الخليج الجديد:
2025-05-26@02:51:18 GMT

رسائل بايدن من الحملة الجوية الأمريكية

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

رسائل بايدن من الحملة الجوية الأمريكية

رسائل بايدن من الحملة الجوية الأمريكية

رسائل لروسيا بفاعلية أمريكا والناتو بأوروبا ولدول الإقليم بعدم رغبتها بالتصعيد وتوسعة المواجهة فيها.

رسائل بايدن إنجاز لا يرغب خصومه في أمريكا تسجيله لصالحه؛ إلا باعتباره فشلا دبلوماسيا وعسكريا جديدا.

محاولات توريط الاردن باتت جهدا ممنهجا؛ تشارك فيه قوى إقليمية ومراكز قوى مؤثرة في أمريكا؛ لتوريط بايدن في مواجهة أوسع

رسالة للداخل الأمريكي المحتقن بأزمة الحدود مع المكسيك، لتنطلق قاذفات بي-1 من تكساس التي استنفرت الحرس الوطني وهددت بالاستقلال عن الاتحاد.

أعلنت القوات الأمريكية استهداف 85 هدفا في سبع منشآت يستخدمها الحرس الثوري والمجموعات المسلحة، ثلاث منها موجود في العراق، وأربع منها في سوريا.

* * *

في تصريح صحفي مشترك، جمع منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي ومدير عمليات هيئة الأركان الامريكية المشتركة اللواء دوغلاس سيمز؛ أكد قيام القوات الأمريكية بضرب أكثر من 85 هدفا في سبع منشآت يستخدمها الحرس الثوري الإسلامي والمجموعات المسلحة التي يرعاها بحسب وصفة، ثلاث من هذه المواقع موجود في العراق، وأربع منها في سوريا.

الهجوم بحسب سيمز شاركت فيه العديد من الطائرات، بما في ذلك قاذفات القنابل من طراز بي-1، التي انطلقت من ولاية تكساس في الولايات المتحدة حيث تحتدم المعركة الانتخابية التمهيدية للرئاسة الامريكية على الحدود المكسيكية بين أنصار الرئيس بايدن ومنافسه المحتمل دونالد ترمب.

إشراك قاذفات بي-1 بعيدة المدى عابرة القارات؛ جاء لتجنب توسعة المواجهة أو إحراج دول الإقليم، ومن ضمنها الأردن ودول الخليج العربي، حيث تقبع القواعد الامريكية الكبرى في المنطقة، فقاذفات بي-1 ومن على شاكلتها تم تزويدها بالوقود في الجو بطائرات KC-135، بعد أن كانت وصلت ست طائرات منها إلى أوروبا في وقت سابق من الأسبوع الفائت تحضيرا للرد الامريكي المرتقب، وهو الهجوم الذي حذرت منه الولايات المتحدة الاطراف المستهدفة بشكل مسبق، على نحو أثار سخرية دول الاقليم والمراقبين في المنطقة.

بيان البنتاغون ومجلس الامن القومي الامريكي كان واضحاً بأن القوات الامريكية من أطلق الهجوم؛ خلافا للادعاءات التي نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال؛ وموقع "OSINTdefender" الأمريكي، عبر حسابه في منصة "إكس"، بالقول إن بعض المعلومات "تشير إلى مشاركة طائرات F-16 تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني، الأمر الذي دفع قيادة الجيش العربي الاردني للمسارعة بنفيه في بيان نشرته وكالة الانباء (بترا) بقولها:

"إنه لا صحة للتقارير الصحفية التي تم تدوالها صباح هذا اليوم حول مشاركة طائرات أردنية في العمليات التي نفذتها طائرات أمريكية داخل العراق، وأن القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي تحترم سيادة العراق الشقيق"، مؤكدة "عمق العلاقات الأخوية التي تجمع الأردن مع الدول العربية كافة".

نفي أردني تؤكده الحقائق على الأرض، بإشراك أمريكا قاذفات بي-1 النسخة المطورة من قاذفات بي-52 عابرة القارات؛ لتطلق أكثر من 125 قذيفة موجهة بدقة على مدار 30 دقيقة، فإدارة بايدن أبعد ما تكون عن توسعة المواجهة ونقلها إلى دول الإقليم عبر استخدام قواعدها في المنطقة، فكيف الحال بإشراك دول المنطقة في غارات أمريكية للرد على هجمات تعرضت لها قواتها.

