الجزيرة:
2025-05-30@10:48:45 GMT

كاتب روسي: أفكار لتغيير النظام العالمي الحالي

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

كاتب روسي: أفكار لتغيير النظام العالمي الحالي

يقول الكاتب الروسي فينيامين بوبوف، في تقرير له نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا"، إن الحروب في أوكرانيا وغزة وضعت نهاية للعالم الأحادي القطب بعد اقتناع كثيرين بتراجع النفوذ الأميركي والاعتراف بذلك من قِبَل واشنطن نفسها.

وأوضح أن دول الجنوب العالمي تتحدث بشكل متزايد عن فقدان الثقة في أميركا، وقد حان الوقت لرسم الخطوط التقريبية لنظام عالمي جديد على الأقل.

ووفقا لبوبوف فإن الأفكار التالية جديرة بالمناقشة لوضع تغييرات في نظام العلاقات الدولية القائمة حاليا:

إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بحيث يمكن لمجموعة البريكس أن تقترح ضم الهند كقوة عالمية عظمى عضوا دائما يتمتع بحق النقض، وإضافة إيران والبرازيل وجنوب أفريقيا كدول غير دائمة العضوية، تمثل آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. حرمان بريطانيا من العضوية الدائمة حرمان بريطانيا من وضعها كعضو دائم في مجلس الأمن، خاصة أن العديد من المستعمرات السابقة تطالبها جديا بالتعويض عن استغلال ونهب هذه البلدان. وكحل وسط، يمكن لبريطانيا أن تحتفظ بمقعد في مجلس الأمن، ولكن من دون حق النقض. في حين يمكن لفرنسا تمثيل الاتحاد الأوروبي بأكمله. وبرر الكاتب فكرته بأن أوروبا ممثلة تمثيلا زائدا في مجلس الأمن الدولي، خاصة وأن حجم اقتصادها في عام 2022 بلغ 19.8 تريليون فقط، وبلغ حجم الاقتصاد الأميركي 25 تريليونا. نقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك إلى إحدى المدن الآسيوية مثل إسطنبول أو كوالالمبور، أو الأفريقية مثل القاهرة أو نيروبي. تغيير تركيبة أهم المنظمات الاقتصادية الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فضلا عن الاتحادات العالمية الأخرى لصالح دول الجنوب العالمي.

إلغاء الديون على الـ25 دولة الأفقر في العالم نظرا لعبودية الديون التي يفرضها الغرب على أفقر بلدان الجنوب العالمي، ينبغي البدء في اتخاذ قرارات لإلغاء ديون الدول الـ25 الأقل نموا. علاوة على ذلك، يمكن لأعضاء مجموعة البريكس التوصل إلى مبادرة لتخفيف عبء الديون بشكل كبير عن البلدان النامية الأكثر ضعفا وبدء العمل على تشكيل نظام دفع جديد دون تأخير. تبني شعار رئيسي للعمل على تقليص الفجوة بين الفقراء والأغنياء. ويمكن النظر في أفكار حول فرض ضريبة إضافية على الثروة التي تزيد على مبلغ معين. ورفض المحاولات التي تبذلها القوى الغربية لتحويل عبء مكافحة التلوث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى المنتجين الذين يقع أغلبهم في الجنوب العالمي. خطة واضحة لإنشاء دولة فلسطينية وضع خطة واضحة لتنفيذ مقررات الأمم المتحدة بشأن إنشاء دولة فلسطينية. ومن المهم التركيز بشكل خاص على الإطار الزمني لتنفيذ هذا المشروع والضمانات الدولية المقابلة له. كما ينبغي أن يكون أعضاء مجموعة البريكس، وخاصة دول الشرقين الأدنى والأوسط الجهات الفاعلة الرئيسية. إنشاء هيئة جديدة تابعة لمجلس الأمن الدولي مهمتها وضع خطط طويلة المدى للتعاون العالمي الواسع النطاق، في المقام الأول في مجال الثقافة والعلاقات الإنسانية، لإيجاد حلول للمشاكل العالمية على غرار معالجة الذكاء الاصطناعي والتلوث البيئي وتغير المناخ والحد من احتياطيات المياه العذبة فضلا عن الأراضي المناسبة للزراعة والعديد من الموارد الطبيعية الأخرى. تشكيل مجلس للحضارات تمثل فيه 3 دول الحضارات الموجودة حاليا؛ الأرثوذكسية السلافية، والغربية، والهندية، والصينية، والإسلامية، والأفريقية والأميركية اللاتينية. ويمكن أن يضم هذا المجلس الجديد ممثلين عن الدول الكبرى التي لا تتناسب مع إطار هذه الثقافات السبع، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام وغيرها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجنوب العالمی مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

