وزيرة التخطيط تشارك في «منتدى التمكين الاقتصادي للمرأة» في باريس
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصادية في "منتدى التمكين الاقتصادي للمرأة"، المنعقد بعنوان "تعزيز تمكين المرأة الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: رؤى ووجهات نظر أصحاب المصلحة الرئيسيين" وذلك على هامش فعاليات إطلاق منظمة OECD التقرير الاقتصادي لمصر، بمقر المنظمة بباريس، والذي يتم إطلاقه في إطار البرنامج القطري لمصر.
وخلال كلمتها، أكدت الدكتورة هالة السعيد أن التعاون بين مصر ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يمثل تحالفًا استراتيجيًا يشمل مجموعة واسعة من المبادرات، ويعد البرنامج القطري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مصر، الذي تم إطلاقه في عام 2021، بمثابة شهادة على هذا التعاون، حيث يعطي هذا البرنامج الأولوية لجهود الإصلاح الهيكلي الشامل في مصر والتي تحفز التحول الاقتصادي الكبير عبر قطاعات متنوعة، بما في ذلك استقرار الاقتصاد الكلي، وتحسين بيئة الأعمال، وشبكات الأمان الاجتماعي، وتحديث قطاع الطاقة، واستثمارات البنية التحتية الرقمية مع الالتزام بممارسات الحوكمة الرشيدة..
وأضافت السعيد أن النساء في مصر يمثلن ما يقرب من 49٪ من إجمالي السكان، ويعتبر التزام الحكومة المصرية المستمر وسعيها للتغيير هو محرك لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، حيث اتخذت مصر خطوات غير مسبوقة لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة وتمثيل المرأة ومسؤولياتها القيادية داخل القطاع العام وعبر المجتمع ككل، وتكمل الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، التي أطلقت عام 2017، رؤية مصر 2030 بخطة عمل قوية تعزز المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة، مشيرة إلى إطلاق "دليل خطة التنمية المستدامة المستجيبة للنوع الاجتماعي" لعام 2022، ليكون بمثابة إطار شامل يهدف إلى دمج اعتبارات النوع الاجتماعي في جميع البرامج والمشاريع التي تنفذها الحكومة.
وأضافت السعيد أن تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة يتطلب اتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب وقد ركز النهج الذي تتبناه مصر على أربع ركائز رئيسية: الوصول إلى الموارد، والتعليم وتنمية المهارات، والصحة الإنجابية، وبيئة السياسات التمكينية، مشيرة إلى برنامج تكافل وكرامة للمساعدات النقدية، وهو حجر الزاوية في جهود شبكة الأمان الاجتماعي في مصر، وحقق انتشارًا كبيرًا، حيث وصل إلى أكثر من 3.1 مليون أسرة في 27 محافظة، و12 مليون مستفيد، 75% منهم من النساء. ويدمج البرنامج الحسابات المصرفية مع برامج شبكات الأمان الاجتماعي، مما يضمن حصول النساء المستفيدات على الخدمات المالية وإدارة الأموال المخصصة لهن بفعالية، إلى جانب إطلاق مبادرة حياة كريمة في عام 2019، والتي تستهدف 4500 قرية يبلغ إجمالي عدد سكانها حوالي 60 مليون نسمة يشكلون 50٪ من سكان مصر، وتضع المبادرة التمكين الاقتصادي للمرأة في المقدمة حيث تعالج المبادرة معدلات الفقر متعدد الأبعاد والبطالة، من خلال تحسين المعايير الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما أطلق المجلس القومي للمرأة أيضًا برنامجًا لتعزيز الشمول المالي، حيث وصل إلى أكثر من 1.2 مليون امرأة ريفية حتى الآن، عبر المحافظات والقرى المشمولة بمبادرة "حياة كريمة".
كما أشارت إلى إنشاء البنك المركزي المصري مركز بيانات موحد للشمول المالي، وهو عبارة عن بنية تحتية مهمة لجمع وتجميع بيانات الشمول المالي من جميع المؤسسات المالية، مما يضمن وجود بيانات قوية تتيح إجراء تحليل مفصل للفجوات بين الجنسين في الوصول إلى الخدمات المالية واستخدامها، وهو ما أدى بدوره إلى أن أكثر من 16 مليون امرأة أصبحت الآن مشمولة مالياً.
