الأسبوع:
2025-07-03@14:05:24 GMT

مذبحة «الملاذ الأخير»

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

مذبحة «الملاذ الأخير»

- العدوان على رفح قد يدفع إلى تغيير المعادلة في المنطقة

- مصر تحذّر والسعودية تدعو إلى جلسة لمجلس الأمن وواشنطن تطالب بالتريث قليلًا

- القاهرة ترفض المطالب الإسرائيلية وتهدد بتعليق اتفاقية السلام

مع دخول الحرب على غزة شهرها الخامس، صدّقت حكومة الحرب الإسرائيلية على قيام الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية كبرى في منطقة رفح جنوب غزة، وقد ذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، أن الاستعدادات للعملية العسكرية في رفح بدأت قبل أسابيع وأن الجيش الإسرائيلي وافق بالفعل على خطة تتضمن إجلاء النازحين الفلسطينيين، ما يهدد بتوسعة الصراع الناشب في المنطقة منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث أكد «جون كيربي» المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن واشنطن قررت تمديد انتشار قوة الرد السريع في شرق البحر المتوسط تعبيرًا عن قلقها من توسعة الصراع.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال في بيان صدر يوم الجمعة الماضي، التاسع من فبراير 2023، أنه أمر الجيش بالتخطيط لإجلاء السكان من رفح وهزيمة حماس، حيث يعتقد أن أكثر من 1.4 مليون شخص موجودون في هذه المنطقة، وقبلها كان نتنياهو قد صرح بأن الجيش الإسرائيلي سيذهب قريبًا إلى رفح آخر معقل لحماس.

وقد حذرت الولايات المتحدة الحكومة الإسرائيلية من خطر حدوث كارثة إنسانية إذا ما شنت هجومًا عسكريًا على مدينة رفح من دون التخطيط لذلك!! وقد حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية من أن تنفيذ عملية كهذه الآن ومن دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة نزح إليها مليون شخص سيكون كارثة.

أما وزير الخارجية المصري سامح شكري فقد أكد أن مصر تعمل على منع أي تصفية للقضية الفلسطينية من خلال النزوح من غزة أو الضفة، مشيرًا إلى أن بدء الأعمال العسكرية في رفح ينذر بكارثة إنسانية، خاصة أن الفلسطينيين في رفح لا يمكنهم حماية أنفسهم من أعمال عسكرية.

سامح شكري وزير الخارجية

وقد حذرت المملكة العربية السعودية أيضًا من تداعيات بالغة الخطورة في حال استهداف واقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح في قطاع غزة، وقالت الخارجية السعودية في بيان صدر السبت أول أمس: إن المملكة تحذر من التداعيات بالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح، وهي الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي على النزوح..

وأكد البيان أن المملكة تؤكد رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيل الفلسطينيين قسرًا وتجدّد مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وقالت: إن هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلًا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسئوليتها كل من يدعم العدوان..

يُذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية «نتنياهو» قد أعلن في وقت سابق إصرار إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال محور صلاح الدين «فيلادلفيا»، حيث قال في 30 من ديسمبر من العام الماضي: إن على إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا من أجل ضمان أن يكون مغلقًا، وأشار إلى أن كل خيار غير- السيطرة الإسرائيلية- لن يضمن نزع سلاح قطاع غزة، وهو أمر عارضته مصر في وقتها وحذرت من خطورته وتداعياته.

وفي 13 يناير من العام الجاري 2024، قال نتنياهو: لن ننهي الحرب قبل إغلاق هذه الثغرة (المحور) وغير ذلك فإننا سوف نقضي على حماس وننزع السلاح عن قطاع غزة، وعندها ستدخل وسائل قتالية من خلال الثغرة الجنوبية، وقال: هناك عدة خيارات لإغلاقها، نحن نفحصها ولم نتخذ قرارًا نهائيًا، غير أن المعلومات أكدت في وقت لاحق أن نتنياهو وحكومته صدّقا على خطة تنفيذ عملية الاقتحام.

وتزعم الحكومة الإسرائيلية أن محور «فيلادلفيا» هو القناة الرئيسة لتهريب السلاح والمعدات إلى غزة رغم نفي مصر لذلك وتأكيدها أنها أغلقت كافة الأنفاق التي تربط بين سيناء وغزة (1500) نفق منذ عام 2014، كما أن مصر شيّدت جدارًا خرسانيًا على الحدود يبلغ ارتفاعه نحو ستة أمتار وبقواعد خرسانية تصل إلى ثلاثة أمتار تحت الأرض، كما قامت بإقامة منطقة عازلة في مدينة رفح المصرية المحاذية للحدود مع غزة منعًا لأي تجاوزات فردية..

لقد طرحت إسرائيل العديد من الخيارات التي لم تلق تجاوبًا مصريًا، لانتهاكها السيادة المصرية ومن بينها القيام بدوريات عسكرية مصرية- إسرائيلية لمراقبة الحدود المصرية- الفلسطينية، وأيضًا تمكين طائرات إسرائيلية مسيّرة للمراقبة على طول الحدود، وإقامة سياج إلكتروني حدودي ينذر إسرائيل بأي تحركات لحفر الأنفاق أو تهريب السلاح.

ورفضت مصر أيضًا طلبًا إسرائيليًا بإغلاق معبر رفح، وجعل معبر «كرم أبو سالم» هو الممر الإسرائيلي الوحيد لدخول قطاع غزة والخروج منه.