ما العمل بعد نهاية النظام العالمي؟

أكثر الناس إدراكاً لنهاية ما يسمى النظام العالمي هم مخططوه. وفي طريقة أشبه بصاحب الكرة الذي يدعو المحيطين به للعب معه، على أرض خططها على طريقته وأتى بحكم لقَّنه قواعد اللعبة التي صممها ليضمن الفوز، لتبدأ المباريات وتنتهي كل مرة بنتائج تعلن فوزه مع فريقه وفقاً للقواعد.

ثم أتقنت الفرق الأخرى قواعد اللعبة وبدأت بالفوز في بعض المباريات، لم يعر صاحب الكرة الأمر اهتماماً في البداية ما دام يستأثر بالفوز. فلما اشتدت المنافسة ولم يعد الفوز حليفه، اشتط غضباً وحمل كرته ومضى بها معلناً أن النتائج على النحو المشهود لم تكن مسعاه، فطرد الحكم وشرع في طمس معالم الملعب ومحو قواعد اللعبة القديمة، ليفكر في لعبة جديدة يكسب نتائجها.

بطبيعة الحال، عالم الواقع أكثر تعقيداً من عالم صاحب الكرة، فالمتنافسون سعياً للتقدم في لعبة الأمم لن ينتظروا نظاماً جديداً يُنعم به عليهم من احترف الفوز في النظام القديم، بل سيسعون إلى ترتيب البدائل التي تيسر حركة التجارة والاستثمار وتنظم سريانها وتسوي منازعاتها.

وفي هذه الأثناء سيسعون إلى احتواء اللاعب القديم؛ فقد صار لديهم ما يخسرونه إذا ما افتعل المعارك ليطيل أمد الهيمنة بكل ما يتاح له من سبل استخدام القوة بأنواعها ناعمة كانت أم خشنة، أو مزج بينهما بما تيسر له من ذكاء مفترض.

وما دمنا بصدد القوة في العلاقات الدولية فلنرجع إلى آخر ما كتبه جوزيف ناي، الأستاذ بجامعة هارفارد، ونُشر قبل وفاته بأيام في عدد شهر أبريل (نيسان) الماضي من مجلة «أفريكان إيكونومي» المعنية باقتصاد القارة السمراء، وكان قد اختصها بمقال عن مستقبل النظام العالمي، أشار فيه إلى أنه بعد القرن الماضي الذي شهد سيطرة أميركية بعد نهاية الحرب الباردة في عام 1991، بما أسفر عن تدعيم مؤسسات واتفاقيات دولية قائمة وإنشاء أخرى تؤكد نهج الاعتماد على القواعد الحاكمة في إدارة العلاقات الدولية. لعب فيها دور حكام اللعبة الدولية مؤسستا بريتون وودز المتمثلتان في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية والاتفاقية الإطارية لتغيرات المناخ وغيرها. ولكن مع اطراد الصعود الآسيوي، وقبل قدوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسدة الحكم بفترة بدأ تنبؤ المحللين بأن عصر الهيمنة الأميركية يوشك أن يرى نهايته، مع توزيع جديد للقوة.

جاءت المكاسب الآسيوية المتنامية منذ مطلع هذا القرن على حساب أوروبا، فما زالت الولايات المتحدة تحتفظ بنصيبها الذي تمتعت به لعقود وهو ربع الاقتصاد العالمي. ورغم تقدم الصين فاقتصادها لم يتفوق على المنافس الأميركي بعد. وعلى الرغم من تطورها العسكري الوثاب فإنها تأتي بعد الولايات المتحدة وزناً في آلة الحرب، ولا تتمتع بتحالفاتها، أو تقدمها التكنولوجي، حتى الآن.

النقطة المحورية هي تلك التي اختتم بها جوزيف ناي مقاله، والتي تمزج بين معرفته البحثية وخبرته العملية، مساعداً سابقاً لوزير الدفاع الأميركي، وخلاصتها أنه «إذا ما تآكل النظام الدولي الراهن فإن السياسات المحلية الأميركية تتحمل مسؤولية هذا التآكل بقدر مسؤولية الصعود الصيني عنه».