وتناولت السعيد بالحديث المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، الذي تم إطلاقه عام 2022، ويهدف إلى التمكين الاقتصادي لمليوني امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عامًا من خلال الاستقلال المالي، وتنفيذ مشروعات صغيرة تقودها النساء في جميع أنحاء مصر، وإدراكًا لأهمية المعرفة والرعاية الصحية الاستباقية، ينظم المشروع حملات توعية واسعة النطاق تصل إلى أكثر من 20 مليون امرأة. وتتناول هذه الحملات مختلف القضايا الصحية، بما في ذلك الصحة الإنجابية، وممارسات نمط الحياة الصحي.
وأوضحت السعيد أن مصر قامت باستثمارات استراتيجية في تعليم الفتيات، وبرامج التدريب المهني التي تركز على المرأة، وتعزيز القوى العاملة النسائية الماهرة والتمكينية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر إطلاق برنامج إصلاح التعليم في مصر (EERP) الذي يركز على تحسين حصول الفتيات على التعليم الجيد، وخاصة في المناطق الريفية. وأسفرت هذه الجهود عن انخفاض كبير في معدلات البطالة بين النساء، من 21.4% عام 2018 إلى 17.3% عام 2023، كما أدى البرنامج الوطني للقيادات النسائية الذي تم إطلاقه عام 2018، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والأكاديمية الوطنية للتدريب والمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، إلى رفع مهارات أكثر من 8000 امرأة في 27 محافظة، بالإضافة إلى التواصل مع أكثر من 500 امرأة في 45 دولة من القارة الأفريقية من خلال برنامج القيادة النسائية الأفريقية، وفي عام 2021، أطلقت مصر مبادرة وطنية بعنوان "هي من أجل مستقبل رقمي" لسد الفجوة الرقمية بين الجنسين من خلال التدريب وبناء القدرات. وتهدف هذه المبادرة إلى ضمان المساواة في الوصول إلى التعليم والتدريب التكنولوجي وقد استطاعت المبادرة الوصول إلى 4300 امرأة في 27 محافظة حتى الآن، ومن خلال مرصد المرأة في مجالس الإدارة وهيئة الرقابة المالية، تمكنا من تأمين مقاعد للنساء في مجالس الإدارة. وتبلغ نسبة تمثيل المرأة في مجالس إدارة الشركات المقيدة بالبورصة المصرية وقطاع البنوك حاليا 17%، وشركات قطاع الخدمات المالية غير المصرفية لديها نسبة تمثيل 22% بين 888 شركة.
وأكدت السعيد أنه نتيجة لجميع الجهود السابقة، أظهرت أحدث الأرقام أن تمثيل المرأة في الحكومة المصرية وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بنسبة 26%. كما ارتفعت التمثيل في البرلمان إلى مستوى قياسي بلغ 15%، أي 162 مقعداً من أصل 596 مقعداً. وفي الفترة من 2021 إلى 2022 تم تعيين 209 قاضي من النساء في مجلس الدولة والنيابة العامة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التمکین الاقتصادی للمرأة بین الجنسین الوصول إلى السعید أن برنامج ا أکثر من من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
وزيرة التخطيط تفتتح فعاليات إطلاق مشروع «تعزيز الحوكمة المرتكزة حول المواطن»
افتتحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ فعاليات إطلاق مشروع «تعزيز الحوكمة المرتكزة حول المواطن في مصر»، والذي يطلقه المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية(OECD) ، وبتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والمستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، والدكتورة شريفة شريف، المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، و تاتيانا تيبلوفا، رئيس الشراكات والتعاون الدولي، بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، والدكتورة فاليري ليشتي، رئيسة مكتب التعاون الدولي بسفارة سويسرا في مصر.
وخلال كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن مشروع «تعزيز الحوكمة المرتكزة حول المواطن في مصر»، يأتي تتويجًا لشراكات طويلة الأمد ومثمرة بين مصر ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والحكومة السويسرية عبر الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، حيث يُجسّد المشروع شهادة حيّة على عمق التعاون بين مصر والوكالة وبرنامج الحوكمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لمنظمة التعاون التنمية الاقتصادية.
وقالت إن التزام مصر بترسيخ سيادة القانون، وتعزيز الإصلاحات التنظيمية، وتطوير الحوكمة العامة المرتكزة على المواطن، ليس بالأمر الجديد، حيث شكلت رؤية مصر 2030 وكذلك برامج عمل الحكومة المختلفة، وأخرها برنامج العمل للفترة 2024-2027، مرجعًا ثابتًا لمسيرة الدولة نحو تنمية شاملة ومستدامة، توازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتضع الإنسان في قلب عملية التنمية.
وأضافت أنه في ذلك الإطار، يأتي المشروع ليضيف قيمة حقيقية، من خلال إتاحة منصة للتعاون رفيع المستوى ودعم أولويات الدولة، لا سيّما في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتنفيذ الاستراتيجيات القطاعية، وذلك من خلال ثلاثة محاور استراتيجية تتمثل في تعزيز سيادة القانون ومؤسسات العدالة، خاصة فيما يخص حقوق واحتياجات الأطفال والنساء والشباب، بالإضافة إلى تطوير السياسات التنظيمية عبر نهج يرتكز على المواطن ويأخذ في الحسبان قضايا الشباب والمرأة والبيئة، فضلًا عن دمج منظور الشباب في الحوكمة العامة، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر خضرة وشمولًا.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، أن المشروع ساهم في تطوير أداة لتطبيق “العدسة الخضراء” (Green-Lens) في تصميم السياسات التنظيمية في مصر، بما يدعم الأهداف الوطنية المناخية، موضحة أن التقديرات تشير إلى أن ارتفاع عدد سكان المناطق الحضرية إلى أكثر من 41 مليون بحلول 2050، وتصاعد التحديات المتعلقة بندرة المياه، وازدياد موجات الحرارة، حيث تمثل تحديات تتطلب أدوات تنظيمية أكثر مرونة وابتكارًا.
وأضافت أن المشروع يأتي ضمن إطار شراكة أوسع بين الحكومة المصرية والـ OECD تشمل العديد من البرامج والمبادرات ومن ضمنها مشروع "دعم الحوكمة الاقتصادية والإدارية العامة في مصر" الممول من الاتحاد الأوروبي، وكذلك برنامج التعاون القطري مع المنظمة.
وأعلنت عن تولّي مصر الرئاسة المشتركة لمبادرة الحوكمة والتنافسية من أجل التنمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للفترة 2026–2030، إلى جانب إيطاليا وتركيا، بما يؤكد التزام مصر العميق بتعزيز السياسات المستدامة والشاملة، وتعميق التعاون الإقليمي والدولي.
وأشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى أن تدشين تلك المرحلة الجديدة من التعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون يمثل خطوة في غاية الأهمية، لاسيّما في مجالات العدالة الصديقة للطفل، والسياسات التنظيمية، وتمكين الشباب، مضيفة أن تعزيز سيادة القانون ومؤسسات العدالة بما يستجيب لحقوق الفئات الأكثر احتياجًا يمثل جزءًا لا يتجزأ من رؤية الدولة لحوكمة شاملة قائمة على حقوق المواطنين وتحسين مستواهم المعيشي.
كما أعلنت عن إطلاق مراجعة السياسات التنظيمية في مصر، والتي تمثل الأولى من نوعها في المنطقة، موضحة أن تلك المراجعة ستسهم في تقديم تقييمًا شاملًا للبيئة التنظيمية القائمة، مما يسهم في تقريب تطبيق أفضل الممارسات والنظم الدولية.
وأضافت «المشاط»، أن الحوكمة المرتكزة على المواطن تمثل حجر الأساس لبناء الثقة المجتمعية، وتعزيز المشاركة، وضمان أن تستجيب السياسات لاحتياجات السكان الحقيقية، وهي سبيل محوري وأساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من التعليم والعمل اللائق وكذلك الحد من الفجوات المكانية والاجتماعية.
وأوضحت أن الاستثمار في المواطن، وخاصة الفئات الأكثر احتياجًا من الأطفال، والشباب، والنساء، هو استثمار في مستقبل مصر، حيث يشكلون أغلبية المجتمع، ويملكون طاقة قادرة على قيادة التحول الاجتماعي، وكذلك الاقتصادي فيما يخص تعزيز مشاركة المرأة والشباب في سوق العمل، مشيرة إلى جهود وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وكذلك المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة والجهات التابعة للوزارة كافة، لدعم السياسات المكتملة والمرتكزة حول المواطن في مصر، والتي ترتكز على تطوير المهارات، والمشاركة المدنية، وريادة الأعمال.
واختتمت كلمتها، بأنه بينما تواصل مصر مسيرة الإصلاح، فإنها تجدد التزامها بحوكمة شاملة، شفافة، ومسئولة مؤكدةً إيمان الدولة أن المواطن، وخاصة الشباب، يجب أن يكون شريكًا في صياغة المستقبل، وموضحةً أنه من خلال الشراكة مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، سيتم المضي قُدمًا نحو سياسات أكثر عدالة وفعالية واستدامة.