الإمارات قادرة وجاهزة لاستضافة نقاشات حوكمة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
دبي: «الخليج»
قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي ل«Open AI»، ومطوّر «شات جي بي تي»: إن الذكاء الاصطناعي يحمل أهمية قصوى للإنسانية، مؤكداً أن جاهزية الإمارات تؤهلها لقيادة نقاشات عالمية حول كيفية الاستفادة من أنظمة الذكاء الاصطناعي في ظل تطبيقها تدابير آمنة، لافتاً إلى أن «شات جي بي تي 5» سيكون الأكثر ذكاء وتشويقاً مقارنة مع النماذج السابقة.
أوضح أن «وفرة الذكاء الاصطناعي ستساهم في صنع مستقبل لا ندرك مداه»، مشيداً بجهود دولة الإمارات الرائدة في هذا المجال، في ظل ما تتسم به من جهوزية وبنية تحتية واستعداد جيد له.
كما أكد أن «قادة العالم بحاجة لتجمع لحوكمة الذكاء الاصطناعي، ودولة الإمارات هي الدولة القادرة والجاهزة على استضافة مثل هذه النقاشات والتجمعات العالمية».
وأضاف، خلال جلسة حاوره فيها عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة 2024: «أمامنا شوط طويل، وإذا ما تمكنّا من إنهاء مهمتنا، فإن أهمية الذكاء الاصطناعي للإنسانية ستصبح مدهشة، فلو تخيلنا عالَمَاً يتوفر به كل شيء من العلوم والمعارف، فهذا الأمر سيخدم البشرية بصورة كبيرة».
وبسؤاله عما إذا كان «شات جي بي تي» سيصل إلى إمكانية اكتشاف عقاقير لمرض السرطان في وقت قريب، أجاب: «لا نعرف الوقت بالتحديد ولكن نسب التغيير عالية وسريعة، فمن الصعب معرفة كم أمامنا من الوقت، لكن دائماً ما نسمع من العلماء عن أثر (شات جي بي تي) الكبير، لذلك نسعى لتحقيق إنجازات كبيرة في المستقبل».
تحولات في التعليم
وفي رده على سؤال بشأن دور «شات جي بي تي» في مجال التعليم واستخدامه بصورة صحيحة، قال: «حينما برز شات جي بي تي لأول مرة كان على العالم أن يتكيّف، وفي الولايات المتحدة اعتبر الكثير أنه يمثل تهديداً وجودياً للتعليم، لكن المدارس احتضنت التقنية باعتبارها جزءاً من المستقبل، بما يساعد طلبتنا على التعلُّم بشكل أفضل، ولديّ إيمان بأنه من أفضل الأدوات التي تساهم في إحداث التحولات في الوقت المعاصر».
وأوضح مطوّر «شات جي بي تي» أن الحكومات التي تحتضن التكنولوجيا قادرة على تقديم الخدمات بشكل أفضل لمواطنيها، الأمر الذي ينعكس على توفير تعليم ورعاية صحية وخدمات بصورة ناجحة.
مهام متعددة
وحول السبب وراء الاستمرار بتطوير تقنيات «شات جي بي تي» وصولاً إلى العمل على «شات جي بي تي 5»، قال ألتمان إن البعض يستخدمون الخدمات الأكثر تطوراً ويستفيدون منها، ففي السابق كان لدينا شاشات الهاتف بالأبيض والأسود فقط، وحينها كانت رائعة، لكن الأمر استغرق عقوداً وصولاً إلى هواتف آيفون 15 الرائعة والتي لم يكن لأي شخص أن يتخيلها، ونفس الأمر بالنسبة ل«شات جي بي تي». وأضاف: «بالمقارنة بين شات جي بي تي 4 و5، نجد أن 5 سيكون أكثر ذكاءً وأفضل في كل شيء، ابتداء من كونه متعدد المهام وأسرع، لكن الأمر الأهم أنه سيكون أكثر ذكاءً وتشويقاً».
