وقفتنا هذا الأسبوع سوف نتحدث فيها عن إحدى أبشع جرائم الاحتلال الصهيوني البغيض، الذي تعدت جرائمه جرائم فرعون وهامان والنمرود وغيرهم من طغاة الأزمنة القديمة السحيقة، طفلة صغيرة في سن ال 6 أعوام أرسلتها أمها مع أحد أقاربهم بسيارته للهروب من جحيم الصهاينة، فلم يشفع لها ذلك وقام الاحتلال الغادر بإطلاق النار عليهم جميعا داخل سيارة القريب.
وأثناء اتصال بين الأم المكلومة وابنتها هند الصغيرة التي تماثل في براءتها الطفلة هند في المسلسل الشهير والجميل هند والدكتور نعمان، وأخذت الأم تهدئ من روع ابنتها الصغيرة وخاصة بعد أن أخطرتها بقيام زبانية جهنم وهم جنود الاحتلال بقتل جميع من في السيارة ومنهم أيضا الطفلة ليان، شعور ولحظات مرت على الأم المكلومة وكأنها الدهر كاملا تفوق أكثر أفلام الرعب والكوابيس المخيفة رعبا، وضعت نفسي للحظات مكان تلك الأم المغلوب على أمرها وشعرت كم هي تلك الأم رائعة وقوية قوة تفوق جميع الصهاينة وشجاعة، يفتقدها رئيسهم هذا النتن- ياهو لحظات مؤلمة للغاية.
حاولت فيها الأم طمأنة ابنتها وتؤكد لها أن هناك سيارة إسعاف بها دكتور ومسعف، أو عدد اثنين مسعفين مش متفرق لأن مواطني غزة الأبية أصبحوا بعد ما مروا به، في الشهور الأخيرة كلهم أطباء ومسعفين من كثرة ما شاهدوا ونقلوا وساعدوا في علاج المرضى والمصابين وضمدوا إصاباتهم، الناتجة عن وحشية هذا الاحتلال الذي أرى بعدما فعلوه في الشهور الأخيرة أنهم لا يستحقون أي رحمة في المستقبل وخاصة بعدما شهد العالم تعامل أفراد المقاومة الفلسطينية كيف كانوا يعاملون الأسرى الصهاينة سواء المدنيون أو العسكريون بكل رحمة شهد بها الأسرى أنفسهم.
الأمر الذي منع مسئولي الاحتلال الغاشم من عقد أي لقاءات إعلامية معهم بكل ما أوتوا من قوة، حتى لا يظهر للعالم مدى رجاحة وسمو أخلاق المقاومة ومدى دناءة أفعال الكيان الصهيوني الشاذ، المهم نرجع لموضوع المقال الأساسي وظلت الأم على اتصال بابنتها تطمئنها حتى وقع الذى كان فى الحسبان لأن وحدات أفراد الكيان الصهيونى لا يعرفون الرحمة، حيث أخطرت الطفلة هند والدتها أن هناك دبابة إسرائيلية وقفت بجانب سيارتهم ويتأهبون لإطلاق النار عليهم، وكأن الله -سبحانه وتعالى- انطق هذه الطفلة لتلخص وتشرح جرائم هذا الاحتلال الشرير فى كلمات بسيطة.
ولكنها عبرت ولخصت دناءة الاحتلال الصهيونى بعدها انقطع صوت الطفلة هند إلى الأبد، لأنه سيعود يوما ما أمام الله الحكم العدل لتشرح علانية أمام الله -سبحانه وتعالى- والأشهاد كمْ كانت تلك الأيدى الصهيونية دنيئة للغاية، عندما فشلت فشلا ذريعا فى مواجهة المقاومة فطاوعتهم أنفسهم الخسيسة بالتشطر والتجبر على طفلة بريئة وقتلها ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا صواريخهم الدنيئة مثلهم على سيارة الإسعاف التى توجهت بمسعفيها لإنقاذ هند ليلقى من فيها الشهادة أيضا وما أجملها وما أصعبها شهادة.
أعتذر لك أيها الأم المكلومة وأيتها الابنة الجميلة التى اختارها الله -سبحانه وتعالى- لتكون الآن فى المكان الذى تستحقه أنت وأسرتك المبجلة، .
إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ادعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم -إن شاء الله-.
اقرأ أيضاًكارثة.. إسرائيل تستخدم «المُسيرات الرشاشة» في إعدام المدنيين بغزة
التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي يؤكدان ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال أحداث فلسطين شهداء غزة أحداث غزة
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يعزِّي "الأم والطبيبة الفلسطينيَّة آلاء النجار" في استشهاد أبنائها التسعة
تقدَّم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص العزاء والمواساة إلى الأم والطبيبة الفلسطينية الصابرة المحتسبة، الدكتورة آلاء النجار، في استشهاد تسعة من أبنائها، وإصابة زوجها وولدها الوحيد المتبقِّي، جرَّاء القصف الصهيوني الغادر الذي استهدف منزلهم في قطاع غزة، في جريمةٍ مروعة تُجسِّد أبشع صور الإرهاب الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني ضد شعبٍ أعزل، لا يملك إلَّا صموده وإيمانه.
ويؤكِّد شيح الأزهر أنَّ مشهد هذه الأم الثابتة، وهي تستقبل جثامين أطفالها المتفحمة، بينما تُواصل أداء رسالتها الإنسانية بمجمع ناصر الطبي، يستصرخ الضمير العالمي، ويُعرِّي صمته المُريب، بل وتواطؤ بعض أنظمته في دعم الكيان الصهيوني ليمضي في جرائمه ومجازره، دون وازعٍ من إنسانية أو خجلٍ من التاريخ، مؤكدًا أن هذه الجرائم لن تُطفئ جذوة الحق، ولن تُسقط حقوق الشعب الفلسطيني، أو تُثنيه عن تشبُّثه بأرضه، ولن تُنسي الأحرار في العالم فصول هذا الظلم الغاشم.
ويضرع شيخ الأزهر إلى الحقِّ -سبحانه وتعالى- أن يتغمَّد الشهداء بواسع رحمته، ويرفعهم في عليين، ويجعلهم ذُخرًا لوالديهم يوم العرض الأكبر، وأن يُنزل على قلوب والديهم سكينةً من عنده، ويُجزل لهما الأجر والمثوبة.