محاولات توريط الاردن باتت جهدا ممنهجا؛ تشارك فيه قوى إقليمية ومراكز قوى مؤثرة في الولايات المتحدة؛ لتوريط بايدن في مواجهة أوسع، وإحراج إدارته الديمقراطية مع دول الإقليم العربية المحرجة من الموقف الامريكي من العدوان على قطاع غزة، فالعديد من الاطراف ترغب بتوريط دول المنطقة ونقل المعركة إلى دول الجوار وتوسعتها لتعميق جراح بايدن، والأهم تحويلها إلى معركة عربية داخلية، بشكل يحرف البوصلة عن وجهتها الصحيحة، الممثلة بالعدوان الإسرائيلي- الامريكي على قطاع غزة.

ختاماً.. الحملة الجوية الامريكية حملت رسائل متعددة، للداخل الامريكي المحتقن بفعل أزمة الحدود مع المكسيك بإنطلاق الطائرات من مقاطعة تكساس التي استنفرت الحرس الوطني وهددت بالاستقلال عن الاتحاد، فضلا عن رسائل لروسيا بفاعلية حلف الناتو في أوروبا، وأخيراً رسالة لدول الإقليم بعدم رغبتها بالتصعيد في المنطقة وتوسعة المواجهة فيها، وهو إنجاز لا يرغب خصوم بايدن في أمريكا تسجيله لصالحه؛ إلا باعتباره فشلا دبلوماسيا وعسكريا جديدا.

*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا رسائل بايدن تكساس قاذفات بي 1 دول الإقلیم فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

ملاحظات على رسائل حماس المسرّبة للإعلام

أعاد البعض نشر ما أسموه "وثائق حماس" على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً ممّا أثار النقاش مجدداً حول ما إذا كانت الحركة قد قرأت الواقع بشكل صحيح، وحول إذا ما كانت تقديراتها بشأن المعركة أو النتائج التي نجمت عنها صحيحة ومبرّرة. وكانت إسرائيل قد سرّبت هذه الرسائل سابقا على صحف ووسائل إعلام أمريكية سابقاً، وأعيد تداولها مرّات عدّة منذ حينه. في هذا المقال، نسجّل بعض الملاحظات المتعلقة بالرسائل وظروفها وبعض ما ورد فيها من محتوى.

أولا، لا بد أن نتوقف عند حقيقة أنّ الذي سمح بنشر هذه الرسائل أو نقلها إلى الإعلام هو الجانب الإسرائيلي. هذه النقطة مهمة لأنّها تعني أنّ أجهزة الأمن والاستخبارات والأجهزة التابعة لها أو المعنيّة بها قامت قطعاً ودون أدنى شك بالإطلاع على الرسائل وغالبا دراستها وتحليلها قبل التقرير بشأنها. ولهذا الأمر أهمّية لناحية تقرير مدى مصداقية هذه الرسائل. فحقيقة أنّها جاءت من طرف إسرائيل يعني أنّه لا بدّ من الشك بمدى صدقية هذه الرسائل.

إدراكنا بأنّ الجانب الإسرائيلي قام بتسريبها بعد دراستها أمر في غاية الأهمّية لناحية تقدير الأهداف. من غير المتصور أن تقوم أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بنشر هذه الوثائق عشوائياً دون أن يكون هناك هدف تسعى إليه.من الناحية المبدئية هناك ثلاث فرضيات رئيسية، قد تكون هذه الرسائل صحيحة، أو ربما تكون قد خضعت لمعالجة أو تدخّل فتم حذف بعض الأمور، أو إضافة بعض الأمور، أو التلاعب ببعض الأمور فيها، وربما تكون مختلقة تماماً. نحن كمتلقّين ليس لدينا الأدوات اللازمة للتأكّد بشكل قاطع من أي من الفرضيات إلاّ إذا تمّ تأكيدها مثلا من الجانب المعني أي حماس، أو من جانب من ورد إسمه في الوثائق ولا يزال حيّاً. وبخلاف ذلك، فالتشكيك هو الأولى، ومن يقوم بالترويج لها كمصدر موثوق لأنّها توافق هواه أو توجّهه دون دليل قاطع قد يكون قد وقع في فخّ من قام بتسريبها.