وخلال المباحثات والاتصالات المصرية- الإسرائيلية حذرت القاهرة من إقدام إسرائيل على أي عملية عسكرية تستهدف النازحين في رفح، بل إن صحيفة «وول ستريت جورنال» أكدت أن مصر هددت بتعليق اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والموقعة في 26 من مارس 1979، كما أن مصر تعتبر أن السيطرة الإسرائيلية على المحور تعد انتهاكًا للتفاهمات الأمنية التي تم التوقيع عليها في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.

مخيمات رفح

وقد اعتبرت القاهرة أن المساعي الإسرائيلية للسيطرة على المحور تهدف إلى تهجير الفلسطينيين جراء العمليات العسكرية التي ستقوم بها إسرائيل في هذه المنطقة.

وتتوقع القاهرة أن تنفيذ هذه العملية العسكرية من شأنه أن يحدث كارثة إنسانية كبرى، كما أن ذلك سيؤدي أيضًا إلى وقوع خسائر كبيرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي ومعداته، وهو ما أكدته الأحداث في خان يونس، وكانت السلطة الفلسطينية قد حذرت أيضًا من خطورة العدوان على رفح، واعتبرت أن ذلك يمثل انتقاصًا جديدًا للسلطة، فهي لن تقبل العودة إلى القطاع دون سيطرة فلسطينية على الحدود مع مصر، وهو ما أكده الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقائه الأخير مع الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال شهر يناير الماضي.

لقد باتت المنطقة أمام خيارات خطيرة، قد تهدد بحدوث الانفجار الكبير، وتغيير المعادلة، وهو ما حذر منه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية- الإسلامية التي عقدت في الرياض في نهاية شهر أكتوبر الماضي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: معبر رفح رفح مصطفى بكري رفح الفلسطينية الوضع في رفح الجیش الإسرائیلی قطاع غزة فی رفح أن مصر

إقرأ أيضاً:

مصدر سوري للجزيرة: الحديث عن سلام مع إسرائيل سابق لأوانه

قال مصدر رسمي سوري للجزيرة إن "التصريحات المتعلقة بتوقيع اتفاقية سلام بين إسرائيل وسوريا في الوقت الراهن تعد سابقة لأوانها".

وأول أمس الاثنين، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن "لدى بلاده مصلحة في ضم دول جديدة -مثل سوريا ولبنان- إلى دائرة السلام والتطبيع".

لكن المصدر السوري أكد أنه لا يمكن الحديث عن احتمال التفاوض بشأن اتفاقيات جديدة إلا بعد التزام إسرائيل الكامل باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.

وأضاف المصدر أن ذلك الاحتمال لن يحدث أيضا قبل انسحاب إسرائيل من المناطق التي توغلت فيها في الفترة الأخيرة.

واليوم الأربعاء، نقل مراسل الجزيرة في سوريا عن مصادر ميدانية قولها إن قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 3 مواطنين سوريين من قرية البصالي بريف القنيطرة، وذلك بعد توغلها هناك فجر اليوم.

وأوضحت قناة "الإخبارية السورية" أن دورية للاحتلال الإسرائيلي مؤلفة من 8 آليات ونحو 40 جنديا اعتقلت 3 أشخاص من أبناء قرية البصالي في ريف القنيطرة خلال توغلها فجر اليوم بالقرية.

وزعم جيش الاحتلال -في بيان له- أن "الخلية كانت تعمل في موقعين بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وتم استهدافها بناء على معلومات استخباراتية تم جمعها خلال الأسابيع الماضية، كما عثرت القوات خلال العملية على وسائل قتالية، منها أسلحة وقنابل يدوية في المنطقة"، مشيرا إلى أن الموقعين في أم اللوقس وعين البصلي جنوبي سوريا.

وعقب سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلات بعمق عدة كيلومترات على طول الشريط الحدودي بين القنيطرة وهضبة الجولان المحتلة، كما تمركزت في أجزاء من جبل الشيخ.

ومنذ ذلك التاريخ وسع جيش الاحتلال نطاق عملياته العسكرية في القنيطرة وريف درعا.

وفي فبراير/شباط الماضي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أقام منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، وأنه لا يوجد في الوقت الراهن تاريخ نهائي لاستمرار الاحتفاظ بتلك المنطقة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • د. لبيب قمحاوي يكتب .. الصورة الجديدة للصراع مع إسرائيل
  • السوداني: إسرائيل إنتهكت سيادة العراق
  • كيف تُعيد حرب إسرائيل وإيران تشكيل الشرق الأوسط؟
  • سيناريو الملاذ الأخير.. هل تضرب إسرائيل إيران مجددًا؟
  • الشيخ قاسم: العدو الإسرائيلي يمثل خطرًا استراتيجيًا على المنطقة والعالم
  • مصدر سوري للجزيرة: الحديث عن سلام مع إسرائيل سابق لأوانه
  • مخاوف في مصر والأردن من مشروع خفي تعمل عليه إسرائيل بعد حربها ضد إيران
  • من انتصر في الحرب: إسرائيل أم إيران؟
  • الملاذ الآمن: الجنيه الفضة يحل محل الذهب بالأسواق المصرية هدايا مع ارتفاع الأسعار
  • مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: الاحتلال يرتكب مذبحة كل يوم بحق المدنيين