لجريدة عمان:
2025-06-30@19:46:02 GMT

«بغداد»..ملتقى شباب القصيدة

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

شغلت زيارة الأماكن القديمة التي أمضى الشعراء في أكنافها شطرا من حياتهم، أذهانهم، وأثارت في أنفسهم لواعج الحنين مع إدراكهم بأن الزمن يمضي إلى الأمام، وسكب الشعراء حروف كلماتهم على الأطلال، منذ أن تفتّح وعي الإنسان، وأدرك حركة الزمن، فصارت (المقدّمة الطلليّة) غرضا شعريا وركنا من أركان القصيدة العربية في العصر الجاهلي، ومن أشهرها معلقة امرئ القيس التي مطلعها:

قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ

وعندما زار الشاعر الراحل سليمان العيسى عام 1969م بغداد التي أمضى فيها شبابه طالبا في دار المعلمين العالية، بعد مرور اثنين وعشرين عاما على تخرّجه منها، ألقى قصيدة حملت عنوان (خذي شفتي) في مهرجان الشعر التاسع، الذي أقيم أواخر أبريل 1969م، سرعان ما جرتْ على كلّ لسان، واستنسخها الطلبة، وحفظوها، وصاروا يردّدونها في كلّ حفل تقيمه (الدار) التي تحول اسمها إلى (كلية التربية)، وقبل أن أذكر شيئا من أبيات القصيدة، لابدّ من الإشارة إلى أن العيسى، المولود عام 1921 م في أنطاكيا التركية والمتوفى بدمشق عام 2013 م دخل دار المعلمين العالية عام 1944م وتخرّج فيها عام 1947م، وخلال تلك السنوات تعرّف على الشاعر الرائد بدر شاكر السياب، ولقيا اهتماما من د.

محمد مهدي البصير، وأدخلهما في لجنة ثقافية طلابية كان يشرف عليها، فاقتربا أكثر ثم اتسعت الدائرة فتعرفا على لميعة عباس عمارة، وإحسان الملائكة، شقيقة الشاعرة نازك، وآخرين.

وقد عُرف عن الشاعر سليمان العيسى توجّهاته الوطنية والقومية، وقصائده الحماسية التي ردّدت بعض أبياتها الحناجر في المسيرات الشعبية بدول عربية عديدة، لكنّه كشف في قصيدته (خذي شفتي) أن تحت الجوانح قلبا رقيقا، ينبض بالمحبة، وهناك ما يشغل الشاعر غير القضايا القومية التي عُرف بها، وكادت أن تتسبّب بطرده من (الدار) بأمر من الوصي عبد الإله، لكنه تراجع عن ذلك، بعد تدخّل الخيّرين، من أساتذته:

خذي شفتي يا دارُ، ولْيركَعِ الحبُّ

يُسَلِّمُ عِنْدَ الباِبِ بالدمعة الهُدْبُ

لثمتُكِ سبعا.. ما ارتَويتُ.. ولا اكتفَى

على العَتَباتِ السمر ثغرٌ ولا لبُ

أتيتكِ هذا الصبحَ كالسرِ زائرا

كما ارتعشَتْ في العُشِّ صاديةٌ زُغْبُ

خذي شفتي فالطفلُ عاد.. ولَمْلِمي

أغانيه.. هل تَبْلى أغانيه.. هل يخبو؟

هنا وقفَتْ يوما.. هناك تحدَّثَتْ

هنا ابتسمَتْ.. لما التقى الدربُ والدربُ

هنا ارتعشَ الثغرُ الجميلُ مُتَمْتِما

بنصفِ صَباحِ الخير.. حسْبُ الهوى حَسْبُ

فالماضي لا يعود، وإن عاد الشاعر إلى طفولته، يقول الكاتب الأوروجوياني إدواردو جاليانو: «حتَّى حين نَعود، نحْن لا نعُود، شيءٌ منَّـا يذهبُ للأبَد»، لذا، غلّف القصيدة حزن، وقد اختار لقصيدته البحر الطويل ليتوافق مع إيقاعه النفسي الحزين وهو يستعيد ذكريات مضت، مثلما استعدت ذكريات الدراسة الجامعية، عندما حللتُ ضيفا على جامعة بغداد، وملتقاها «ملتقى جامعة بغداد الدولي للشعر الفصيح»، الذي نظمه قسم النشاطات الطلابية بالجامعة، متيحة لي فرصة الاستماع إلى قصائد الطلبة المشاركة في الملتقى الذي يشرف عليه أساتذة متخصصون، ونقاد أكفاء، فمن أهدافه الكشف عن مواهب الطلبة ليس فقط في جامعة بغداد، بل في الجامعات العراقية، والتعريف بها، وقد سبقت الملتقى تصفيات، ومنافسات، أجريت لاختيار الأفضل، فبلغ عدد المشاركين حوالي مائة شاعر وشاعرة من جميع المحافظات.

ورغم أن الطابع التقليدي غلب على الكثير من النصوص المشاركة، لكنّ الملتقى وفّر فرصة للمشاركين لمراجعة أنفسهم، وأدواتهم، لتطويرها، والتعرّف على الهِنات التي وقعوا بها، شأن بدايات كلّ الذين سلكوا هذا الطريق، كما أنه جعلهم يبنون علاقات مع شعراء شباب يسيرون معهم على الطريق نفسه، وهذا أعاد إلى ذهني ذكريات لا تمحى خلال مشاركاتي في لجان تحكيم الملتقى الأدبي الذي تقيمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب، الذي عرّفنا على الكثير من المواهب ليس في الشعر الفصيح فقط، بل في الشعبي، والقصّة القصيرة.

