دبي - وام
استعرضت القمة العالمية للحكومات سياسات وخططاً تمويلية جديدة تهدف إلى تنفيذ الالتزامات الرائدة التي تم التعهد بها في مؤتمر الأطراف COP28 بشأن المناخ والصحة، لضمان استمرار العمل والإنجاز بالسرعة ذاتها طوال عام 2024.
جاء ذلك خلال جلسة «المناخ والصحة.. إزالة معوقات جهود التمويل التنموي» التي عقدها COP28 بالتعاون مع منتدى «بلوغ الميل الأخير»، ومكتب التنمية التابع لديوان الرئاسة في دولة الإمارات، واستهدفت دعم نتائج يوم الصحة الذي أقيم ضمن برنامج الموضوعات المتخصصة في COP28، وشهد توقيع 148 دولة على إعلان «COP28 الإمارات بشأن الصحة والمناخ» الرائد وتعهدات بتقديم تمويل أوّلي قدره مليار دولار لتنفيذ إجراءات معالجة التداعيات الصحية لتغير المناخ.


وحضر الجلسة عدد من ممثلي الحكومات وقادة القطاع الخاص والخبراء العالميين ومندوبي الشباب، وتحدث فيها كل من خومبيز كاندودو شيبوندا، وزيرة الصحة في مالاوي، وبيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وأجاي تاندون، كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي، وناينا باترا، الرئيسة التنفيذية لشبكة الأعمال الخيرية الآسيوية، حيث حددت الجلسة المشروعات والبرامج المؤثرة ذات الأولوية في مجال معالجة التداعيات الصحية لتغير المناخ، وذلك وفقاً للمبادئ الاسترشادية لـ COP28 الملتزمة بتوفير استثمارات عادلة ومؤثرة وعاجلة لحلول المناخ والصحة، والتي اعتمدها أكثر من 40 من الجهات الاستثمارية الكبرى في مجال الصحة والمناخ.
وفي كلمته الافتتاحية بالجلسة، قال عدنان أمين، الرئيس التنفيذي لمؤتمر الأطراف COP28، إن المؤتمر توصل بالتعاون مع شركائه إلى مخرجات رائدة، ويجب الحفاظ عليها وتسريع الجهود لتوفير التمويل المطلوب، بما يتماشى مع المبادئ الاسترشادية لتمويل حلول المناخ والصحة التي أطلقناها مع أكثر من 40 شريكاً في المؤتمر، مضيفاً أن مواصلة اتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة خلال عام 2024 ستسهم في الحفاظ على إرث COP28 في مجال الصحة، وتحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة، وتشمل تلك الإجراءات جهود تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، ومعالجة التداعيات المناخية الشديدة المتزايدة.
فيما أكدت خومبيز كاندودو شيبوندا، وزيرة الصحة في مالاوي، الحاجة الملحَّة إلى العمل واتخاذ إجراءات ملموسة وفعالة للبناء على إنجازات COP28 من خلال تحويل التعهدات إلى مخرجات ونتائج إيجابية ملموسة، وقالت إن بلادها ملتزمة بمعالجة الارتباط الوثيق بين موضوعَي المناخ والصحة من خلال الشراكات البنّاءة والاستثمارات الاستراتيجية، مع وضع سلامة ورفاه المجتمع في مقدمة الأولويات.
وأضافت أن الوقت حان لتحويل التعهدات إلى فوائد حقيقية للمجتمعات بالمناطق الريفية الفقيرة في إفريقيا، الذين يتحملون قدراً كبيراً من تداعيات تغير المناخ برغم مسؤوليتهم الضئيلة عن الانبعاثات، مشيرةً إلى أن تداعيات تغير المناخ على القطاع الصحي في مالاوي زادت حالات الإصابة بأمراض مثل الكوليرا والملاريا، وعطلت خدمات الرعاية الصحية الأساسية، ودمرت البنية التحتية.
وقال بيتر ساندز، المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا إن التكرار المتزايد للظواهر الجوية الشديدة، مثل الأعاصير المدمرة والفيضانات غير المتوقعة، يتسبب في ارتفاع مفاجئ في الأمراض والوفيات، فيما يؤدي تلوث الهواء إلى أكثر من 7 ملايين حالة وفاة سنوياً، مشيراً إلى أن الجانب الأكبر من هذه التداعيات يضر بالأبرياء في دول مثل مالاوي، ومن المؤسف أن الأفراد الأقل مسؤولية عن تغير المناخ هم أكثر من يعاني تداعياته. وأضاف ساندز أن إنجازات COP28 يمكن أن تؤدي إلى التقدم الجوهري المنشود في مجال الصحة العالمية، لافتاً إلى إمكانية تسريع التغطية الصحية الشاملة في مواجهة تغير المناخ من خلال تكثيف الجهود في هذا المجال بالتزامن مع توفير التمويل المناخي اللازم، مؤكداً أن أزمة المناخ هي أزمة صحية، ويجب أن تكون حماية عدد أكبر من البشر هي الهدف الرئيس الذي تُتَّخذ من أجله إجراءات طموحة وفعالة بشأن المناخ والصحة.
جدير بالذكر أن مؤتمر الأطراف COP28، الذي استضافته دولة الإمارات، شكل محطة بالغة الأهمية في مجال معالجة التداعيات الصحية لتغير المناخ، حيث شهد تعهدات سياسية وتمويلية غير مسبوقة، تتجاوب مع الحاجة الملحَّة إلى حماية صحة الإنسان والاستثمار في نظم صحية مرنة وتحتوي الجميع. وتمثل حماية البشر وسُبل العيش إحدى الركائز الأربع لخطة عمل رئاسة COP28 التي تركز على البشر والطبيعة والحياة وسُبل العيش، وتؤكد الحاجة الملحَّة إلى الحد من تداعيات تغير المناخ وحماية البشر من خلال تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وذلك بالتزامن مع بناء منظومة الطاقة المستقبلية، وزيادة المرونة المناخية، والحد من المخاطر الصحية المرتبطة بتغير المناخ.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات المناخ والصحة تغیر المناخ فی مجال من خلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

