صحيفة البلاد:
2025-06-17@06:25:56 GMT

التقطيم

تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT

التقطيم

أحيانًا قد نظن أن التقطيم أو التقليل من الآخرين مجرد كلمات عابرة لا تترك أثرًا، لكنه في الحقيقة سلوك يؤذي بشكل عميق، ويؤثر على النفس البشرية بطرق لا تُرى بالعين، بل تُشعر في القلب، وتُرسخ في العقل. وكثيرون يتعرضون يوميًا لجمل مثل: “ما منك فايدة” أو “أنت فاشل”، دون أن يدرك المتكلم أن كلماته قد تُطفئ طموحًا أو تهز ثقة على المدى الطويل
وتكمن خطورة التقطيم في أنه لا يكتفي بإضعاف العلاقة بين الأفراد، بل يزرع في النفس شعورًا بالدونية والعجز حيث يبدأ الإنسان في الشك بقدراته ويتجنب التجربة خوفًا من الفشل أو النقد ومع الوقت تتكون لديه صورة سلبية عن نفسه يصعب محوها.


ولعل من أهم أسباب التقطيم هو الجهل بأثر الكلمة أو نقل أنماط تربوية سلبية دون وعي إضافة إلى شعور داخلي بالنقص يدفع البعض بدافعه لتحطيم من حولهم ليرتفعوا زيفًا ،كما أن بعض الأشخاص يمارسون التقطيم كنوع من “التربية القاسية”، ظنًا منهم
أنها طريقة محفِّزة، لكن العلاج ممكن. وأول خطوة هي إدراك خطورة الكلمة وتأثيرها طويل المدى،، ثم يأتي التدرّب على التعاطف، والحديث الإيجابي وتبنّي أسلوب النقد البنّاء بدل الجارح. أما المُتلقي، فعليه أن لا يجعل كل كلمة سيفًا، بل يتعلم كيفية وضع الحدود والتفريق بين الرأي والتقليل.
ولا يخفى علينا أن الكلمة إمّا أن ترفع إنسانًا، أو تهدمه. ولذا اختر أن تكون ممَّن يضيئون الطريق بكلماتهم، لا ممَّن يطفئون نور الآخرين و يتركونهم بحرقة في دواخلهم. فلنحذر من التقطيم لأنه قد يسلب أحدهم أشياءً لا تُعوض و تترك فيه أثرًا هادمًا طول العمر.

fatimah_nahar@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«لا بوبو المخيفة».. علماء النفس يكشفون سر هوس الأطفال بالدمية رغم «قبحها»

متابعات: «الخليج»

أثارت دمية «لا بوبو» موجة واسعة من الجدل في الأوساط الاجتماعية وبين أولياء الأمور، بعدما اجتاحت الأسواق وأصبحت محط اهتمام عدد كبير من الأطفال، رغم شكلها الذي وصفه كثيرون بالقبيح والمريب.

الدمية، التي تتميز بوجه غريب وأذنين طويلتين وابتسامة ماكرة، لاقت رواجاً غير متوقع، ما دفع العديد من الأهالي للتساؤل عن سر انجذاب أطفالهم نحوها، رغم أنها لا تشبه الشخصيات التقليدية المحببة عادةً للصغار.

في هذا السياق، أوضح عدد من خبراء علم النفس لموقع Psychological Today أن انجذاب الأطفال نحو «لابوبو» قد يكون مرتبطاً بعدة عوامل نفسية، من أبرزها ما يُعرف بمفهوم «القبيح الجميل»، حيث يميل الطفل إلى التفاعل مع الأشياء الغريبة وغير المألوفة، باعتبارها مثيرة ومحفّزة للخيال.

وقد تم بيع دمية «لابوبو» بحجم إنسان هذا الأسبوع بمبلغ قياسي بلغ 1.08 مليون يوان صيني (نحو 150,324 دولاراً)، وذلك وفقاً لدار مزادات صينية.

يُذكر أن دمى لابوبو تُباع عادة عبر شركة الألعاب الصينية Pop Mart بأسعار تبدأ من نحو 6.95 دولار أو 5.12 جنيه إسترليني، ما يجعل السعر القياسي الجديد حدثاً استثنائياً في عالم مزادات الألعاب.

شكل دمية «لا بوبو» المخيف ليس عيباً بل أداة نفسية لتفريغ المشاعر

تتغير صيحات الموضة بسرعة، لكن بعض الهوس ينمو في الخفاء لتتحول إلى ظواهر لا تفارقنا.

هنا تدخل دمية «لابوبو» المشهد، مخلوق محشو صغير، ذو ابتسامة مسنّنة ونظرة تجمع بين البراءة والرعب، أصبح فجأة بين أيدي النجمة ريهانا، ورفيقة لكبار نجوم الكي-بوب مثل ليسا من بلاكبينك.

لكن «لابوبو» ليست مجرد موضة عابرة، بل تحوّلت إلى ظاهرة نفسية حقيقية، تعكس تفريغ المشاعر السلبية، وتدرس حالتها شركات التسويق لفهم كيف يمكن بناء ولاء جماهيري عاطفي واسع الانتشار.

وقد يظن البعض أن سر جاذبية دمية «لابوبو» يكمن في شكلها الغريب أو طرافتها الغامضة، لكن الحقيقة أعمق بكثير.

ويقول علماء النفس

-جاذبية هذه الدمية لا تتعلق بالمظهر بقدر ما تتعلق بالرمزية

-«لابوبو» كائن غريب الأطوار، متناقض، ومخيف قليلاً تماماً كمرحلة المراهقة نفسها.

-في هذا العمر، يعيش الأطفال بين أقطاب متضادة: بين الرغبة في الاستقلال والحنين إلى الطفولة، بين الحاجة إلى الانتماء والسعي للتميز، بين اللعب البريء وتعقيدات الهوية الناشئة.