اختبارات أولية
وسأل عمر سلطان العلماء سام ألتمان: «لنفترض اليوم أنك أصبحت وزيراً للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات.. لو اتخذت قراراً تشريعياً واحداً ماذا ستفعل؟»، فأجاب ألتمان: «أعتقد أن ما سأفعله هو محاولة اكتشاف طريقة لابتكار المزيد من القرارات التنظيمية لتجربتها بصورة أولية وتخيُّل كيف سيبدو شكل العالم وما هو المنطقي وغير المنطقي».
وتابع ألتمان: «شيء واحد كنت أفكر فيه، وهو أن العالم سيجرّب كل هذه التجارب التنظيمية والاختبارات الأولية، لكن سنكون بحاجة لنظام عالمي مثل ما قدمته في السابق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما الإجراءات التي سنتخذها لحماية البيانات والوقاية من المخاطر».
وحول ما يجب أن نفعله لنصبح أفضل، قال ألتمان: «أعتقد أننا مازلنا في مرحلة النقاشات الكثيرة بشأن تحقيق رؤية الذكاء الاصطناعي، فالكل يعقد مؤتمرات ويطرح أفكاراً، وبعد ذلك سننتقل إلى خطة عمل مع مشاركة دولية حقيقية، أما فيما يخص مسألة التصدي للمخاطر المحتملة، فالقرار ليس بيد AI، ولكن لدينا رؤية طموحة وكذلك الأمر يتطلب من قادة العالم الاجتماع لبحثه».
وبسؤاله عن أكثر ما يقلقه من الذكاء الاصطناعي، أجاب سام ألتمان قائلاً: «كل ما كان يكتبه أصحاب الخيال العلمي في عدة عقود عن الذكاء الاصطناعي بطرق إبداعية وقدرته على حل المشكلات بات يتحقق، فلا تقلقني الروبوتات القاتلة في الشوارع، لكنني مهتم بشكل أكبر بكيف تستفيد المجتمعات حينما تستخدمه، والأمر الذي يوقظني في كل صباح ويملؤني بالطاقة هو كيف نعمل على الاستفادة من تلك التقنيات لإفادة العالم بشكل آمن بما يضمن العيش بصورة أفضل مما هي عليه الآن».
جيل محظوظ
وعن نصيحته للشبان، قال ألتمان: «أول ما أقوله هو أنكم محظوظون للغاية، فأنتم جئتم في أفضل عصر بتاريخ الإنسانية، فالشباب أول مَنْ يتبنى التكنولوجيا وسوف تستخدمون أدوات لم يتخيلها الذين كانوا قبلكم، وستكون أمامكم فرص كبيرة وستطلقون شركات لها أثر ونجاح أكبر ممن سبقوكم».
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الذكاء الاصطناعي القمة العالمية للحكومات الإمارات الذکاء الاصطناعی شات جی بی تی
إقرأ أيضاً:
بعد حصولها على جائزتين دوليتين: فَيّ المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي
مسقط- الرؤية
حصلت الطالبة فَيّ بنت سالم المحروقية من مدرسة دوحة الأدب (10-12) بتعليمية محافظة مسقط، على جائزتين خاصتين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة من خلال مشروعها: نهج قائم على التعلم الهجين لتحسين صور الرئة، وتشخيص الأورام، والتليف الرئوي بشكل أكثر دقة وفعالية.
وتقول الطالبة: "انطلقت فكرة مشروعي من ملاحظتي لأهمية تحسين دقة، وسرعة تشخيص أمراض الرئة، في ظل الارتفاع المستمر في أعداد المصابين عالميًا؛ ومن هنا استلهمت الفكرة من شغفي بالتقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وحرصي على توظيفها في مجالات تخدم صحة الإنسان".
وتضيف: واجهتُ تحديات عديدة، من أبرزها تعقيدات النماذج التقنية، وصعوبة الحصول على بيانات طبية عالية الجودة، لكن بالإصرار، والدعم، والتعلم المستمر، تمكنتُ من تجاوزها.
