مؤتمر عودة الاستيطان إلى غزة.. ورقة اليمين المتطرف لابتزاز نتنياهو
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
القدس المحتلة- حمل مؤتمر "العودة للاستيطان في قطاع غزة والتهجير الطوعي للفلسطينيين" الذي نظمته جمعيات استيطانية وأحزاب اليمين المتطرف في القدس المحتلة، رسائل كثيرة تُجمع على تحول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى رهينة لسياسات وأيدولوجيا هذا اليمين.
والمؤتمر، الذي عقد الأحد، وجاء عقب قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي ومطالبتها حكومة الاحتلال باتخاذ إجراءات لمنع الإبادة الجماعية وتجنب استهداف المدنيين الفلسطينيين في الحرب على غزة، عكس الخلافات وتباين المواقف الإسرائيلية حيال اليوم التالي للحرب، وكذلك حالة الإرباك التي تشهدها الخارطة السياسية الإسرائيلية في ظل استمرار القتال.
ويدعو المؤتمر إلى الاستيطان في كل فلسطين التاريخية لدوافع دينية توراتية، ويقول المحللون إنه عمق الشرخ والصراع في المجتمع الإسرائيلي بشأن هوية "الدولة اليهودية"، وعكس حالة الاستقطاب ما بين التيار الديني والعلماني التي خفتت حدتها قليلا مع اندلاع معركة "طوفان الأقصى".
واتفقت تقديرات بأن هذا المؤتمر أتى بضوء أخضر من نتنياهو الذي انتدب بعض وزراء وأعضاء الكنيست عن حزب الليكود للمشاركة بالمؤتمر إلى جانب تحالف "الصهيونية الدينية الجديدة" و"القومية المسيحانية" ومجلس المستوطنات في الضفة الغربية.
ورجّحت تحليلات إسرائيلية أن دعم نتنياهو الخفي لهذا المؤتمر يعكس الاستقطاب بالمشهد السياسي والحزبي بتل أبيب، وكذلك خضوعه لابتزازات التيارات الدينية واليمين المتطرف لمنع تفكك ائتلاف حكومته، وخشية إنهاء مسيرته السياسية والإطاحة به عن كرسي رئاسة الوزراء.
وتحت عنوان "حفلة الشاي المسمومة"، كتب المحلل السياسي أمير بار شالوم، مقالا في الموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل" انتقد فيه المؤتمر وتوقيت انعقاده. وقال إن "الكاهانية احتفلت بأعظم انتصار في تاريخها في كرنفال مسعور من الخطب والأغاني والرقصات التي تعجز كلمة خزي عن وصفها".
وأضاف "يأتي مؤتمر اليمين المتطرف في وقت يخاطر فيه عشرات الآلاف من الجنود بحياتهم في قطاع غزة، فيما يبقى مصير أولئك الذين تم اختطافهم ويُحتجزون في أنفاق حركة حماس مبهما، بينما مناطق بأكملها من البلاد هجرها سكانها الذين أصبحوا نازحين داخليا، والاقتصاد في خطر".
وأوضح المحلل السياسي أن المؤتمر، الذي شارك فيه وزراء وأعضاء كنيست من اليمين والليكود، يأتي عقب قرار محكمة لاهاي حيث أصبحت مكانة إسرائيل الدولية أكثر غموضا من أي وقت مضى.
وتابع "ما لا يقل عن 26 وزيرا ونائبا بالكنيست تحدثوا وغنوا ورقصوا بنشوة في "مؤتمر النصر" الذي يدعو إلى تجديد الاستيطان اليهودي في قطاع غزة، بعد ترحيل الفلسطينيين فيما بات يُعرف لدى اليمين المتطرف بالهجرة الطوعية".
ويعتقد بار شالوم أنه إذا لم يتم كبح جماح الأشخاص الذين رقصوا حول "العجل الذهبي" في "مباني الأمة" في القدس، ودفعهم إلى هامش المجتمع الإسرائيلي، "فسيُغرقون إسرائيل في هاوية أعمق بكثير من تلك التي سقطنا فيها جميعا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
جنون
بدوره، أكد الحاخام داني دانييلي، في مقالة بالموقع الإخباري "واللا"، أن ما يسمى "مؤتمر النصر والعودة للاستيطان في غزة يعكس النزعة المسيانية التي سيطرت على السلطة في إسرائيل، وأنه بمثابة جنون ولا يعبر عن حضور الجمعيات والمنظمات اليهودية فقط، بل عن ائتلاف حكومة نتنياهو الفاشل والخطير".
وأوضح دانييلي العضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة "حاخامات لحقوق الإنسان"، أن هذا المؤتمر يشير إلى أن "الشعب اليهودي" لم يستخلص العبر من التجارب وما حصل معه في الماضي. وقال "وكأننا لم نتعلم شيئا من الفظائع التي عاشها شعب إسرائيل".