-«لابوبو» تجسد هذه التناقضات كلها، بابتسامتها المسنّنة، وعينيها الواسعتين، وتعبير وجهها الجامح.

-الدمية تجسيد بصري للفوضى الداخلية التي يعيشها الأطفال في سن ما قبل المراهقة.

كيف تساعد دمية غريبة الأطفال على السيطرة على مخاوفهم؟

يقول علماء النفس: إن ما يميز «لابوبو» بصرياً هو تناقضها. بآذانها المدببة وابتسامتها المخيفة وعيونها الحنونة، تسير على حافة بين الجاذبية والغموض.

يجعلها هذا التباين لا تُنسى، إنها فوضى محببة تلامس حنين الطفولة بروح ساخرة، وسط عالم رقمي بارد.

أما قصتها فتضيف بعداً إنسانياً آخر. بحسب شركة Pop Mart المنتجة، «لابوبو» مخلوق شقي لكنه طيب القلب، يحاول المساعدة لكنه يتسبب في مشاكل، وهي شخصية يمكن لأي شخص أن يرى نفسه فيها.

لقد أنسنت العلامة التجارية دميتها إلى درجة أن الناس يربطون بها مشاعر وصفات وحتى طموحات.

عنصر المفاجأة في صناديق «لا بوبو» وتأثيره في دماغ الطفل

ويوضح علماء النفس أنه في قلب جاذبية «لابوبو» تكمن قوة المفاجأة والندرة، فهي تُباع في صناديق مغلقة تُعرف بـ«Blind Boxes»، حيث لا يعرف المشتري أي نسخة سيحصل عليها حتى يفتحها.

ويوضحون أن ذلك يثير إحساساً نفسياً يُعرف بمبدأ «المكافأة المتغيرة»، وهو المبدأ نفسه الدافع لإدمان ماكينات القمار أو إعجابات إنستغرام.

وكشف علماء النفس أن لحظة الترقب هذه تُعدّ ذهباً للدماغ، ومن ثم تأتي استراتيجية الندرة، حيث تُطرح نسخ محدودة ومواسم حصرية ترفع من حدة «فومو» (الخوف من تفويت الفرصة).

ومع ارتفاع الطلب وقلة المعروض، تقفز القيمة تلقائياً، وتزدهر سوق إعادة البيع، حيث يدفع هواة الجمع مبالغ طائلة لقاء نسخ نادرة.

دمية «لا بوبو» كرمز للانتماء والقبول الاجتماعي بين الزملاء في المدرسة

علمياً، ينجذب الأطفال في هذه المرحلة إلى كل ما هو غريب، مقزز، أو مريب، لا لأنهم مضطربون، بل لأنهم يحاولون فهم مشاعر متضاربة، وإدراك أنهم قادرون على احتوائها دون أن تضيع هويتهم.

لقد وجدت الألعاب «المخيفة» دائماً طريقها إلى غرف الأطفال، من بطاقات Garbage Pail Kids، إلى شخصيات تيم برتون، وصولاً إلى ألعاب الرعب مثل Five Nights at Freddy’s.

ويُعرف هذا النمط النفسي باسم «الإتقان الرمزي»، وهي آلية يستخدمها الأطفال لاحتواء مشاعر الخوف أو القلق من خلال التملك والسيطرة، فعندما تكون اللعبة مخيفة بدرجة محسوبة ليست مرعبة تماماً، بل محيرة، تصبح وسيلة مثالية لاختبار حدود الشعور والتعامل معه.

وفي عالم مليء بعدم اليقين، يصبح التحكم بكائن مخيف وسيلة تمنح الطفل شعوراً بالقوة.

لذلك، فإن دمية «لابوبو» ليست مجرد لعبة غريبة، بل أداة نفسية تحمل معنى عميقاً في رحلة النضج.

ويقول علماء نفس: إن الأمر لا يتوقف فقط على المتعة أو جرعة الدوبامين التي تقدمها دمية «لابوبو»، بل يتعداها إلى حاجة أعمق: الانتماء.

ويضيفون أنه في عالم المدرسة الإعدادية، لا يقول الطفل: «أنا أتعامل مع تعقيدات العلاقات الاجتماعية وأسعى للاندماج ضمن مجموعة الأقران/ بل يقول ببساطة: «انظر! حصلت على لابوبو النادرة!»

هذه الأشياء، ببساطة، ليست مجرد مقتنيات، بل رموز اجتماعية سريعة الفهم. إنها وسيلة غير مباشرة لقول: «أنا أفهم القواعد..أنا منكم..أنا أنتمي إلى هنا، بحسب ما يرى علماء النفس».

مقالات مشابهة

  • مجموعة الدول السبع: نؤكد دعمنا لإسرائيل في حق الدفاع عن النفس
  • صواريخ إيران المواجهة للكيان
  • الكلمة الحرة ترعب الكيان : شبكة المسيرة تدين العدوان الصهيوني على مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني (تفاصيل)
  • إيران تغيّر النص.. وتفتح فصلًا جديدًا في توازن النار..
  • خلال الجلسة العامة.. جبالي ينتقد الحكومة ويرفض منح الكلمة لوزير الشئون القانونية
  • «لا بوبو المخيفة».. علماء النفس يكشفون سر هوس الأطفال بالدمية رغم «قبحها»
  • إعلام عبري: إيران هزمت بالفعل بفضل خطوة إسرائيلية لم تترك لطهران أي فرصة
  • القسام تستهدف مستوطنة نيرعام الإسرائيلية بصواريخ رجوم قصيرة المدى
  • الأوقاف: «السلامة في احترام خصوصية الآخرين» موضوع خطبة الجمعة المقبل