما فتحت تحقيقا لتحديد المسؤوليات الدقيقة لعشرات الموظفين المستهدفين، ولكن ذلك لم يبد كافيا حيث جاءت سرعة رد فعل الدول المانحة بالتزامن مع صدور أمر محكمة العدل الدولية "بقبول" وقوع إبادة جماعية في غزة، ودعوتها لضمان تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين العالقين في قطاع غزة.
وتحدث الخبير بشؤون الشرق الأوسط عن دور الأونروا الذي لا غنى عنه في حياة 6 ملايين من اللاجئين الفلسطينيين، مليونان منهم بغزة، مشيرا إلى أن اليمين الإسرائيلي كان دائما معاديا لهذه الوكالة، وقد قام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بسحب الدعم المالي لها، ولكن خلفه جو بايدن أعاده.
لكن ما وراء الجانب المالي -كما يقول الخبير- دائما السؤال السياسي: كيف نجعل مسألة اللاجئين الفلسطينيين تختفي؟ لأن هذا هو المنطق الذي كان سائدا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حين كانت إسرائيل تستعد لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية، قبل أن تحيي الحرب الجارية فكرة القضاء على الأونروا.
موقفان متناقضان
ومع أننا لا ندري ما التهمة الموجهة إلى موظفي الأونروا، وأن رد فعل الوكالة الفوري بعد كشف إسرائيل عن تورط البعض كان صادقا وشفافا، فإن السرعة التي أوقفت بها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية تمويلها تثير تساؤلات، لأن إضعاف الأونروا اليوم سخيف وخطير، وهو أيضا دعم ضمني لموقف الحكومة الإسرائيلية والهجوم العنيف الذي تقوده في القطاع.
وأشار الخبير بشؤون الشرق الأوسط إلى أن الأوروبيين اتخذوا موقفا واضحا إلى حد ما يدعم تنفيذ الأمر الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، ولكن لدينا انطباع بأن بعض الدول مثل ألمانيا أرادت على الفور "إعادة التوازن" لهذا الموقف من خلال تعليق تمويل الأونروا في أعقاب الاتهامات الإسرائيلية.
شانيولود: اصطفاف الغربيين مع المواقف الإسرائيلية تجاه الأونروا علامة على تناقضاتنا وضعفنا في الدفاع عن القانون
ويبدو الموقفان -بالنسبة للخبير- متناقضين، إذ لا يمكن دعم الحاجة الملحة لمزيد من التدابير الإنسانية من ناحية، وقطع الأموال عن الأونروا التي تقدم هذه المساعدات في عين المكان من ناحية أخرى، ولأن ضرب هذه الوكالة يتعارض مع ما طلبته محكمة العدل.
وفي الوقت الذي تخلى فيه العالم عن السكان الفلسطينيين بشكل كامل، فإن وجود الأونروا في عين المكان يعيق الإستراتيجية الإسرائيلية التي تريد "تدمير كل شيء" كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي بوضوح، خاصة أن إسرائيل اليوم -كما يرى الخبير- تريد تصفية القضية الفلسطينية وإخراج الفلسطينيين من قطاع غزة، والأونروا هي الضحية الجانبية لهذه الإستراتيجية.
وعبر الخبير بشؤون الشرق الأوسط عن خشيته من أن يؤدي قرار قطع التمويل عن الأونروا إلى تعزيز فكرة طرد الفلسطينيين من غزة، مستنتجا أن اصطفاف الغربيين مع المواقف الإسرائيلية تجاه الأونروا "علامة على تناقضاتنا وضعفنا في الدفاع عن القانون".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: اللاجئین الفلسطینیین
إقرأ أيضاً:
المفوضية: توقعات بانخفاض عدد اللاجئين السوريين بالأردن
صراحة نيوز-توقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، انخفاض عدد اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن، لنحو 415 ألف لاجئ مع نهاية العام الحالي، في ظل التطورات السياسية والأمنية الجارية في سورية.