وأضاف أن هذا المؤتمر سبقته، في الأسابيع الأخيرة، تصريحات كثيرة لشخصيات إسرائيلية عديدة تحدثت وكتبت صراحة عن احتلال قطاع غزة وضم أجزاء كبيرة من شماله وترحيل "طوعي" للفلسطينيين، وإقامة مستوطنات يهودية في الأراضي المزمع احتلالها وضمها.
وأكد أن "كل ذلك يترافق مع لغة انتقامية متطرفة للإسرائيليين تجاه جميع سكان غزة دون تمييز، ومطالبة الحكومة بعدم السماح بإدخال المساعدات الغذائية والإنسانية، وعدم إنهاء الحرب دون تحقيق أهدافها غير الواضحة أصلا".
إن انعقاد هذا المؤتمر في الوقت الحاضر، يقول الحاخام دانييلي "يعكس ويعبر بشكل جيد عن صورة وجوهر اليهودية الإسرائيلية المسيانية المتطرفة التي أكسبتها قبضة محكمة على أنظمة ومقاليد الحكم في إسرائيل، والتي تولي أفضلية للتفوق اليهودي العنصري".
حالة إحراج
في الجانب السياسي، تقول محللة الشؤون السياسية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، موران أزولاي، إن انعقاد المؤتمر وسط القتال في خان يونس ومناطق أخرى في قطاع غزة تسبب في حالة إحراج لبعض قيادات الليكود وحتى نتنياهو الداعم الخفي لهذا التوجه .
ولفتت أزولاي إلى أن حالة الإحراج انعكست في الشعارات والنصوص والتصريحات التي أُسمعت في المؤتمر، والتي كانت ذات يوم ملكا للمتطرفين اليمينيين والأشخاص المهمشين في المشهد السياسي الإسرائيلي.
"معظم وزراء الحزب الحاكم الذين لم يحضروا مؤتمر اليمين شعروا بعدم الارتياح"، تقول أزولاي "لكن، لماذا يخشون الوقوف ضد المؤتمر علنا؟ ولماذا يرفض العديد من أعضاء الليكود طرح وجهة نظرهم المتطرفة؟".
ورجحت أن الصمت في الليكود والتحفظ الخجول من قبل نتنياهو بشأن المؤتمر وتوقيت انعقاده، وحتى مضامينه وشعاراته، يعكس حالة الضرر التي تسبب بها المؤتمر الذي يزيد من الخلاف الداخلي في إسرائيل، وبالتالي الانخراط في سياسة أكثر إثارة للانقسام، كما يمكن أن تنتج عنه تحديات دولية معقدة.
وتعتقد محللة الشؤون السياسية أن نتنياهو محاصر، وبات رهينة لدى تحالف الصهيونية الدينية برئاسة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وحزب "عظمة يهودية" برئاسة الوزير إيتمار بن غفير. ورجحت أن التحدي الأكبر لنتنياهو لم يأت بعد، وأن ذلك سيكون مقابل صفقة تبادل ووقف الحرب وهو ما يهدد ائتلاف حكومته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الیمین المتطرف هذا المؤتمر فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية يشهد مؤتمر الكلى السنوي بالمنصورة
شهد اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، اليوم المؤتمر الخامس لوحدات الكلى الذي نظمته مديرية الصحة بنادي جزيرة الورد بالمنصورة، بحضور العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد غنيم مؤسس مركز الكلى والمسالك البولية بالمنصورة ورائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط.
وقال محافظ الدقهلية "إن سعادتي غامرة اليوم بوجودي بين نخبة متميزة من أساتذة وأطباء الكلى، ووجود العالم الجليل الدكتور محمد غنيم معنا الذي نحمل له جميعا كل التقدير والاحترام، والذي يعود له الفضل في تأسيس وريادة مركز الكلى بالمنصورة، كما أرحب بالحضور جميعا من مختلف التخصصات الذين نفخر بهم جميعا ونباهي بعلمهم ومكانتهم بين الأمم".
وأكد "مرزوق" أن محافظة الدقهلية وعاصمتها المنصورة لها سمعتها الطبية واسعة النطاق، لما تقدمه من خدمات طبية متكاملة ومتميزة لكافة المرضى على مستوى الجمهورية وخارجها، وأن مدينة المنصورة هي عاصمة مصر الطبية التي يتوافد عليها المرضى من جميع المحافظات لتلقي العلاج، ولا ندخر جهدا في توفير كافة الخدمات الطبية اللازمة للجميع.
