سودانايل:
2025-07-04@02:21:00 GMT

السودان من الدولة إلى القبيلة

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

ناصر السيد النور
نسحبت نتائج الحرب الدائرة في السودان وهي تدخل شهرها العاشر منذ تفجرها الدامي في العام الماضي على مكونات البلاد الاجتماعية، من قبائل ومجموعات جهوية، وأبرزت إلى حيز التداول ما اصطلح عليه بالـ(الحواضن الاجتماعية) هو تعريف يربط بين المقاتلين وانتماءاتهم القبلية، التي أصبحت مستهدفة عسكرياً من قبل الطرفين في وجودها الجغرافي والإثني.

وخلقت الحرب واقعاً وإن لم يكن غائباً عن التكوينات المؤسسة للدولة السودانية من أحزاب وأساليب حكم بعاهاتها التاريخية والسياسية.
لكن الحرب بين الجيش والدعم السريع، زادت من وتيرة الاحتقان الاجتماعي، باعثة لعللِّ في المجتمعات غير المتطورة، بفعل السياسات التي انتهجتها النخبة السياسية، بحثاً عن إسناد شعبي ومعنوي، لتحل القبيلة مكان مؤسسات الدولة المفترضة. وازدادت نزاعات النعرات القبلية مثيرة للكراهية في الحرب، خاصة ما واجهه الجيش من خسائر من قبل قوة يصفها بالميليشيات (الدعم السريع) غير منظمة شديدة الصلة بمكوناتها القبلية والجهوية، ولم يكن متاحاً مواجهة أخطاء السياسة، إلا باللجوء إلى المكون القبلي الذي عادة ما يكون الملجأ الأخير على طريقة الاستجارة بالقبلية بكل أعرافها التقليدية.
ولأن الدولة ومناصبها وما يتصل بها من نفوذ، وما ترمز إليه في الواقع القبلي والجهوي، وما يشكله هذا الواقع من وزن تمثيلي، ظلت تمارس انعكاساً لسياسات درج عليها الخطاب السياسي السوداني، تقسيمه لغنيمة «الدولة» وفق سياسة الترضيات، ذلك التعريف الذي لم يعد يثير حرجاً في الشأن العام. وترسخت هذه السياسات في بنية الدولة السودانية، دون اعتبارات لما قد تحدثه من تصدعات في مواطن اجتماعية أخرى، ما راكم سياسة خلقت طبقات سلطوية، تتدرج من قمة هرم السلطة في القيادة إلى القواعد الشعبية (الحواضن).
ثم إن الدولة السودانية كغيرها من كيانات سياسية حديثة التكوين، وموروثة عن نمطها الغربي نموذج الدولة القومية، أو مستزرعة في بيئة المجتمعات المستعمرة، بتوصيف دراسات ما بعد الاستعمار. وكانت إلى وقت قريب تتباهي بما ورثته من نظم إدارية وتعليمية من النموذج البريطاني، متفوقة على جيرانها في المحيطين الافريقي والعربي، وما أنجزته من تحديث مجتمعي أسهم في التحرير نسبياً من ولاء القبيلة إلى المؤسسات الوطنية، وأسهمت القوة الناعمة من فنون وآداب في تذويب اختلافاته العرقية والثقافية الحادة، لكن تداعي المشكلات والحروب السياسية الداخلية، وعدم الاستقرار