وتشرح المشكلات التي يعالجها المشروع بقولها: يعالج المشروع تحديات حقيقية في المجال الصحي، خصوصًا في تشخيص أمراض الرئة مثل الأورام، والتليف، إذ يُسهم النظام في تحسين جودة الصور الطبية، ويعتمد على تقنيات تعلم الآلة؛ لاكتشاف المؤشرات المرضية بدقة عالية، مما يمكّن الأطباء من التشخيص السريع، والدقيق، وبالتالي الإسهام في إنقاذ الأرواح، وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية.
المشاركة في المعرض الدولي
وعن مشاركتها في المعرض الدولي، تقول: كانت تجربة ثرية للغاية؛ منحتني فرصة تمثيل بلدي سلطنة عُمان على منصة عالمية، والتعرف إلى مبدعين من مختلف دول العالم، وتبادل الأفكار مع مشاركين من خلفيات علمية متنوعة، واطّلعت على مشاريع رائدة في مجالات متعددة، هذه التجربة عززت ثقتي بنفسي، وفتحت أمامي آفاقًا جديدة للتطور العلمي، والبحثي.
وتستذكر لحظة إعلان فوزها: لحظة إعلان فوزي بجائزتين خاصتين كانت من أجمل لحظات حياتي؛ شعرتُ بفخر عظيم، وسعادة لا توصف؛ لأن كل التعب والجهد الطويل تُوِّج بهذا الإنجاز، كانت لحظة امتزجت فيها مشاعر الامتنان، والإنجاز، والانتماء، وأعتبرها نقطة تحول مهمة في مسيرتي العلمية.
الدعم والتدريب
وتتحدث عن دور الوزارة، والمدرسة في هذا الإنجاز: قدّمت الوزارة دعمًا كبيرًا لمشاركتي في المعرض، من خلال مجموعة من المبادرات، والإجراءات التي كان لها أثر بالغ في تمكيني من تمثيل الوطن بشكل مشرّف وفعّال؛ فقد وفّرت برامج تدريبية، وورش عمل متخصصة ساعدتني على تحسين مهاراتي في العرض والتقديم، بالإضافة إلى دعم معنوي مستمر، واهتمام ملحوظ بهذه المشاركة.
وتؤكد أن للمدرسة، والمعلمات دورًا كبيرًا ومحوريًا، يتمثل قي دعم مشرفتي، ومعلمتي إيمان بنت علي الرحبية، أثر بالغ في تحفيزي منذ بداية المشروع؛ إذ وفرت لي بيئة تعليمية مشجعة، ورافقتني خطوة بخطوة، وآمنت بإمكانياتي، وقدراتي على الوصول إلى العالمية، هذا الدعم المعنوي والعلمي شكّل حافزًا قويًا للاستمرار والتفوق.
وتتابع حديثها: الوصول إلى المنصات الدولية ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب صبرًا، وإصرارًا، وعملًا جادًا. النجاح لا يأتي من فراغ، بل من شغف حقيقي، وتطوير مستمر، وإيمان بالنفس. كل من يمتلك فكرة هادفة ويثابر لتحقيقها، قادر على الوصول والتميّز عالميًا.
الطموح والتطوير
وتقول عن طموحاتها المستقبلية: أطمح على المستوى العلمي إلى التخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواصلة أبحاثي في ابتكار حلول تقنية تُحدث أثرًا حقيقيًا في حياة الناس، أما على المستوى الشخصي، فأرجو أن أكون نموذجًا مُلهمًا، وأسهم في دعم وتمكين الشباب العماني للمنافسة على الساحة العالمية.
وتختتم حديثها: أعمل حاليًا على تطوير النموذج ليكون أكثر دقة وفعالية، وهناك خطة لتجريبه بالتعاون مع جهات طبية متخصصة، وأسعى أن يتم اعتماد هذا النظام، وتطبيقه فعليًا في المستشفيات والمؤسسات الصحية، ليسهم في تحسين مستوى الرعاية الطبية، وتشخيص أمراض الرئة بدقة أكبر.