ايران وإسرائيل والسياسة العربية
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
في تعامل السياسة العربية مع القضية الإيرانية إن صح التعبير، نجد أن هناك اتجاهاً استفاد من هذه العلاقة وأعلن ذلك بكل وضوح وعلى الملأ وهي اتجاهات إسلامية عدة تجاوزت مرحلة التخوفات والتشكيكات إلى التعاون والتواصل، برغم ما يقال البعد الفكري والسياسي والديني، وهذا ما سمي حاليا محور المقاومة الذي يدعم القضية الفلسطينية ويمدها بكل ما تحتاجه، أما الاتجاه الآخر فقد نظر إلى إيران كعدو لا يجب التعامل معه ولا التواصل وتحريم كل أشكال الالتقاء والتفاهم، حتى أن منظومة مجلس التعاون الخليجي فرضت عقابا على دولة قطر، لأنها أقامت علاقات جيدة مع إيران، وحينها ساد التعليق المعروف لو أن صديقين أحدهما من قطر والآخر من إيران وصلا إلى أحد مطارات تلك العواصم فإنهم لن يسمحوا للقطري بالدخول سيسمحون للإيراني، لأن القطري أقام علاقة مع إيران.
الصين جاهدة حاولت لمَّ شتات العلاقات السعودية- الإيرانية وعقدت مصالحة بينهما ترتقي إلى إزالة القطيعة والدخول في علاقات تتناسب مع إمكانيات الدولتين وتأثيرهما في المنطقة، ورغم الابتسامات والمصافحات إلا أن توسع السعودية في علاقاتها مع الكيان الصهيوني حال دون الإكمال، لأن معنى ذلك أنه سيكون بمثابة الجمع بين النقيضين، لذلك فقد فضلت (السعودية) الكيان الصهيوني بفعل الضغط والتوجيه من العصا الغليظة (أمريكا) والحلف الغربي الصليبي، وقبل ذلك الإمارات العربية المتحدة التي انساقت بقوة إلى العلاقات مع الكيان الصهيوني فكانت مددا وعونا في كل المدلهمات حتى أنها انجدت الصهاينة بالمواد المطلوبة من خلال الجسر البري، وكفلت أيتام القتلة وساهمت في قتل أطفال غزة.
لقد ساق الحلف المضاد لإيجاد علاقة مع إيران جملة من الخطايا والمثالب، منها أن إيران تسوق المذهب الشيعي وأنها تسعى للسيطرة على بلدان العالم العربي واحداً تلو الآخر، وفجأة وجدناهم يبيحون القمار والخمور ويدعمون الرذيلة ويدنسون أرض الحرمين ويفتحون المراقص والكباريهات ويحاربون كل فضيلة وينشرون الالحاد بكل أشكاله وصوره، فما اتهموا به إيران فعلوه وأكثر، وفي حين أنهم يرحبون باليهود ويقدمون لهم كل التسهيلات، حتى أنهم غيروا المناهج وحذفوا الآيات التي تتحدث عن اليهود، من أجل الوصول إلى إرضاء اليهود والنصارى، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: “وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ”، ومع كل هذه التنازلات فإنهم يحسبون أن اليهود سيقدمون لهم الحماية ضد المد الشيعي وضد إيران”.
وبينما يقف الصامدون على أرض غزة وفلسطين شامخين في تحطيم الأسطورة الصهيونية، نجد الحلف الصهيوني ترك واجب النصرة والنجدة والحمية وذهب إلى أبعد من ذلك يسارع في معاونة اليهود سرا وعلانية رغم الأسطوانة المشروخة المرفوعة سابقا أنهم يدعمون الشعب الفلسطيني، أشاد أهل غزة بدعم إيران لهم، وعرف العالم خذلان الأعراب دولا وأنظمة للقضية الفلسطينية، واحتارت الشعوب العربية والإسلامية من تلك المواقف، ومع ذلك فرسول الله يحذر من ذلك فيقول ” ما من أمرئ مسلم يخذل أمراً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يجب فيه نصرته، وما من أمرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تأجيل زيارة اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة إلى رام الله
صراحة نيوز ـ يصل أعضاء في اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة إلى عمّان مساء اليوم في زيارة كانت تهدف إلى عقد اجتماع تنسيقي قُبَيل زيارة كانت مقررة إلى رام الله انطلاقًا من عمّان غدًا الأحد.
وقررت اللجنة تأجيل الزيارة إلى رام الله في ضوء تعطيل إسرائيل لها من خلال رفض دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل.
ويضم الوفد رئيس اللجنة سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وعبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية مملكة البحرين، ود. بدر عبد العاطي وزير خارجية جمهورية مصر العربية، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إضافةً إلى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي يلتقي نظراءه مساء اليوم وغدًا.
وأكّد الوفد في موقف مشترك اليوم أن قرار إسرائيل منع زيارة الوفد إلى رام الله ولقاء الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، والمسؤولين الفلسطينيين يمثّل خرقًا فاضحًا لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ويعكس حجم غطرسة الحكومة الإسرائيلية، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، واستمرارها في إجراءاتها وسياساتها اللاشرعية التي تحاصر الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته الشرعية، وتكرس الاحتلال، وتقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل