يمانيون/ بقلم/ أحمد الديلمي|
كما سبق وذكرنا في أكثر من مقال فإن ما تتعرض له غزة من عدوان همجي سافر لم يكن وليد الصدفة ولا بسبب طوفان الأقصى كما يُشاع، لكنها فكرة مترسبة في الأذهان اختمرت منذ زمن وتم نقاشها في الدوائر الأمريكية والبريطانية والصهيونية على حد سواء، والهدف تنفيذ برنامج التهجير القسري لأبناء غزة، قد يتحدثون عن ذرائع وأسباب لا وجود لها في الواقع، والسبب الحقيقي تنفيذ فكرة التهجير بطرق تعسفية قذرة وصلت إلى حد الإبادة الشاملة للأطفال والنساء والشيوخ وكل شيء يدب على الأرض، وإلا ما ذنب خمسين ألف امرأة حامل كل واحدة منهن تنتظر بفارغ الصبر وليدها، واليوم تتعاضد أمريكا ودولة الكيان الصهيوني مع برنامج الغذاء العالمي، ليصدر الأخير قراراً بعدم دخول المساعدات والمواد الغذائية إلى غزة بسبب أقل ما يُقال عنه أنه تافه ووقح، قالوا إن الظروف الأمنية غير مناسبة لدخول مثل هذه المواد، والغاية واحدة وهي استكمال برنامج إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وتحقيق المشروع الصهيو أمريكي البريطاني القديم الجديد، ولو بلغ عدد الضحايا مئات الآلاف وكما قال الشاعر:
من لم يمت بالسيف مات بغيره ** تعددت الأسباب والموت واحد
وهذا ما تنفذه أمريكا المجرمة راعية الإرهاب وصاحبة الفكرة الأساسية لهذا النوع من العمل الإجرامي القذر، فبعد أن قتلت عشرات الآلاف عبر الصواريخ والقنابل تلجأ إلى مبدأ التجويع والموت البطيء بطرق مكشوفة وكأنها جاءت لإبادة الشعب الفلسطيني وتوطين ربيبتها دولة الكيان الصهيوني، والعالم كله يتفرج بل ويغض الطرف، والعرب العاربة وصل الحال عندهم إلى حد القلق بعد الإدانة والشجب والاستنكار باتوا يعبرون عن القلق لما يجري في غزة ولا يتقون الله، بل يلوذون بالصمت إزاء ما يجري ويتهمون الحوثيين – بحسب وصفهم – بأنهم يشعلون الحرائق في البحر الأحمر، ولا أدري ما معنى إشعال الحرائق؟! وماذا جنى الشعب اليمني غير أنه يناصر بصدق وإخلاص إخوانه في فلسطين؟! على مبدأ انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وعلى مبدأ الحديث النبوي الشريف “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”، مع ذلك بعض العرب والمسلمين لا يزالون يتحدثون عن دور إيراني أو محاولة “حوثية” للظهور وإثبات الوجود .
يا إخوة .. عفواً .. أقول يا إخوة تجاوزاً، أما الأخوة فقد ضاعت عند هؤلاء الذين فسدت ضمائرهم ولم تتحرك رغم المآسي الكبيرة التي تحدث في غزة والدماء الطاهرة النقية التي تسيل في كل ناحية من نواحي القطاع، وكأن العرب والمسلمين يتلذذون بالفعل، وأمريكا التي ظلت تدعي أنها لا تريد توسيع نطاق المعركة، مع ذلك بالأمس تتخذ رابع فيتو ضد قرار كان مجلس الأمن قد تبناه وحصل على موافقة 13 دولة باستثناء ربيبة أمريكا بريطانيا التي امتنعت عن التصويت، وأمريكا التي اتخذت الفيتو الظالم لإبطال القرار من أساسه بحجة أن الوقت غير مناسب، متى سيكون الوقت مناسباً ؟! عندما ينتهي أبناء غزة لا سمح الله !! إنها مؤامرة قذرة وحقيرة بل وتنطبق عليها كل كلمات الشتم، لأنها خرجت عن نطاق الإنسانية وكل القيم والأخلاق المتعارف عليها، بل تحولت إلى حرب إبادة شاملة يندى لها جبين الدهر، لأنها فاقت بكثير الهيلوكست المزعومة، والتي لا يزال الصهاينة يتباكون عليها ويستدرون عطف العالم مع أنها دعايات وخزعبلات كاذبة استطاع الصهاينة تسويقها لكي يحققوا النتائج التي وصلوا إليها عبر الراعية الأكبر بريطانيا ووريثة الجريمة الأبشع أمريكا، كل هذا والعرب لا يزالون سائرين في الغي يستدرون عطف أمريكا ويبحثون عن حل من خلال ما يُسمى بالأمم المتحدة أو مجلس الخوف الأمريكي الذي أصبح كذلك، والشواهد كثيرة في هذا الجانب وأخرها قرارات الفيتو المتتابعة، الهدف يا عرب يا من توقدون نار الجريمة في غزة ببترولكم القذر وأموالكم المدنسة هو التغيير الديموغرافي في المنطقة بشكل عام، ولن يتوقف الأمر عند فلسطين كما هو مرسوم في الخطط الأمريكية الصهيونية البريطانية، والتي تريد أن تُحدث تغييراً جذرياً في المنطقة قد تصل وفق ما رسموه إلى الأراضي المقدسة في مكة والمدينة للسيطرة على أهم حاضرة للمسلمين كي يسهل عليهم بعد ذلك محاربة الإسلام لا سمح الله.
أقول قولي هذا وأسأل الله النصر للمجاهدين في غزة والبحر الأحمر ولبنان وكل المواقع، والله من وراء القصد ..
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
أمين عام "حزب الله": ننصح ترامب أنه أمام فرصة التحرر من إسرائيل والدفع بالاستثمار الأمريكي بالمنطقة
وجه أمين عام "حزب الله" اللبناني نعيم قاسم اليوم الأحد، نصيحة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص إسرائيل.
وفي كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير في لبنان، قال نعيم قاسم: "ننصح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أمام فرصة التحرر من "إسرائيل" وإعطائها مجالا للاستمرار في غزة ولبنان وهذا سيذهب بالفرص الأمريكية للاستثمار في المنطقة".
واعتبر قاسم أن "الاستمرار بالعدوان في المنطقة سيعيق الاستقرار في المنطقة، وأن الاستمرار بالعدوان في لبنان سيعيق الاستقرار في لبنان".
وأكد قاسم أن "حزب الله" والدولة اللبنانية التزموا بالكامل باتفاق وقف النار غير المباشر بين الدولة وإسرائيل، مقابل 3300 خرق إسرائيلي واستمرار تلقي هذا العدوان.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة "تتحمل المسؤولية لأنها هي التي ترعى العدوان كما رعته هنا وفي غزة، ولبنان يجب أن يكون قويا واثقا وحرا ويجب أن تعلوا الصوت في مجلس الأمن وأن يرفع مجلس الوزراء صوته وأن يقوم كل واحد بالمعنيين بما يلزم".
وأضاف: طالدولة هي المسؤولة وإذا فشلت في أدائها فإن الخيارات الأخرى موجودة والمقاومة لا تسكت على ضيم ولا تستسلم وهي تصبر وتعطي وقتًا لكن يجب التحرك.. نحن نعتبر إلى اليوم أن الحرب لم تنتهي وكل التحية إلى هؤلاء الذين يقدمون وأن تستغل "إسرائيل" القوة فإن هذا يزيدنا صمودا وتحديا".
وأكمل أمين عام "حزب الله": "اليمن أجبر أميركا على الانسحاب، وقدّم من أجل غزة وفلسطين والكرامة العربية والإنسانية، ولم تستطع أمريكا أن تفعل معه شيئا.. إذا كانت تعتقد أمريكا أنها بالضغط تستطيع تحقيق الشروط الإسرائيلية أقول لها إن هذه الشروط لن تتحقق مهما بلغت التضحيات".
جدير بالذكر أن صحيفة "بوليتيكو" نقلت مؤخرا عن خمسة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، أن علاقة ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توترت في الأسابيع الأخيرة بسبب خلافاتهما حول التعامل مع أزمات الشرق الأوسط المتعددة - ومن غير المرجح أن يغير حادث الجوم على المتحف اليهودي في واشنطن ومقتل موظفين اثنين من السفارة الإسرائيلية، من هذا الواقع.
وبينما يقول مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن وصف الوضع الحالي بـ "القطيعة" سيكون مبالغا فيه، إلا أن عددا متزايدا داخل إدارة ترامب يشعرون بالإحباط من إسرائيل ومن نهجها تجاه واشنطن والشرق الأوسط