ووجه محافظ الدقهلية حديثا لشباب الأطباء الحاضرين مؤكدا لهم أنهم مستقبل مصر الواعد وأمل الأمة وعليهم مسئولية استكمال مسيرة البناء والعطاء واستمرارية البذل والتضحية، لتظل الدقهلية منارة لكافة العلوم وفي مقدمتها العلوم الطبية، وتظل متميزة بكوادرها العلمية والبحثية وتحافظ على مكانتها وصدارتها، مؤكدا لهم أن لديكم قامات علمية لا بد من الاستفادة من علمهم وخبرتهم وعطاءهم، مشددا على ضرورة العمل من أجل الوطن لأجل غدا أفضل لنا ولاجيالنا.
كما وجه محافظ الدقهلية تحية شكر وتقدير، للدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة، على جهوده المتميزة ودعمه المتواصل لمحافظة الدقهلية، والشكر والتقدير للصحة لإدخال برنامج العلاج النفسي لمرضى الغسيل الكلوي، كما وجه الشكر والتقدير للحضور جميعا وللقائمين على تنظيم هذا المؤتمر واهتمامهم بانجاحه، داعيا أن يخرج المؤتمر بتوصيات ونتائج تواجه كافة التحديات وتضع الحلول لكافة المشكلات، والخروج بنتائج ملموسة تنعكس على الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين من شتى البلاد.
في ختام المؤتمر، أعلن النائب طارق عبد الهادي عضو مجلس الشيوخ عن تبرع جمعية جزيرة الورد الخيرية، بوحدة غسيل كلوي كاملة لمديرية الصحة، وقدم محافظ الدقهلية درع مديرية الصحة للدكتور محمد غنيم، وقدم النائب طارق عبد الهادي درع النادي لمحافظ الدقهلية، وللدكتور محمد غنيم، وللدكتور تامر مدكور وكيل وزارة الصحة، والدكتور أحمد البيلي وكيل المديرية للطب العلاجي.
ومن خلال استعراض بريزنتيشن لأعمال المؤتمر، أوضح أنه سيناقش هذا العام المستجدات العلمية في مجال الكلى كما يشمل أيضا جلسة لتقديم الحالات النادرة والصعبة التي تم علاجها بأقسام الكلى بالمستشفيات المختلفة بالدقهلية، وسيتم تنظيم مسابقة علمية طبية بين وحدات الكلى وكذلك سيتم تكريم أكثر وحدات الكلى تميزا وتطورا في تقديم الخدمة الطبية لعام 2025.
كما أوضح أن وحدات الكلى بالدقهلية تعتبر الأكثر تميزا والأكبر من حيث عدد المرضى وعدد الماكينات على مستوى الجمهورية، حيث تقدم وحدات الكلى بالدقهلية الخدمة لعدد 3000 مريض من خلال 30 وحدة غسيل كلوي موزعة بمختلف أماكن المحافظة وبها عدد 1030 ماكينة غسيل كلوي وتقدم سنويا 450.000 ألف جلسة غسيل كلوي، كما توفر خدمات الغسيل الكلوي لمرضى الفيروسات الكبدية فيروس سي وبي وتم افتتاح وحدة الغسيل الكلوي لمرضى نقص المناعة المكتسب بمستشفى حميات المنصورة، وتقوم المستشفيات بالغسيل الكلوي للحالات الطارئة أيضا.
جاء المؤتمر الدكتور طارق الباز رئيس الجمعية العربية لأمراض الكلى، والدكتور أيمن الرفاعي رئيس الجمعية المصرية لامراض الكلى، الأستاذ الدكتور جمال السعدي رئيس الجمعية الأفريقية لأمراض الكلى، والأستاذ الدكتور محمد صبح الرئيس الشرفي لرابطة أطباء الكلى بالدقهلية، والدكتورة علياء الغمراوي مدير إدارة المستشفيات ومدير إدارة الكلى بالوزارة، الأستاذ الدكتور علي توفيق نقيب أطباء الدقهلية، الدكتور أسامة الشحات سفير الجمعية العالمية للكلى ونقيب الأطباء السابق، ولواء دكتور نهى محمود خليفة مدير طبي بمستشفى الطلبة بالمجمع الطبي بقطاع الخدمات الطبية، والدكتور تامر مدكور وكيل وزارة الصحة، الدكتور أحمد البيلي وكيل المديرية للطب العلاجي، الدكتور أحمد الموافي مدير إدارة الكلى، والدكتور محمد رياض مدير التأمين الصحي، وعدد من مديري إدارات الكلى بالمحافظات المختلفة وجميع رؤساء أقسام الكلى وأطباء الكلى بالدقهلية.
جانب من المرتمر 1000214082 1000214086 1000214050 1000214044 1000214043 1000214094 1000214096 1000214041 1000214067 1000214040 1000214083 1000214034 1000214030 1000214042 1000214038 1000214002 1000214070 1000214007 1000214008 1000214009