ودّعت الجمهورية اليمنية ، وأعضاء وأنصار حزب البعث العربي الاشتراكي بشقيه العراقي والسوري في اليمن، في يوم الأحد بتاريخ 28/ يناير / 2024 م ، ودّعت القامة السياسية الحزبية البعثية الكبيرة الأخ / قاسم سلام سعيد الشرجبي ، ودّعته بحزن شديد في مشهدٍ جنائزي مهيب في مسقط رأسه في محافظة تعز ، مديرية الشمايتين ، عزلة شرعب ، قرية حظه ، بعد أن وافاه الأجل في مدينة القاهرة عاصمة مصر العروبة حيث كان يقضي فترة علاجٍ لأشهرٍ هناك.


مَن منّا نحن الجيل الذي يصغره بعقدين ونيّف من الزمان لا يتذكر ذلك المناضل العروبي البعثي / قاسم سلام ، وهو الشخصية المكافحة في صفوف طلائع خلايا البعث العربي الاشتراكي في مدينة عدن التي استطاع الرفاق الأوائل استقطابه وتنظيمه لأنهم لاحظوا فيه تميُّزه الحزبي ، وثقافته التنظيمية ، وألمعيته الثقافية منذ وقت مبكر في مدارس ضاحية التواهي في مدينة عدن.
نتذكر معاً خطاباته المبهرة وتصريحاته النارية وحواراته الإذاعية والصحفية العروبية المؤثرة ، وكنا يومذاك في مُقتبل حياتنا الشبابية الطلابية نتابع باهتمام بالغ ما يقوله عدد من الشخصيات السياسية والثقافية والحزبية اليمنية.
تعرفت عليه شخصياً في أول زيارة لنا للعاصمة العراقية بغداد في العام 1995 م ، وكنا يومها في زيارة وفد أكاديمي علمي للعراق الشقيق برفقة البروفسور / صالح علي باصره- رئيس جامعة عدن- رحمة الله عليه ، والبروفسور / محمد أحمد فلهوم- عميد كلية التربية / المكلا ، أطال الله في عمره.
استضافنا استضافة كريمة إلى منزله العامر في قلب مدينة بغداد بمعية الزميل / رياض العكبري- سفير الجمهورية اليمنية في العراق الشقيق- أطال الله في عمره ، ويومها استعرض بشمول ضاف نضالات حزب البعث العربي الاشتراكي في الوطن العربي وبضمنها اليمن ، وكونه كان عضواً في القيادة القطرية القومية في بغداد ، كان استعراضه لتلك النضالات في حدود قناعاته والتزامه الحزبي التنظيمي لحزب البعث ، القطر العراقي.
تمتاز شخصية / قاسم سلام بأنه محاجج سياسي حزبي عنيد ، ولا يستسلم بسهولة في الحوارات التي دارت يومذاك حول دول حزب البعث العربي الاشتراكي في الوطن العربي وانشقاقاته المتعددة وأثر ذلك الانشقاق والتشظي على المسيرة النضالية والكفاحية للحزب ، لكن هكذا سارت أمور الحزب التنظيمية في هذه الحياة السياسية العربية المُعقدة.
تكثفت علاقاتنا بالفقيد / قاسم سلام بعد أن قرر العودة إلى أحضان الوطن العزيز ، وبعد أن عُيِّن عضواً بمجلس شورى الجمهورية اليمنية في العام 2002م ، استقر في العاصمة صنعاء ، وفي العام 2012م انتُخب رئيساً للتحالف الوطني الديمقراطي كتحالف لحزب المؤتمر الشعبي العام ، وفي العام 2011م وفي أثناء الأزمة السياسية التي عصفت بالجمهورية اليمنية ، تم تكليفه بشغل منصب وزير السياحة في حكومة الوفاق الوطني وعضواً في الحوار الوطني الشامل المُنعقد في فندق موفنبيك .
وخلال تلك المسيرة النضالية أظهر الرفيق / قاسم سلام الشرجبي قدرات سياسية وحوارية وثقافية وإدارية عالية المستوى , ووفق قواعد العمل السياسي الراقي , ووضع اسمه الجميل في قائمة المناضلين الخالدين الذين أسهموا في إخراج اليمن من أزمتها السياسية العميقة ، وقد كادت اليمن أن تخرج من ذلك النفق المظلم الذي وُضعت فيه والخروج إلى بر الأمان لولا بدء العدوان السعودي الإمارتي الخليجي على اليمن في صبيحة يوم الخميس الموافق 26/ مارس / 2015م .
رحم الله الفقيد العزيز البعثي الجسور / قاسم سلام سعيد الشرجبي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأحبابه ومُريديه الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
بسم الله الرحمن الرحيم
((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
صدق الله العظيم.
الخلاصة :-
مثل هؤلاء القادة العظماء الوطنيين البارزين في اليمن ، سواءً كانوا شهداء أو فُقداء ، علينا أن لا نتعامل معهم وكأنهم أناس عاديون عاشوا ومروا مرور الكرام في حياتهم ومماتهم ، بل يجب على الجهات ذات العلاقة ( حكومية أو حزبية ) أن توثق تاريخهم ومسيرتهم الكفاحية والجهادية ، وأن يُحفظ تراثهم السياسي والفكري والثقافي في الإرشيف الخالد لمسيرة الشعب اليمني.
وفوق كل ذي علم عليم

رئيس مجلس وزراء حكومة تصريف الأعمال

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي يكشف عن تدهور العملة اليمنية بنسبة 33 % خلال العام الماضي

كشف تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن تصاعد حدة الأزمة الاقتصادية والإنسانية في اليمن، في ظل استمرار تدهور قيمة العملة المحلية، وارتفاع حاد في أسعار الوقود والمواد الغذائية، وخاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا. ويأتي هذا التدهور في سياق أزمة مركّبة تعصف بالبلاد، نتيجة الحرب المستمرة وتراجع الموارد وانقسام المؤسسات النقدية والمالية.

 

انخفاض كبير في قيمة الريال اليمني

 

وأوضحت نشرة السوق والتجارة التي أصدرتها الفاو لشهر مايو 2025 أن الريال اليمني فقد نحو 33% من قيمته مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي، و5% مقارنة بشهر أبريل المنصرم، مشيرة إلى أن هذا الانخفاض المتسارع يعكس أزمة سيولة خانقة يعيشها القطاع المصرفي في المناطق المحررة، إضافة إلى تقلّص كبير في احتياطيات النقد الأجنبي، نتيجة استمرار توقف صادرات النفط والغاز منذ أبريل 2022 بفعل التصعيد الحوثي ضد المنشآت الحيوية في المحافظات النفطية.

 

مفارقات حادة بين مناطق السيطرة

 

وسلّط التقرير الضوء على تباين اقتصادي صارخ بين مناطق الشمال الخاضعة للحوثيين، ومناطق الجنوب والشرق الخاضعة للحكومة، حيث أظهرت البيانات تراجعًا حادًا في واردات المواد الغذائية عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، خاصة ميناء الحديدة، في مقابل استقرار نسبي لتلك الواردات عبر ميناء عدن.

 

وفي مفارقة لافتة، أشار التقرير إلى أن واردات الوقود عبر ميناء رأس عيسى الخاضع للحوثيين شهدت ارتفاعًا كبيرًا، متجاوزة واردات الغذاء، الأمر الذي يكشف عن أولويات تجارية غير متوازنة قد تسهم في تعميق الأزمة الإنسانية، حيث يتم التركيز على الوقود – الذي غالبًا ما يعاد بيعه في السوق السوداء – على حساب الإمدادات الغذائية والطبية الضرورية للسكان.

 

تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة

 

وحذّرت الفاو من أن استمرار هذا التدهور الاقتصادي دون تدخلات عاجلة وفعّالة على المستويين المحلي والدولي، قد يؤدي إلى كارثة إنسانية متفاقمة، لاسيما في ظل تفشي الجوع وسوء التغذية وغياب الخدمات الأساسية في أغلب مناطق البلاد. وتُظهر المؤشرات أن ملايين اليمنيين باتوا على شفا المجاعة، في ظل عجز الأسر عن توفير احتياجاتها اليومية وسط الارتفاع المستمر للأسعار وتراجع الدخل وانعدام فرص العمل.

 

غياب استراتيجية وطنية لإنقاذ الاقتصاد

 

وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى غياب رؤية اقتصادية موحدة بين الأطراف اليمنية لإنقاذ الاقتصاد أو على الأقل الحد من تداعيات الانهيار. فالانقسام السياسي والعسكري، وتعدد مراكز القرار، وغياب التنسيق في إدارة الموارد المالية والتجارية، كلها عوامل تُسهم في اتساع الهوة بين شمال وجنوب البلاد، وتزيد من هشاشة الاقتصاد الوطني.

 

دعوة لتدخل عاجل

 

ودعت الفاو في ختام تقريرها إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم الاقتصاد اليمني، من خلال تسريع آليات المساعدات الإنسانية، وتحفيز التمويل الدولي لدعم استيراد المواد الغذائية، ومساندة البنك المركزي اليمني في جهود استقرار العملة.

 

كما شددت على أهمية إطلاق حوار اقتصادي شامل بين كافة الأطراف اليمنية لتوحيد السياسات المالية والنقدية، كخطوة أولى نحو التخفيف من المعاناة الإنسانية التي طالت أكثر من ثلثي السكان.

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم: إيران أفشلت 3 أهداف للعدوان الإسرائيلي والأمريكي
  • الشيخ قاسم: خيارنا تحرير الأرض وبناء البلد وعدم الخضوع للإملاءات
  • حزب الله : الجمهورية الإسلامية أثبتت أنها قادرة وحدها على مواجهة الطاغوت الأمريكي
  • أمين عام حزب الله: إيران أفشلت خطط العدوان في تدمير البرنامج النووي
  • بن بريك يؤكد اهتمام الحكومة اليمنية بقضايا المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية
  • حمدان بن محمد مهنئاً بالعام الهجري الجديد: نسأل الله أن يُعيدَه بالخير والبركات على الأمتَين العربيَّة والإسلاميَّة
  • ذي قار.. الحبس سنة واحدة لمدان بـتمجيد حزب البعث
  • تقرير أممي يكشف عن تدهور العملة اليمنية بنسبة 33 % خلال العام الماضي
  • تعرف على الفئات المحرومة من التصويت فى الانتخابات وفقًا لقانون مباشرة الحقوق السياسية
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)