إن المواهب الشابة تحتاج إلى الرعاية، ومثل هذه الملتقيات تتيح فرصة لهذه الشريحة التي نعقد عليها الآمال المضيئة، فالغد المشرق للشباب.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

هندسة المطرية تفتح أبواب المستقبل: في ملتقى التوظيف والتدريب السنوي

نظّمت كلية الهندسة بالمطرية – جامعة حلوان ملتقاها السنوي للتوظيف والتدريب، تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، والدكتور عمرو أحمد عبد الهادي عميد الكلية، الدكتور وليد عرابي وكيل الكلية لشئون التعليم و الطلاب، وتحت اشراف الدكتورة نهى نبيل وكيل الكلية للدراسات العليا والقائم بعمل وكيل الكليه لشئون خدمه المجتمع والبيئة، بمشاركة نخبة من الشركات والمكاتب الاستشارية الرائدة في مختلف مجالات الهندسة.

عقد الملتقي بحضور الدكتور عمرو عزت سلامة  رئيس اتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالي الأسبق، الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب، الدكتور جودة غانم رئيس قطاع شئون المعاهد الخاصة بوزارة التعليم العالي.

قام بتنظيم فعاليات الملتقى الدكتور محمد حلمي مدير مركز الخدمه العامه للاستشارات الهندسيه والبيئية ومنسق الأنشطة الطلابيه بالكليه والعديد من الساده أعضاء هيئة التدريس الدكتور أحمد حليم و الدكتور أشرف صلاح و الدكتور محمد الموصلي و الدكتورة سارة أسماعيل  والدكتوره نهال مجدى، كما شارك إتحاد طلاب هندسه المطريه في تنظيم الحدث للتأكيد على حرص جامعة حلوان والكلية على دعم طلابها وخريجيها، وفتح آفاق مهنية جديدة أمامهم من خلال تعزيز التعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية، وكان اليوم حافلًا بالتفاعل المثمر، والنقاشات الهادفة، والتجارب الملهمة.

الملتقى كان فرصة واعدة من أجل فتح آفاق واسعة أمام الطلاب والخريجين عبر فرص تدريبية ومهنية تُمكّنهم من الانطلاق بثقة نحو مسيرتهم المهنية، حيث عُقد بمشاركة أكثر من 40 شركة ومكتب استشاري في مختلف مجالات الهندسة، الذين ساهموا بحضورهم وتفاعلهم في إثراء فعاليات الملتقى، ومدّ جسور التواصل بين سوق العمل وطلاب وخريجي الكلية.

حيث شارك هذا العام في الملتقى كبرى المكاتب و الشركات في قطاع الهندسة المدنية و المعمارية منها شركة دار الهندسة و شركة المقاولون العرب و شارك من قطاع هندسة السيارات شركة النصر للسيارات و شركةMCV مرسيدس و كيان و العديد من الشركات و الوكلاء. 

ويُعد الملتقى منصة فعّالة للتواصل بين الطلاب وسوق العمل، حيث شارك عدد كبير من الشركات المتخصصة في مجالات: هندسة القوى الميكانيكية، التصميم الميكانيكي، هندسة السيارات، الهندسة المعمارية، الهندسة المدنية.

كما تضمن الحدث عددًا من المحاضرات التعريفية التي قدمتها الشركات المشاركة، والتي سلطت الضوء على الفرص المتاحة للخريجين وآليات التطور المهني داخل تلك المؤسسات.

وشاركت الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (DAAD) في الملتقى بمحاضرة حول الخدمات التي توفرها للطلاب المصريين، بما في ذلك فرص التدريب في ألمانيا، ودعم مشروعات التخرج، آليات المشاركة في المسابقات الطلابية الدولية.

كذلك تضمن الملتقى الإعلان عن إطلاق مجموعة من برامج الدراسات العليا البينية المهنية الجديدة، التي تهدف إلى تلبية احتياجات سوق العمل وتعزيز المهارات التطبيقية لدى المهندسين في التخصصات المتداخلة.
 

طباعة شارك كلية الهندسة بالمطرية جامعة حلوان رئيس اتحاد الجامعات العربية وزير التعليم العالي الأسبق

مقالات مشابهة

  • ملتقى الموارد البشرية يناقش أنماط العمل الجديدة
  • انطلاق ملتقى التوظيف والتدريب الأول بجامعة أسيوط التكنولوجية
  • هندسة المطرية تفتح أبواب المستقبل: في ملتقى التوظيف والتدريب السنوي
  • اختتام فعاليات ملتقى الوقاية من المخدرات 2025
  • انطلاق فعاليات ملتقى التوظيف والتدريب الأول بجامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية غدًا
  • وزيرا العمل والأوقاف يفتتحان ملتقى توظيف في "رأس غارب" بمشاركة 50 منشأة
  • توفير 673 وظيفة.. وزيرا العمل والأوقاف يفتتحان ملتقى توظيف رأس غارب
  • النادي الأدبي بجدة يعزز مكانة التاريخ الأدبي عبر ملتقى “قراءة النص”
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش بدائل العمرة وأولويات البر المجتمعي
  • سفيرة الأردن في المغرب تلتقي العواملة بعد تألقه في ملتقى الفسيفساء الدولي