وتشير إلى أن العدد سيواصل الانخفاض ليصل لنحو 290 ألف لاجئ مسجل بحلول نهاية عام 2026، بحسب الغد.
وكانت المفوضية قد توقعت مطلع العام الحالي، عودة ما يقارب 200 ألف لاجئ سوري لبلادهم خلال العام الحالي، وهو ما تحقق فعلا حتى منتصف العام، بحسب بياناتها الرسمية.
وتتزامن هذه الأرقام، مع نتائج المسح الإقليمي المحسن حول تصورات اللاجئين السوريين ونواياهم بشأن العودة، الصادر في أيلول “سبتمبر” الماضي، والذي أظهر أن 80 % من اللاجئين السوريين أعربوا عن رغبتهم بالعودة لبلادهم يوما ما، بما يتوافق مع نتائج المسح الإقليمي السريع للنوايا الصادر في شباط “فبراير” من العام ذاته.
استمرار المخاوف
ومع ذلك، أظهرت نتائج المسح، تراجعا بنسبة من ينوون العودة خلال عام واحد فقط، إذ انخفضت من
40 % لـ22% بين اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن، ما يعكس استمرار المخاوف من الأوضاع داخل سورية وصعوبة تحقيق عودة آمنة ومستدامة.
ورغم أن المفوضية لا تشجع على العودة الجماعية أو الواسعة النطاق، إلا أنها تواصل دعم ومساندة اللاجئين الراغبين في العودة الطوعية، لضمان أن تتم هذه العودة بشكل آمن وكريم ومستدام.
وتتوقع المفوضية، أن يبقى عدد اللاجئين بالأردن الغالب من السوريين 92 %، مع 8 % من اللاجئين من جنسيات أخرى، كما من المتوقع أيضا، أن يبقى توزيع اللاجئين المقيمين في المخيمات وخارجها مستقرًا، حيث يقيم ما يقارب 18 % منهم في المخيمات، بينما تعيش الأغلبية خارجها.
ورغم هذا الاستقرار النسبي بالأعداد والتوزيع، ما يزال اللاجئون في الأردن يواجهون تحديات متزايدة، بخاصة مع انخفاض حجم المساعدات والخدمات المقدمة نتيجة تحوّل أولويات التمويل الدولي والضغوط على الموازنة العامة، وتحذر المفوضية من أن استمرار هذا الوضع قد يهدد المكاسب التي تحققت في السنوات الماضية على صعيد حماية اللاجئين ودعم المجتمعات المستضيفة.
وبحسب المفوضية في إستراتيجيتها للعام 2026، فإنه لطالما استفاد اللاجئون من الوصول للنظم الوطنية في التعليم والرعاية الصحية، وإلى حد ما إلى سوق العمل، ومع ذلك، تشكل تكلفة الخدمات الطبية والتعليم عوائق أمام وصول العديد منهم، كما يتطلب استمرار الوصول لهذه الخدمات دعما ماليا مستداما من الجهات الفاعلة في مجال التنمية.
تراجع توافر الخدمات
وفي حين أن العديد من اللاجئين قد وجدوا طرقا لتحقيق مستوى متواضع من الاعتماد على الذات في الأردن، فقد أثرت الصدمات الاقتصادية الأخيرة بشكل كبير على أسر اللاجئين. وقد أدى الانخفاض الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية إلى انخفاض في المساعدات الغذائية، والنقدية متعددة الأغراض، وتراجع توافر الخدمات بشكل عام، مما ساهم في زيادة أوجه الضعف.
وكان المسح الاجتماعي والاقتصادي لعام 2024، الذي أجرته المفوضية قد أشار لتزايد الفقر المدقع الذي يواجهه اللاجئون من مختلف الجنسيات، والتحديات في مجالات الصحة، والمأوى، والأمن الغذائي، ومستويات الديون، والدخل، وعمل الأطفال، وعدم المساواة بين الجنسين، وما يثير القلق، أن معدل الفقر وصل إلى 67 %.
وقد أدت التغييرات، بوصول اللاجئين السوريين لسوق العمل عام 2024 لتقليص فرص العمل القانوني، ما عرضهم للاستغلال وآليات التكيف السلبية، وفرض استمرار انخفاض الخدمات عام 2025 ضغوطًا إضافية على أسر اللاجئين، ما أجبرهم أحيانا على اتخاذ خيارات صعبة بتحديد أولويات نفقاتهم.
وذكرت، بأن غياب التشريعات الوطنية المتعلقة باللجوء، والرقابة المشددة على دخول النازحين قسرا إلى الأراضي والحصول على حق اللجوء، يستلزمان التركيز على قضايا الحماية الأساسية. وما يزال قرار مجلس الوزراء لعام 2019، الذي يُفصّل إجراءات إصدار التأشيرات لمواطني العديد من الدول، بما في ذلك الدول المصدرة للاجئين، يُقيّد الوصول لحق اللجوء والخدمات، لا سيما للاجئين وطالبي اللجوء من جنسيات غير سورية.
وتواصل المفوضية، إعطاء الأولوية للتسجيل وإدارة الهوية والتوثيق، بالتعاون الوثيق مع الحكومة الأردنية، وقد اتُخذت تدابير لتحسين الوصول لخدمات تسجيل المواليد والحماية الأخرى، بما في ذلك إدارة حالات حماية الطفل العاجلة والناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويتعين على اللاجئين المقيمين بالمخيمات التقدم بطلب للحصول على إذن لمغادرة المخيم مؤقتًا، بما في ذلك للزيارات العائلية أو العمل، ويواجه اللاجئون الذين يغادرون المخيمات دون إذن رسمي قيودًا على وصولهم إلى الخدمات والدعم.
وتذكر المفوضية في خطتها أنّ بيئة الحماية العامة في الأردن تعد مواتية للأطفال اللاجئين، حيث تواصل الحكومة بذل جهود كبيرة لتعزيز أنظمة الحماية، إلّا أنّ الأطفال ما يزالون معرضين لمخاطر مثل إساءة المعاملة والإهمال والزواج والعمالة- غالبا بسبب آليات التكيف السلبية التي تحركها الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.
وبالمثل، يمكن أن يؤثر العنف القائم على النوع الاجتماعي على الأفراد داخل مجتمعات اللاجئين. وعلى الرغم من وجود أطر قانونية لمقاضاة الجناة، إلا أن تحديات التنفيذ، بما في ذلك بسبب عوائق الإبلاغ، غالبًا ما تعيق وصول الناجين إلى الحماية والدعم الشاملين.
وأكدت المفوضية أنّ احتياجات إعادة التوطين مرتفعة للغاية، حيث يُتوقع أن يحتاج أكثر من 32.500 لاجئ في الأردن إلى إعادة التوطين. ومع ذلك، ونظرًا لمحدودية حصص إعادة التوطين والمسارات التكميلية، ستُركز الأولوية على اللاجئين من جميع الجنسيات ذوي الاحتياجات الملحة للحماية. كما ستواصل المفوضية العمل مع شركائها لزيادة الوعي بالمسارات الأخرى المتاحة للهجرة الآمنة والنظامية إلى بلدان ثالثة، وتعزيز إمكانية الوصول إليها، ودعم اللاجئين في الحصول على حلول مستدامة.
وترتكز إستراتيجية المفوضية في الأردن على أولويتين إستراتيجيتين الأولى تسهيل العودة المستدامة إلى سورية، حيث تعمل المفوضية في الأردن على تعزيز جهودها لتسهيل العودة الطوعية والآمنة والكريمة في الوقت المناسب، بما يتماشى مع المعايير الدولية. والثانية حماية اللاجئين الذين ما يزالون في الأردن حيث تواصل المفوضية برامجها المتعلقة بالحماية والمساعدة للاجئين الذين ما يزالون في الأردن.