بوابة الوفد:
2025-05-20@23:43:19 GMT

الحاج محمود العربى

تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT

قالوا فى الأمثال إن أقوى الأشجار ترتفع من بين شقوق الصخور، ولهذا فكل من اعتمد على ذاته واجتهد وعافر وواجه المحن صنع لنفسه مكانة وحفر بصمته، وظلت جذوره ثابتة راسخة، وبقى نجاحه ملهمًا لكل من جاءوا بعده، والحاج محمود العربى واحد من المعافرين، قاتل ليصنع اسمه، وجاهد ونحت فى الصخر ليحقق حلم أمن به، خاض المعركة بصبر وتحمل المتاعب من أجل هدفه، فكان نجاحه كبيرًا والأهم أنه نجاح دام واستمر وأنتج من يحافظ عليه ويكمل المسيرة، بقى اسم العربى ملهمًا للآخرين، ليس فى النجاح فقط بل فى الانتماء أيضاً، الانتماء للمجتمع الذى تربى وعاش فيه، وانتماء للصنعة التى أحبها، والوطن الذى عشقه، لم يتعامل العربى يوما مع مجتمعه الذى عاش فيه وخاصة قريته بتكبر بل كان الأبسط والأكثر تواضعًا والأسرع فى تقديم الدعم والمساندة لغيره، وفى صنعته لم يغلق بابها على نفسه ولم يحتكرها بل فتح الطريق لكل من اجتهد وساعد كل من طلب الدعم، وتبنى تقديم أجيال من أصحاب المهارة فى تخصصه الصناعى، أما وطنه فكان مقدمًا عنده على كل شيء، لم يبخل عليه ولم يتهرب من واجب تجاهه، بل كان سباقًا فى مسارات الخير، لم يزايد يومًا على بلده ولم يسع للتربح أو الضغط على دولته، لم يساوم على استثماراته كما يفعل بعض رجال الأعمال حاليًا، ولم يعش العربى حياة البذخ التى اشتهر بها أبناء هذه الفئة رغم أنه كان يملك أن يفعل ما يشاء، لكن المال عنده لم يكن سوى وسيلة لصناعة ما يبقى، والحياة عنده ليست رغدًا وابهة وإنما بناء يستمر وعمل يدوم ويبقى اسمه، فكانت مشروعاته الصناعية العملاقة، وفى الوقت نفسه كان دوره الاجتماعى الذى تجسد فى الكثير من المشروعات سواء بناء المستشفيات أو المدارس أو المعاهد الدينية وغيرها من المشروعات الخيرية التى تسهم فى نهضة المجتمع وبناء إنسان قادر على صناعة المستقبل دون السقوط فى فخ العوز أو أن يسلك طريقًا غير سوى يضر به وبالمجتمع.

كان العربى نموذجًا حيًا لرجل الأعمال الذى يجمع بين الوطنية الخالصة والإبداع فى طرق النجاح، ليس لنفسه فقط بل لكل من حوله، لم يتردد فى أن يسعد الجميع بمشروعات تفتح الرزق لهم ولأولادهم فى مجال الصناعة والتكنولوجيا الحديثة لأنه كان يؤمن بدور العامل فى بناء الاقتصاد المصرى من خلال منظومة عمل شاملة.

عندما تقرأ كتاب «سر حياتى» الذى يحكى قصة الحاج محمود العربى تجد فيه رسائل عديدة لا يستغنى عنها كل من يريد النجاح الحقيقى فالكتاب يحكى مشوارًا من الجهد والعرق، والإخلاص والتفانى وفيه سر خلطة النجاح وكيف يحقق الإنسان حلمه ولا يستسلم للصعب، ولا يتنازل عن قيمه ولا أخلاقه، فالهوية والقيم كانت دستور الحاج محمود العربى الذى لم يخالفه فى مشواره بل سار عليه واحتمى به أمام كل تحد.

إن قصة محمود العربى يجب أن تدرس وأن تكون عبرة لكل رجال الأعمال ليس فى مصر، على الأقل حتى نجد رجال أعمال وليس انتهازيين ونجد صناعًا وتجارًا يعرفون معنى الضمير والمسئولية وليس محتكرين ومتربحين.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحاج محمود العربي الدعم والمساندة محمود العربى

إقرأ أيضاً:

جامعة حلوان تنظم البرنامج التدريبي المميز مهارات النجاح

 انطلقت فعاليات البرنامج التدريبي المميز "مهارات النجاح"، الذي نظمته الإدارة العامة لإدارة وتنمية المواهب، بجامعة حلوان تحت رعاية  الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، وبإشراف اللواء محمد أبو شقة أمين عام الجامعة، وذلك ضمن خطة الجامعة الاستراتيجية للارتقاء بكفاءة الكوادر الإدارية وتنمية مهاراتهم المهنية والذاتية لمواكبة متطلبات العصر.


أدار البرنامج التدريبي الدكتورة هيام عويس، المدربة بمعهد إعداد القادة، بالجهاز المركزى للتنظيم والإدارة والتي قادت المشاركين في رحلة معرفية ملهمة استكشفت خلالها أسرار النجاح من خلال عشرة مفاتيح جوهرية، تبدأ من الدوافع الحقيقية خلف كل إنجاز بشري، وتمتد إلى الالتزام والانضباط كمسار لا غنى عنه لتحقيق الاستمرارية والتميّز في بيئة العمل.


وقد شكّل المحور الأول من البرنامج حول "الدوافع" لحظة وعي عميق للمشاركين، حيث أكدت المدربة أن الدوافع تُعد الشرارة الأولى لأي إنجاز، وأن العامل الذي يمتلك دافعًا قويًا يصبح أكثر قدرة على تجاوز الصعوبات وتحقيق الإنجازات بفاعلية.

وانتقل المشاركون إلى التعرّف على أهمية المهارات والمعرفة، باعتبارها الأساس الصلب لبناء النجاح المهني. وتناول البرنامج طرقًا عملية لاكتساب المهارات الجديدة وتطوير القدرات الذاتية، في ضوء حاجة المؤسسات الحديثة إلى موظفين مبدعين وقادرين على التعلّم المستمر والمساهمة بفاعلية.


كما كان لمحور "التصور وأهمية الأحلام" أثرٌ كبير في تحفيز المشاركين على إعادة رسم رؤيتهم لأنفسهم ومساراتهم المهنية، حيث تم التأكيد أن ما يمكن للمرء تصوره بوضوح، يمكنه السعي لتحقيقه واقعًا.

وشهدت الجلسات التدريبية تفاعلًا لافتًا خلال مناقشة مفهومي الفعل والالتزام، باعتبارهما المعيار الحقيقي لتحويل المعرفة إلى نتائج ملموسة، حيث تم تدريب الحضور على اتخاذ قرارات فعّالة وبناء خطط قابلة للتنفيذ، بالإضافة إلى تعزيز روح المسؤولية والانضباط الذاتي كأساس للتقدم الوظيفي والنجاح المؤسسي.


وفي ختام البرنامج، أعرب المشاركون عن امتنانهم لهذه التجربة الملهمة، مؤكدين أنها لم تكن مجرد تدريب وظيفي، بل نقطة انطلاق جديدة نحو تطوير الذات، وتحقيق التميّز في بيئة العمل، وصناعة نجاح حقيقي يقوم على أسس معرفية ومهارية راسخة.

وقد اشرف على تنظيم التدريب الأستاذة رانيا عبد الوهاب مدير عام الإدارة العامة لإدارة وتنمية المواهب، الاستاذ مدحت جابر مسؤول التدريب بالإدارة العامة لاداره وتنميه المواهب بالجامعه، الاستاذه مي ممدوح.

مقالات مشابهة

  • هل الشهادة مقياس للنجاح ؟
  • بلال قنديل يكتب: بين الماضي والحاضر
  • التحول الرقمى بموسم الحج.. منصات ذكية تسهل رحلة ضيوف الرحمن بالمدينة المنورة
  • رئيس اتحاد الكاراتيه يستقبل رئيس لجنة مسابقات الاتحاد العربي
  • الدهراوي يستقبل رئيس لجنة مسابقات الاتحاد العربى لوضع خطة لآلية التعاون
  • دعاء تسهيل الامتحانات مكتوب.. ردده بيقين يرزقك الله النجاح
  • جامعة حلوان تنظم البرنامج التدريبي المميز مهارات النجاح
  • أشرف سنجر: الرئيس السيسي تحدث عن قضايا الأمة العربية وليس مصر فقط
  • مدير تعليم قنا يكرم المتميزين فى مسابقة تحدى القراءة العربى
  • بودكاست يوسف السنوسي