ثانياً، في الغاية من نشر هذه الرسائل. إدراكنا بأنّ الجانب الإسرائيلي قام بتسريبها بعد دراستها أمر في غاية الأهمّية لناحية تقدير الأهداف. من غير المتصور أن تقوم أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بنشر هذه الوثائق عشوائياً دون أن يكون هناك هدف تسعى إليه. قد تتقاطع أهدافها مع أهداف أخرى متعلقة بأطراف أخرى أو بتصورات عن دور هذه الأطراف ممّا يعني أنّ ذلك لا يتعارض بالضرورة مع تحقيق عدّة أهداف أو غايات وإن بدت متضاربة للوهلة الأولى تبعا لتصوّرات المتلقيّن عنها.

بمعنى آخر، إذا افترضنا جدلا أنّ بعض المؤيدين للحركة أو بعض أنصارها ينظرون بإيجابية إلى الرسائل، هذا قد لا أنّ إسرائيل نشرتها لتحسّن من صورة حماس، ولا يعني أنّه يتناقض بالضرورة مع أهداف إسرائيل الأخرى التي قد لا ترى من هذه الزاوية. قد يكون هدف إسرائيل من نشر الرسائل إحداث شقاق بين أطراف معينة، أو خلق صورة معيّنة عن حماس لدى أطراف مُحدّدة، أو نشر معلومات أو مواقف مختلقة أو مدسوسة بين الرسائل، أو بالون اختبار لبعض الأطراف، أو تبرير لعمل قد تقوم به إسرائيل، أو محاولة للتأثير على او تغيير توجهات الرأي العام في بلدان  معيّنة سيما وأنّ نشر الرسائل تم على سبيل المثال في صحف أمريكية وليس إسرائيلية، أو غيرها من الاحتمالات المفتوحة.

ثالثاً، قبل أي تقييم للرسائل، علينا أنّ نأخذ بعني الاعتبار ما تمّ ذكره أعلاه. لكن لو افترضنا جدلاً أنّ هذه الرسائل حقيقية وصحيحة تماماً (وهو الأمر الذي يجب أن نشكك به دوما نظراً للمعطيات أعلاه)، فهذا يعني أنّ عددا كبيراً من المسؤولين كان منخرطا في التفكير والتحضير والتنفيذ لعملية طوفان الأقصى داخل فلسطين، وفي البلدان العربية (خاصة حزب الله في لبنان)، وفي المحيط الإقليمي (إيران والحرس الثوري)، وهو الأمر الذي يعني بدوره أن احتمال معرفة بعض الدوائر في إسرائيل بهذه العملية هو احتمال عالٍ جداً على اعتبار أنّ كل هذه الدوائر كانت مخترقة حتى النخاع كما أثبت المعطيات لاحقا.

العاروري تمّ اغتياله في شقة في الضاحية الجنوبية، عقر دار حزب الله، وإسماعيل هنيّة تمّ اغتياله في طهران في عقر دار الحرس الثوري وخلال مراسم تنصيب الرئيس الإيراني، وحسن نصرالله تم اغتياله مع مجموعة من القادة والعناصر الإيرانية رفيعة المستوى في غرفة عمليات محصّنة تقع في عمق 13 متر تحت الأرض. مثل هذه العمليات لا تتم في يوم وليلة وإنما تحتاج إلى متابعة طويلة ومستمرة الى حين اتخاذ القرار.

كل ما سبق ذكره يعني أنّ الأطراف الإسرائيلية التي علمت بالموضوع قد تكون سمحت للعملية أن تجري لأهداف خاصة بها، وهناك في إسرائيل من يدعم من هذه النظرية. ما يدعم مثل هذا الإحتمال هو انخراط حزب الله في سوريا طيلة مدة الثورة السورية، وهو امر تم باتفاق غير مباشر كما تقوم الوقائع، وبالرغم من اختراق إسرائيل لصفوف حزب الله لسنوات طويلة من خلال أجهزة البيجر وغيرها من الأساليب، قد تركته يؤدي مهمته في سوريا وعندما انتهى قام بتدميره.

العاروري تمّ اغتياله في شقة في الضاحية الجنوبية، عقر دار حزب الله، وإسماعيل هنيّة تمّ اغتياله في طهران في عقر دار الحرس الثوري وخلال مراسم تنصيب الرئيس الإيراني، وحسن نصرالله تم اغتياله مع مجموعة من القادة والعناصر الإيرانية رفيعة المستوى في غرفة عمليات محصّنة تقع في عمق 13 متر تحت الأرض.رابعاً، في تقييم بعض ما ورد في الرسائل.  تشير الرسائل إلى أن حماس كانت تتوقع دعمًا كبيرًا من إيران، يشمل موارد عسكرية (مثل الأسلحة والتدريب) ومساعدات مالية ودعمًا دبلوماسيًا لتعزيز موقفها ضد إسرائيل. توحي الرسائل بوجود خطة منظمة لتعميق هذه التحالف، قائمة على تصوّر إيران كدعامة مركزية في "محور المقاومة" الأوسع جنبًا إلى جنب مع حزب الله. تشير الرسائل إلى أنّ حماس كانت تتوقع علاقة تبادلية حيث يمكنها تقديم التوافق الأيديولوجي (المقاومة ضد إسرائيل) والدعم العملياتي (مثل الهجمات لصرف انتباه إسرائيل عن إيران أو تخفيف الضغط على طهران) أو النفوذ الإقليمي في فلسطين، مقابل موارد إيران. وتبيّن الرسائل أنّ حماس خططت لعملية "فيضان الأقصى" مع توقع أن تنضم إيران وحزب الله أو يعززا الهجوم، مما قد يحوله إلى صراع إقليمي أكبر لإضعاف إسرائيل. كما توقعت حماس فتح و/أو انهيار جبهات إقليمية.

من الناحية العملية، لم يحصل شيء من هذا على أرض الواقع. في الحقيقة، فقد أعطت إيران الأولوية لحساباتها الخاصة، ومنعت حزب الله من أن يرمي بثقله في المعركة رغم إمكانياته الهائلة، وكلّفت الحوثيين بالتدخل من بعيد، تركت حماس التي كانت تتوقع المساندة ـ وفقا للرسائل ـ وحدها إلى حد بعيد في مواجهة إسرائيل. وفي نهاية المطاف، أدّى هذا الوضع إلى تدمير حزب الله واختراق الداخل الإيراني، لكنّه منع اندلاع حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران بعد أن قامت الأخيرة بردود محسوبة على التصعيد الإسرائيلي. 

من هذه الزاوية بالتحديد، يمكن القول إنّ هناك خطأ في الحسابات قد وقع من جانب حماس التي بالغت في تقدير استعداد إيران وأذرعها للتصعيد إلى جانب حماس. يشير تركيز إيران الحالي على الردع (مثل كشف قواعد الصواريخ) والمبادرات الدبلوماسية (مثل المحادثات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة) إلى نهج حذر، يفضل فيه الحفاظ على بقائها على دعم طموحات حماس أو حساباتها.

تشير الرسائل أيضاً إلى خطأ إستراتيجي آخر وهو تقليل حماس من تعقيدات السياسة الإقليمية وتغييب الديناميات الدولية إلى حد بعيد عن حساباتها، علماّ ان قوّة إسرائيل منذ انشائها إلى اليوم مستمدة من الخارج وليس من الداخل، فانشاؤها ومدها بأساليب الحياة تمّ من قبل أقوى 4 قوى عظمى في حينه، بريطانيا، ألمانيا، الاتحاد السوفييتي، وأخيراً الولايات المتّحدة.

استمرار وجود إسرائيل إلى اليوم مرتبط إلى حد كبير بالدعم الغربي لاسيما من قبل الولايات المتّحدة بوصفها قوة عظمى، وهو دعم غير محدود وغير مشروط، ولم يتراجع تحت ضغط الخسائر البشرية والإنسانية العظيمة للشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الاسرائيلية. ولذلك لا يمكن التفكير في تقويض إسرائيل أو انهائها دون التفكير في كيفية التعامل مع هذا العنصر الخارجي بالتحديد.

مقالات مشابهة

  • أول ظهور علني لـ جو بايدن بعد إعلان إصابته بالسرطان
  • هذا ما قاله بايدن عن إعلان إصابته بسرطان البروستاتا
  • في خطابه بالأمس.. ترامب يعيد تعريف دور الجيش ويهاجم إدارة بايدن
  • رسائل تهنئة بقدوم عيد الاستقلال الأردني
  • بعد إعلان إصابته بالسرطان.. جو بايدن: «أشعر بحال جيدة»
  • الخارجية الامريكية تجاه السودان ومنذ الاستقلال هي هي لم ولن تتغير
  • العقوبات الامريكية على السودان منذ العام 1988 إبان حكومة الصادق المهدي
  • ملاحظات على رسائل حماس المسرّبة للإعلام
  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • الكشف عن خطة تستهدف تركيا وأذربيجان.. والدول التي تقف وراءها