عقد الجامع الأزهر الملتقى الأسبوعي من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة بعنوان"بنات النبي صلى الله عليه وسلم"، وحاضر فيه كل من؛ الدكتورة هبة عوف، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، والدكتورو منال مصباح، أستاذ البلاغة والنقد المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وأدارت الندوة الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

شبهات حول الإسراء والمعراج.. الجامع الأزهر يعقد ملتقى شبهات وردود الثلاثاء الجامع الأزهر يواصل اختبارات تحديد المستوى برواق الخط العربي هبة عوف: على فتيات المسلمين دراسة سيرة أمهات المؤمنين وبنات النبي والاقتداء بهن كسبيل وحيد لنجاتهن وفلاحهن في الدنيا والآخرة

وأوضحت الدكتور هبة عوف، أنه مثلما اختار الله سبحانه وتعالى لرسوله ﷺ زوجات، فضلهن بالمناقب الجلية والأخلاق الزكية، وطهرهن من الدنس وسلمهن من الأخلاق البذيئة، وكُنّ بحق مدارس في التربية والعلم، أيضًا اختار سبحانه وتعالى بناتًا كن منافذ مُضيئة تطل على الإسلام وتعاليمه وأحكامه وآدابه، كذلك وقد امتد نسل النبي ﷺ  من إحدى بناته وهي السيدة فاطمة رضي الله عنها، فكان من نسلها آل بيت النبيﷺ الذين قال فيهم رسول الله ﷺ "أنا تاركٌ فِيكم ثَقلينِ: أوَّلهما: كتابُ الله، فيه الهُدى والنُور؛ فخُذوا بكتابِ الله، واستمسِكوا به، فحثَّ على كِتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بَيْتي، أُذكِّركم اللهَ في أهلِ بيتي، أُذكِّركم اللهَ في أهل بيتي، أُذكِّركم الله في أهلِ بَيتي".

واستطردت:  لكن ما يملأ النفس حزنًا، ويعصر القلب أسى أن بعض المسلمين في هذا الزمان لا يعرفون مَنْ هُن بنات النبي ﷺ، فما أحرانا في عصر الفتن والعقوق، العصر الذي اشرأبت فيه أعناق المبتدعة، أن نتعرف على سيرتهن وبعض خصائصهن، خاصة وأنهن تربين في بيت النبيﷺ وتخرجن من مدرسته، وكن أشد التصاقًا بقدوتنا وحبيبنا محمدﷺ ، فقد ولدن في بيت تلاقت فيه البشرية بالنبوة، واتصلت الأرض بالسماء، فلله دَرّ هذا البيت، وبأبي وأمي ساكنيه، كذا تربين في بيت أمّنا السيدة خديجة، صاحبة النسب الشريف والفضل العظيم في نشر هذا الدين التي بشرها جبريل ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

وتابعت: إن الأمة الإسلامية يحق لها أن تفتخر وتسعد باقتدائها بصفوة نساء العالمين، أمهات المؤمنين، زوجات النبي ﷺ ، وكذا بناته ﷺ وهذا هو السبيل الوحيد لنجاتها وفلاحها.

منال مصباح: لقد كانت حياة بنات النبي نموذجا يُقتدى به

من جهتها ذكرت الدكتورة منال مصباح، السيرة العطرة لبنات النبي ﷺ؛ فلقد وُلِد للنبيّ أربع بناتٍ هنَّ: (زينب رضي الله عنها) صاحبة القلادة، وهي البنت الكبرى للنبي ﷺ، ولدت قبل البعثة بعشر سنوات، وتزوجت من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع، ثم (رقيّة رضي الله عنها) ذات الهجرتين، ولدت قبل البعثة بنحو سبعة أعوام، وقد تزوّجت من عثمان -رضي الله عنه-، و(أم كلثوم رضي الله عنها) زوجة الصحابيّ عثمان بن عفان بعد وفاة أختها، وولدت قبل البعثة بست سنوات، ثم (فاطمة الزهراء الصديقة المباركة رضي الله عنها) زوجة علي بن أبي طالب، وأم السبطين الحسن والحسين، وأصغر بنات النبيّ ﷺ.

