كاتب صحفي: الصفقة الاستثمارية الكبرى تعمل على استقرار السوق الداخلية
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
أكد محمد عز الدين الكاتب الصحفي المتخصص في شؤون الاقتصاد أهمية الصفقة الاستثمارية الكبرى التي أعلن عنها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بالأمس، قائلًا إنّها جاءت في توقيت مهم للغاية؛ كان البعض يراهن فيه على إمكانية نجاح مصر في اختراق للضغوط التي تفرضها المتغيرات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية العالمية.
الصفقة الاستثمارية الكبرىوأضاف «عز الدين»، خلال حوراه عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أن الصفقة الاستثمارية الكبرى سوف تعمل على استقرار كبير للغاية للسوق الداخلية خاصة في العملة الأجنبية والدولار، مشيرًا إلى أنَّ هذا الاستثمار يعد الأكبر من نوعه، ومرحلة جديدة من مراحل جذب المشروعات العملاقة، وشكل جديد تماما في التطوير سواء على المستوى المعماري أو الخدمات السياحية المقدمة أو الشركات المشاركة والتي أقامت دراسات كبيرة جدا.
وتابع أنَّ جاذبية وعبقرية الموقع المصريالجغرافي بالإضافة إلى البينة الأساسية والتشريعية والدعم السياسي الكبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي لها دور ها للغاية لجذب الاستثمارات الكبرى، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي يحرص على توفير البينة التحتية الأساسية للاستثمار سواء كانت بنية معمارية أو اتصالات أو دعم سياسي وغيرها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصفقة الاستثمارية الكبرى الرئيس عبدالفتاح السيسي السيسي الصفقة الاستثماریة الکبرى
إقرأ أيضاً:
في الأزمات .. ينجو من يخطط مسبقا
أُطلقت اليوم «منظومة صحار للاستجابة للطوارئ»؛ بهدف رفع جاهزية ميناء صحار والمنطقة الحرة للاستجابة للطوارئ، وتعزيز إمكاناته وقدراته بما يزيد من مستوى السلامة، ويضمن حماية الأفراد والأصول، واستمرارية العمليات ضمن المنظومة المتكاملة.
ويأتي هذا الإطلاق ليؤكد وعيا مؤسسيا بأهمية الاستعداد الشامل لمختلف أنواع الطوارئ، سواء تلك الناجمة عن التحولات المناخية أو التهديدات السيبرانية أو الأزمات الصحية العالمية.
ما قام به ميناء صحار والمنطقة الحرة يمكن النظر إليه بوصفه تجسيدا لرؤية مؤسسية عقلانية تتفوق على ردود الفعل، وتستبق الأحداث في بناء منظوماتها التي تستشرف المستقبل.
وهذا العصر الذي نعيشه يقاس فيه التفوق المؤسسي بقدرة المؤسسة على حماية الإنسان والأصل، على التعامل مع الأعاصير كما تتعامل مع الفيروسات الإلكترونية؛ ولذلك فإن جاهزية الطوارئ لم تعد متروكة للخيارات الفردية، إنما أصبحت جزءا من العدالة المؤسسية التي يجب أن تُمنح للموظف والمستثمر والمجتمع على حد سواء.
لقد برهنت الكوارث الحديثة من فيضانات رهيبة إلى انهيارات شبكية بفعل هجمات رقمية أن «غير المتوقع» صار جزءا من المشهد اليومي، وأن الاقتصاد الحديث لا يسير إلا على خطى الاستعداد. في هذا السياق لم تعد استمرارية الأعمال مجرد بند في دليل الحوكمة، بل أصبحت شرطا للشرعية الاقتصادية والأخلاقية لأي كيان مؤسسي.
اللافت في منظومة ميناء صحار والمنطقة الحرة أنها لم تنشأ كرد فعل على كارثة، بل كانت ثمرة تخطيط مشترك ورؤية منسجمة بين الميناء والمستأجرين والخبراء الدوليين. وهذا الأمر يكشف عن وعي مؤسسي ناضج انتقل بثقافة الاستجابة من الانفعال إلى التهيؤ الاستباقي.
إن ما يعيشه العالم من تحولات متسارعة ـ تقنيا ومناخيا وبيئيا وحتى على صعيد الكائنات الدقيقة غير المرئية ـ يحتم على المؤسسات والأفراد والدول بناء منظومات استجابة ذكية وشاملة، وهذه المنظومات من شأنها أن تشعر المجتمعات بالطمأنينة كما تشعرها بالثقة في مؤسساتها ودولها.
وأثبتت الأبحاث العلمية في مجال إدارة المخاطر أن الاستثمار في البنية المؤسسية للاستجابة السريعة - سواء في الأمن السيبراني أو الكوارث البيئية - يعود بأضعاف على الاقتصاد والاستقرار. كل ريال يُنفق في الاستعداد يُجنب المؤسسة خسائر محتملة مضاعفة، ويفتح الباب لبناء مصداقية طويلة الأجل.
وتبذل سلطنة عُمان جهودا كبيرة في بناء منظومات استجابة حديثة ومتطورة في التعامل مع الكوارث الطبيعية المتعلقة بالتحولات المناخية وبشكل خاص ما يتعلق بالأعاصير إضافة إلى الكوارث المتعلقة بالجوانب البيئية مثل تلوث البحار، وغيرها من الأزمات البيئية المعقدة. وهذه الجهود نابعة من فهم عميق لما يحدث في العالم من حولنا. كما أن الأمر فيما يتعلق بالمشروع الأخير في ميناء صحار ناتج عن فهم أن الاستدامة لا تعني فقط الطاقة الخضراء، بل تعني أيضًا بنية مرنة، ومؤسسات ذكية، ومجتمعات تعرف كيف تتصرف عندما يحين وقت الإنذار.
في النهاية؛ لا تقاس المؤسسات فقط بما تبنيه في الأوقات العادية، بل بما تُحسن تجهيزه قبل لحظات الخطر. والمؤسسات التي لا تملك خطط استجابة لا تفتقد الجاهزية فقط، بل تفتقد أيضا الثقة العامة، وهي أثمن رأسمال في زمن الأزمات.