علماء يتوصلون إلى طريقة لـ « زراعة اللحوم » بعد غلاء أسعارها
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
توصل مجموعة من العلماء إلى خطوة أولى في مشروع طموح يهدف إلى زراعة غذاء هجين جديد باستخدام اللحوم الحيوانية كمكون أساسي.
زراعة اللحومووفقًا لتقرير نشرته مجلة « ساينس أليرت » العلمية، حول هذه الدراسة، فإن زراعة اللحوم تٌعتبر في المختبر واحدة من الحلول المحتملة لأزمة نقص اللحوم في ظل النمو السكاني المتسارع، حيث يتألف الغذاء الجديد المهجن من خلايا الدهون البقرية والعضلات المزروعة داخل حبوب الأرز، وقد تم إنتاج غذاء يشبه مزيجًا غريبًا من لحم البقر المفروم والأرز والحبوب الوردية اللزجة.
وقالت مهندسة الجزيئات الحيوية، سوهيون بارك: إن هذا المزيج غني بالعناصر المغذية وقد يكون حلاً محتملًا للضغط الغذائي في المستقبل.
وعلقت بارك قائلة: « تخيل أننا نحصل على جميع العناصر الغذائية التي نحتاجها من الأرز البروتيني المزروع بالخلايا. يحتوي الأرز بالفعل على مستوى عالٍ من المغذيات ».
آلية زراعة اللحوموغلف العلماء، حبوب الأرز بجيلاتين السمك الغذائي والإنزيمات الغذائية لمساعدة الخلايا في العثور على الطعام وزيادة كمية المواد الخلوية التي تلتصق بالأرز وتنمو عليه، ثم زرعوا حبوب الأرز مع عضلات البقر والخلايا الجذعية الدهنية وتركوها تنمو في طبق المختبر لمدة تصل إلى 11 يومًا.
وفي نهاية فترة الزراعة، فحص الباحثون الأرز لدراسة تركيبه ومحتواه الغذائي واكتشفوا أن لحم البقر المهجن مع الأرز كان أكثر صلابة وهشاشة من الأرز العادي.
ويحتوي الأرز المهجن على نسبة أعلى بكثير من البروتين والدهون، حيث يزيد بنسبة 8% في البروتين و7% في الدهون مقارنة بالأرز العادي.
وباستمرار التجارب في المستقبل، يمكن أن ترتفع نسبة المغذيات إلى مستويات أعلى، وفي الوضع الحالي، قد يكون إنتاج الأرز اللحمي (أو اللحم الأرزي) أقل تكلفة من إنتاج لحم البقر التقليدي، وقد تكون التغييرات في نكهة الأرز مثيرة للاهتمام أيضًا، حيث وجد الفريق أن عضلات ودهون لحم البقر أضافت مركبات ذات رائحة مختلفة إلى الأرز.
تقنية زراعة اللحومويمكن أن تسهم تقنية زراعة اللحوم في تلبية الطلب المتزايد على اللحوم بشكل أكثر استدامة وفعالية من حيث الموارد.
ومع ذلك، يجب أخذ العديد من العوامل في الاعتبار قبل أن يصبح إنتاج اللحوم المستزرعة في المختبر عملية شائعة ومستدامة على نطاق واسع.
ومن بين هذه العوامل الاقتصادية والتقنية والتنظيمية والأخلاقية. قد تواجه هذه التقنية تحديات فيما يتعلق بتكلفة الإنتاج وتكاملها في سلاسل التوريد الغذائي وتقبل المستهلكين لهذا النوع من الأغذية.
وعلى الرغم من ذلك، يعد تطور زراعة اللحوم في المختبر خطوة هامة في استكشاف حلول مستدامة لمشكلة نقص اللحوم وتلبية احتياجات الغذاء المتزايدة للسكان في المستقبل.
