عادات جديدة بالسوبر ماركت.. كيف ربح المستهلك الأميركي معركة ارتفاع الأسعار؟
تاريخ النشر: 26th, February 2024 GMT
غيرت معدلات التضخم المرتفعة في الولايات المتحدة الطريقة التي يتسوق بها العديد من الأميركيين، والآن، تساعد هذه التغييرات على خفض التضخم بعد أن نجح المستهلكون في إجبار شركات على تغيير سياستها في تحديد الأسعار، وفق أسوشيتد برس.
وبينما لاتزال الأسعار أعلى بنحو 19 في المئة في المتوسط عما كانت عليه قبل جائحة كوفيد، فإن العديد من المستهلكين في متاجر البقالة يتحولون بعيدا عن العلامات التجارية الكبيرة لشراء منتجات تحمل أسماء المتاجر التي يتسوقون منها، التي عادة تكون أقل ثمنا بكثير، أو يتحولون إلى المتاجر التي تقدم خصومات، أو يشترون كميات أقل من الوجبات الخفيفة، والأطعمة الفاخرة.
ويقبل العديد من المتسوقين أيضا على شراء السيارات المستعملة بدلا من الجديدة، مما يجبر وكالات السيارات الجديدة على تقديم المزيد من العروض.
وتقول أسوشيتد برس إن المستهلكين يقاومون ما يرون أنه تلاعب في الأسعار في المواد الغذائية والسلع، الأمر الذي أجبر شركات الأغذية الكبرى إلى وقف الزيادات الكبيرة في الأسعار، التي باتت أقل من ذروتها التي بلغتها في السنوات الثلاث الماضية.
وهذا لا يعني أن أسعار البقالة ستتراجع إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل بضع سنوات، لكن أسعار بعض العناصر مثل البيض والتفاح والحليب باتت أقل من ذروتها.
وهذه الزيادات المعتدلة في أسعار المواد الغذائية من شأنها أن تساعد في تهدئة التضخم الإجمالي، الذي انخفض بشكل حاد من ذروته البالغة 9.1 في المئة في عام 2022 إلى 3.1 في المئة.
وتظهر استطلاعات الرأي أنه على الرغم من الانخفاض الكبير في التضخم، فإن العديد من المستهلكين غير راضين عن بقاء الأسعار أعلى بكثير مما كانت عليه قبل أن يبدأ التضخم في التسارع في عام 2021.
وفي عام انتخابي تهيمن عليه قضية التضخم، ردد الرئيس، جو بايدن، انتقادات العديد من الاقتصاديين بأن الشركات رفعت أسعارها أكثر مما هو مطلوب لتغطية تكاليفها المرتفعة.
وهاجم البيت الأبيض "التضخم الانكماشي"، الذي يعني أن الشركة، بدلا من رفع سعر المنتج، تقلص الكمية الموجودة داخل العبوة.
وانتقد الرئيس الأميركي ذلك صراحة قائلا في فيديو للأميركيين إذ قال: "هل لاحظتم خلال تسوقكم بمناسبة "سوبر بول"، وجود منتجات أصغر من المعتاد بينما يظل السعر كما هو؟".
وأضاف: "يطلق الناس على ذلك اسم "الانكماش"، وهذا يعني ذلك أن الشركات تمنحك أقل مقابل ما تدفعه من دولارات".
ومعارضة المستهلكين للأسعار المرتفعة تشير في نظر العديد من الاقتصاديين إلى أن التضخم يجب أن يتراجع أكثر.
وتشير أسوشيتد برس إلى حالة ستيوارت درايدن، الذي يعيش في أرلينغتون بولاية فيرجينيا.
وفي رحلة قام بها مؤخرا إلى متجر البقالة المعتاد، أشار درايدن، البالغ من العمر 37 عاما، إلى وجود فوارق كبيرة في الأسعار بين منتجات العلامة التجارية "كرافت هاينز" ومنافسيها من العلامات التجارية في المتاجر.
وعلى سبيل المثال، فإن سعر علبة 24 قطعة من شرائح جبن كرافت هو 7.69 دولار، بينما تباع تلك التي تحمل اسم المتجر 2.99 دولارا، وسعر زجاجة كاتشب هاينز هو 6.29 دولار، في حين أن البديل هو 1.69 دولار فقط.
واعتبر درايدن أن "الجودة هي نفسها".
وفي المقابل قال أليكس أبراهام، المتحدث باسم "كرافت هاينز"، إن التكاليف ارتفعت بنسبة 3 في المئة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، لكن الشركة رفعت أسعارها بنسبة 1 في المئة فقط.
وأضاف أبراهام: "إننا نبذل قصارى جهدنا لإيجاد كفاءات في مصانعنا وأجزاء أخرى من أعمالنا لتعويض وتخفيف الزيادات الإضافية في الأسعار".
والأسبوع الماضي، قالت "كرافت هاينز" إن المبيعات انخفضت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي مع تحول المزيد من المستهلكين إلى العلامات التجارية الأرخص.
واتخذ درايدن خطوات أخرى لتوفير المال، فقبل قبل عام، انتقل إلى شقة جديدة بعد أن رفع مالك العقار السابق إيجاره بنحو 50 في المئة.
وكانت شقته السابقة تقع بجوار محل بقالة باهظ الأسعار، وهو الآن يتسوق من متجر آخر، ويزور متجرا آخر للبقالة يقدم تخفيضات كل أسبوعين.
ويقول صامويل رينس، الخبير استراتيجي الاستثمار في شركة كوربو، إن العديد من شركات الأغذية والسلع المعبأة استغلت الارتفاع في تكاليف المدخلات الناجم عن اضطرابات سلسلة التوريد والغزو الروسي لأوكرانيا لزيادة الأسعار وزيادة أرباحها في عامي 2021 و2022.
