فوز لبايدن بطعم الهزيمة.. انتخابات ولاية ميشيغان تظهر قوة الناخبين العرب
تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT
واشنطن- على عكس حال الولايات التي شهدت انتخابات تمهيدية من قبل، لم تحتفل حملة الرئيس جو بايدن بفوزه ليلة أمس بولاية ميشيغان، إذ خسر بايدن أصوات أكثر من 100 ألف ناخب ديمقراطي ممن صوتوا بـ"غير ملتزم"(Uncommitted) بنسبة وصلت إلى 13.2% أو ما يعادل 102 ألف ناخب مع فرز ما يقرب من 85% من الأصوات.
وتعد هذه النسبة انتصارا لحركة عدم التصويت لبايدن على خلفية دعمه الكامل للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
على عكس حال الولايات التي شهدت انتخابات تمهيدية من قبل، لم تحتفل حملة الرئيس جو بايدن بفوزه ليله أمس بولاية ميشيغان، إذ خسر بايدن أصوات أكثر من مئة ألف ناخب ديمقراطي ممن صوتوا بـ uncommitted "غير ملتزم" بنسبة وصلت إلى 13.2% أو ما يعادل 102 ألف ناحب مع فرز ما يقرب من 85% من الأصوات .
وأدى دعم بايدن القوي لإسرائيل، لإثارة غضب كتلة كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين، ولا سيما في مدينة ديربورن، موطن واحدة من أكبر الجاليات العربية الأميركية في الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أنه في انتخابات 2020، صوت ما يقرب من 20 ألف ناخب ديمقراطي فقط لـ"غير ملتزم"، (وهو ما شكل 1٪ فقط من إجمالي أصوات الديمقراطيين في ذلك العام).
تضمنت قائمة مرشحي كل حزب خانات بأسماء المرشحين، إصافة لخانة "غير ملتزم" (Uncommitted). وعندما يختار الناخب "غير ملتزم"، فهذا يعني أنه يمارس تصويتا حزبيا، أي يصوت للديمقراطيين، ولكنه غير ملتزم بأي من المرشحين المدرجين في بطاقة الاقتراع.
ومن بين الذين صوتوا بـ"غير ملتزم" النائبة ذات الأصول الفلسطينية، رشيدة طليب، التي قالت في مقطع فيديو "مرحبا بالجميع، أنا رشيدة. لقد كنت فخورة اليوم لأنني دخلت وسحبت بطاقة اقتراع للحزب الديمقراطي، وأصوت بدون التزام". وأضافت "يجب أن نحمي ديمقراطيتنا، ويجب أن نتأكد من أن حكومتنا تعتني بنا". وبادرت طليب بدعم مجموعة "استمع إلى ميشيغان"، وهي مجموعة تدعم الاحتجاجات ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية.
وتابعت طليب "عندما يؤيد 74% من الديمقراطيين في ميشيغان وقف إطلاق النار، ولا يسمعنا الرئيس بايدن، تكون هذه هي الطريقة التي يمكننا من خلالها استخدام ديمقراطيتنا لنقول استمعوا إلينا".
ويأمل منظمو حملة التصويت بـ"غير الملتزم" بأنهم إذا تمكنوا من تقليص هامش فوز بايدن في ميشيغان، فيمكنهم الضغط عليه لتغيير المسار واستخدام نفوذه مع الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها.
وإذا تجاوز التصويت غير الملتزم نسبة 15% في أي من دوائر الكونغرس، أو على مستوى الولاية ككل، فسترسل ميشيغان على الأقل بعض المندوبين إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس/آب ممن لم يتعهدوا بالتصويت لبايدن.
اختلفت انتخابات ميشيغان عن بقية الانتخابات التمهيدية الأخرى حتى الآن، حيث جاءت بمثابة استفتاء على دعم بايدن لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة.
الناخب الديمقراطي ذو الأصول المصرية عصام الرفاعي، يعيش بمنطقة ديربورن وسبق له التصويت لبايدن في انتخابات 2020، صوت أمس بـ"غير ملتزم"، وقال في حديث للجزيرة نت "أعتقد أنها فرصة عظيمة لإيصال رسالة إلى إدارة بايدن مفادها أن الناس هنا في ميشيغان قلقون بشأن ما يجري في غزة، وأن هناك مجموعة كبيرة من الناس يريدون وقف إطلاق النار، في حين يرفض بايدن ذلك حتى الآن".
وشهدت الأيام والأسابيع الماضية زيارات عدد من مسؤولي إدارة الرئيس لحث قادة الجالية العربية والإسلامية على التصويت لبايدن في الانتخابات التمهيدية، وتحدثوا كذلك إلى الناخبين الذين يعد دعمهم أمرا حاسما في ولاية يجب أن يفوز بها بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إذا أراد الفوز بفترة حكم ثانية.
ولم تنجح جهود الإدارة في محاولتها لتعبئة الناخبين، رغم ترويجهم لسجل بايدن وتحذيرهم من عواقب وصول المرشح الجمهوري ترامب للبيت الأبيض مرة أخرى.
وغرد عابد أيوب، مدير اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز عبر موقع إكس، وقال عقب انتهاء التصويت "نتائج تصويت مدينة ديربورن: غير ملتزم (3703 صوتا) بنسبة 75٪ من إجمالي المصوتين. في حين حصل جو بايدن على 1141 صوتا (23٪). هناك تغيير كبير يحدث في ميشيغان، خبراء واشنطن أخطأوا مرة أخرى".
وتطلع المنظمون لحملة "استمع إلى ميشيغان"، وهي المجموعة التي تقف وراء جهود التصويت بـ"غير ملتزم"، إلى الفوز بـ10 آلاف صوت، وهو ما يعادل هامش فوز ترامب في الولاية في انتخابات عام 2016.
وأوضح قادة الجالية العربية والإسلامية الأميركية بالولاية أن التصويت غير الملتزم هو البديل المناسب لتبرير شعورهم مرة أخرى بأنهم غير مؤثرين وغير مهمين من قبل الإدارة الأميركية.
ومع أن فوز بايدن بالولاية في عام 2020 كان بنحو 150 ألف صوت، إلا إن هامش الفوز كان أضيق بكثير في عام 2016، عندما هزم ترامب هيلاري كلينتون بنحو 11 ألف صوت.
وقالت المجموعة التي تقود حملة الاحتجاج إنها تأمل في الحصول على الأقل على هذا العدد من الأصوات بهدف بعث رسالة إلى حملة بايدن حول التكاليف السياسية المحلية لموقفه من الصراع الذي يشار إليه بشكل متزايد على أنه إبادة جماعية.
لا يستطيع بايدن تحمل خسارة أصوات عرب ومسلمي ولاية ميشيغان، التي أصبحت أحد أهم الولايات المتأرجحة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وتعد ولاية ميشيغان موطنا لأكثر من 300 ألف أميركي من أصول شرق أوسطية، ولا يشمل هذا العدد الفئات الأخرى التي لا توافق على الحرب في غزة، ولا سيما الشباب والأقليات.
في الوقت ذاته، يؤمن عدد من المعلقين الديمقراطيين أن الناخبين العرب والمسلمين لن يخاطروا بعدم التصويت لبايدن لإيمانهم أن منافسه دونالد ترامب سيكون أسوأ منه بكثير، حيث تعهد بمنع اللاجئين من غزة من دخول الولايات المتحدة، واقترح السماح للعدوان الإسرائيلي بالاستمرار حتى تحقيق أهدافه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: التصویت لبایدن ولایة میشیغان فی انتخابات فی میشیغان غیر ملتزم ألف ناخب بایدن فی من قبل
إقرأ أيضاً:
تقرير يفضح "كذبة" رصيف بايدن في غزة
أفاد تقرير صدر عن مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، بأن أكثر من 60 جنديا أصيبوا أثناء عملية رصيف المساعدات العائم في غزة في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وهو رقم أعلى بكثير مما تم الكشف عنه سابقا.
وكان الرصيف، الذي أعلن عنه بايدن خلال خطاب بثه التلفزيون للكونغرس في مارس 2024، مشروعا ضخما احتاج تنفيذه نحو ألف جندي أميركي.
لكن سوء الأحوال الجوية وصعوبات التوزيع داخل غزة حدت من فاعلية ما وصفه الجيش الأميركي بأنه أكبر جهد له لتوصيل المساعدات على الإطلاق في الشرق الأوسط.
ولم يعمل الرصيف إلا 20 يوما تقريبا، وبلغت تكلفته نحو 230 مليون دولار.
ورغم عدم وقوع وفيات أو هجمات مباشرة معروفة على الرصيف، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن 3 جنود أصيبوا بإصابات لا تتعلق بالقتال أثناء دعم الرصيف في مايو، وتم تنفيذ إجلاء طبي لأحدهم وهو في حالة حرجة.
لكن التقرير الجديد الذي أصدره المفتش العام بالبنتاغون قال إن العدد الحقيقي هو 62.
وجاء فيه: "بناء على المعلومات المقدمة، لم نتمكن من تحديد أي من هذه الإصابات البالغ عددها 62 حدث أثناء تأدية الواجب أو حدث خارج الخدمة أو نتيجة لحالات طبية موجودة مسبقا".
وأصبح الرصيف مسألة حساسة في الكونغرس، إذ وصفه الجمهوريون بأنه مناورة سياسية من جانب بايدن، الذي كان تحت ضغط من زملائه الديمقراطيين لبذل المزيد من الجهود لمساعدة الفلسطينيين بعد دعمه القوي على مدى أشهر للحرب الإسرائيلية العقابية على حركة حماس.
وبينما ساعد الرصيف العائم الذي يبلغ طوله 370 مترا على نقل مساعدات ضرورية للغاية إلى منطقة تجميع على شاطئ غزة، تعين إزالته مرات عديدة بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال المفتش العام إن الجيش الأميركي لم يستوف المعايير الخاصة بالمعدات.
كما ذكر التقرير أن الجيش "لم ينظم أو يدرب أو يجهز قواته بما يتوافق مع المعايير المشتركة".
ولا تزال التحديات التي تواجه إيصال المساعدات إلى غزة قائمة.
وتتهم الأمم المتحدة وممثلون فلسطينيون في محكمة العدل الدولية إسرائيل بانتهاك القانون الدولي برفضها السماح بدخول المساعدات إلى غزة، بعد أن منعت إسرائيل منذ 2 مارس دخول أي إمدادات إلى سكان القطاع الفلسطيني البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وتدافع إسرائيل عن حصارها الذي تفرضه على دخول المساعدات إلى غزة، زاعمة أن حماس تسرق الإمدادات المخصصة للسكان المدنيين وتوزعها على مقاتليها، وهو ما تنفيه الحركة.