وبينت الدكتورة منال مصباح، علاقة النبيﷺ ببناته، فكان النبيّ - إذا وُلدت له ابنةٌ سر بها، وفرِح واستبشر، وسماها اسماً حسناً، وأحسن تربيتها ونشأتها، وبناته قد نَشَأْنَ في بيت النبوّة؛ أبوهنّ محمد ﷺ وأمّهنّ السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من أسلمت على الإطلاق، وحين كَبِرْن؛ حرص على تزويجهنّ الأتقياء الصالحين الأكفاء، وهو قبل ذلك كان يستشيرهنّ ويسألهنّ.

وتابعت: قد كانت حياتهن -رضي الله عنهن- نموذجا يُقتدى به، فقد نهلن من بيت النبوة، وترعرعن في كنفه صلى الله عليه وسلم على عظيم الأخلاق والحياء، فصبرن في الحياة على كل بلاء، رضي الله عنهن وأرضاهن، وصلى الله وسلم وبارك على الأب النبي الخاتم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

حياة العيسوي: النبي هو القدوة والأسوة للمسلمين في أقواله وأفعاله وجميع أحواله

من جانبها ، أوضحت الدكتورة حياة العيسوي، أن النبي ﷺ هو القدوة والأسوة للمسلمين في أقواله وأفعاله وجميع أحواله، وزخرت حياته ﷺ بنماذج عالية لكيفية تعامل الأزواج مع زوجاتهم ، وكيفية تعامل الآباء مع أولادهم وأحفادهم ، وكيفية تعامل الدعاة مع المدعوين ، وكيفية تعامل العلماء مع طلاب العلم ، وكيفية تعامل القادة مع جنودهم ، وهكذا في جميع جوانب الدين ، والدنيا ، وقد قال الله تعالى : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ".

واستشهدت بقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "، موضحا أن السيدة رقية والسيدة أم كلثوم رضوان الله عنهما قد روي أن عتبة بن أبي لهب قد عقد على رقية، وأخوه عتيبة قد عقد على أم كلثوم، وكان هذا قبل بعثة رسول الله ﷺ َ، فلما بُعث رسول الله وحدث ما حدث بينه وبني أبي لهب وأنزل الله تعالى: " تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَآ أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ " ، فأمر أبو لهب أن يطلقا رقية وأم كلثوم ، أما عتبة فقد طلق السيدة رقية ، ثم مَرَّ على سيدنا رسول الله - ﷺ واستهزأ بسيدنا برسول الله، فقال له ﷺ «أكلك كلب من كلاب الله»، ثم أخبرعتبة أباه بما كان من دعاء رسول الله عليه، وكان أبو لهب يعلم صدْق رسول الله، وأن دعاءه مستجاب لا يرَدُّ، فخاف على ابنه، وأخذ يوصي به رفاقه في رحلات تجارته ، وفعلاً كان عتبة في رحلات التجارة ينام في وسط القوم، وهم يحيطون به من كل جانب، وفي إحدى الليالي جاءه أسد، فأخذه من بين القوم، ولم يَبْقَ منه إلا ما يُعرف به.

وتابعت: أما عتيبة فقد طلَّق أم كلثوم، لكنه لم يتعرض لرسول الله بإيذاء ، بل قيل: إنه كان يستحي أنْ يواجه رسول الله ؛ لذلك لم يَدْعُ عليه رسول الله، مضيفة: والمبهج في حياة السيدة رقية رضي الله عنها والسيدة أم كلثوم رضوان الله عليهما فأن قد أبدلهما الله خيراً من عتبة وعتيبة، حيث تزوجت رقية من سيدنا عثمان رضي الله عنه فلما ماتت تزوج بعدها من أم كلثوم؛ لذلك لُقِّب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - بذي النورين، فانظر إلى عِظَم هذا العوض أنْ يُبدِلَهُمَا الله بعتبة وعتيبة بسيدنا عثمان رضي الله عنه والعِوَض في مثل هذه المسائل إنما يتأتَّى بقبول القضاء في نظائره، فإذا أُصيب الإنسان فاستسلم وسلَّم الأمر لله؛ فقال كما علَّمنا رسول الله: «إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أَجْرني في مصيبتي - أيّاً كانت هذه المصيبة - وأخْلُفْنِي خَيْراً منها».

واسترسلت: إذا قال ذلك وعلم أن لله حكمة في كل قضاء يقضيه لا بُدَّ أنْ يُعوِّضه الله خيراً، ولنا في قصة أمن أم سلمة لعبرة فحينما توفي زوجها أبو سلمة حزنتْ عليه حزناً شديداً، ولما جاءها النسوة يُعزِّينها في زوجها قالت إحداهن: يا أم سلمة، قولي كما قال سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، واخْلُفْني خيراً منها، فقالت: وهل هناك خير من أبي سلمة؟! يعني: هذا في نظرها أحسن الناس وخيرهم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر البرامج الموجهة للمرأة بنات النبي ة رضی الله عنها الجامع الأزهر رسول الله الله علیه أم کلثوم النبی ﷺ فی بیت بنات ا

إقرأ أيضاً:

ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يناقش الحديث عن وجوه الإعجاز في خلق الإبل.. اليوم

يعقد ملتقى التفسير بالجامع الأزهر اليوم، الأحد، لقاء التفسير الأسبوعي بعنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن خلق الإبل.. أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت"، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر.

جاء ذلك بحضور كل من الدكتور حمدي الهدهد، عميد كلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان جامعة الأزهر، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، ويدير الحوار الدكتور سعد المطعني، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.

الأزهر يطلق برنامجًا تفاعليًا لأبناء الجاليات المسلمة في إسبانيا.. ورسالة من الإمام الأكبر لجالية مدريدمحمود صديق: خريجو إعلام الأزهر يحملون شعار الوسطيةرئيس جامعة الأزهر: بناء الإنسان يبدأ من الكلمة الصادقة والصوت الموقظ للضميررئيس جامعة الأزهر يهنئ حازم منتصر بجائزة أرصوي الدولية للعلوم والفنون

وقال الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، إن هذا الملتقى يعد فرصة مهمة للتفكر في آيات القرآن الكريم وتدبر معانيه، وفتح مجالات جديدة للبحث في الإعجاز.

وأضاف أن الملتقى سيساهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي لدى المشاركين والدعوة إلى التفكير العميق في النصوص الدينية.

من جهته، أعرب الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، عن سعادته بانطلاق هذا الملتقى، مؤكدًا أهمية الإعجاز القرآني في تشكيل هوية الأمة الإسلامية.

وقال مدير الجامع الأزهر: "إن الرواق الأزهري يسعى دائمًا إلى تقديم المعرفة التي تساهم في بناء مجتمع واعٍ ومتعلم، وملتقى التفسير هو خطوة جديدة نحو تحقيق هذا الهدف"، لافتًا إلى أن الملتقى سيعقد بصفة دورية كل أحد، حيث يستضيف نخبة من العلماء والأساتذة المتخصصين، كما سيتم تخصيص وقت للأسئلة والنقاشات المفتوحة بين المشاركين، ما يتيح لهم فرصة التفاعل وتبادل الأفكار.

طباعة شارك الأزهر الجامع الأزهر الحديث وجوه الإعجاز في خلق الإبل الإبل ملتقى التفسير بالجامع الأزهر القرآن الكريم خلق الإبل

مقالات مشابهة

  • كيف تتعامل المرأة مع الكلام السيئ من زوجها؟.. أمين الإفتاء ينصح بهذا السلوك
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش اليوم الرضاع رؤية فقهية
  • ينتظر غياب الجميع.. اعترافات مثيرة لفتاة عاشرها والدها وأنجبت ذكرا |خاص
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: الإبل منظومة إعجازية متكاملة مسخرة للإنسان
  • الأزهر الشريف: فلسطين جرح الأمة وواجب الدفاع عنها ديني وأخلاقي وإنساني
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش غدًا: الرضاع "رؤية فقهية"
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع.. اليوم
  • مفتي الهند في ختام ملتقى قراءة صحيح مسلم: رسائل النبي أساس السلم الاجتماعي
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر يناقش الحديث عن وجوه الإعجاز في خلق الإبل.. اليوم
  • أذكار الصباح الواردة عن النبي.. حصن نفسك الآن ولا تتكاسل عنها