وكان أحد العوامل المساهمة في ذلك أن الملايين من الأميركيين حصلوا على شيكات تحفيزية ومساعدات حكومية أخرى، مما سهل عليهم دفع تكاليف الأسعار المرتفعة.
ومع ذلك، فإنه في أواخر العام الماضي، اكتشفت العديد من الشركات أن هذه الاستراتيجية لم تعد ناجحة، بعد أن أنفق معظم المستهلكين المدخرات التي جمعوها خلال الوباء.
ويتراكم على المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض ديون بطاقات الائتمان ويتخلفون عن سداد مدفوعاتهم.
وقال رينس: "المستهلك لم يعد مستعدا لقبول الأسعار الأعلى. لذلك بدأت الشركات تصبح أكثر تشككا في قدرتها على جعل السعر هو المحرك لإيراداته".
وقال المسؤولون التنفيذيون في ماكدونالدز إن المستهلكين الذين يقل دخلهم عن 45 ألف باتوا يتردوون على مطاعمهم بشكل أقل.
جيفري هارميننغ، الرئيس التنفيذي لشركة جنرال ميلز، التي تصنع منتجات تشيريوس، وتشيكس سيريل، وحساء بروغريسو، وعشرات العلامات التجارية الأخرى، قال إن عملاءه يبحثون بشكل متزايد عن التخفيضات.
وأشار المسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أن إحجام المستهلكين المتزايد عن شراء منتجات بسعر أعلى السبب الرئيسي وراء توقعهم بانخفاض التضخم بشكل مطرد حتى تحقيق هدف 2 في المئة.
وقالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، الأسبوع الماضي: "تخبرنا الشركات أن حساسية الأسعار أعلى بكثير الآن. لا يرغب المستهلكون في الشراء إلا إذا حصلوا على خصم بنسبة 10 في المئة... وهذا تحسن خطير في الدور الذي يلعبه المستهلكون في السيطرة على التضخم".
ووجدت دراسات استقصائية أجرتها بنوك تابعة للاحتياطي الفيدرالي أن الشركات تتوقع زيادات أقل في الأسعار هذا العام.
ويقول الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إن الشركات في منطقته تخطط لرفع الأسعار بنحو 3 في المئة في المتوسط هذا العام، انخفاضا من حوالي 5 في المئة في عام 2023 وما يصل إلى 7 في المئة إلى 9 في المئة في عام 2022.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: العلامات التجاریة فی المئة فی فی الأسعار العدید من فی عام
إقرأ أيضاً:
دراسة أوروبية: ثلاث عادات بسيطة قد تبطئ الشيخوخة البيولوجية لدى كبار السن
مايو 31, 2025آخر تحديث: مايو 31, 2025
المستقلة/- كشفت دراسة علمية حديثة أن ثلاث عادات يومية بسيطة يمكن أن تساهم في إبطاء وتيرة التقدم في العمر البيولوجي لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن السبعين، ما قد يفتح آفاقًا جديدة في أبحاث إطالة العمر الصحي والوقاية من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
الدراسة التي تُعرف باسم “دو-هيلث” (DO-HEALTH)، قادها فريق من جامعة زيورخ برئاسة البروفيسورة هايكه بيشوف-فيراري، وشملت 777 مشاركًا على مدار ثلاث سنوات. وارتكزت على تقنيات “الساعات الجينية” (Epigenetic Clocks)، وهي أدوات بيولوجية متقدمة تقيس التغيرات الدقيقة في الحمض النووي لتحديد العمر البيولوجي للفرد مقارنة بعمره الزمني.
ثلاثية إبطاء الشيخوخةووفقًا للنتائج، فإن الدمج بين مكملات أوميغا 3، وفيتامين د، وتمارين القوة المنزلية المنتظمة كان له تأثير تراكمي واضح في إبطاء الشيخوخة البيولوجية. فقد تبين أن تناول أوميغا 3 وحده يُمكن أن يقلل من العمر البيولوجي بمعدل أربعة أشهر، بينما تزايد هذا الأثر عند الجمع بين العناصر الثلاثة.
تشرح البروفيسورة بيشوف-فيراري:
“هذه العوامل الثلاثة تعمل بآليات مختلفة لكنها متكاملة. أوميغا 3 يعزز صحة الخلايا، وفيتامين د يدعم الوظائف الحيوية، وتمارين القوة تحفز تجديد الأنسجة. وعند دمجها، نحصل على تأثير بيولوجي يفوق تأثير كل عامل على حدة.”
أكثر من مجرد مكافحة الشيخوخةالدراسة لم تقتصر على قياس مؤشرات التقدم في العمر فقط، بل دعمت كذلك نتائج سابقة تُظهر أن هذه التركيبة تساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطان، والهشاشة، والعدوى لدى كبار السن. إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يُثبت فيها تأثير مباشر على العمر البيولوجي نفسه.
نتائج واعدة ولكن…رغم النتائج المبشرة، أشار الباحثون إلى أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية. فالعينة اقتصرت على سكان سويسرا، وتقنيات قياس الشيخوخة البيولوجية ما تزال قيد التطوير. ومع ذلك، يستعد الفريق لتوسيع نطاق الدراسة على مستوى أوروبا بالتعاون مع اتحاد دولي متخصص في أبحاث إطالة العمر الصحي.
خلاصةتشير هذه الدراسة إلى أن الحلول الفعالة لإبطاء الشيخوخة قد لا تكمن في العلاجات المعقدة أو التكنولوجيا المتقدمة، بل في ممارسات بسيطة ويومية يمكن أن يعتمدها أي شخص لتعزيز صحته وحيويته في مرحلة الشيخوخة.