الكنيسة الاتينية تحتفل بالزمن الأربعينيّ
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بحلول الزمن الأربعينيّ، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: لو إنّنا نظرنا إلى الأمور من قرب، لكنّا أُصِبنا بالخوف عند رؤية نمط بحث الإنسان عن مصلحته الخاصّة في كل شيء وعلى حساب الآخرين، في أحاديثه وأعماله كما في عطاءاته وخدماته. مصلحته الخاصة هي هدفه الدائم: فرح، منفعة، مجد، خدمة منتظرة، ودومًا توق إلى المنفعة الشخصيّة.
هذا ما نبحث عنه ونسعى ورائه في المخلوقات وحتى في خدمة الله. الإنسان لا يرى إلّا الأشياء الأرضيّة، على مِثال المرأة المُنحنِيَةَ الظَّهْر ِالتي يكلّمنا عنها الإنجيل، والّتي لم تكن "تَستَطيعُ أَن تَنتَصِبَ على الإِطلاق" وبالتّالي لم تكن قادرة على النّظر إلى فوق.. قال الربّ يسوع: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال". وتابع قائلًا: "اطلُبوا أَوَّلًا"، أي قبل كل شيء وفوق كل شيء، "مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه"
اسهروا إذًا على الأشياء العميقة التي وُهبت لكم ولا تطلبوا سوى ملكوت الله وبرّه، أي لا تطلبوا إلّا الله وحده الذي هو الملكوت الحقيقي. هذا هو الملكوت الذي نتوق إليه ونطلبه في الصلاة الرّبيّة التي هي صلاة سامية وفاعلة؛ "إِنَّكُم لا تَعلَمونَ ما تَسألون" إن الله هو ذاته الملكوت، هو ملكوت جميع المخلوقات الناطقة هو غاية تحرّكاتهم وإلهاماتهم. الله هو الملكوت الذي نسأل، الله هو الملكوت في ملء غناه.
حين يتحلّى الإنسان بهذه المؤهلات وهو لا يبحث إلّا عن الله ولا يريد غير الله ولا يتشّوق إلّا لله، عندها سيصبح هو شخصيًّا ملكوت الله والله يملك فيه. سوف يجلس الملك الأزلي على عرشه بجلالٍ في قلب ذلك الإنسان الذي يقوده ويحكمه؛ إنّ مقرّ هذا الملكوت هو في صميم أعماق الانسان.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
ومضة الشرارة التي تغير مجرى حياتك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ…) جعلنا الله من أهل الخير، سبيلًا لتغيير حالنا وحال من نحب لكل خير.
ما الشرارة التي تغير مجرى حياتك؟
في كل رحلة في حياتنا نحو الخير، نمر بلحظات حسية ومواقف معنوية، قد تكون عابرة أو تمر مرور الكرام دون أن نعيرها اهتمام، ولكن بين الفَيْنة والأخرى، تظهر في حياتنا ومضات خير (إن من الناس مفاتيح للخير) كالشرارة في سرعتها وكثرتها، تترك أثر خير في حياتنا، تضيء أفكارنا وتدفعنا وتمنحنا القدرة على رؤية الحياة من منظور جميل (فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه).
الومضة في الحياة قد تكون نتيجة لفكرة عابرة خطرت في بالنا أثناء قراءة كتاب، أو نصيحة تلقيناها من صديق قريب، ربما تخرج هذه الومضات من مواقف صعبة نمر بها، لتتحول فجأةً إلى شرارة توقظ في داخلنا شعورًا جديد، وتدفعنا للتغيير، إنها تلك اللحظة التي نشعر فيها أن هناك شيئاً قد تغير بداخلنا، نقطة تحول تدفعنا نحو النمو والتطور.
تعتبر الومضات بمثابة دعوة للتفكر والتأمل في حياتنا اليومية، وهي فرصة لاستدامة النمو والتغيير، والمواكبة، والإبداع نحو تنمية قدراتنا في الحياة الشخصية والمهنية.
لنبادر ونبحث عن هذه الومضات، لتفتح قلوبنا نحو العطاء، والحب، والصفاء، والنقاء، وعقولنا نحو الوعي والفهم، والإدراك، والإبداع، والإبتكار، وتصنع لنا حاضرًا مزدهر لمستقبل مشرق، لخلق نوعية حياة أفضل تتألق بالأمل والإلهام، لتحسين نمط حياتنا، وبناء مجتمع ينعم بأسلوب حياة متوازن.
ومضة الشرارة مهما كان شكلها هي دعوة للتحرك نحو الأفضل.
من الممكن أن تجد ومضة الشرارة التي تغير مجرى حياتك من خلال:
* لحظة إلهام من أب أو أم أو زميل أو مدير: قد ترى أحدهم يتعامل بطريقة ذكية وملهمة، أو سمعت نصيحة من ملهمك أضاءت لك طريقًا جديدًا في التعامل مع المواقف الصعبة أو تطوير ذاتك، ومضة الشرارة هذه ستدفعك لتقليد الإيجابية وعن مسارات جديدة للنمو.
*إدراك نقاط قوتك الواقعية: دومًا تأتي ومضة الشرارة عندما تُكلف بمهمة تتجاوز توقعاتك، وتكتشف فيها قدرات لم تكن تعلم بوجودها، هذا الإدراك يمنحك ثقة جديدة ويغير نظرتك لقدراتك الشخصية والمهنية.
*التعلم من خطأ فادح: أحيانًا تكون الشرارة ناتجة عن خطأ كبير ارتكبته، الألم الناتج عن الخطأ يدفعك للتعلم العميق، وتغيير منهجيتك، وتطوير مهاراتك لتجنب تكراره، فتخرج أقوى وأكثر حكمة.
*تقدير غير متوقع: تلقي شكرًا أو تقديرًا غير متوقع على جهد بذلته، قد يكون الشرارة التي تُعيد إشعال حماسك وتُشعرك بقيمة عملك.
*التحدي الذي تحول إلى فرصة: سنواجه مشكلة كبيرة أو تحديًا صعبًا يجعلنا نشعر بالإحباط، لكن مع التفكير والإصرار والعزيمة، سنجد حلًا مبتكرًا ذا إبداع وسبيل لتجاوز هذا التحدي، هذه اللحظة ستعلمنا أن العقبات يمكن أن تكون فرصة تساهم في تعزيز جودة حياتنا الشخصية والمهنية.
الخلاصة: الرسول صلى الله عليه وسلم من صفاته التفاؤل وهي ومضة الشرارة نحو حياة إيجابية، قال عليه الصلاة والسلام: (لا عَدوى ولا طِيَرةَ وأُحِبُّ الفألَ، قالوا يا رَسولَ اللَّهِ: وما الفَألُ؟ قالَ: الكلِمةُ الطَّيِّبةُ) متفق عليه.