محللون سياسيون: لا تحول إستراتيجي بموقف إدارة بايدن من إسرائيل
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
يتفق خبراء ومحللون سياسيون تحدثوا لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"؛ على أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي جو بايدن بخصوص إسرائيل لا تمثل تحولا إستراتيجيا في موقف الإدارة الأميركية من إسرائيل، بل تعكس تذمرها من حكومة بنيامين نتنياهو.
وفي تصريحات غير مسبوقة تنتقد السلوك الإسرائيلي، وصف بايدن سلوك الرد الإسرائيلي في قطاع غزة بأنه تجاوز الحد، وأكد أنه يعمل من أجل التوصل إلى وقف مستدام للقتال.
وبالنسبة للباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، فإن تصريحات بايدن تؤكد أنه متذمر من المقاربة التي يعتمدها نتنياهو، حيث يريد الاستمرار في حربه على غزة، ولا يراعي حساسية موقف الإدارة الأميركية في السنة الانتخابية، رغم أن هذه الإدارة لم تكف عن دعم إسرائيل على كافة المستويات.
ومن جهته، دعا أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور خليل العناني إلى عدم المبالغة بشأن تصريحات بايدن، لأنها لا تمثل تحولا إستراتيجي في الموقف الأميركي من دعم إسرائيل، وستظل حبرا على ورق ما لم تقترن بإجراءات عملية.
وجاءت تصريحات بايدن -كما يضيف العناني- نتيجة الإحباط الشديد خاصة بعد الفشل الذريع لجولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والذي زار المنطقة العربية في إطار 3 ملفات مهمة، أولا أنه فشل بشأن إمكانية إنجاز صفقة كبرى للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، حيث أصدرت الخارجية السعودية بيانا قويا يرفض الاعتراف بإسرائيل ما لم تتحقق 3 شروط هي: الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
كما فشل بلينكن -يضيف العناني- في إقناع نتنياهو بأن حل الصراع مرتبط بالاتفاق على مسار يؤدي لقيام دولة فلسطينية، حيث يرفض رئيس وزراء إسرائيل وجود مثل هذه الدولة، بالإضافة إلى فشل الوزير الأميركي في التوصل لاتفاق الهدنة وتبادل الأسرى والدخول في مسار ينهي الحرب على غزة.
وربط الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، بين الموقف الأخير للرئيس الأميركي وبين ما يسعى إليه اليمين الإسرائيلي من إعادة بناء مشروعه الاستيطاني في قطاع غزة، وهو مشروع يتناقض بشكل كبير جدا مع المصالح ومع الرؤية الأميركية.
وبحسب مصطفى، فإن نتنياهو نفسه يصطدم بشكل مباشر مع الخطاب الأميركي، عندما يعلن رفضه الصفقةَ والتهدئة في قطاع غزة والتي هي ركن مهم في التصور الأميركي لليوم التالي للحرب.
عملية رفحوبشأن خطة نتنياهو للقيام بعمليات عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية إن نتنياهو واليمين يصران على هذه العملية، وقد أعطيت الأوامر للجيش لتطوير خطة حول هذا الأمر، مؤكدا أن هذه العملية تتعارض مع الموقفين المصري والأميركي، بالإضافة إلى أنها ستجلب المزيد من الاحتجاجات الداخلية، لأن مثل هذه العملية ستؤدي إلى قتل الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية.
ووصف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية معركة رفح بأنها "قنبلة موقوتة"، بالنظر إلى وجود كثافة سكانية في هذه المنطقة، وهو ما يعني المزيد من المجازر الإسرائيلية الدموية بحق الفلسطينيين.
وهناك أيضا مسألة تتعلق بإمكانية نزوح الفلسطينيين إلى مصر، وهو ما يعني تحميل عبء على حليف مهم لأميركا.
وكان البيت الأبيض أعلن أمس الخميس أنه لن يدعم أي خطط إسرائيلية للقيام بعمليات عسكرية كبيرة في رفح، وإن المفاوضات مستمرة بشأن إطلاق سراح المحتجزين وإنجاز اتفاق هدنة في غزة.
