اختتم المؤتمر الدولى لكليتى الآثار بجامعتى الأقصرو الفيوم، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة اعماله  والذى كان بعنوان "التغيرات المناخية والتنمية المستدامة في الآثار والتراث في ضوء رؤية مصر 2030" . 

وقامت فاعليات المؤتمر على أربعة أيام من 18 إلى 21 فبراير 2024، وتم تخصيص يومي 18 و19 للمداخلات العلمية ويوم 20و 21  للزيارات الميدانية للوقوف على المتغيرات التي حدثت في معابد الأقصر والكرنك، ومقابر الملوك والملكات بالبر الغربي، وقد قامت اللجنة المنظمة بتوزيع أوراق التوصيات على الحضور من أجل مشاركة الحضور في التوصيات، وقد توافقت توصيات المؤتمر مع الأهداف الرئيسة للمؤتمر، حيث شارك في أعمال المؤتمر 40 مداخلة توافقت جميعها وفقا للأهداف الرئيسة للمؤتمر، ومن أهمها:

وقدمت الأوراق رؤية كاملة لكافة الإشكاليات التي تهدد المواقع الأثرية جراء التغيرات المناخية ونجحت في وضع رؤية متكاملة للوقاية والحماية للمواقع الأثرية من جراء التغيرات المناخية.

وقدم المؤتمر من خلال المداخلة الموسومة بـ "Geophysics in relevance of heritage investigation and analysis studies" رؤية شاملة حول استخدام التطبيقات والطرق الجيوفيزيائية في خدمة الآثار والتراث.

وعرض المؤتمر تجربة تطبيقية بين التنظير والتطبيق في مجال إدارة المجموعات المتحفية في ضوء التطبيقات الحديثة. كما ناقش المؤتمر دراسة موسومة بـ "إدارة موقع جزيرة الفنتين في أسوان – موقع تراث عالمي"، حيث ألقت هذه الدراسة الضوء على كيفية إدارة المواقع العالمية المسجلة على قائمة التراث العالمي. وتضمن المؤتمر إحدى الورقات العلمية التي تناولت صيانة اللوحات الجدارية تطبيقا على مقبرة الملك أمنحتب الثالث بالبر الغربي، وقد ألقت هذه الدراسة الضوء على أهمية الدراسات البيئية وتأثيرها على النقوش والألوان.

ومن أهم ما انتهت إليه أهداف المؤتمر التعاون العلمي الكبير بين كليتي الآثار جامعة الأقصر وجامعة الفيوم بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة  إيجاد رؤية علمية موحدة حول طرق وأساليب الوقاية من مخاطر التغيرات المناخية من خلال مجموعة المداخلات العلمية التي يمكن تطبيقها في برامج لطلاب الآثار في برامج علمية متخصصة لطلاب المرحلة الجامعية الأولى أو الدراسات العليا.

توصيات المؤتمر

اختتم المؤتمر فاعلياته بتوصيات هامة  منها اهمية تطبيق الطرق المبتكرة والحديثة في مجال التغيرات المناخية والتنمية المستدامة ورقمنة وتوثيق المجموعات والمباني الأثرية والتراثية. وضرورة إنشاء إطار تعاوني لإجراء دراسات متكاملة حول تأثيرات التغير المناخي على المواقع الأثرية والتراثية. يجب أن يشمل هذا الإطار مشاركة هيئات متخصصة، بما في ذلك وزارة السياحة والمؤسسات الأكاديمية ذات الصلة. من خلال دمج مختلف التخصصات مثل علم الآثار وعلم المناخ والحفاظ، يمكن تحقيق فهم شامل للمخاطر والضعف المحيطة بالتراث الثقافي.

أوصى المؤتمر ايضا بضرورة تقييم المخاطر والتقييم والاعتماد على نهج نظامي لتحليل وتقييم المخاطر التي يشكلها التغير المناخي على المواقع الأثرية والتراثية. ويشمل ذلك إجراء تقييمات مستفيضة تأخذ في اعتبارها الآثار الفورية والطويلة الأمد, يجب أن تحدد التقييمات المناطق الضعيفة، وتقيم شدة التهديدات المحتملة، وتعطي الأولوية للإجراءات وفقًا لذلك. ستكون هذه المعلومات أساسًا لصياغة استراتيجيات فعالة وخطط للحفاظ.

كما أوصى المؤتمر بضرورة رصد وجمع البيانات: وذلك من خلال تنفيذ نظام رصد قوي لتتبع التغيرات التي تحدث في المواقع الأثرية والتراثية بسبب التغير المناخي. ويشمل ذلك جمع بيانات دقيقة وحديثة حول المتغيرات المناخية وحالة المواقع والمؤشرات البيئية. سيمكن الرصد المستمر من الكشف المبكر عن التهديدات، وتيسير الإدارة التكيفية، وإعلام عمليات اتخاذ القرار.