تجمع خليجي لخبراء المطابقة يناقش تعزيز سلامة المنتجات وآليات تطبيق اللوائح الفنية

العُمانية: بدأت اليوم بمسقط، أعمال اجتماعات فرق عمل جهات المطابقة الخليجية لعام 2025، بمشاركة أكثر من 110 خبراء لمناقشة تعزيز سلامة المنتجات وآليات تطبيق اللوائح الفنية الخليجية.

وتُنظّم هذه الاجتماعات التي تستمر 5 أيام، هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إلى جانب مشاركة أجهزة التقييس الوطنية بدول مجلس التعاون وعدد من المنظمات الدولية.

وتأتي هذه الاجتماعات تعزيزًا لتنفيذ قرار المجلس الفني رقم (59)، وقرارات اللجنة الوزارية لشؤون التقييس الصادرة في اجتماعها العاشر بالكويت في أكتوبر 2025، بشأن استكمال تبني اللوائح الفنية القطاعية وتطبيقها ضمن منظومة شارة المطابقة الخليجية بما يسهم في تحقيق أعلى مستويات سلامة المنتجات في السوق الخليجية المشتركة وتسهيل التجارة البينية بين دول المجلس.

وأكد عماد بن خميس الشكيلي مدير عام المديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن استضافة سلطنة عُمان لهذه الاجتماعات تأتي ترجمة للشراكة الوثيقة مع هيئة التقييس الخليجية، ودعمًا لجهود بناء بنية أساسية متطورة للجودة تُسهم في تعزيز التنافسية وحماية المستهلك والبيئة.

وأوضح في كلمته أن العمل الخليجي المشترك شهد انتقالًا واضحًا من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، عبر منصة موحدة لعلامة المطابقة الخليجية وتطبيق مبدأ "طلب واحد - مخرجان" لإصدار شهادات المطابقة الخليجية والوطنية من خلال منصة "حَزَم" التي تعد منظومة رقمية متكاملة للامتثال توفر سجلًا للمنتجات المعتمدة ودليلًا لجهات المطابقة مع دعم فني مباشر لضمان سهولة التكامل مع الجهات المشاركة.

وأضاف أن هذه الاجتماعات تركز على ثلاثة مسارات رئيسة، تشمل المواءمة والتنفيذ وفق أدلة ونماذج موحدة، والرقابة الذكية في المنافذ بالتعاون مع الاتحاد الجمركي الخليجي، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في فرز الملفات وضمان الاتساق، مؤكدًا أن سلطنة عُمان تتطلع إلى تعزيز سرعة دخول المنتجات الآمنة إلى الأسواق، واعتماد مبدأ "البيانات مرة واحدة"، وتفعيل شهادات العائلة، وتوسيع الاعتراف المتبادل لدعم الابتكار.

وأشار مدير عام المديرية العامة للمواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار إلى أنه من المؤمل أن تخرج هذه الاجتماعات بمخرجات عملية تشمل أدلة محدثة، ونماذج موحدة، ودليل وضع شارة المطابقة الخليجية، وآليات للتحقق الذكي، ومؤشرات للرقابة، وخطة تدريب متقدمة تُسهم في الارتقاء بالمنظومة الخليجية الموحدة.

وتضمنت الاجتماعات اليوم عرضًا مرئيًّا موسعًا حول توجهات هيئة التقييس الخليجية في مجال تبني التشريعات الوطنية ضمن الأطر الخليجية الموحدة، إضافة إلى عروض مرئية قدمتها كل من سلطنة عُمان ومملكة البحرين ودولة الكويت حول برامجها الوطنية في الرقابة على المنتجات وتطوير الأنظمة الفنية إلى جانب استعراض التحديثات التقنية لمنصة "حَزَم" وشارة المطابقة الخليجية، وآليات توزيع المهام بين الجهات المقبولة.

وتواصل الاجتماعات أعمالها خلال الأيام القادمة عبر جلسات عمل تخصصية تناقش المتطلبات الفنية للقطاعات الخاضعة للوائح الخليجية، ومنها الأجهزة الكهربائية، وكفاءة الطاقة، وأدوات ترشيد المياه، ولعب الأطفال، إلى جانب دراسة التحديات التشغيلية وتطوير الخدمات الذكية الداعمة عبر منصة "حَزَم".

كما يستعرض الخبراء أفضل الممارسات وتجارب الدول الأعضاء في مجال تقويم المطابقة، وسبل دعم المشغلين الاقتصاديين وتعزيز الإجراءات الرقابية في المنافذ، بما يضمن تحقيق التوازن في تطبيق اللوائح الفنية بالمستوى نفسه في مختلف دول المجلس.

وتختتم الاجتماعات أعمالها يوم الخميس المقبل بعقد جلسة مشتركة لاستعراض مخرجات فرق العمل، واعتماد خطة العمل المستقبلية، بما يعزز التكامل الخليجي في البنية الأساسية للجودة، ورفع كفاءة الأسواق، ودعم مسار التنمية الصناعية والتجارية في دول مجلس التعاون.

مسلم المهري

مقالات مشابهة

  • وزير الطيران يناقش مع مؤسسة التمويل الدولية المرحلة النهائية لطرح مطار الغردقة
  • اتهام مواد مدرسية ممولة من شل بتقليل التأثير المناخي للوقود الأحفوري
  • «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: دمج خدمات الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية بنسبة 40%
  • وزيرة التنمية المحلية تشهد توقيع مشروع تعزيز الصمود المناخي
  • تجمع خليجي لخبراء المطابقة يناقش تعزيز سلامة المنتجات وآليات تطبيق اللوائح الفنية
  • محافظ أسيوط يناقش مع المجلس التصديري آليات تعزيز صادرات النباتات الطبية والعطرية
  • مصر تنضم إلى مركز المعرفة العالمي للتغطية الصحية الشاملة خلال منتدى طوكيو
  • محافظ أسيوط يناقش مع المجلس التصديري تعزيز صادرات النباتات الطبية والعطرية
  • تقرير جديد: تغير المناخ يهدد بخسارة 19% من الدخل العالمي خلال26 عاماً
  • من الحرارة الشديدة إلى تدهور الصحة النفسية.. كيف يؤثر تغيّر المناخ في بيئة العمل؟