وقد ترك السؤال مفتوحاً عما إذا كان ما يشهده العالم منذ تولي الإدارة الثانية للرئيس ترمب من هجوم متوالٍ على التحالفات والمؤسسات الدولية التي بنيت القرن الماضي، بداية طويلة لانحدار أميركي، أم هي مجرد مرحلة دورة ستشهد صعوداً بعدما تصل للدرك الأسفل من القاع. وقد دعا ناي إلى الانتظار للتعرف إلى الحقيقة بين الأمرين مع بداية ولاية رئيس أميركي جديد في 2029. لم يمنح القدر الفرصة لناي للتعرف إلى الرئاسة الجديدة لما بعد ترمب وتوجهاتها، ولا أحسب أن سائر العالم معلقة مصائره انتظاراً لما سيقرره الناخب الأميركي ومزاجه، ويجب ألا تكون.
سنشهد مزيداً من محاولات الكر والفر في معركة التجارة الدولية لتخفيض التعريفة الجمركية
سنشهد مزيداً من محاولات الكر والفر في معركة التجارة الدولية لتخفيض التعريفة الجمركية المفروضة أحادياً في الثاني من أبريل الماضي الذي سماه ترمب «يوم التحرير» للتعريفة الجمركية الذي أعقبه التاسع من أبريل وهو «يوم تجميد» هذه التعريفة لتسعين يوماً، بعدما انتفضت الأسواق المالية متقلبة بعد تصعيد الحرب التجارية. وقد وجدنا اتفاقيات تجارية للتوصل لترتيب أفضل مع الولايات المتحدة، أو قُل أقل سوءاً مما صار في يوم التحرير، على النحو الذي تم بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وما يسعى إليه الاتحاد الأوروبي أيضاً.

وربما استجابت بلدان عالم الجنوب، ومنها البلدان العربية والأفريقية، لدعاوى الناصحين لها بزيادة القيمة المضافة بتصنيع ما تملكه من ثروات طبيعية وتعدينية على أرضها بدلاً من الاسترسال في النمط المتدني لعلاقاتها التجارية بتصديرها خاماتٍ وسلعاً أولية، وذلك بعقد منافسة مفتوحة بين الشركات الراغبة في التصنيع بخاصة مع الرغبة الجامحة للولايات المتحدة في الحصول على المواد الخام الحرجة اللازمة للصناعات التكنولوجية المتقدمة، بخاصة مع تقدم الصين في الولوج لمصادرها بخاصة في أفريقيا.

ويقترح الاقتصاديان فيرا سونغ وي وويتني شنيدمان أن الولايات المتحدة في اتفاقياتها التجارية الجديدة مع أفريقيا عليها أن تعلي فرص زيادة التعاون في التصنيع بالقارة لكي تحظى بفرص تفوق الصين التي سبقتها بالفعل إلى القارة.

والأهم مما سبق هو كيفية قيام دول عالم الجنوب، وقد أدركت زوال النظام القديم، بإدارة عملية التنمية والتقدم بارتكازها على البشر، والتنويع الاقتصادي، والتحول الرقمي، وتيسير الاستثمار، وثورة في البيانات. وفي هذه المرتكزات والممكنات الخمس ما نفصله في مقال قادم.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يبحث اليوم تهديدات السلم العالمي الناجمة عن تصرفات أوروبية
  • الشعب الجمهورى: القانون الحالي لانتخابات مجلسي النواب والشيوخ نتج عن حوار وطني
  • وزير الزراعة يبحث مع الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للأسمدة سبل تعزيز الأمن الغذائي العالمي ودور الأردن كشريك رئيس في سلاسل الإمداد المستدامة
  • بكاء وصور أجساد تحترق في جلسة مجلس الأمن الدولي
  • باكستان تدعو مجلس الأمن الدولي إلى التحرك فورا لوقف الإبادة الجماعية في غزة
  • بن جامع يُلقي كلمة حول الوضع في فلسطين في مجلس الأمن الدولي
  • بن جامع يلقي كلمة حول الوضع في فلسطين في مجلس الأمن الدولي
  • نحو إنهاء إرث الانقلابات وترسيخ النظام المدني.. أردوغان يتحرك لتغيير دستور 1980
  • ما العمل بعد نهاية النظام العالمي؟
  • روسيا تطلب اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث أزمة أوكرانيا