أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على بناء برج على سطح المدرسة التكنزية، على السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك «الحرم القدسي الشريف» باعتباره خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د.

سفيان القضاة إن المدرسة التكنزية تعتبر جزءًا من المسجد الأقصى المبارك «الحرم القدسي الشريف»، ومن موقع مسجل على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».

وشدد السفير القضاة في بيان، اليوم الاثنين، على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته واتخاذ إجراءاتٍ تضمن حماية التراث الثقافي في البلدة القديمة للقدس، امتثالاً لاتفاقيات وقرارات ومقررات منظمة اليونسكو.

وحذر السفير القضاة من أن استمرار إسرائيل بانتهاك قواعد القانون الدولي، واستمرار التقييدات المفروضة على حرية وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك «الحرم القدسي الشريف»، وخاصة مع استمرار الحرب العدوانية على قطاع غزة، ومع قُرب حلول شهر رمضان المبارك، ينذر بتفجر دوامات جديدة من العنف وتوسعها.

اقرأ أيضاًوزيرا خارجية الأردن وقبرص يبحثان جهود وقف الحرب على غزة

وزيرا خارجية مصر والأردن يحذران من عواقب أية عملية في رفح الفلسطينية

وزير خارجية الأردن: ما يجرى في قطاع غزة جريمة بحق الإنسانية في كل نواحيها

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين قوات الاحتلال قطاع غزة لبنان اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي اخبار فلسطين عاصمة فلسطين تل ابيب فلسطين اليوم غلاف غزة الحدود اللبنانية قصف اسرائيل طوفان الاقصى احداث فلسطين أخبار إسرائيل اليوم اسرائيل ولبنان مستشفيات غزة أخبار لبنان الحدود مع لبنان لبنان واسرائيل أخبار إسرائيل صراع اسرائيل ولبنان أخبار لبنان اليوم

إقرأ أيضاً:

ماذا حدث في القدس تزامنا مع المواجهة الإسرائيلية الإيرانية؟

بمجرد إعلان الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال تعليماتها الجديدة مع انطلاق العدوان على إيران، كان المسجد الأقصى في دائرة الاستهداف، إذ أبلغت شرطة الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة المقدسة أن أبوابه ستغلق أمام المصلين بسبب تعليمات الجبهة الداخلية القاضية بمنع التجمهر.

وأخرجت شرطة الاحتلال على عجل من دخل من المصلين إلى صلاة فجر -أمس الجمعة- وأُغلقت الأبواب في مشهد ذكّر المصلين بجائحة كورونا وما رافقها من تعليمات لوزارة الصحة الإسرائيلية في مارس/آذار 2020، كما ذكّرهم بيوم الجمعة 14 يوليو/تموز 2017 عندما أُغلقت الأبواب بوجه المصلين بالقوة عقب عملية إطلاق نار نفذها 3 شبان من مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني واندلعت على إثرها هبّة البوابات الإلكترونية.

وقد حرم جيش الاحتلال المصلين حينها من أداء صلاة الجمعة في أولى القبلتين، وحُرموا منها أمس مع انطلاق العدوان على إيران، وفي ذلك خرق واضح لـ "الوصاية الهاشمية" ومسؤوليتها عن المقدسات في القدس.

تزامنا مع الهجوم الإسرائيلي على إيران.. تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين لليوم الثاني على التوالي، بذريعة "الامتثال لتعليمات الجبهة الداخلية" بالتزامن مع دوي صافرات الإنذار.
واقتحم عناصر من شرطة الاحتلال فجر أمس الجمعة المسجد الأقصى، وأفرغوا… pic.twitter.com/xME0RKeOj7

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) June 14, 2025

إعلان وصاية هاشمية وقانون عثماني

ويفيد الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية أن المملكة تمارس مسؤوليتها تجاه المقدسات في القدس انطلاقا من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها.

وسبق الوصاية الهاشمية قانون "ستاتيكو" (الوضع الراهن) الذي يصنف كقانون دولي، وكان قد سُنّ خلال حكم الدولة العثمانية ويتعلق بالأماكن المقدسة التي يجب "أن تبقى على حالها دون أي مساس أو خرق".

وهذا القانون من شأنه أن يحفظ حقوق الأديان والطوائف، والمعالم التاريخية والدينية وصون هوية الأماكن والمقدسات وتبعيتها الإدارية، بالإضافة إلى الأدوار والصلاحيات الدينية والتاريخية للجميع.

ولكن جيش الاحتلال لا يولي أي أهمية لا للوصاية الهاشمية ولا للقانون العثماني، ويستغل كل فرصة ليظهر نفسه كصاحب السيادة على المقدسات بالقدس وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي تتعامل معه جماعات الهيكل المتطرفة على أنه مقدس يهودي، ويجب بناء "الهيكل الثالث" على أنقاضه.

يقول الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف إن الاحتلال الإسرائيلي لا يفوّت أي فرصة ليُثبّت واقعا أنه يمتلك السيادة الكاملة على المسجد الأقصى.

وذكّر معروف -من خلال حديثه للجزيرة نت- بما أقدم عليه الاحتلال من حصار للمسجد الأقصى مع اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والآن مرّة أخرى وبتضييق أشد مع انطلاق الهجوم على إيران.

الأب يوليو: دخلنا مرحلة جديدة ومفصلية بالصراع مع إسرائيل التي لا تأبه بالرعاية الأردنية للأماكن المقدسة (الجزيرة) "الأقصى مثل تل أبيب"

"يتعامل جيش الاحتلال مع المسجد الأقصى كما يتعامل مع المناطق التي يفرض سيادة كاملة عليها، فهو يرى المسجد الشريف مثل تل أبيب، ويعتبر أن لديه الحق في فرض تعليماته وسيطرته عليه في أي وقت، رغم أن المناطق التي تخضع للاحتلال العسكري كالضفة الغربية لم يفرض الجيش تعليمات الجبهة الداخلية الجديدة على سكانها" كما يقول الأكاديمي الفلسطيني.

إعلان

وبذلك يريد الاحتلال -وفقا لمعروف- أن يوجه رسالة للعالم الإسلامي بأن المسجد الأقصى لم يعد أرضا ذات طبيعة خاصة من ناحية السيادة والإدارة، بل هو جزء أصيل من دولة الاحتلال، ويتم التعامل معه على هذا الأساس، وذلك يعني أنه سيحاول الفترات القادمة تنفيذ خطوات من شأنها تثبيت هذه السيادة الكاملة والتعامل مع الأقصى باعتباره أرضا إسرائيلية ليس للمسلمين فيها أي شيء، وهنا منبع الخطورة.

وبالتزامن مع إغلاق هذا المقدس الإسلامي منعت شرطة الاحتلال دخول المصلين المسيحيين إلى كنيسة القيامة في البلدة القديمة، كما منعت الوجود في ساحاتها الخارجية، وقال الأرشمندريت عبد الله يوليو الرئيس السابق لدير الروم الملكيين الكاثوليك في رام الله إنه لا يمكن فصل الإجراءات التي باشر الاحتلال بتطبيقها على الأرض عن الاعتداء على إيران، مضيفا "دخلنا الآن في مرحلة جديدة ومفصلية وما نمرّ به قد يغير الوضع العام".

وأكد الأب يوليو -في حديثه للجزيرة نت- أن الصراع منذ قدوم إسرائيل كان وما يزال وسيبقى صراعا على السيادة، وهذه الدولة لا تأبه بالرعاية الأردنية للأماكن المقدسة.

وكما هو الحال مع كل تدهور أمني، تصرُّ شرطة الاحتلال على التضييق على سكان وتجار البلدة القديمة، وقد تعمدت إقامة حواجز على أبوابها مع الساعات الأولى للعدوان وبدء محاولة المصلين الوصول إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة.

وقد مُنع المصلون من الدخول، والتجار من غير سكان البلدة القديمة من الوصول إلى محالهم التجارية، وبالتالي كانت الأسواق فارغة مع منع الوصول إليها وأغلقت معظم أبواب الحوانيت.

وثق مواطن مقدسي عمل الأسواق اليهودية في غربي القدس كالمعتاد في ظل الهجوم الإسرائيلي على إيران، فيما أغلقت شرطة الاحتلال أبواب البلدة القديمة ومنعت الدخول إليها باستثناء أهلها، بحجة الامتثال لأوامر الجبهة الداخلية، مما أثر سلبا على عمل التجار وأسواق البلدة القديمة. pic.twitter.com/EJYJfNCB3g

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) June 14, 2025

إعلان استهداف الاقتصاد

وقارن المقدسيون بين الأسواق العتيقة وأخرى في الشطر الغربي من المدينة، والتي كانت تعج بالمتسوقين، وكأن تعليمات الجبهة الداخلية لا تسري عليها.

وفي تعليقه على ذلك، قال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري إن الاقتصاد المقدسي مستهدف، وكذلك القطاع التجاري والبلدة القديمة تقع في قلب دائرة الاستهداف، ولم تغلق أبواب 500 من محالها التجارية عن طريق الصدفة، بل بسبب التضييقات المستمرة منذ عقود.

إن "حصار البلدة القديمة ممنهج ومدروس بحيث يتم استغلال أي ظرف للضغط على سكانها وتجارها للهجرة منها مع تعاظم المصاعب، وقد باتت هذه البقعة الجغرافية هدفا في كل مواجهة أو عيد يهودي أو حتى أزمة صحية" كما يقول الحموري.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية إيراني: العدوان الإسرائيلي على المنشآت النووية انتهاك صارخ للقوانين الدولية
  • حماس تُعقّب على استمرار إغلاق المسجد الأقصى لليوم الرابع على التوالي
  • الرئيس الإيراني يدين الدعم الغربي لإسرائيل ويتهم واشنطن بلعب “دور مباشر في العدوان”
  • «النواب» يدين العدوان على إيران: يدخل ضمن سجل إسرائيل الحافل بانتهاكات القانون الدولي
  • وزير خارجية إيران: سنواصل تخصيب اليورانيوم وسنرد على إسرائيل وفق القانون الدولي
  • ماذا حدث في القدس تزامنا مع المواجهة الإسرائيلية الإيرانية؟
  • تقدير استراتيجي: سيناريوهات لمستقبل السلطة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى
  • الأزهر يدين العدوان الإسرائيلي على إيران.. غطرسة وتهديد مباشر للإقليم
  • وزير خارجية إيران: سنرد بحزم على العدوان غير القانوني والجبان للكيان الإسرائيلي
  • وزير خارجية إيران: سنرد بحزم على العدوان الجبان للكيان الإسرائيلي