"المقارنة هادم السعادة".. تحمل هذه العبارة القصيرة التي قالها الرئيس الأميركي السابق ثيودور روزفلت، معنى يدركه الناس، لكنهم يعجزون عن اتباعه في كثير من الأحيان، لأن المقارنة مع الآخرين سمة متأصلة في الطبيعة البشرية.

يحاول الإنسان بطبعه تعزيز مكانته بين أقرانه من خلال السعي إلى المال والشهرة والمكانة الاجتماعية، كما يُلزم المجتمع وأنظمة التعليم والمؤسسات وأصحاب العمل، كثيرين بمقارنة أنفسهم بمن يعدون أشخاصا ناجحين.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ما المدة المثالية للإجازات وكيف تقضيها؟list 2 of 4مهارة الاهتمام بالتفاصيل.. ما أهميتها في العمل؟list 3 of 4لتخطي نوبات الضيق والإحباط.. تعرف على الأسباب والحلولlist 4 of 4لماذا يبدو الجيل "زد" أكبر من عمره؟end of list

ذلك السعي إلى المكانة والدفع الاجتماعي، يجعل الإنسان ينظر حوله ليعرف من أفضل منه أو أقل منه، لكن في واقع الأمر، فإن الالتفات إلى الآخرين لا يزيد من مكانة الشخص، ولا يعزز من احترامه، بل يزيد من القلق ويقلل من شعور الثقة بالنفس.

لماذا يلجأ الإنسان للمقارنة؟

درس عالم الاجتماع الأميركي ليون فستنغر دوافع المقارنة لدى الناس في عام 1954، وقال إن الناس يقيمون أنفسهم من خلال المقارنة بالآخرين لسببين:

شعورهم بعدم اليقين من قدراتهم في مجال المقارنة. أن يصلوا إلى طريقة للتعريف بأنفسهم.

وقد أثبت فستنغر أن البشر لا يستطيعون تعريف أنفسهم بمعزل عن محيطهم، مشيرا إلى أنه كلما زاد اعتقاد الشخص بأهمية مجموعة ما من الناس، زاد الضغط الذي يدفعه للتوافق معهم في القدرات والآراء، وقد أطلق على هذا المفهوم "نظرية المقارنة الاجتماعية" والتي تعد إحدى أهم النظريات في مجال علم النفس الاجتماعي.

يدفع المجتمع وأنظمة التعليم والمؤسسات كثيرين لمقارنة أنفسهم بمن يعدون أشخاصا ناجحين (شترستوك) طرق مختلفة من المقارنة

من خلال نظرية فستنغر، ظهر أن هناك نوعين من المقارنة، الأولى هي المقارنة التصاعدية وهي مقارنة الشخص نفسه بأشخاص آخرين يعتقد أنهم أفضل منه. أما الثانية، ففي المقارنة التنازلية والتي يقارن الإنسان فيها نفسه بأشخاص يعتقد أنهم أسوأ منه.

وتختلف دوافع المقارنة وأشكالها تبعا لعوامل متعددة، ففي حالة المقارنة التصاعدية، يحاول الشخص تقييم أدائه الذاتي والاتجاه للأفضل. أما المقارنة التنازلية، فتدفعها الرغبة في تعزيز الذات وشعور الشخص بالرضا تجاه نفسه وحياته.

ولكن هناك جانبا سيئا بالتأكيد للمقارنة، حيث أثبتت أن لها تأثيرا كبيرا على صورة الشخص عن نفسه، واحترامه لذاته. ورغم أن المقارنة قديمة قدم الإنسان، فإن وسائل التواصل الاجتماعي والبنية الاجتماعية الحديثة والرأسمالية عززت مفهوم المقارنة، ودفعت الناس للنظر إلى حياة الآخرين وإنجازاتهم، كما زادت من المشاعر السلبية تجاه الذات والسخط على الحياة.

كيف تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين؟

لا شيء يمكنه منع المقارنات وتحجيم آثارها السلبية مثل الامتنان الذي يؤدي إلى الرضا. فالرضا يسمح للإنسان بأن يكون في حالة من السعادة والهدوء، رغم سعيه لتحقيق أهدافه، كما يدفع مشاعر السخط بعيدا، ويسهم في توقف مشاعر الغضب والغيرة المستمرة كلما رأى ما يعجبه أو يتمناه لدى شخص آخر.

كما أن للتركيز على نقاط القوة مفعولا كبيرا في التوقف عن المقارنة بالآخرين، لأنه كلما ركز الشخص على الآخرين لن يمكنه معرفة نفسه. لذا فإن التركيز على المميزات الشخصية، والنظر إلى الإنجازات السابقة تدعم الشخص لتحقيق إنجازات جديدة.

وقد تمثل مشاركة الآخرين احتفالهم بإنجازاتهم تحديا كبيرا بالنسبة لشخص يشعر بالإحباط تجاه نفسه، لكن من شأنه أن يعزز مشاعر المودة، ويقلل من التبعات السلبية للمقارنة.

كتابة اليوميات قد تكون طريقة جيدة لتسجيل اللحظات السعيدة والإنجازات التي يمكن العودة إليها بعد سنوات (بيكسابي)

تنافس مع نفسك بدلا من التنافس مع الآخرين، وركز على أهدافك الخاصة. قارن بين نفسك في الوقت الحالي وبين ما كنت عليه قبل عام أو عدة أعوام. يمكن لكتابة اليوميات أن تكون طريقة جيدة لتسجيل اللحظات السعيدة والإنجازات التي يمكن العودة إليها بعد سنوات، لتعرف أين تضع قدمك الآن.

امنح نفسك هدنة وتوقف عن المقارنة بوعي، وحاول تغيير ما تشعر أنه يؤثر فيك سلبا ببطء وبصورة تدريجية، حتى تصل للشعور بالرضا والثقة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

انتبه.. ما هو المستوى الخطر لضغط الدم المنخفض؟

كشفت الدكتورة أولغا بوكيريا، أخصائية أمراض القلب والأوعية الدموية، أن ضغط الدم الذي يبلغ مستواه 90/60 يُعتبر طبيعياً إذا كان الشخص في حالة صحية جيدة ولا يعاني من أي أعراض مقلقة، مؤكدة على عدم وجود داعٍ للقلق في هذه الحالة. 

وتضيف أن الموقف يختلف إذا لاحظ الشخص تدهوراً في حالته الصحية، حيث يصبح من الضروري اتخاذ التدابير المناسبة لمعالجة الأمر.

 

تشير الدكتورة إلى أن ضغط الدم يُصنف كمنخفض إذا كان أقل من 90/60 ملم زئبق. وتوضح أن العديد من الأشخاص يعتقدون خطأً أن هذه الأرقام تمثل انخفاضاً مرضياً في ضغط الدم، بينما هي في الحقيقة قد تكون طبيعية تماماً بالنسبة للبعض.

 

المعيار الأساسي هنا، كما تقول، هو شعور الشخص نفسه  فإذا لم تصاحب هذه الأرقام أعراض مثل الدوخة أو الضعف أو تشوش الرؤية أو الشعور بالإغماء، فلا داعي للقلق  لكن في حال ظهور مثل هذه الأعراض، فإنها تمثل إشارات تحتاج إلى الانتباه.

 

تلفت الطبيبة الانتباه إلى ثلاثة أسباب شائعة لانخفاض ضغط الدم: تغير وضعية الجسم، الوقوف لفترات طويلة (خاصةً لدى الأطفال والشباب)، وتناول الطعام. 

 

ومع ذلك، تحذر من الخلط بين هذه الحالات الطبيعية نسبياً والانخفاض الحاد لضغط الدم الناتج عن أسباب خطيرة مثل فقدان الدم، العدوى، ردود الفعل التحسسية، متلازمة الشريان التاجي الحادة، أو تلف الجهاز العصبي.

مقالات مشابهة

  • عضو سابق بـ«الشورى: المبالغة في توثيق السفرات السياحية قد لا تراعي مشاعر الآخرين
  • نوريس: لا أحب مقارنتي بالآخرين وأعتذر لهاميلتون!
  • خالد الجندي ردا على الجماعات المتطرفة: الإسلام دين الحرية (فيديو)
  • خالد الجندي يفند مزاعم الجماعات المتطرفة ويؤكد: الإسلام دين الحرية والإنسان
  • لماذا وقود الديزل أغلى من البنزين في أمريكا.. لكنه ليس كذلك في أوروبا؟
  • كيف يتفكر الإنسان ويكون الفكر لله؟..على جمعة يوضح
  • انتبه.. ما هو المستوى الخطر لضغط الدم المنخفض؟
  • لماذا وكيف ينبغي تناول البصل يوميا؟
  • كيف تجعل الناس يعاملونك بجدية؟
  • برج الحمل.. حظك اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025: ادعم الآخرين