السياسي وكل ما اتسم به التاريخ السياسي السوداني، تراجع خضوعاً لدعاوى عرقية بالية. وإذا كانت الحرب تشكل أقصى درجات البشاعة في فعلها العنيف، فقد أصبحت مسرحاً ظهرت عليه علل منظومات المكونات الاجتماعية كافة، التي وظفتها الدولة ضمن سياقها القبلي، وأبقت عليها دون تغيير حفاظاً على موازين تقسيم السلطة، وفق تراتبية محددة. فاستخدام سلاح القبلية سياسة جربت في عهد النظام السابق بطريقة واسعة استناداً إلى التباينات العرقية وانحيازاً إلى هوية متصورة في عقل الدولة الرسمي. وبرزت بالتالي القبيلة، مستخدمة ما ظل محتكراً للدولة كالجيوش والسلاح والارتباطات الخارجية، أي أن القبيلة أصبحت بمباركة أجهزة الدولة تنوب عن الدولة، إلا أنها واجهت الدولة نفسها على نحو ما يجري الآن. ومما زاد من حدة الانقسام القبلي الدعوات الانفصالية الكثيفة على أسس قبلية وجهوية، في الفترة التي أعقبت سقوط نظام البشير، ورافقت هذه الدعوات تبريرات لا تعول على الأبعاد الاستراتيجية في تصور الجهات الراغبة في الانفصال وما يجلبه الانفصال في بنية الدولة المتهالكة. فالأساس الذي يروج للانفصال القبلي يبنى على فرضيات حدود بيولوجية بالمفهوم النازي في التصنيف والاختيار! ودشنت حملات مستندة إلى المكون القبلي، كحملات الاستنفار والمقاومة الشعبية، وهي مسميات لها دلالته السياسية الأيديولوجية المرتبطة بجماعة النظام السابق وحواضنه الاجتماعية.
وعلى مدى حقب الصرِّاع الجهوي والسياسي، بين مركز الدولة السودانية وهامشها، الذي انتهى إلى صيغة تنازع ثقافي وسلطوي، بين مركز وهامش شكلتهما جغرافية جهوية، أفضت إلى واقع يتطور ضمن نسق ثقافي واجتماعي محدد، فالطرفان لا تنطبق عليهما شروط المماثلة من حيث التوازن، إلا في حدود المقارنة التي تسمح بها القيِّم في سطح الانتماءات والولاءات الرسمية، دون القدرة على تفاعل تقوده قوى فاعلة دون تدخل الدولة ـ طرف المركز- وهي مطالب بالكاد لا تجاوز أماني الساسـة الذّين لا يرغبون في خسارة طرف إيثاراً لمصالح ذاتية وأيديولوجية. فبالتحول التاريخي قادت الصيغة المتناقضة إلى إنتاج خطابين، يعبّر أحدهما عن مركز افتراضي يوحي بهيمنة مطلقة، وفق تصور مركزي استعلائي غذى رمزية التصورات الثقافية التي تشكل تصوره نحو الآخر معززاً بقوة سلطة مادية تمثلها مؤسسات الدولة.
