سياحة التراث الأسود.. ظاهرة تزدهر في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
في التاسع من مارس 2023، اليوم السابق لعيد ميلاد الناشطة في مجال إلغاء الرق وحقوق الإنسان، هاريت توبمان، توافد العديد من الأميركيين لحضور إزاحة الستار عن النصب التذكاري الجديد لهذه الشخصية التاريخية بولاية نيوجيرزي، وذلك في الموقع الذي كان يشغله تمثال كريستوفر كولومبوس.
وبعد أكثر من قرن وعقد من الزمان على وفاة توبمان، باتت الساحات العامة التي كان يتم فيها شراء وبيع العبيد في يوم من الأماكن، والأماكن التي تعرض فيها متظاهرو الحقوق المدنية للاعتداء، وجهات مرغوبة للزوار وسط ازدهار السياحة التراثية لتاريخ أصحاب البشرة السوداء.
Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.
وساهمت الاحتجاجات التي تلت مقتل المواطن الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد على يد شرطي أبيض قبل نحو أربع سنوات، في تحويل المواقع المهجورة التي كانت تعاني من الذكريات العنصرية إلى أماكن يحج إليها الناس لتكريم أولئك الذين ناضلوا من أجل العدالة الاجتماعية.
ولسنوات عدة، ظلت العديد من المواقع المرتبطة باللحظات الحاسمة في تاريخ السود منسية أو مهجورة أو تمت زيارتها من قبل عدد قليل من هواة التاريخ، بحسب موقع "أكسيوس".
في الآونة الأخيرة، باتت تلك الأماكن التي تم تجاهلها سابقا، مثل مدينة "أفريكاتاون" بولاية ألاباما، مقصدا يزوره السياح السود بصفة خاصة.
وفي المنطقة التي مرت فيها "كلوتيلدا، آخر سفينة معروفة جلبت عبيدا من أفريقيا، يمكن الآن القيام بجولة في قارب مرة كل شهر، حيث يمكن للزوار تفقد المنطقة المحيطة، ومعايشة القصص التاريخية.
وبينما حددت فلوريدا مواقع الحقوق المدنية في الولاية للزوار، رسمت ولاية ميسيسيبي خريطة لطريق "البلوز" حيث عاش السود، أما في تكساس فيعمل نشطاء على تحديد المواقع المرتبطة بخط السكة الحديد تحت الأرض إلى المكسيك.
وتسرد خدمة المتنزهات الوطنية أكثر من 80 موقعا من إنديانا إلى نيوجيرزي متصلة بخط السكك الحديدية التقليدي تحت الأرض الذي يمكن للناس زيارته.
كما تم تحويل المواقع المرتبطة بالاستعباد إلى حدائق.
وينقل موقع أكسيوس عن الخبيرة السياحية كيلي ماكوي أن "الكثير من رغبتنا كأشخاص سود هو أن نفهم حقا من أين أتينا".
وقالت مكوي إن سياحة التراث الأسود باتت شائعة باعتبارها تجربة غير مكلفة تخبر عن القصص الحقيقية لنضال السود.
وأضافت: "ستحصل على إحساس أفضل بالمكان، ويمكنك تقريبا أن تعيش تجربة العودة بالزمن إلى الوراء ورؤية الشكل الذي كان يبدو عليه الواقع بالفعل، بل يمكنك التحدث إلى أجدادنا".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
رواندا تبدأ محادثات مع الولايات المتحدة لاستقبال المهاجرين المبعدين في اتفاق محتمل جديد
كشف وزير خارجية رواندا أوليفييه ندوهونغيريهي، في تصريحات أدلى بها الأحد الماضي، عن بدء مفاوضات بين بلاده والولايات المتحدة بشأن اتفاق محتمل لاستقبال المهاجرين المبعدين من الولايات المتحدة.
وقال ندوهونغيريهي، في مقابلة مع محطة "رواندا تي في" الحكومية، إن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى ولم يتم التوصل بعد إلى تفاصيل دقيقة حول كيفية سير الأمور، مؤكدًا أن الاتفاق سيكون ذا طابع ثنائي بين البلدين.
تأتي هذه المفاوضات في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا في التوترات حول قضايا الهجرة، خاصة مع سياسة الإدارة الأميركية الحالية التي تسعى إلى تنفيذ "أكبر عملية ترحيل" في تاريخ البلاد.
وتثير هذه الخطوة تساؤلات عن مدى توافقها مع سياسات الهجرة في دول أخرى مثل المملكة المتحدة وأستراليا، حيث فشلت خطط مماثلة في الماضي.
سياسة الترحيل في عهد ترامبالرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بتنفيذ "أكبر عملية ترحيل" في تاريخ الولايات المتحدة، قد نجح في تنفيذ العديد من عمليات الترحيل إلى دول مثل السلفادور ودول أخرى.
ورغم الضجة الإعلامية التي أثارتها حملته ضد المهاجرين، فإن الإحصاءات أظهرت أن إدارة ترامب قد قامت بترحيل عدد أقل من المهاجرين في فبراير/شباط مقارنة بإدارة جو بايدن في الشهر نفسه من العام السابق.
إعلان رواندا وملف المهاجرينأظهرت رواندا، التي يعتبرها البعض بلدًا معنيا بسياسات الهجرة بشكل مثير للجدل، استعدادها منذ وقت طويل لاستقبال المهاجرين المبعدين من الدول الغربية.
ففي عام 2022 وقع رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون اتفاقًا مع حكومة رواندا يقضي بترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى هذه الدولة الأفريقية، إلا أن الاتفاق واجه مشاكل قانونية إذ منعت محاكم بريطانية وأوروبية تنفيذ الطائرات المقررة لترحيل المهاجرين على خلفية مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.
كذلك فشل اتفاق مشابه مع أستراليا في تحقيق أهدافه المقررة.
وفي تصريحات حديثة لوزير خارجية رواندا، أكد أن المناقشات مع الولايات المتحدة لا تزال في المراحل الأولى، ولكنه أشار إلى أن الاتفاق المحتمل قد يتضمن تمويلًا أميركيا لبرنامج يشمل مساعدات مالية وفرص عمل للمهاجرين الموجودين في رواندا، مما يعكس التزام البلاد المستمر بالتعاون الإنساني.
وفي هذا السياق، شدد على أن الصفقة المحتملة ستكون جزءًا من إستراتيجية رواندا لتقديم حلول للهجرة.
التفاصيل المتوقعة للاتفاقتدور التقارير الإعلامية حول إمكانية أن يتضمن الاتفاق استقبال رواندا للمهاجرين الذين لديهم سجلات جنائية والذين أنهوا مدة عقوبتهم في الولايات المتحدة.
فبدلًا من احتجازهم، كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى، يُتوقع دمج هؤلاء المهاجرين في المجتمع الرواندي من خلال برامج الدعم الاجتماعي.
وتشير بعض التقارير إلى أن تكلفة هذا البرنامج قد تكون أعلى من تكلفة ترحيل المهاجرين إلى دول أخرى مثل السلفادور، نظرًا لالتزام رواندا بتقديم الدعم الاجتماعي وبدائل الاحتجاز للمهاجرين.
التحديات القانونية والإنسانيةتواجه رواندا، رغم استعدادها لاستقبال المهاجرين المبعدين، أيضًا انتقادات حادة بشأن سجلها في حقوق الإنسان، إذ تُتهم بانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة في ما يتعلق بالحريات السياسية.
إعلانهذا في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تدعم حكومة رواندا المتمردين في المنطقة الشرقية الغنية بالمعادن.
وعلى الرغم من التحديات السياسية، فإن المفاوضات بين رواندا والولايات المتحدة تثير تساؤلات جديدة حول السياسات الدولية للهجرة، وقدرة الدول الصغيرة على التعامل مع الضغوط من الدول الكبرى بشأن هذا الملف. وتبقى هذه المفاوضات تحت مراقبة المجتمع الدولي، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية والسياسية المعقدة في المنطقة.