بغداد اليوم - بغداد

لم تختلف مشاهد الدمار والدماء المهدورة بين أربيل والانبار، في حادثتين لم تفصل بينهما سوى عدة أسابيع، جاءت على يد صواريخ إيرانية وأمريكية، كما تشابهت الاهداف والمبررات الامريكية والايرانية لتنفيذ هذه الضربات والمتمثلة بـ"الدفاع عن النفس وحماية الأمن القومي او امن القوات العسكرية" للبلدين، ورغم التشابه في كل شيء تقريبًا، الا ان رد الفعل والعبارات المستخدمة من الحكومة العراقية تجاه الحادثتين، كانت مختلفة.

 




استخدمت الحكومة العراقية تعبيرات توحي لـ"خطورة حتمية" ستتبع الضربة الامريكية، حتى انها حملت عبارات توحي لـ"تهديد ضمني" للجانب الامريكي، وتبشير من بغداد الى واشنطن بأن "مافعلتموه سيعود عليكم في المنطقة اجمع قريبا".


لماذا تقود الضربات الامريكية العراق إلى الهاوية؟


الخبير في الشأن العسكري أعياد الطوفان، اليوم الاحد (4 شباط 2024)، قال إن "العراق حالياً في وسط العاصفة، وهذا بسبب استمرار القصف الأمريكي على الفصائل، حيث أن القصف ليس فقط انتهاك لسيادة البلاد بل هو تعريض الشعب الى المخاطر وهنا سيكون العراق بيئة طاردة للاستثمار والاستقرار، الامر الذي سيجعل العراق في اخر ركاب الدولة المتطورة ودول المنطقة"، وذلك في محاولة منه لتفسير سبب العبارات "الخطيرة" التي استخدمتها الحكومة العراقية تجاه القصف الامريكي مثل أنه "سيقود المنطقة للهاوية".


واشار الى أن "القصف الإيراني يختلف كثيرا عن القصف الأمريكي، فالقصف الأمريكي ردا على الفصائل على المصالح والاهداف الامريكية سواء في العراق وسوريا، لكن القصف الإيراني هو ليس فقط خرق للسيادة بل هو تسبب بقتل واصابة الكثير من العراقيين لأسباب غير مقنعة وواهية".


موقف حكومي مختلف

المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، وصف القصف الأمريكي غربي الانبار بأنه ضربة عدوانية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية، كما أنها تتعارض وجهود ترسيخ الاستقرار المطلوب".

وأكد أن "وجود التحالف الدولي الذي خرج عن المهام الموكلة إليه والتفويض الممنوح له، صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق ومبررا لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية".

أما الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول، وصف الضربات الامريكية بأنها "تهديد يجر العراق والمنطقة إلى ما لايحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الامن والاستقرار في العراق".


الجارة تضرب جارتها

أما بشأن الضربات الايرانية على مناطق الاقليم، وصفتها الحكومة العراقية بـ"العدوان على سيادة العراق وأمن الشعب العراقي وإساءة إلى حسن الجوار"، فقط.



ومن الملفت ان الحكومة العراقية ومن خلال عباراتها المستخدمة في التعليق على الضربات الايرانية والامريكية، لا ترى وجود تبعات خطيرة للضربات الايرانية على العراق خلافا للضربات الامريكية، ويرجح مراقبون ان ذلك يأتي بسبب نوع الجهة المتعرضة للاستهداف، فضرب اقليم كردستان لايقود لنتائج خطيرة وردود فعل، على العكس من ضرب واستهداف الفصائل الذي ستكون له فعلا تبعات بسبب الردود المتوقعة والتصعيد المسلح.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة القصف الأمریکی فی العراق

إقرأ أيضاً:

رويتر:استقرار العراق وتقدمه بتحريره من إيران

آخر تحديث: 6 دجنبر 2025 - 10:53 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف تقريرا صدر من وكالة رويتر يوم أمس، حين نقلت عن تسعة مسؤولين أمريكيين قولهم إن واشنطن “تشعر أن بغداد لا تقوم بما يكفي لمعالجة مسألة الفصائل الموالية لإيران، وإن الوقت قد حان لرفع مستوى الضغط الدبلوماسي والاقتصادي بما يضمن حماية مصالح الشركات الأمريكية”، وهو نص جوهري يكشف عن لغة مباشرة وغير معتادة في التواصل بين واشنطن وبغداد، لغة تُبنى على فكرة أن الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى العراق باعتباره حليفاً متردداً يمكن التفاهم معه من خلال رسائل هادئة، بل باعتباره دولة عليها أن تقدّم خطوات واضحة على الأرض، وأن غياب هذه الخطوات سيؤدي إلى إجراءات أمريكية أكثر صعوبة، بعضها مالي وبعضها سياسي، ضمن سياق أوسع لإعادة ترتيب ساحات النفوذ في الشرق الأوسط بعد الضربات التي تعرضت لها المنشآت النووية الإيرانية.ووفقاً لنص رويترز، فإن “الولايات المتحدة وبعد حملة من الضغط الدبلوماسي والتهديد بالعقوبات، نجحت في إقناع بغداد بعقد اتفاق مع أربيل لإعادة فتح خط نقل النفط عبر ميناء جيهان التركي”، وهو توصيف بالغ الأهمية لأنه يشير صراحة إلى أن واشنطن استخدمت الضغط الدبلوماسي والاقتصادي وليس الحوار التقليدي، مما يعني أن الإدارة الأمريكية باتت مقتنعة بأن أدوات الضغط المالي – وخصوصاً ما يتعلق بالدولار والتحويلات وعقوبات الخزانة – هي الأكثر فعالية في تغيير السلوك السياسي العراقي، وأن هذه الأدوات يمكن أن تحقق نتائج أسرع من التفاهمات الأمنية أو الحوارات طويلة الأمد، لا سيما في ظل تعقّد المشهد السياسي العراقي وتعدد مراكز القرار وضعف القدرة على فرض سياسات موحدة في ملفات الطاقة والأمن واللامركزية المالية. وفي المقابل، فإن طهران – رغم التحديات التي تواجهها داخلياً وخارجياً – لا تزال تمتلك أدوات ضغط قادرة على التأثير المباشر في استقرار العراق، بدءاً من شبكات الفصائل التي يمكن أن تدخل على خطوط الطاقة متى ما أرادت إرسال رسائل سياسية، وصولاً إلى اعتماد بغداد شبه الكامل على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، وهو ما يجعل أي توتر بين الطرفين يتحول فوراً إلى أزمة كهربائية داخل العراق، وهي أزمة تستطيع طهران استخدامها لتعديل السلوك الحكومي في أي لحظة، كما أن طبيعة العلاقة المعقدة بين الأحزاب الشيعية العراقية وإيران تمنح طهران مساحة تأثير داخل المؤسسات التنفيذية والتشريعية لا تستطيع واشنطن الوصول إليها بسهولة، وهذا التناقض بين النفوذ الأمريكي الاقتصادي والنفوذ الإيراني الحزبي والأمني يجعل من العراق نقطة التقاء بين قوتين تتعامل كل منهما مع البلاد وفق حسابات تتجاوز بكثير احتياجات المجتمع العراقي نفسه.ومع تراكم هذه الضغوط، تصبح الحاجة إلى تحديد استراتيجية عراقية متماسكة أشبه بالحاجة إلى إعادة تعريف الدولة نفسها، لأن استمرار الوضع الحالي يعني أن بغداد ستبقى رهينة ردود الأفعال، تتحرك تحت ضغط الأزمات المتتالية بدلاً من صياغة رؤية شاملة تمنحها القدرة على إدارة ملفات الطاقة والسيادة والسلاح ضمن سياق وطني يعلو فوق الحسابات الفصائلية والحزبية، وهذا يتطلب – قبل أي شيء – إدراك الطبقة السياسية أن مرحلة التفاهمات العامة لم تعد كافية، وأن الولايات المتحدة وإيران تتعاملان اليوم مع العراق ضمن معادلة “الضغط مقابل السلوك”، وأن أي فراغ في القرارات العراقية سيُملأ بطريقة تلقائية من قبل إحدى القوتين، مما يضع البلاد أمام سيناريوهات خطرة تبدأ من اضطراب سوق الدولار ولا تنتهي عند حدود تعطيل مشاريع الطاقة الكبرى، خصوصاً في ظل حساسية المرحلة الحالية وتزايد المخاوف من صراعات إقليمية قد تنتقل آثارها مباشرة إلى الداخل العراقي. وما يجعل المشهد أكثر تعقيداً هو أن رويترز لم تقدم تقريرها بوصفه تسريباً عابراً، بل بوصفه وثيقة تعكس مزاجاً سياسياً جديداً في واشنطن، مزاجاً يربط بين الدعم الأمريكي للعراق وبين قدرة بغداد على ضبط الساحة الأمنية وحماية الاستثمارات، وهذا الربط يمثل تحولاً مهماً لأن الولايات المتحدة كانت تتعامل سابقاً مع العراق من منظور أمني–استراتيجي أوسع، أما اليوم فهي تتعامل معه من منظور اقتصادي–تنفيذي مباشر، وترى في مشاريع النفط والغاز والأنابيب وحرية حركة الشركات ركائز أساسية لعلاقتها مع العراق، وهو تغيير جوهري ينعكس على طبيعة الخطاب الأمريكي، حيث تنتقل واشنطن من الحديث عن “الشراكة الاستراتيجية” إلى الحديث عن “العائد على الاستثمار”، وهذه لغة غير معتادة في سياق العلاقات الدولية، لكنها أصبحت اليوم لغة طبيعية في ملفات الطاقة والنفوذ.ومن دون اتخاذ خطوات عراقية واضحة تعيد تنظيم العلاقة مع الطرفين – واشنطن وطهران – ضمن إطار مصلحة وطنية لا يخضع لردود الأفعال أو الحسابات الضيقة، سيظل العراق معرضاً لمزيد من الضغوط التي قد تتوسع خلال الأشهر المقبلة، خصوصاً إذا اشتد التوتر الإيراني–الأمريكي في ساحات أخرى، أو إذا تعرضت منشآت الطاقة مجدداً لهجمات تغير طريقة تعامل الشركات الدولية مع العراق، مما قد يخلق سلسلة من الأزمات المتتابعة تبدأ من تراجع الاستثمار ولا تنتهي عند اضطرابات سوق العملة أو تراجع الإنتاج النفطي، وهذه كلها سيناريوهات واردة تشير بوضوح إلى أن البلاد بحاجة ماسة إلى قرار سياسي مركزي يعيد تعريف مفهوم السيادة بما يتجاوز المعنى التقليدي للقوة العسكرية ليشمل السيطرة الفعلية على الاقتصاد والطاقة والسلاح، لأن الدولة التي لا تمتلك قرارها المالي ولا تتحكم في أمنها الداخلي ولا تفرض شروطها على الاستثمارات الأجنبية ستجد نفسها – مهما حاولت – في موقع المتلقي للقرارات وليس صانعها.

مقالات مشابهة

  • أمريكا:العراق المنفذ الاقتصادي والمالي لإيران وقد قرب يوم الحساب
  • السوداني:ضبط (6) أطنان من المخدرات الإيرانية
  • بين واشنطن وطهران.. ما مسارات تشكيل الحكومة العراقية؟
  • السفارة العراقية في القاهرة تحتفل بيوم النصر بحضور دبلوماسي رفيع
  • رويتر:استقرار العراق وتقدمه بتحريره من إيران
  • الرئاسة العراقية تنفي علمها أو مصادقتها على إدراج أنصار الله وحزب الله ضمن قوائم الإرهاب
  • الحكومة العراقية تتخذ قرارات بشأن مستشفى الرشاد للأمراض النفسية
  • الانتهازية وسياقات تشكيل الحكومة العراقية!
  • قواعد اللعبة تتضح: كيف فتحت الضغوط الامريكية خط كركوك–جيهان؟
  • زلزال الوقائع العراقية.. ما حدث في بغداد يستشعره لبنان واليمن