كذلك أوصى المؤتمر بضرورة وضع استراتيجيات للحفاظ والتكيف من خلال تعزيز جهود الحفاظ للتخفيف من الآثار الضارة للتغير المناخي على التراث الثقافي. ويشمل ذلك تنفيذ استراتيجيات تكييفية وقوية تأخذ في اعتبارها الضعف الخاص لكل موقع. قد تتضمن هذه الاستراتيجيات استخدام تقنيات مبتكرة وممارسات مستدامة وتدخلات خاصة بالموقع لحماية والحفاظ على آثار الآثار والهياكل التراثية.

وأوصى المؤتمر بالعمل على بناء القدرات وتبادل المعرفة عن طريق تعزيز المبادرات المتعلقة ببناء القدرات ومنصات تبادل المعرفة لتعزيز الفهم الجماعي لتأثيرات التغير المناخي على التراث الثقافي. وذلك من خلال ورش العمل وبرامج التدريب والمؤتمرات حيث يمكن للخبراء والباحثين والممارسين وممثلي المجتمع مشاركة التجارب وأفضل الممارسات والدروس المستفادة. يجب تعزيز الشبكات التعاونية والشراكات لتسهيل الحوار المستمر والتعاون في هذا المجال. واقتراح تطوير وتنفيذ السياسات من خلال مخاطبة السلطات ذات الصلة بعمل تطوير وتنفيذ سياسات تتناول الحفاظ وإدارة التراث الثقافي في سياق التغير المناخي. ومحاولة دمج هذه السياسات واعتبارات التغير المناخي في خطط إدارة التراث واللوائح والإرشادات. يجب أيضًا إنشاء آليات تمويل كافية وحوافز لدعم ممارسات الحفاظ ومبادرات البحث المتينة للتغير المناخي.

ومن توصيات المؤتمر ايضا  ضرورة رفع الوعي العام والمشاركة: حيث يعتبر رفع الوعي العام حول آثار التغير المناخي على التراث الثقافي أمرًا حيويًا لتعزيز الشعور بالرعاية وتعزيز الممارسات المستدامة. يجب تطوير حملات توعية، وبرامج التواصل مع الجمهور، ومبادرات المشاركة العامة لإعلام وإشراك المجتمعات المحلية والسياح والمعنيين. من خلال تمكين الأفراد بالمعرفة وتعزيز الشعور بالمسؤولية، يمكن أن يصبح الحفاظ على التراث الثقافي مسؤولية مشتركة.

كما أوصى بتعزيز الأنشطة والمبادرات لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح بسبب النزاع الحالي في الدول العربية المجاورة. و تعزيز وسائل منع ومنع الاستيراد والتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية. وأوصى المؤتمر بتطبيق جميع المخرجات في برامج بينية بكليتي الآثار جامعة الأقصر وجامعة الفيوم لتدريس ما أسفرت عنه الدراسات المتعلقة بالتغيرات المناخية وخاصة في مجال الوقاية من تأثيرها. وأن يكون المؤتمر القادم بعنوان "حماية المواقع الأثرية من مخاطر الحروب". وقد أتفق الطرفين على تكوين لجنة مشتركة لمتابعة تطبيق التوصيات التي أسفرت عنها أعمال المؤتمر.

وتقدم أعضاء المؤتمر إلى جامعة الأقصر بالشكر والتقدير على حسن التنظيم ويخص بالشكر الى الدكتور حمدى محمد حسين رئيس الجامعة و الدكتور خالد عبد النعيم محمدين عميد كلية الآثار و أعضاء هيئة التدريس واللجنة المنظمة، كما تقدم أعضاء المؤتمر للمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة بالشكر على الدعم الكبير لمنظمة اليونسكو من الدكتورة  نوريا سانز المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة، و أيمن عبد المحسن، مدير المشروعات الثقافية بالمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، على مشاركته الفعالة في كافة الجلسات وإدارة أحدها مما كان له أثره الطيب على إدارة كافة جلسات المؤتمر.

كما تقدم أعضاء المؤتمر بالشكر والتقدير للدكتور ياسر مجدى حتاتة رئيس جامعة الفيوم، و الدكتور عرفه صبرى نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، و الدكتور محمد كمال خلاف عميد كلية الآثار و أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة الفيوم على مشاركتهم الفاعلة في أعمال تنظيم المؤتمر.

كما تقدم أعضاء المؤتمر بالشكر إلى معالي الدكتور  عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، و الدكتور  محمد الكحلاوي، رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للأثريين العرب على مشاركتهم الفاعلة في أعمال المؤتمر.

 

5 44 566 777 4566 56777 66666

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المؤتمر الدولي الأقصر الفيوم المكتب الإقليمي التغيرات المناخية المؤتمر الإقلیمی للیونسکو بالقاهرة على التراث الثقافی التغیر المناخی على الأثریة والتراثیة التغیرات المناخیة المواقع الأثریة أعضاء المؤتمر أوصى المؤتمر جامعة الأقصر جامعة الفیوم من خلال

إقرأ أيضاً:

«رؤية القيادة السياسية في إدارة وحماية مواقع التراث العالمي» ندوة بمكتبة الإسكندرية

شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم ندوة موسعة بعنوان "رؤية القيادة السياسية لإدارة وحماية مواقع التراث العالمي"، بحضور عدد من الشخصيات العامة والخبراء والمسؤولين، وذلك في إطار تسليط الضوء على جهود الدولة المصرية في حماية التراث الوطني وتعزيز مكانته عالميًا جاءت بحضور، في مشهد يؤكد اهتمام الدولة والمجتمع بقضية حماية التراث.

شارك في الندوة اللواء أركان حرب دكتور خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، ورئيس اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، وأدار اللقاء الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بحضور الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، والدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وقيادات تنفيذية بمحافظة الإسكندرية إلى جانب نخبة من الأكاديميين ورواد مكتبة الإسكندرية.

في كلمته، أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أهمية التواصل المباشر بين صناع القرار والجمهور، مشيرًا إلى أن اللقاءات من هذا النوع تعزز الشفافية وتعمق فهم السياسات الوطنية، لافتًا إلى أن اللواء خالد فودة يمتلك خبرة ثرية تجمع بين العلوم العسكرية وإدارة شؤون التنمية المحلية والتراث.

من جانبه، أعرب الدكتور عبد العزيز قنصوه عن تقديره للجهود الملموسة التي يبذلها اللواء خالد فودة في دعم قضايا التراث والإدارة المحلية، مؤكدًا أن الإسكندرية بما تحويه من مواقع تراثية ومشروعات إحياء حضاري تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على ذاكرة الوطن، مشيدًا بمشروع إحياء مكتبة الإسكندرية باعتباره رمزًا للتجدد الثقافي والحضاري.

وأشاد الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، بالطفرة التي تشهدها الدولة في ملف حماية وتطوير المواقع التراثية، لافتًا إلى أن مصر تمتلك سبعة مواقع مسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، و32 موقعًا آخر على القائمة الإرشادية، مما يعكس ثراء وتنوع التراث المصري موضحًا أن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية يجري تنفيذه وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، بالتعاون مع وزارات السياحة والآثار، والموارد المائية والري، تمهيدًا لإطلاق مشروع تطوير شامل يعيد تقديم المنطقة كوجهة للسياحة الثقافية والدينية.

وخلال الندوة، استعرض اللواء خالد فودة جهود الدولة في حماية مواقع التراث العالمي، مشيرًا إلى أن اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، التي أُنشئت بقرار جمهوري عام 2018، تعمل على التنسيق بين الجهات المعنية لضمان صون المواقع المسجلة ومحيطها موضحًا أن مصر تضم ستة مواقع مدرجة في قائمة التراث الثقافي العالمي، وموقعًا واحدًا في قائمة التراث الطبيعي، مؤكدًا أن مشروعات تطوير المناطق التاريخية، وعلى رأسها القاهرة التاريخية وحديقة الفسطاط، تمضي بوتيرة متسارعة بهدف استعادة رونقها الحضاري، وتوفير بيئة خدمية تليق بالمكانة الدولية لهذه المواقع.

كما تحدث عن التحديات التي تواجه منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية، التي تُعد من المواقع المهددة بالخطر بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، مؤكدًا أن أعمال خفض المياه تسير بنجاح تمهيدًا لشطب الموقع من قائمة المواقع المهددة بالخطر خلال الشهور المقبلة.

وفيما يخص منطقة سانت كاترين، أشار إلى المشروع القومي "التجلي الأعظم" الذي يستهدف تحويل المدينة إلى وجهة سياحية عالمية، مع الحفاظ على طابعها الروحي والثقافي الفريد، تنفيذًا لرؤية الدولة وقيادتها السياسية في تنمية وإحياء مواقع التراث العالمي وفي الختام شدد إلي أن جهود اللجنة العليا تهدف إلى تطوير البنية التحتية لمواقع التراث بما يتماشى مع المعايير الدولية، بما يسهم في تعظيم الاستفادة الاقتصادية والاستثمارية منها، ويعزز من مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية.

وعلى هامش الندوة، قام اللواء خالد فودة بجولة داخل مكتبة الإسكندرية شملت عددًا من المعارض والمتاحف، من بينها متحف المخطوطات، وكسوة الكعبة المشرفة، ومتحف الرئيس الراحل أنور السادات.

مقالات مشابهة

  • «استشاري الشارقة» يناقش مشروع توصيات سياسة هيئة مطار الشارقة الدولي
  • بمشاركة سوريا انطلاق المؤتمر الدولي الرابع عشر لآثار الشرق الأوسط في ليون
  • مصير قاتم ينتظر العالم في ظل التغير المناخي الحاصل
  • بحضور ممثلين عن الأزهر.. مؤسسة شباب المتوسط تطلق برنامج العمل لمؤتمر التغير المناخي
  • مصر.. فتح تحقيق بعد اكتشاف محاولة تنقيب عن الآثار خلال زيارة لوزير الثقافة
  • «رؤية القيادة السياسية في إدارة وحماية مواقع التراث العالمي» ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • عاصفة جوية عنيفة.. كيف هدد التغير المناخي محافظة الإسكندرية؟
  • الرهوي يُكرّم عددًا من أعضاء اللجنة العليا للمؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”
  • بسبب التغير المناخي .. نصف سكان العالم فى أزمة| ما القصة؟
  • عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي