صُناع السينما يكشفون لـ "الفجر الفني" ما تحتاجه مصر لتطوير الفن (تقرير)
تاريخ النشر: 29th, February 2024 GMT
تعاني صناعة السينما المصرية العديد من الأزمات خلال السنوات الأخيرة، والتي ألقت بظلالها على تلك الصناعة من حيث المحتوى والتطوير وعدد الأعمال التي يتم تقديمها سنويًا، كذلك على مشاركتها في المهرجانات العالمية، وكذلك المعوقات التي تواجه السينمائيين منها التوزيع والضرائب والاحتكارات والقرصنة، لذلك قامت " الفجر الفني " برصد أبرز مطالب صناع السينما في السياق التالي.
قال المنتج الفني علي عبدالعظيم: صناعة السينما الحالية قائمة على المكسب وليس المحتوى، نحن نحتاج إلى دم جديد من الشباب في السينما لأنهم أمل المستقبل، ومن المفترض على شركات الإنتاج البحث عن الوجوه الجديدة داخل المسارح وقصور الثقافة والأقاليم، بالإضافة إلى اهتمام وزارة الثقافة بالدعم المادى لهؤلاء الشباب من خلال قناة اليوتيوب الرسمية للوزارة، وذلك بعرض أعمال شباب الهواة بشكل مستمر، لدينا كنوز فنية تحتاج إلى اختبار مواهبهم.
الاشفاق على الشباب الهواة
وتابع المنتج الفني: نحن نشفق على شباب الهواة لأنهم يجتهدوا في ظل ظروف مادية ضعيفة والهدف إظهار مواهبهم بالاضافة إلى تحملهم التكاليف المادية، هؤلاء الشباب لا يريدوا شباك النجومية ولكن امنيتهم أن يعرفهم الجمهور.
تقديم يد العون للوجوه الشابة
وأضاف المنتج الفني: شركتنا دائما تبحث عن الوجوه الجديدة وتقدم يد العون لها، فنحن من اكتشفنا فرقة مسرح مصر عندما قدمناه في برنامج مع الفنان أشرف عبدالباقي على شاشة الحياة ثم طورنا الفكرة وقررنا بتأسيس " تياترو مصر " بطولة علي ربيع ومصطفى خاطر وأس أس وحمدي المرغني وهنا بدأت نجوميتهم، كذلك انتجنا مسلسل " كلبش " الجزء الأول بطولة أمير كرارة الذي حقق نجاح كبير ووضعه في مكان آخر، وإنتاج مسلسل " حق ميت " ليكون أول بطولة مطلقة للفنان حسن الرداد وعودة الفنان أحمد عبد العزيز على الشاشة مرة أخرى بعد غيابه عن التمثيل سنوات، وحققت نجاح على شاشة الحياة خلال انتاج العديد من البرامج والمسلسلات الرمضانية منهم مسلسليكو مع الفنان محمد هنيدي، وبرنامج فؤش في المعسكر مع محمد فؤاد، وهاني في الادغال مع هاني رمزى وغيرهم.
وتابع: حققنا نجاح في السينما عام 2022 بعد إنتاج إنتاج فيلم " 200 جنيه " الذي اجمعنا فيه كبار النجوم في فيلم واحد منهم الفنانة القديرة إسعاد يونس وليلى علوى وأحمد السقا وهاني رمزي وأحمد آدم وغيرهم، وللأسف كنا نتوقع نجاح اكبر في إيرادات السينما وفوجئنا بأفلام ضعيفة المحتوى حققت إيرادات أعلى في دور العرض، مؤكدا: الهدف الدائم للشركة المنتجة هو المحتوى ولكن قلة أعمالهم الإنتاجية في السنوات الأخيرة بسبب سوق الاحتكار من المجموعة المتحدة.
احتكار صناعة السينما
ومن جانبه، في قال مدير التصوير السينمائي محمد الشربجي في تصريحات خاصة للفجر الفني قبل وفاته بأيام قليلة: تلقت صناعة السينما في مصر ضربة سيئة منذ التسعينات وحاليًا أصدرت قوانين لصالح الشركات الكبيرة التي لها رأس مال ضخم مما تسبب في احتكار صناعة السينما، وإذا أراد أحد الإنتاج لا بد من امتلاكه مبلغ كبير في البنك وشركة إنتاج ضخمة وهذه المسألة مستحيلة، مضيفًا: في الماضي كانت تقلل ميزانية الإنتاج والممثل يقلل أجره من أجل الفن وتقديم ثقافة مختلفة على الشاشة أما الآن يحدث احتكار للسينما التجارية، وإذا حاول أحد المنتجين المجازفة في إنتاج فيلم سوف يجد هذه الشركات تتحكم في دور العرض.
ارتفاع أجور الممثلين وأسعار تذاكر السينما
وأضاف الشربجي: نتيجة هذا الاحتكار ارتفعت أجور الممثلين، وتذاكر السينما التي تخطت مائة جنيهًا وهذه الأسعار لا تناسب العائلة المصرية لأن السينما عمل شعبي، ونظرًا لزيادة التذاكر وعدم الإقبال تم تقسيم دور العرض إلى عدة صالات مما أدى إلى تقلص الجمهور ولصالح الشركات المحتكرة.
وأشار الشربجي: السينمائيين في حالة صعبة حيث أصبحت نقابة السينمائيين خارج السيطرة وهناك دخلاء " أشباه سينمائيين" على سوق سينما، وضلالات كبيرة في الورش التي تدعى دراسة صناعة السينما ومعلومات مغلوطة، وتقلص فرصة الشباب وعدم السماح لتصوير الافلام الأجنبية داخل مصر، ولا يوجد مكان للهواة في معهد العالي للسينما ومازال يحتفظ بعدد "8" في كل قسم، ولا بد أن يتحمل السوق أكبر عدد ممكن.
أهمية الأفلام القصيرة
ومن جانبه، قال ياسر يسري مخرج أفلام مستقلة وقصيرة: بدأت صناعة السينما المصرية تزداد وتضاعف عدد الأفلام من 16 فيلما إلى 67 فيلم، ولمع عدد من المخرجين فى هذه الفترة مثل أحمد بدرخان، حسن الإمام، إبراهيم عمارة، عزالدين ذو الفقار، أنور وجدى وغيرهم من اللامعين فى تلك الفترة، وكذلك كوكبة كبيرة من الفنانين مثل ليلى مراد، شادية، فاتن حمامة، مريم فخر الدين، وغيرهم، ومن جانبه تم افتتاح معهد السينما في مصر، بأقسامه المختلفة، ليخرج لنا جيل من المبدعين.
وتابع: الأفلام القصيرة هي أول سلالم الشهرة والمجد وأقوى الطرق لإبراز الأفكار لدى المخرج أو الممثل الموهوب وغير القادر على الدراسة للتمثيل لذلك لا بد أن نلقي النظر الأكبر على الأفلام القصيرة وأهمية رسالتها بشكل أكبر مثل أفلام السينما الطويلة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السينما الفن الأفلام صناع السينما احتكار السينمائيين صناعة السینما
إقرأ أيضاً:
ألعاب الفيديو تدخل مجال التكوين المهني
زنقة 20 ا الرباط
وقعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، اليوم الثلاثاء بالرباط، اتفاقيتي شراكة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، مع كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تطوير هذا المجال الواعد وإطلاق تكوينات متخصصة.
وتندرج هاتان الاتفاقيتان في إطار الاستراتيجية الوطنية لتطوير الاقتصاد الرقمي “المغرب الرقمي”، حيث ينتظر أن تساهم هذه المبادرة في إرساء قاعدة صلبة لصناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب وتمكين الشباب من الانخراط في هذا القطاع الواعد الذي يشهد نموا وطلبا متزايدا على الصعيد العالمي.
وتهدف الاتفاقية الأولى، التي وقعها كل من وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، إلى إطلاق تكوينات في الجامعات المغربية العمومية في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، وهي تكوينات في مسالك الدبلوم الجامعي التقني (باكالوريا +2) والإجازة والماستر، فضلا عن خلق مختبرات لصناعة الألعاب الإلكترونية (Game Labs) بالفضاءات الجامعية العمومية.
أما الاتفاقية الثانية، التي وقعها بنسعيد والمديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، السيدة لبنى اطريشا، فتهدف إلى تطوير برامج تكوينية بمؤسسات التكوين المهني، حيث سيتم إطلاق ثلاث تكوينات تأهيلية تشمل مهن بث الألعاب الإلكترونية الرياضية (caster e-sport) ومقدم بث مباشر للألعاب الإلكترونية (streamer e-sport) ومختبر ألعاب الفيديو.
وأبرز بنسعيد، في تصريح للصحافة، أن هاتين الاتفاقيتين تندرجان في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب، مشيرا إلى أن حجم معاملات سوق هذه الصناعة دوليا يبلغ 300 مليار دولار.
وأضاف أن “الوزارة تعمل على استقطاب مستثمرين أجانب وتشجيع خلق مقاولات، ومقاولات ناشئة وطنية، ودعم الكفاءات المغربية في هذا المجال الذي يتيح أزيد من 150 مهنة”.
من جانبه، قال الميداوي إن التكوينات الجديدة ستنطلق بداية شتنبر 2025 بجامعات جهة الرباط-سلا-القنيطرة في تجربة نموذجية، على أن تعمم على الصعيد الوطني بداية من الموسم الجامعي 2026-2027.
وأكد أن هذه المبادرة تهدف إلى الانفتاح على المهن الجديدة، وملاءمة التكوينات الجامعية مع سوق الشغل في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية، مما سيساهم في تعزيز فرص التشغيل للخريجين.
بدورها، قالت اطريشا إن مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل سيعمل على توفير البنيات التحتية والتجهيزات اللازمة لإنجاح هذه المبادرة، من خلال تخصيص فضاءات ومختبرات مجهزة بأحدث التقنيات.
وسجلت أن هذه التكوينات التأهيلية ستمكن الشباب من اكتساب المهارات اللازمة للاندماج في سوق الشغل في قطاع الألعاب الإلكترونية، الذي يعرف نموا متسارعا على المستوى العالمي.