كما كشف بايدن أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يرد في البداية فتح معبر رفح لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، لكنه تحدث معه وأقنعه بفتحه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: الإسرائيليون يرفضون العفو عن نتنياهو ولندن تبتز الجنائية لحمايته
تناولت صحف ومواقع عالمية مواقف متباينة حول ملفات الشرق الأوسط والسياسة الدولية، وتصدرها الجدل داخل إسرائيل بشأن مطالب العفو عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى جانب الكشف عن ضغوط مارستها بريطانيا على المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي لمنع إصدار مذكرة توقيف بحقه.
وأظهرت صحيفة جيروزالم بوست -وفق استطلاع حديث- أن غالبية الإسرائيليين يعارضون منح نتنياهو عفوا رئاسيا، معتبرين أن حكومته باتت غارقة في الفساد.
وكشف الاستطلاع أن نحو 50% من المشاركين يرفضون أي عفو يمكن أن يصدره الرئيس إسحاق هرتسوغ، مقابل 41% رأوا أنه ضروري لاستمرار نتنياهو في منصبه.
وفي سياق متصل، ذكرت الغارديان أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أبلغ القضاة بأنه تعرض العام الماضي لتهديدات من الحكومة البريطانية بقطع التمويل والانسحاب من نظام روما الأساسي إذا مضت المحكمة في إصدار مذكرة توقيف ضد نتنياهو.
وقال خان إن التهديد ورد في إطار دفاعه عن قرار الملاحقة، دون الإفصاح عن مصدره.
وفي سياق التغطيات المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نشرت ذا هيل مقالا اعتبر خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة تكريسا للمعاناة، إذ تواصل إسرائيل -بحسب المقال- قصف المنازل والمدارس، وتمنع المساعدات الإنسانية، مما يجعل الخطة بعيدة عن أي مسار حقيقي للسلام.
وعلى صعيد المتابعات العربية، نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين فرنسيين ولبنانيين أن باريس ودمشق طلبتا من بيروت اعتقال المدير السابق للمخابرات الجوية السورية جميل الحسن، وأشارت الصحيفة إلى أن مكانه لا يزال مجهولا، رغم وثائق تؤكد دوره في قمع احتجاجات 2011.
التصعيد بين أوروبا وروسياوفي الملف الأوروبي، أوردت إندبندنت تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، محذرا من أن أوروبا قد تكون الهدف المقبل لروسيا، ومؤكدا ضرورة زيادة الإنفاق العسكري فورا لردع أي مواجهة محتملة على غرار ما عاشه الأوروبيون في الماضي.
إعلانأما الصحف الروسية، فلفتت فزغلياد إلى أن إدارة ترامب اتسمت بالاندفاع في سياستها الخارجية، لكنها وضعت لأول مرة عبر إستراتيجية الأمن القومي صياغات واضحة لأولوياتها، خصوصا إنهاء الحرب في أوكرانيا وتطبيع العلاقات مع موسكو، معتبرة أن هذه التطورات قد تصب في مصلحة روسيا.
وكشفت التايمز -استنادا إلى وثائق مسربة- أن إدارة ترامب سعت لإقناع دول أوروبية، منها النمسا والمجر وإيطاليا وبولندا، بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وتظهر الوثائق أن واشنطن دعمت حركات وأحزابا محافظة ترفع شعارات السيادة واستعادة أنماط الحياة التقليدية.
وفي مقابلة مع بوليتيكو، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن على ترامب عدم التدخل في الديمقراطية الأوروبية، مؤكدة أن الناخبين وحدهم يقررون قيادتهم، وداعية أوروبا إلى التركيز على أولوياتها بدلا من مقارنة نفسها بالآخرين.
وفي متابعة التوتر في الكاريبي، أشارت نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة كثفت العقوبات على فنزويلا، مستهدفة عائلة الرئيس نيكولاس مادورو وقطاع النفط، مما قد يقلص صادرات البلاد.
وقالت الصحيفة إن أثر العقوبات على أسعار النفط ظل محدودا نظرا لصغر حصة فنزويلا في السوق العالمية.
وكشف تقرير لموقع إنترسبت أن إدارة ترامب حولت ملياري دولار من ميزانية وزارة الدفاع (البنتاغون) لتمويل حملتها المناهضة للهجرة، وذكر أن هذا الانخراط العسكري تخطى المعايير المعتادة، مما تسبب بإنفاق مفرط يتجاوز الأطر المتعارف عليها.