الجيش الإسرائيلي يعترف: حزب الله أسقط طائرة مُسيرة تابعة لنا
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين، اعتراض صاروخ أرض - جو، أطلقه "حزب الله" باتجاه طائرة مُسيرة إسرائيلية كانت تُحلق فوق الأراضي اللبنانية.
ولفت جيش العدو في بيانه إلى أنّ عملية إعتراض صاروخ الحزب جاءت بواسطة منظومة "مقلاع داوود"، مشيراً إلى أنه تم تفعيل إنذار بشأن إطلاق قذائف صاروخية وصواريخ في منطقة ألون تافور عقب إطلاق الصاروخ الاعتراضي.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه إثر ذلك، جرى إطلاق صاروخ آخر باتجاه القطعة الجوية، ما أسفر عن إصابتها وسقوطها داخل الأراضي اللبنانية.
وكان الحزب أعلن في بيان، إسقاط طائرة مُسيرة إسرائيلية كبيرة من نوع "هيرمز 450" بواسطة صاروخ أرض - جو فوق منطقة إقليم التفاح.
ولفتت الحزب إلى أنه تم تنفيذ العملية عبر وحدة الدفاع الجوي التابعة له، مشيراً إلى أنهم تم رصد الطائرة بالعين المجردة لحظة إسقاطها.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
"حفرت قبرها بيدها".. سيرة مولاتُنا السيدة نفيسة الصغرى بنتُ سيدي حسنٍ الأنور
كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن سيرة مولاتُنا السيدة نفيسة الصغرى بنتُ سيدي حسنٍ الأنور (ويُشتهَر بالأكبر كذلك)، وهو ابنُ زيدٍ الأبلج، ابنِ مولانا الإمامِ الحسنِ السِّبط، ابنِ مولانا الإمامِ عليٍّ، من مولاتِنا فاطمةَ الزهراءِ البتول، بضعةِ سيدِنا ومولانا الرسولِ صلى الله عليه وسلم.
مولاتُنا السيدة نفيسة الصغرى بنتُ سيدي حسنٍ الأنورأُخِذ اسمُ «نَفيسة» من النفاسةِ ورفعةِ الشأنِ والشرف، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يحبُّ الأسماءَ الجميلة، ويُغيِّر بعضَ أسماءِ الصحابةِ بما هو أجملُ وأكمل.
ومشهدُها الآن بالقاهرةِ الباهرةِ في جنوبِها الشرقيِّ بسفحِ المقطَّم، على يمينِ كوبري السيِّدة عائشة الحديديِّ في جنوبِ غربيِّ القلعة، بمنطقةٍ تُعرَف تاريخيًّا بدربِ السباع (بين منطقةِ القطائع والعسكر)، التي كانت تُعرَف بكومِ الجارح، وقد أزالت البلديَّة ما حولَ المشهدِ من مبانٍ ومقابرَ وغيرها، وجعلت له ميدانًا فسيحًا رائعًا، وجدَّدتْ بعضَ المباني من حولِه، وزيَّنَتِ الميدانَ بالنَّافورات والزُّروع.
ولم يجمعِ المؤرِّخون على شيءٍ إجماعَهم على أن السيِّدة نَفيسة بنت الحسن مدفونةٌ بمشهدِها بمصر، والدولةُ الآن بصدد توسيعِ مسجدِها الشريف.
ولادة وأزواج وأولاد مولاتُنا السيدة نفيسة الصغرى بنتُ سيدي حسنٍ الأنور
وأوضح فضيلته أن مولاتُنا السيدة نفيسة الصغرى بنتُ سيدي حسنٍ الأنور وُلِدت رضي الله عنها بمكَّة في النصفِ الأوَّل من ربيعٍ الأوَّل سنةَ مئةٍ وخمسٍ وأربعين من الهجرة، وقضتْ صِباها بـ(المدينة)، مُلازمةً القبرَ النبويَّ في أغلبِ الأوقات؛ إذ كان والدُها أميرًا على المدينةِ للخليفةِ المنصور، وقد أدركت طائفةً من نساءِ الصحابةِ والتابعين وتلقَّتْ عنهن، وحجَّت ثلاثين حجَّة، أكثرُها وهي تمشي على أقدامِها، وكانت تحفظُ القرآنَ الكريم وتُفسِّره وتفقهُ به الرجالَ والنساء، صوَّامةً قوَّامةً، سخيَّةً غايةَ السَّخاء، ولها كراماتٌ لا تُحصى كعمتِها (زينب بنت عليٍّ) رضي الله عنها.
وتزوَّجت السيدة نفيسة في العشرِ الأولى من رجب سنةَ 161هـ، من أحدِ بني عُمومتِها، السيدِ إسحاقَ المؤتمن (شقيقِ السيدةِ عائشةَ دفينةِ مصر)، وهو ابنُ السيدِ جعفرٍ الصادقِ بنِ السيدِ محمدٍ الباقرِ بنِ السيدِ عليٍّ زينِ العابدين بنِ مولانا الإمامِ الحسين رضي الله عنهم جميعًا، ورُزِقتْ منه بـ(القاسم، وأمِّ كلثوم).
ولمَّا ترك الإمامُ الحسنُ الأنور والدُ السيدة نفيسة ولايةَ المدينة، خلَّفَه عليها زوجُها إسحاقُ المؤتمنُ بنُ جعفرٍ الصادق واليًا للعباسيين؛ فهي بنتُ أميرٍ وزوجةُ أميرٍ من أهلِ البيت.
نزول السيدة نفيسة إلى مصرَ ومنازلُها فيها
وفي العشرِ الأواخر من رمضان سنةَ (193 هجرية) نزلتْ مصرَ مع زوجِها وأبيها وابنِها وبنتِها؛ لزيارةِ مَن كان بمصرَ من آل البيت، بعد أن زارت بيتَ المقدسِ وقبرَ الخليل، واستقبلها أهلُ مصر عند العريش أعظمَ الاستقبال، حتى إذا دخلتْ مصر أنزلها السيدُ (جمالُ الدين عبدُ الله الجصَّاص) كبيرُ تجارِ مصر، في دارِه الفاخرة، ثم انتقلتْ إلى دارِ (أمِّ هانئ) بجهةِ المراغةِ المشهورةِ الآن بالقرافة، وهناك كان إكرامُ الله لها بأن شفى من ماءِ وُضوئها الفتاةَ المُقعَدةَ بنتَ أبي السَّرايا أيوبَ بنِ صابرٍ اليهوديَّ؛ فأسلم أهلُها ومَن كان معهم.
وحاول أبو السَّرايا نقلَ السيِّدة نَفيسة إلى دارِه في دربِ الكروبيين، وكان لهذه القصةِ دويٌّ هائلٌ في أهلِ مصر، فلازموا دارَها ليلَ نهارَ بالمئات، يلتمسون البركاتِ، وينتظرون الدعوات.
وهنا أزمع زوجُها العودةَ بها إلى الحجاز، فاستمسكَ أهلُ مصر بوجودِها بينهم، ورأتْ في المنامِ جدَّها المصطفى صلى الله عليه وسلم يأمرُها بالإقامةِ في مصر؛ فوهبها (عبدُ الله بنُ السَّريِّ بنِ الحَكَم) والي مصر دارَه الكبرى بدربِ السباع، وهي الدارُ التي كانت لأبي جعفر خالدِ بنِ هارونَ السلَميِّ من قبلُ، وحدَّد لزيارتِها يومَيِ السبتِ والأربعاءِ من كلِّ أسبوع؛ مراعاةً لصحتِها، وتمكينًا لها من عبادتِها، وكانت تخدمُها (زينبُ بنتُ أخيها يحيى المتوَّج)، حتى انتقلتْ إلى الرفيق الأعلى.
بعضُ مآثرِ مولاتُنا السيدة نفيسة الصغرى بنتُ سيدي حسنٍ الأنور
وكان أهلُ مصر ربما شَكَوا إليها انحرافَ الوالي؛ فوعظتْه وحذَّرتْه، وذكَّرتْه بعذابِ الله وحقوقِ الناس، فما تزال به حتى يفيءَ إلى أمرِ الله.
وأكد فضيلة الدكتور علي جمعة أن مولاتُنا السيدة نفيسة الصغرى بنتُ سيدي حسنٍ الأنور كانت مستجابةَ الدعاءِ، فما دعتْ لأحدٍ إلا استجاب اللهُ له.
وكانت على شيءٍ من طبِّ العيون، تجمعُ فيه بين الطبِّ المعتاد والطبِّ الروحيِّ، فيشفي اللهُ قاصدَها؛ ولهذا كان يُهرَعُ مرضى العيون إلى مشهدِها بعدَ وفاتِها؛ التماسًا للشفاءِ، وكان من كراماتِها أن أقامت الحكومةُ إلى جوارِ مشهدِها مستشفىً لأمراضِ العيون عُرِف باسمِها، ولكنَّ الحكومةَ عادت فنقلتْه إلى مكانٍ آخر، ثم غيَّرت اسمَه مع الأسفِ الشديد.
السيدة نفيسة والشافعيُّ
وكان لها دخلٌ كبيرٌ في حضورِ الإمامِ أبي عبدِ الله محمدِ بنِ إدريس الشافعيِّ رضي الله عنه إلى مصر؛ ولهذا كان رضي الله عنه يُكثِرُ زيارتَها والتلقِّي عنها، وفي صحبته عبدُ الله بنُ الحكم رضي الله عنه، وكان يُصلِّي بها في مسجدِ بيتِها، وخصوصًا تراويحَ رمضان، وكانت تُقدِّرُه رضي الله عنه، وتَمدُّه بما يكفيه ويُعينه على أداءِ رسالتِه العلميةِ الكبرى.
ولمَّا مات الشافعيُّ رضي الله عنه في رجب سنةَ 204هـ، حملوه إلى دارِها فصَلَّتْ عليه مأمومةً بالإمام أبي يعقوبَ البُوَيْطيِّ، ودعت له، وشهدتْ فيه خيرَ شهادة، وقد حزنتْ على وفاتِه حزنًا كبيرًا.
وفاتُها ودَفنُها
وبعد وفاةِ الشافعيِّ بدأتِ السيدة نفيسة تُعِدُّ نفسَها للقاءِ مولاها؛ فحفرتْ قبرَها بيدِها تباعًا في حجرتِها بمنزلِها الذي أهداه إليها والي مصر (عبدُ الله بنُ السَّريِّ بنِ الحَكَم) بدربِ السباع، وهو الذي أصبح فيما بعدُ مشهدَها ومسجدَها الحاليَّ، وكانت تُصلِّي في قبرِها الذي حفرتْه بيدِها في حجرتِها، وقرأتْ فيه عشراتِ الختماتِ من القرآن تبرُّكًا واستشفاءً، بعد أن بناه خيرُ البنَّائين؛ تسابُقًا لمرضاتِها ليرضى عنهم الله تعالى.
وفي يومِ الجمعة الخامسِ عشرَ من رمضان سنةَ 208هـ، اشتدَّ مرضُها، قالوا: وكانت تقرأ سورةَ الأنعام، حتى إذا وصلتْ إلى قوله تعالى: ﴿لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [الأنعام: 127]، فاضتْ روحُها إلى الرفيقِ الأعلى راضيةً مرضيَّة.