هوكشتاين لن يمر ببيروت.. ومشروع حلّ أميركي على 3 مراحل
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
قفل كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين عائدا الى واشنطن امس عقب زيارة خاطفة لاسرائيل من دون ان يمر ببيروت كما كان كثيرون يتوقعون، الامر الذي شكل دلالة قاطعة على ان تسوية تبريد الجبهة الجنوبية وتهدئتها ووقف النار عليها إيذانا بانطلاق الديبلوماسية والمفاوضات لم يحن أوانها بعد.
وبحسب" النهار": لعل الدلالة الأكثر ايحاء بالسوء هي ان يكون الموفد الأميركي اخفق في اقناع الحكومة الإسرائيلية باقتراحات معينة طرحها لإيجاد حل وسطي يتيح ابعاد مقاتلي " حزب الله" عن الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل لبضعة كيلومترات بما يضمن عودة نازحي البلدين من الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي علما ان اقتراحات كهذه لم يكن مضمونا ابدا ان "حزب الله" سيقبل بها. وبذلك ثبتت صورة "الستاتيكو" الانتظاري لمعادلة "غزة تسبق لبنان" التي يخشى اللبنانيون ان تعني ان الجنوب سيظل نازفا لمدة مفتوحة غير محددة ومعه تبقى الاحتمالات "الحربية" الواسعة قائمة، ناهيك عن ان واقع البلاد بأزماته السياسية ومشتقاتها سيغدو اكثر فاكثر رهينة الوضع المتفجر في الجنوب.
وسارعت مصادر سياسية معنية الى تبديد اجواء التفاؤل السائدة في تل ابيب، كاشفة ان الوسيط الاميركي لم يعلن عزمه زيارة لبنان بعد انتهاء محادثاته في تل ابيب، ما لم يكن يحمل مقترحاً جديداً. ذلك ان المقترح السابق الذي كان حمله إلى السلطات اللبنانية في زيارته الأخيرة لم يلق اجوبة واضحة، خصوصاً ان "حزب الله" رفض إبلاغ هوكشتاين أي جواب قبل وقف النار في غزة. ورغم الكلام الاسرائيلي عن رفض ربط الساحة الجنوبية بالساحة الفلسطينية، فإن المصادر عينها اكدت ان لبنان تبلغ رسمياً ان اي وقف للنار في غزة سيقابله وقف العمليات في الجنوب. وهو ما سبق وأعلنه الحزب ايضاً في حديث واضح لنائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم قبل ايام قليلة .
وكتبت" نداء الوطن": نقل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب مشروع حل لإنهاء التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، يتضمن ثلاث مراحل تبدأ بانسحاب «حزب الله» وتنتهي بالشروع في مفاوضات حول النزاعات الحدودية. وبين هاتين المرحلتين، مرحلة عودة النازحين إلى ديارهم على جانبَي الحدود.
وفي انتظار الخطوات التالية لمسار هذا المشروع، بدا الموقف الإسرائيلي مرحباً مبدئياً بما نقله موفد الرئيس جو بايدن، خصوصاً أنّ الإعلام العبري تحدث عن «ضوء أخضر» من الحكومة اللبنانية للمشروع. أما على الجانب اللبناني، فبدا الموقف منفصلاً عن المشروع، حسبما صرّح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الذي قال «إنّ ما تسعى اليه إسرائيل هو اقتصار البحث على عودة مستوطنيها على الحدود الشمالية».
وكتبت" الاخبار": عادت عبارة «الحل الدبلوماسي» لتتردّد على ألسنة المسؤولين الإسرائيليين الذين لم يؤثّر تصعيد تهديداتهم بتوسيع المعركة مع لبنان في وتيرة العمليات التي يشنّها حزب الله إسناداً لجبهة غزة.فقد أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين، أثناء لقائهما يوم الأحد، أنّ تل أبيب مستعدّة لحل الصراع في جنوب لبنان من خلال التفاهمات الدبلوماسية، وفق بيان صدر عن مكتب غالانت، مشيراً إلى لازمة «أننا مستعدّون أيضاً لأي سيناريو آخر (...) لإزالة التهديدات من لبنان». وأشار البيان إلى أن الطرفيْن «ناقشا ضرورة تغيير الوضع الأمني في الساحة الشمالية وبحثا سبل إعادة النازحين الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال». فيما قال الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، خلال اجتماعه مع هوكشتين، إن «إسرائيل ستوسّع الأنشطة العسكرية لإزالة التهديد ما لم يقم المجتمع الدولي ودولة لبنان بإزالته، بغضّ النظر عن تطورات القتال» في قطاع غزة. وعلى المنوال نفسه عزف وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قائلاً: «إذا لم نتوصل إلى حل دبلوماسي في جنوب لبنان فسنتحرك عسكرياً».
وقالت وسائل إعلام عبرية إن هوكشتين عرض النقاط الرئيسية لتسوية سياسية يعمل على الترويج لها. وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن الترتيب الذي طرحه يتضمّن مرحلتين: «في الأولى ينسحب حزب الله إلى الشمال، ويعود السكان الإسرائيليون إلى منازلهم، ويكون هناك انتشار واسع للجيش اللبناني واليونيفل للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الحدود»، في مقابل «جزرة اقتصادية» تدرس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تقديمها للبنانيين. وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن تل أبيب قد توافق على ابتعاد حزب الله بين 8 و12 كيلومتراً عن الحدود شمالاً، علماً أن مسؤولي الحزب أكّدوا في أكثر من مناسبة أنهم لن يبحثوا في أي ترتيبات أو طلبات قبل وقف العدوان على غزة. وأضافت أنه «من الممكن جداً أن توافق إسرائيل على إعادة نقاط صغيرة من الأراضي المتنازع عليها منذ سنوات طويلة»، مشيرة إلى أنه «من بين 12 نقطة خلافية على طول 130 كيلومتراً، بين رأس الناقورة وسفوح جبل الشيخ، فإن أهمها يقع في مزارع شبعا الخالية من المستوطنات». وأشارت إلى أن «باقي النقاط الخلافية هي قطع من الأراضي لا تزيد مساحتها على بضعة أمتار، وقد تتنازل عنها إسرائيل مقابل بناء العائق (الحدودي) الجديد ذي الأبعاد الهائلة والإمكانات التكنولوجية، والذي سيغيّر وجه الحدود في العامين المقبلين بعد عقد من الإهمال».
وكتبت" اللواء": توقعت مصادر ديبلوماسية ان يزور المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين بيروت بعد انتهاء لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين في غضون الايام القليلة المقبلة، بالرغم من عدم تبلغ المسؤولين اللبنانيين، اية مراسلات عن نيته زيارة لبنان حتى الان.
واشارت المصادر إلى أن توقعات زيارة هوكشتاين، تستند إلى ان الافكار التي ناقشها مع الإسرائيليين للاتفاق على إنهاء الاشتباكات المسلحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وتثبيت الهدوء على جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية، تتطلب عرضها ومناقشتها مع المسؤولين اللبنانيين ومن خلالهما مع حزب الله، لتذليل الصعاب الموجودة وإنهاء التباينات بين الطرفين، تمهيدا للاتفاق المطلوب.
ورصدت المصادر إشارات تشدد من الجانب الاسرائيلي بخصوص بعض النقاط التي تناقش حول الترتيبات الامنية والمناطق التي تشملها، بينما يسعى هوكشتاين الى تجزئة نقاط الخلاف، والمباشرة بحل الممكن منها وإبقاء المعقد منها إلى وقت لاحق.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
100 مليون دولار لتطوير سلاح الجو اللبناني.. واشنطن تحكم قبضتها على الحدود!
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، موافقتها على صفقة عسكرية جديدة محتملة مع لبنان، تشمل خدمات دعم وصيانة لطائرات “إيه-29 سوبر توكانو” ومعدات مرتبطة بها، بقيمة تقديرية تصل إلى 100 مليون دولار.
وجاء في بيان صادر عن وكالة التعاون الأمني الدفاعي، أن الحكومة اللبنانية طلبت تعزيز صفقة سابقة، بقيمة 43.7 مليون دولار، تضمنت أجهزة إطلاق ذخائر، ومكونات محركات، وقطع غيار، وبرمجيات، ووثائق تقنية، بالإضافة إلى خدمات دعم هندسي ولوجستي.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الصفقة المقترحة “تتماشى مع السياسات الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة”، وتهدف إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني، الذي وصفته بأنه “شريك مهم في دعم الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط”.
وأوضح البيان أن القوات اللبنانية تواصل تنفيذ مهامها في جنوب البلاد ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر الماضي، مشيراً إلى أن طائرات “إيه-29” تُستخدم في مهام الإسناد الجوي القريب والاستطلاع، وأن الصفقة الجديدة ستعزز قدرتها على الحفاظ على هذه الجاهزية.
وشددت واشنطن على أن الصفقة “لن تُخلّ بالتوازن العسكري في المنطقة”، كما أنها “لا تتطلب إرسال قوات أمريكية إضافية إلى لبنان”.
وتُعد طائرات “إيه-29 سوبر توكانو” من الطائرات الهجومية الخفيفة متعددة المهام، وتجمع بين الأداء القتالي والقدرة على التدريب، وتستخدمها عشرات الدول حول العالم، نظراً لكفاءتها في المهام القتالية منخفضة الحدة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والدعم الأرضي.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يواجه فيه لبنان تحديات أمنية متصاعدة، وسط توترات متزايدة على حدوده الجنوبية، فيما شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون مؤخراً على ضرورة تمكين الجيش من الانتشار الكامل على الحدود المعترف بها دولياً.
توم براك: واشنطن سهّلت محادثات سرّية بين لبنان وإسرائيل… وملف “حزب الله” في قلب أي تسوية
كشف المبعوث الأميركي الخاص توم براك أن الولايات المتحدة أدت دور الوسيط وسهّلت فعلياً محادثات خلف الكواليس بين لبنان وإسرائيل، في وقت تشهد فيه المنطقة إعادة تقييم شامل للتوازنات الإقليمية، وفق ما نقله موقع Arab News.
وفي تصريحات أدلى بها يوم الجمعة، أكد براك أن المحادثات السرية قائمة “بشكل نشط”، موضحاً أن بلاده لا تفرض حلولاً على لبنان، لكنها تعرض المساعدة وتنتظر تجاوباً عملياً من الحكومة اللبنانية، محذراً من أن “الوقت لم يعد يسمح بسياسة المماطلة التقليدية”.
وأشار براك إلى أن صلب أي اتفاق مستقبلي سيتناول ملف سلاح “حزب الله” الثقيل، مؤكداً أن أي عملية تسوية يجب أن تنطلق بموافقة الحكومة اللبنانية وتفاهم مع الحزب ذاته. وأضاف: “الجزء السياسي من حزب الله، في اعتقادي، يدرك أن نجاح لبنان يتطلب جمع السنة والشيعة والمسيحيين والدروز معاً”.
وفي تحذير مباشر، قال براك إن “لبنان إن لم يتحرك سريعاً لاتخاذ موقف حاسم، فسيتخذ الآخرون هذا القرار بدلاً عنه”، لافتاً إلى أن المنطقة تمر بمرحلة إعادة رسم للمشهد السياسي، من إعادة إعمار سوريا إلى حوارات جديدة محتملة تشمل إسرائيل.
ورداً على سؤال بشأن كيفية إدارة التواصل بين لبنان وإسرائيل رغم القيود القانونية، أوضح براك: “لقد شكلنا فريقاً تفاوضياً وبدأنا بدور الوسيط. أعتقد أن هذا يحدث بكثرة”، في إشارة إلى محادثات غير مباشرة تديرها واشنطن بين الجانبين.
الجيش اللبناني يوقف 56 سوريا بتهم دخول غير شرعي خلال مداهمات أمنية واسعة
أعلنت قيادة الجيش اللبناني، السبت، توقيف 56 نازحاً سورياً في مناطق متفرقة من البلاد، بتهمة التجول غير الشرعي داخل الأراضي اللبنانية، وذلك في إطار العمليات الأمنية الهادفة إلى ضبط الهجرة غير النظامية وتنظيم الوجود الأجنبي.
وأوضح البيان أن وحدات من الجيش، وبمؤازرة دوريات من مديرية المخابرات، نفذت مداهمات لمخيمات النازحين السوريين في مناطق أنفة وبشمزين وأميون بقضاء الكورة، ما أسفر عن توقيف 31 شخصاً.
كما أوقف الجيش 18 سورياً عند حاجز المدفون – قضاء البترون، فيما تمكنت دورية تابعة للمخابرات من توقيف 7 آخرين في منطقة الدورة – قضاء المتن.
وأكدت قيادة الجيش أن التحقيقات مع الموقوفين بدأت بإشراف القضاء المختص، مشددة على أن هذه الإجراءات تأتي ضمن الجهود المتواصلة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الاستقرار الأمني، وضبط تنظيم الوجود السوري داخل البلاد.
وتشهد المناطق اللبنانية منذ أسابيع حملة أمنية موسعة تستهدف ضبط حركة النازحين غير الشرعية، وسط تصاعد الجدل الداخلي بشأن ملف اللاجئين السوريين، وما يمثله من تحديات أمنية واجتماعية واقتصادية للبنان.