ومن المتوقع أن تستمر الأبحاث والتجارب في هذا المجال لتحسين العمليات وتوسيع نطاق الإنتاج وتحسين جودة الأغذية المستزرعة في المختبر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأرز العوامل الاقتصادية اللحوم زراعة اللحوم سعر اللحوم علماء زراعة اللحوم فی المختبر
إقرأ أيضاً:
اكتشاف قد يغير التاريخ.. علماء ينجحون في تحويل الرصاص إلى ذهب
في ورقة علمية نُشرت في مجلة Physical Review Journals، أعلن فريق في مفاعل الهادرونات الكبير (LHC) التابع للمركز الأوروبي للأبحاث النووية (CERN) عن قياسات تُثبت عملية تحويل الرصاص إلى ذهب. اعلان
لطالما كان تحويل الرصاص، المعدن الرمادي الرخيص، إلى الذهب النفيس حلمًا يراود "الخيميائيين" في العصور الوسطى، فيما عُرف بمحاولة "الخيمياء الذهبية". ومع أن الرصاص والذهب متشابهان من حيث الكثافة، إلا أن العلماء أدركوا لاحقًا أنهما عنصران كيميائيان مختلفان تمامًا، ولا يمكن تحويل أحدهما إلى الآخر عبر الوسائل الكيميائية التقليدية.
مع تقدم الفيزياء النووية في القرن العشرين، أصبح معروفًا أن العناصر الثقيلة يمكن أن تتحول إلى عناصر أخرى، سواء بشكل طبيعي عبر التحلل الإشعاعي، أو صناعيًا باستخدام قذف بالنيوترونات أو البروتونات. وقد سبق تصنيع الذهب بهذه الطرق، لكن هذه التجربة وثّقت لأول مرة تحويل الرصاص إلى ذهب عبر آلية جديدة تحدث خلال تصادمات قريبة بين نوى الرصاص داخل مفاعل الهادرونات.
في حالات التصادم المباشر عالي الطاقة بين نوى الرصاص في LHC، يتكوّن ما يُعرف بـ"بلازما الكوارك-غلوون"، وهي حالة مادية كثيفة وساخنة يُعتقد أنها ملأت الكون قبل مليون جزء من الثانية بعد الانفجار العظيم. لكن في التصادمات القريبة دون تلامس، تتولد مجالات كهرومغناطيسية شديدة يمكن أن تُحدث تفاعلات بين الفوتونات والنوى، فتفتح الباب أمام ظواهر نووية أخرى.
Relatedالأسواق العالمية تواصل النزيف: البورصات تهتز والذهب يحلّق... والصين تتحدى "تسلط أمريكا"الذهب الأبيض يشعل الجدل في غرينلاندنظرًا لاحتواء نواة الرصاص على 82 بروتونًا، فإن المجال الكهرومغناطيسي المحيط بها قوي جدًا. ومع سرعتها الفائقة داخل المفاعل (تصل إلى 99.999993% من سرعة الضوء)، تنضغط خطوط المجال لتتحول إلى نبضات فوتونية قصيرة العمر. أحيانًا، تُحفّز هذه النبضات عملية تُسمى "التفكك الكهرومغناطيسي"، حيث يتسبب الفوتون في إخراج عدد قليل من البروتونات أو النيوترونات من النواة. ولإنتاج الذهب (الذي يحتوي على 79 بروتونًا)، يجب إزالة ثلاثة بروتونات من نواة الرصاص.
وقال ماركو فان لووين، المتحدث باسم فريق البحث: "من المدهش أن كاشفاتنا قادرة على التعامل مع التصادمات المباشرة التي تُنتج آلاف الجسيمات، وفي الوقت نفسه ترصد التصادمات الدقيقة التي لا تُنتج سوى عدد قليل من الجسيمات، مما يتيح لنا دراسة عمليات التحول النووي الكهرومغناطيسية".
وفقًا لتحليل العلماء، خلال فترة تشغيل المفاعل الثانية (2015–2018)، تم إنتاج نحو 86 مليار نواة ذهبية في التجارب الأربع الكبرى، أي ما يعادل 29 بيكوغرامًا فقط. ومع زيادة قدرات المفاعل بفضل التحسينات التقنية، أنتجت فترة التشغيل الثالثة تقريبًا ضعف كمية الذهب مقارنة بالفترة السابقة، لكنها لا تزال تساوي جزءًا تريليونيًا من الكمية المطلوبة لصناعة قطعة مجوهرات واحدة. بعبارة أخرى، تحقق حلم الخيميائيين تقنيًا، لكن آمالهم بالثراء ذهبت أدراج الرياح.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة