«وقت مستقطع».. أرجوحة تعيد البسمة لوجوه أطفال في غزة
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
يتجمع عشرات من الأطفال النازحين في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، حول أرجوحة بسيطة بانتظار دورهم في اللعب والتسلية، في وقت مستقطع بعيدا عن أجواء الحرب الإسرائيلية. ومنذ بداية الحرب لا يجد الأطفال مكاناً للعب خاصة في ظل تواصل القصف الإسرائيلي ما يزيد من الضغوط النفسية عليهم، وهو ما حاول الشاب الفلسطيني محمد عاشور مواجهته عبر تشغيل أرجوحة للترفيه عن الأطفال.
أجواء من الفرح
وتقول الطفلة حلا بركات (8 أعوام): «كل يوم نأتي لنلعب على الأرجوحة مجانا وحتى نعيش أجواء من الفرح والسعادة ولننسى الحرب والقصف والخوف».
وتضيف بركات لمراسل الأناضول: «اللعب بالأرجوحة يجعلنا نرفه عن أنفسنا وينسينا الخوف والرعب الذي نعيشه كل يوم بسبب القصف وأصوات الصواريخ، فالأطفال ظلموا في هذه الحرب». وتوضح هذه الطفلة أنها نزحت من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، برفقة والدتها وأشقائها الصغار فقط، تحت القصف وإطلاق النيران الإسرائيلية، فيما بقي والدها وبعض الجيران في المنطقة رغم الخطر الشديد.
وتتابع بركات: «حرام عليهم موتوا الأطفال والنساء، ونحن قلقون على الناس الموجودين في غزة، وإن شاء الله نعود لهم سالمين عندما تنتهي الحرب». ويعبر الطفل بسام بركات عن فرحته وسعادته بركوب الأرجوحة، ويقول: «نأتي للعب يوميا حتى ننسى الضرب والقصف الإسرائيلي، ونرفه عن أنفسنا لأن هذه الحرب قاسية وصعبة».
ويشير الطفل النازح من مدينة غزة باتجاه المحافظة الوسطى وخان يونس قبل نزوحه الأخير إلى رفح، إلى معاناة الأطفال بفعل الحرب والنزوح المتكرر.
واستقبلت رفح منذ بداية العدوان الإسرائيلي ما يزيد عن مليون نازح من مختلف مناطق القطاع، ما رفع عدد سكان المدينة إلى مليون و300 ألف نسمة، بحسب تصريح سابق للأناضول لرئيس بلدية رفح أحمد الصوفي.
محاولة لتخفيف الضغط النفسي
الشاب محمد عاشور، صاحب الأرجوحة، يقول إنه كان يستخدمها في شهر رمضان والأعياد والعطلات الدراسية فقط لكن بسبب استمرار الحرب والضغوط النفسية الكبيرة التي يتعرض لها الأطفال قرر تشغيل الأرجوحة لإضفاء نوع من المرح على حياة الأطفال.
ويضيف عاشور (27 عاما)، وهو يلف الأرجوحة بشكل يدوي بكلتا يديه: «منذ ٥ سنوات أمتلك هذه الأرجوحة وأقوم بتشغيلها في أوقات معينة للحصول على دخل بسيط منها، لكن مع بداية الحرب قررت تشغيلها للأطفال مجانا».
ويضيف لمراسل الأناضول: «هذه الحرب المدمرة استهدفت الأطفال بشكل عنيف جدًا، ولم تشفع لهم طفولتهم، لذلك قررت تشغيلها لإسعادهم وإخراجهم من أجواء الحرب وحتى ينسوا الألم الذي عاشوه ولا يزالوا بفعل القصف والتدمير».
ويبدي عاشور سعادته الغامرة بمساعدة الأطفال في اللعب على الأرجوحة وتخفيف آلامهم وإعادة رسم البسمة على وجوهم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة الأطفال النازحين مدينة رفح
إقرأ أيضاً:
إطلاق البرنامج الصيفي لتنمية مهارات أطفال التوحد بالمركز الوطني
مسقط- الرؤية
انطلق، الثلاثاء، البرنامج الصيفي بالمركز الوطني للتوحد التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، والذي يأتي انطلاقًا من حرص المركز على استثمار فترة الإجازة الصيفية في دعم الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، وتمكينهم من اكتساب وتطوير مهاراتهم الضرورية في بيئة تعليمية ترفيهية آمنة ومنظمة.
ويهدف البرنامج إلى تعزيز الجوانب السلوكية والاجتماعية والأكاديمية والوظيفية لدى حالات اضطراب طيف التوحد، وذلك من خلال إقامة مجموعة من الأنشطة المبتكرة والتجارب العملية المخصصة لهم.
ويعد البرنامج الصيفي امتدادًا للعمل التأهيلي والتعليمي الذي تتلقاه الحالات من ذوي اضطراب طيف التوحد خلال العام التأهيلي، حيث يركز على تعزيز مهاراتهم وتحقيق دمجهم واستقلالهم من خلال ما يقدم لهم من أنشطة تدريبية عملية تساعدهم على اكتساب مهارات الحياة اليومية في بيئة عملية تطبيقية قائمة على محاكاة حقيقية ومحفّزة، ويركز أيضا على دعم مهارات التواصل واللغة من خلال جلسات فردية وجماعية تُستخدم فيها وسائل التواصل البديلة والتقنية المساعدة لتسهيل التعبير عن احتياجاتهم وأفكارهم. إلى جانب ذلك يراعي البرنامج الفروقات الفردية بين الحالات، والذي يأتي نحو آلية تلبي احتياجات كل حالة وفقًا لقدراتها وإمكاناتها، مما يضمن تحقيق الاستفادة القصوى منه.
ويرتكز البرنامج على مجموعة من الأهداف الأساسية التي تشمل تحسين المهارات الاجتماعية من خلال أنشطة جماعية تعزّز التعاون والتبادل الاجتماعي، إلى جانب العمل على تحسين السلوك وتعزيز السلوكيات الإيجابية باستخدام استراتيجيات تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، كما يشمل البرنامج أنشطة تعليمية ممتعة تهدف إلى تحفيز المهارات الأكاديمية الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى أنشطة رياضية وفنية تسهم في تطوير المهارات الحركية الدقيقة والكبرى.
وينفذ البرنامج على شكل دورتين صيفيتين؛ حيث تبدأ الدورة الأولى في الثالث من يونيو وتستمر حتى التاسع عشر من الشهر نفسه، في حين تنطلق الدورة الثانية في الثاني والعشرين من يونيو وتستمر حتى الثالث من يوليو من العام الجاري، وتُقسم كل دورة إلى فترتين زمنيتين يوميًا، حيث تبدأ الأولى الساعة الثامنة والنصف صباحًا حتى العاشرة والنصف صباحًا، والفترة الثانية تبدأ من الساعة الحادية عشر صباحًا إلى الواحدة ظهرًا، مما يتيح توزيعًا مناسبًا للأنشطة بما يتماشى مع قدرات الأطفال وطاقاتهم.
ويُشرف على تنفيذ البرنامج فريق متخصص يضم أخصائيين في العلاج السلوكي، وأخصائيي النطق واللغة، وأخصائيي العلاج الوظيفي، وذلك لضمان تقديم خدمات متكاملة تراعي الأبعاد المختلفة لاحتياجات الأطفال، ويجمع البرنامج بين التعليم واللعب، وبين التأهيل والأنشطة الترفيهية، مما يسهم في تحفيز الأطفال على التعلم والمشاركة الفاعلة.