تأسست الدولة السودانية في التصور الرسمي والشعبي الاجتماعي، كمصدر للقوة والامتياز الاجتماعي، في شبكة سلطة علاقات الجماعات المهيمنة، ولأسباب منها تاريخي ومنها سياسي تركزت سلطة مركزية الدولة في الوسط الجغرافي (العاصمة) محصنة جهوياً ضد تطلعات مكونات الأقاليم، التي توصف في أدبيات السياسة السودانية بالأقاليم المهمشة. وبالنتيجة تكونت حركات مسلحة مطلبية واجهتها الدولة المركزية بنظمها السياسية المختلفة من عسكرية وديمقراطية، فكانت النتيجة مواجهة التكوينات القبلية، ما عمق من الشعور بالظلامات التاريخية. وهذا المسلك في حسم «تمرد» الأقاليم المهمشة عسكرياً، وما أبرزه من فظاعات ستشكل لاحقاً أوصافاً مطابقة لجرائم الحروب من تطهير عرقي وإبادة جماعية والعقاب الجماعي على أساس القبيلة. الأمر الذي تفاقم في الحرب الجارية على مدى عشرة أشهر، فقد انتفضت الولايات بعد الاجتياح الذي حققته قوات الدعم السريع، بإخراج المواطنين الذي ينتمون إلى ولايات دارفور حيث منشأ قوات الدعم، على الرغم من أن الضرر الذي سببته الحرب في هذه الولايات، فاق أي ولاية أخرى.
فالحرب التي لا تماثل من حيث نتائجها الإنسانية المكلفة أي حرب سابقة، ستعيد تشكيل الكيان السوداني دولة ومجتمعا على ما تفرزه من وقائع تؤسس لكيانات جديدة، تحقيقاً لشعارات قائمة أو وليدة احتقانات جهوية تاريخية. فعملية السلام السياسية بمساراتها المختلفة لإيقاف الحرب ما زالت تقوم على أسس وحدود لم يعد لها وجود، ما يجعل من أي عملية للسلام مقوضة بفعل الاعتبارات الجديدة. وإلا كيف تفسر وضعية المناطق التي انتزعتها قوات الدعم السريع من يد السلطة المركزية، ممثلة في كيان الدولة وجيشها، وما هو موقعها في أجندة مرحلة ما بعد الحرب؟ أم تترك في سلطة حاضنتها الاجتماعية الإقليمية مكونة لكيان منفصلٍ تحت سلطة الدعم السريع، أو تكون علاقتها بالدولة المركزية على صيغة حكم فيدرالي أو كونفدرالية يحافظ على الكيان الرمزي للدولة، بمعانيه المتعددة وفق علاقات حكم جديدة وسودان جديد؟ ولا يملك تغير معادلة الحكم في محددات جغرافيا وسلطة السودان المحتملتين غير قوتين عسكريتين وسياسيتين، جيش يمثل ذراع الدولة، وقوات الدعم السريع وما بينهما من مجموعات سياسية لا تملك سلطة القرار، إلا بما تميله إرادة طرفي الحرب وبمنطق القوة وحده.
أن ترتد دولة بعد قرن من التأسيس على أسس مشتركة خلقت هوية تعريفية على تناقضاتها، وتتقلص حدود سلطتها، إلى وحدات تعد بالتصنيف الأنثروبولوجي وحدات اجتماعية صغيرة، لا يعني إلا فشل مشروع الدولة، النابع عن سياسيات قاصرة ونقص كفاءة في الإدارة وفقدان الحساسية التاريخية في فهم الدولة، كمشروع وطني يلزم التخطيط له الإحاطة بمشكلاته ومعالجتها على ضوء السياسات الراشدة؛ لا توظيفها في صراعات الدولة والسلطة.
كاتب سوداني#
نشر بصحيفة القدس العربي اللندنية# عدد اليوم 10 فبراير 2024م

nassyid@gmail.com
///////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدولة السودانیة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب

أعلن “تحالف السودان التأسيسي”، في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، عن “تشكيل هيئة قيادية مكونة من 31 عضواً، برئاسة قائد قوات “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ونيابة عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية”.
وقال المتحدث الرسمي، علاء الدين عوض نقد، في أول مؤتمر صحفي يعقد من مدينة نيالا، وهي من المناطق التي تسيطر عليها “الدعم السريع”، إن “الاختيار جاء عقب مشاورات موسعة، اتسمت بالشفافية والجدية، وإنه تم التوافق على تشكيل هيئة قيادية من 31 عضواً”.

وأضاف نقد، أن “تحالف تأسيس” منصة وطنية تهدف إلى الاستمرار في مواجهة وتفكيك السودان القديم، ووضع حد نهائي ومستدام للحروب بمعالجة أسبابها الجذرية”.
وجدد “التزام التحالف بالانفتاح الكامل على كافة التنظيمات السياسية والمدنية والعسكرية الرافضة للحرب، والداعمة للسلام العادل والشامل”، داعيا جميع المظلومين والمضطهدين وطلاب التغيير الجذري، إلى الالتفاف حول مبادئ وأهداف التحالف والانضمام إليه”.
ما هي الأهداف التي يسعى الدعم السريع لتحقيقها من وراء إعلان تحالف السودان التأسيسي في المناطق التي يسيطر عليها؟
بداية يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، إن “التحالف الجديد الذي تم الإعلان عنه تحت مسمى (تحالف تأسيس) برئاسة دقلو والنائب له عبد العزيز الحلو، هو محاولة من الدعم السريع لتأسيس منصة سياسية جديدة، بعد أن فقد الجميع اللافتات السياسية التي رفعت منذ بداية الأمر وكان يتحدث فيها عن الديمقراطية وعن دولة 1956 وعن إزالة التهميش وما إلى ذلك في خطاب عام من مركز الخرطوم لأنه كان يستولي على ولايات الوسط بصورة كاملة”.
الخروقات والانتهاكات
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “لكن الخروقات والانتهاكات الكبيرة التي ارتكبت بواسطة قوات الدعم السريع أسقطت المشروع السياسي بصورة كاملة، لذلك جرت تلك المعالجة الأخيرة بأن يستقطب الدعم السريع أحزاب سياسية معروفة تحت مسمى التحالف الجديد”.
وتابع: “لكن حتى حزب الأمة الذي يشارك برئيسه ويحاول أن يعيد إنتاج لافتة سياسية يمكن أن تكون ذات مدلولين، المدلول الأول لأنها قد تكون ورقة تفاوضية في أي مفاوضات تنشأ بين الدعم وأي أطراف داخلية في السودان سواء الحكومة أو أي مفاوضات دولية تشرف عليها أطراف دولية وإقليمية وتكون ورقة ضغط في اتجاه المساومة للحصول على مقعد سياسي في السودان بعد الحرب”.
واستطرد ميرغني: “أما المدلول أو الهدف الثاني لهذا التحالف، إذا استمرت الحرب لوقت أطول مما هى عليه الآن وتصاعدت الأوضاع بصورة أكبر، يصبح تحالفهم بعد ذلك منصة قابلة للتطوير في اتجاه دولة جديدة مستقلة”.

حكومة موازية
وأشار المحلل السياسي، إلى أن “الإعلان عن التحالف بالأمس أرى أنه تمهيد لإعلان حكومة موازية في السودان رغم الخلافات التي نشبت بين المكونات المتحالفة مع الدعم السريع حول كيفية توزيع الحقائب الوزارية، بكل حال هو خطوة باطنة تمهيدا لإعلان انفصال دارفور في خطوة لاحقة إذا ما تصاعدت الأوضاع أكثر كجناح سياسي جديد يتزامن أو يتوازى مع الجناح العسكري لدى الدعم السريع”.
ولفت ميرغني إلى أن “هذا التحالف الجديد يحاول الدعم السريع من خلاله تغيير النمط أو الصورة التي سادت عنه والخروقات التي ارتكبت والعقوبات الدولية التي فُرضت وشكلت حاجز معنوي أمام التواصل الخارجي للدعم السريع سياسية. طبعا الدعم السريع بالخروقات التي ارتكبت والعقوبات الدولية يعني شكلت حاجز معنوي في أنه يكون عنده تواصل خارجي”.
واختتم بالقول: “الدعم السريع يستغل بعض الأحزاب التي انضوت تحت لوائه في هذا التحالف ويحاول بها أن يوجد نوع من اللافتة المقبولة للجميع”.

خطوة جريئة
في المقابل، تقول لنا مهدي، عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة “قمم”، والقيادية في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، إن “تحالف السودان التأسيسي ليس مجرد احتمالات أو شكوك، بل هو أمل السودان الوحيد لبداية جديدة تحمل معها فرصة السلام والاستقرار في وطن طالما عانى من جراح الحرب وعثرات الانقسام، هذا التحالف خطوة جريئة تفتح نافذة لتوحيد القوى حول هدف واحد هو إنهاء النزاع وبناء مستقبل يليق بأحلام السودانيين، وكلنا أمل أن يكون البداية الحقيقية لتوحيد الصف وتحقيق السلام الدائم”.
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”: “التحالف هو الجسر الذي يعبر بنا من نيران الحرب إلى بر الأمان السياسي، لا مزيد من التردد ولا انتظار بلا أفق فهو الخيار الوحيد المتاح لبداية جديدة تحمل آمال شعب يرفض أن يستمر في دوامة الصراع والانقسام”.
وتابعت مهدي: “هذا التحالف يحمل في طياته فرصة حقيقية لإعادة ترتيب البيت السوداني وتوحيد الرؤى حول سلام مستدام بعيدا عن لغة البندقية وصراع المصالح وهو يدعو الجميع للوقوف معاً خلف قادة يؤمنون بأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنقاذ السودان”.
عهد جديد
وأشارت إلى أن “هذا التحالف يأتي في زمن تعصف فيه الرياح بالوطن وتحاول الفوضى أن تلتهم أحلام أبنائه، هنا يصبح هذا التحالف الضوء الذي ينير طريق السلام ويعطي الأمل بأن السودان قادم بقوة نحو مستقبل أفضل تستحقه أجياله القادمة”.
واستطردت: “هو بداية عهد جديد يعيد بناء السودان على أسس صلبة من التوافق الوطني والتعايش السلمي، ويضع حداً لسنوات الفوضى التي قضمت مستقبل الوطن وأضاعته في نزاعات لا تنتهي، مع هذا التحالف نضع حجر الأساس لمستقبل السودان الذي نحلم به مستقبل يسوده الاستقرار والعدالة، حيث تنمو فيه الأمال وتتفتح فيه الفرص لكل السودانيين دون تمييز أو إقصاء، وكلنا على يقين أن هذه البداية ستكون شعلة تضيء دروب السلام والازدهار”.
وأكدت مهدي أن “هذا التحالف يمثل رسالة واضحة إلى كل الأطراف بأن السودان لن يكون ملعباً للصراعات الداخلية، ولن تتحقق أحلام البعض على حساب معاناة الشعب، إنه إعلان صريح بأن الوطن أولاً وأن كل الجهود يجب أن تتوحد لإنقاذه من براثن الانقسام والتفكك”.
واختتمت مهدي: “التحالف أيضاً دعوة مفتوحة لكل السودانيين بأن يشاركوا في بناء هذا الوطن من جديد، بكل طاقات وأفكار متجددة تحمل الخير وتزرع الأمل في قلوب كل من يهوى السلام ويرى في الوحدة طريقا نحو مستقبل أفضل ومشرق للجميع”.
وأعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بقيادة الهادي إدريس، تحويل مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية إلى “منطقة عمليات عسكرية”، داعيةً إلى نزوح غالبية السكان المدنيين إلى مناطق أكثر أمانًا.
ونقل موقع “أخبار السودان” بيانا صادرا عن الحركة حذرت فيه المواطنين المتبقين داخل المدينة ومعسكرات النازحين، مطالبةً إياهم بمغادرتها فورًا والتوجه إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، خاصة في “كورما وعين سيرو والمحليات الآمنة الأخرى بالولاية”.
كما طالبت الحركة النازحين بالتنسيق مع قوات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) لتسهيل انتقالهم وضمان سلامتهم.
يشار إلى أن الحركة عضو فاعل في تحالف السودان التأسيسي، الذي أسس في فبراير/شباط الماضي، في نيروبي بمشاركة قيادات من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الحلو وأطراف أخرى، بهدف تشكيل حكومة موازية.
في سياق متصل، ناشدت الحركة الأمين العام للأمم المتحدة توجيه المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين في مناطق “كورما وطويلة وكتم وعين سيرو وكبكابية وجبل مرة”، وسط أزمة إنسانية متصاعدة يعاني فيها آلاف النازحين من انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، وذلك مع استمرار الاشتباكات العسكرية وتصاعد الضغط على مدينة الفاشر.
يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التحركات العسكرية وتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، مما يهدد بزيادة المعاناة الإنسانية للنازحين والمدنيين العالقين في مناطق الصراع.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تداعيات إعلان تشكيل الهيئة القيادية لتحالف السودان التأسيسي برئاسة “حميدتي” على مسار الحرب
  • غارات مدمّرة تُفشل حصار الدعم السريع للفاشر.. وتحذيرات من سقوط آخر معاقل الدولة
  • هل دفع التحرك الدولي للسلام بالسودان لتشكيل قيادة لتحالف تأسيس؟
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • السودان.. حرب بلا معنى (2)
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر
  • العدل .. مناقشة الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب
  • قرقاش: لا صحة لمزاعم نيويورك تايمز والإمارات تسعى لإنهاء الحرب الوحشية في السودان
  • حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً