تحل ذكرى ميلاد الفنانة القديرة محسنة توفيق لتعيد إلى الأذهان سيرة فنية نادرة، امتلأت بالأدوار التي حفرت في ذاكرة الجمهور المصري والعربي، لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا، بل صوتًا ووجهًا للوطن والثقافة والفكر.

 

 

 

و كانت محسنة توفيق تجسيدًا حقيقيًا لـ "بهية" التي صرخت باسم مصر، وتركت إرثًا لا يُنسى من الإبداع والإحساس الوطني الصادق.

بداياتها وجذورها العائلية
 

وُلدت محسنة توفيق في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي بمحافظة الجيزة، وسط أسرة لها ميول فنية وثقافية، كانت شقيقتها الإعلامية "أبلة فضيلة"، إحدى أشهر الأصوات الإذاعية التي أثّرت في وجدان أجيال متتالية، بينما كانت شقيقتها الأخرى يسرا توفيق تمتلك صوتًا أوبراليًا رفيع المستوى.

في هذه البيئة المتميزة، تشكّل وعي محسنة الفني والإنساني، التحقت بكلية الزراعة وتخرجت منها عام 1968، لكنها كانت قد بدأت مشوارها الفني قبل ذلك بسنوات، بدافع الشغف لا الشهرة.

محطات بارزة في مشوارها الفني

دخلت محسنة توفيق عالم الفن في الستينيات، ولم تكن تسعى للبطولة بقدر ما كانت تسعى لتقديم رسالة، قدمت أدوارًا مسرحية وتلفزيونية وسينمائية شكلت علامات فارقة، أبرزها دورها في فيلم "العصفور" للمخرج يوسف شاهين، حيث جسدت شخصية "بهية" التي أصبحت رمزًا للمرأة المصرية المكافحة والمحبّة لوطنها. كما تألقت في "إسكندرية... ليه؟" و"وداعًا بونابرت"، وغيرهما من الأعمال التي شاركت فيها مع كبار المخرجين.

سطوعها على الشاشة الصغيرة

على شاشة التلفزيون، كانت محسنة توفيق وجهًا مألوفًا وحنونًا لم تكن البطولة هدفًا، بل كان العمق الإنساني هو ما يبحث عنه الجمهور في كل ظهور لها. 

قدمت أدوارًا لافتة في "ليالي الحلمية" بشخصية "أنيسة البدري"، التي حملت عبء الأسرة بكل حكمة وهدوء.

كما شاركت في مسلسلات مثل "الوسية"، و"أم كلثوم"، و"المرسى والبحار"، لتؤكد أن الفن الجيد لا يُقاس بعدد المشاهد بل بقوتها.

زواجها وأمومتها

في حياتها الخاصة، تزوجت من الفنان أحمد خليل، وكان بينهما احترام متبادل وتفاهم كبير، أنجبت منه ابنين، هما وائل وعزة، وفضلت دائمًا أن تبقي حياتها العائلية بعيدة عن الأضواء، مكرسة وقتها لأبنائها ولعملها الفني في آنٍ واحد.

وفاتها

في السابع من مايو عام 2019، غيّب الموت محسنة توفيق عن عمر ناهز 79 عامًا، بعد رحلة طويلة من العطاء الفني والوطني. شيعت جنازتها من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة في مشهد اتسم بالهدوء، وحضور محدود من الوسط الفني، ما أثار حزن الجمهور الذي لطالما أحبها واحترم فنها.

تكريمات وشهادات في حقها

نالت محسنة توفيق تكريمات رسمية عديدة، أبرزها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، الذي منحها إياه الرئيس جمال عبد الناصر عام 1967، إضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2013، اعترافًا بدورها الرائد في إثراء الفن المصري والعربي.

انتماؤها النوبي وفخرها بالجذور

رغم أن حياتها الفنية طغت على الكثير من التفاصيل الشخصية، إلا أن محسنة كانت فخورة بجذورها النوبية من جهة والدتها، التي تنحدر من قرية "مشكيلة" بدنقلا في السودان، زارت السودان مرة واحدة في حياتها، لكنها حملت ذلك الانتماء في قلبها وظلت تعتز به حتى وفاتها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محسنة توفيق جمال عبد الناصر محافظة الجيزة يوسف شاهين السينما المصرية

إقرأ أيضاً:

بعد وفاة خطيبها.. فتاة تتخلص من حياتها بحبة الغلة في المنوفية

أقدمت فتاة تبلغ من العمر 19 عاما على التخلص من حياتها بتناول حبه حفظ القمح الحبة القاتلة بقرية الحلواصي بمركز اشمون في محافظة المنوفية.

جاء ذلك عقب وفاة خطيبها في حادث سير على الطريق الدائري وذلك قبل أيام من حفل زفافهم.

محافظ المنوفية يأمر بصرف مساعدة مالية عاجلة ومواد غذائية لحالة إنسانيةرفع آثار حريق سوق الخردة في المنوفية.. صورإصابة 6 أشخاص في حادث على الطريق الإقليمي بالمنوفيةالقبض على شخصين يديران شبكة بث تلفزيونى بالمنوفية

وسادت حالة من الحزن بين جميع أبناء القرية حزنا علي وفاة “ ح.ع ” 19 سنة طالبة ثانوي عام منازل وذلك عقب ايام من مصرع خطيبها في حادث سير.

وقررت الفتاة التخلص من حياتها بتناول حبة حفظ القمح الحبة القاتلة وتوفت متاثرة بأعراض الحبة القاتلة.

فيما تلقى مدير أمن المنوفية إخطارا من مركز شرطة اشمون بتناول فتاة الحبة القاتلة حبة حفظ القمح ووفاتها متأثرة بأعراض الحبة القاتلة.

وتم نقل الجثمان إلى مستشفى أشمون وذلك تمهيدا لإنهاء إجراءات الدفن.

طباعة شارك محافظة المنوفية المنوفية اخبار محافظة المنوفية الحبة القاتلة حفظ القمح

مقالات مشابهة

  • هل يعقل أن يكلفها الرد على الهاتف حياتها؟ صاعقة تنهي نزهة بمأساة!
  • فى ذكراها.. قصة مرض أبعد سميحة توفيق عن الفن
  • كاثرين هيبورن في ذكرى ميلادها.. سيدة الأوسكار الحديدية التي كسرت قواعد هوليوود (تقرير)
  • دورا مدينة التلال الكنعانية التي لا تنحني.. حكاية الأرض والمقاومة والتجذر الفلسطيني
  • عيد ميلادها.. بليغ حمدى تبنى صوت عفاف راضى وابتعدت عن الفن لهذا السبب
  • في ذكرى غرق سفينة أوكورينراكو.. تعرف على الكارثة التي هزّت اليابان 1955
  • بعد وفاة خطيبها.. فتاة تتخلص من حياتها بحبة الغلة في المنوفية
  • «دي كانت وصيته».. كارول سماحة تستأنف نشاطها الفني بعد أيام من وفاة زوجها
  • في ذكرى ميلاده.. الراحل صلاح أبو سيف موظف غزل المحلة الذي أصبح رائد الواقعية بالسينما المصرية