أكد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر، أن المملكة ستتحول إلى مركز عالمي رئيسي لإنتاج وتصنيع المعادن، انطلاقاً من رؤية المملكة 2030 وخططها لتنويع القاعدة الاقتصادية للمملكة، حيث حددت الرؤية؛ التعدين كركيزة ثالثة للصناعة الوطنية.

وأوضح خلال مشاركته في جلسة بعنوان "المعادن العالمية.

. التعدين والمعادن الحرجة" في مؤتمر المعادن الحرجة المنعقد في ولاية ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية، أن المملكة اتخذت مجموعة من الخطوات لتطوير قطاع التعدين، تضمنت تنفيذ العديد من المبادرات لإيجاد بيئة تساعد على تطوير قطاع التعدين، وإصدار قانون الاستثمار التعديني، لتسهيل عملية الحصول على التراخيص، وتقليل التأثير البيئي لعمليات التعدين، وتعظيم الاستفادة من الفوائد للمجتمعات المحلية، وإطلاق برنامج المسح الجيولوجي لتوفير بيانات جيولوجية شاملة، وبيانات الجيولوجية الوطنية بالمملكة تحتوي على 80 عاماً من البيانات الجيولوجية، وتم تحميل البيانات الجديدة من برنامج المسح على الفور إلى قاعدة البيانات.

وأشار إلى أن خطوات تطوير قطاع التعدين تضمنت أيضاً إطلاق منتدى المعادن المستقبلي كمنصة وسوق للمنطقة الكبرى، وجذب مستكشفين من مختلف الأحجام من خلال فرصنا الخضراء وجولات الترخيص، ولأول مرة، تُقدم أحزمة كبريتيدات كبرى للمستكشفين الكبار، وتوقيع مشروع سكك حديدية، وشحن متعدد الجنسيات في قمة مجموعة العشرين في الهند، وسيقوم المشروع بربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا من خلال طرق السكك الحديدية والشحن التي تمر عبر المملكة ودول أخرى في المنطقة، وسيوجد ذلك ممراً تجارياً جديداً وفعالاً سيقلل من أوقات العبور والتكاليف للشركات.

وبيّن أن المملكة عملت على جذب الاستثمارات العالمية عالية الجودة، من خلال توفير حوافز قوية، وتشجع المستثمرين المؤسسين على تمويل استكشاف المعادن وإنتاجها والتفكير بالمدى الطويل، بهدف جلب لاعبين جدد مثل صناديق الثروة السيادية، حيث أطلقت المملكة شركة منارة للمعادن، بالشراكة بين شركة التعدين الوطنية "معادن" وصندوق الاستثمارات العامة؛ للاستثمار في الأصول المعدنية عالمياً لتوفير المعادن المطلوبة لتحقيق التحول الصناعي ومتانة سلسلة التوريد.

وأفاد أن صندوق التنمية الصناعية السعودي يُموِل مشاريع الاستكشاف والتعدين المتقدمة لجميع المعادن بنسبة تصل إلى 75٪ من تكاليف المشاريع المؤهلة، ويقدم منتجات تمويل للتصنيع المتوسط والسفلي، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والرقمنة، والطاقة المتجددة، وزيادة المحتوى المحلي.

وأشار المديفر إلى أنه بتحقيق استثمارات كبيرة في تطوير البنية التحتية، مثل وسائل النقل، والطرق، والموانئ، والمطارات؛ فسيسهم ذلك التوسع السريع في البنية التحتية في تحفيز الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، فضلاً عن أن الموقع الإستراتيجي للمملكة على الخريطة العالمية، كبوابة للتجارة والاستثمار بين الشرق والغرب، يوفر للمستثمرين الأجانب وصولاً إلى سوق واسع ومتنوع في المنطقة.

وأفاد بأن المملكة تقع في جزء من العالم يعد "المنطقة الكبرى" بسبب ثرائها بالموارد، وهذه المنطقة تمتد من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا وتمثل 41٪ من دول العالم، وتمتلك حصة كبيرة من الاحتياطيات والموارد الأساسية العالمية، بما في ذلك 89٪ من بلاتين العالم، و80٪ من فوسفات العالم، و62٪ من المنغنيز العالمي، و58٪ من كوبالت العالم، و29٪ من اليورانيوم العالمي، لكن المنطقة تجذب أقل من 20٪ من الاستثمار الدولي في استكشاف المعادن، وحوالي 75٪ من الاستثمارات تذهب إلى 10 دول فقط، ولا تنتمي إحداها للمنطقة الكبرى؛ لذلك يهدف منتدى المعادن المستقبلي الذي أنشأناه قبل ثلاث سنوات إلى تغيير هذا الواقع من خلال بناء القدرات الإقليمية من خلال تدريب الشباب، وخلق مراكز التميز، واستخدام تكنولوجيا جديدة.

ولفت الانتباه إلى أن القيمة التقديرية للموارد المعدنية في المملكة تبلغ 2.5 تريليون دولار، وهناك العديد من الأسباب المقنعة التي تجعل المملكة مكاناً مثالياً للتصرف كمتكامل للمنطقة الكبرى -80 دولة- لدعم إنشاء سلاسل قيم معدنية متينة، ومن هذه الأسباب تمتع المملكة بموقع إستراتيجي، متصل بثلاث قارات، وامتلاكها بنية تحتية عالمية المستوى مع ثلاث مدن صناعية مخصصة للصناعات المعدنية، ووقوعها في المرتبة الأولى من حيث الاتصال العالمي بالطرق، وحكومتها قوية ومستقرة، والتقدم المستمر الذي حققته المملكة في تصنيف "سهولة ممارسة الأعمال" من البنك الدولي.

وقال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين: "إن الاستثمارات في التطورات التكنولوجية في قطاع التعدين أمر حاسم للغاية، فالتكنولوجيا كانت دائماً الحل لمواجهة الطلب المتزايد على المعادن، وستسهم الشراكة الأخيرة بين معادن وإيفانهو إلكتريك، مع الوصول إلى تقنية مسح الجيولوجيا التكافؤ تايفون من IE، في تسريع استكشاف أراضي المملكة والمساهمة في تحقيق أهداف رؤيتنا 2030".

وأضاف: "يجب على الأموال الغربية إعادة التفكير في استثماراتها في التعدين وما كان يُعد تقليدياً على أنه مناطق عالية المخاطر، فهذا هو المكان الذي تتوفر فيه المعادن، والدول الموردة للمعادن يجب أن ينظر إليها وتُشارك كشركاء طويلة الأجل، ونحن نعلم أن المنطقة تواجه تحديات، لكن يمكن التغلب عليها من خلال الشراكات وتقليل المخاطر والاستثمارات، التي تتبنّى رؤية طويلة الأمد، وهناك مزاج للتعاون بين الدول الموردة، والمملكة تتصدر للقيادة من خلال استثماراتها وقدرتها على التنظيم".

وبيّن أن كل هذه العوامل تعني أن المملكة تمثل مقترح قيمة فريداً في قطاع التعدين، كما أن نجاح الانتقال الطاقي يتطلب زيادة هائلة في حجم المعادن الحرجة المنتجة والمعالجة.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: التعدين المعادن وزارة الصناعة قطاع التعدین أن المملکة من خلال

إقرأ أيضاً:

توقيع اتفاقيتي شراكة بالرباط بين مقاولات مغربية وصينية في قطاع الصناعة

 

تم، اليوم الجمعة بالرباط، توقيع اتفاقيتي شراكة بين مقاولات مغربية وصينية، وذلك خلال لقاء جمع بين وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ووفد صيني برئاسة حاكم منطقة جيانغشي، يي جيان تشون.

 

وأبرمت الاتفاقية الأولى بين شركة « كوبر فارما » (Cooper Pharma)، الفاعل البارز في الصناعة الصيدلية بالمغرب، وشركة « Jemincare Pharmaceutical Group » الصينية المتخصصة في الصناعات الدوائية، وتهدف إلى تطوير حلول علاجية مبتكرة، وتعزيز القدرات الصناعية، وتشجيع التبادل التكنولوجي بين الجانبين.

 

وتجسد الاتفاقية الثانية، التي جرى توقيعها بين « بنك أوف أفريكا » وشركة « Jiangxi Geo-engineering Investment Group »، الاهتمام المتزايد للفاعلين الاقتصاديين الصينيين بالسوق المغربية، ورغبتهم في مواكبة تنمية القارة الإفريقية انطلاقا من المملكة.

 

وأبرز السيد مزور في تصريح للصحافة، بالمناسبة، التطور النوعي الذي تعرفه العلاقات الاقتصادية بين المغرب والصين، والذي أتاح توقيع هاتين الاتفاقيتين الاستراتيجيتين اللتين تهدفان إلى مواكبة الاستثمارات الصينية في إفريقيا، وتعزيز السيادة الصحية للمملكة من خلال الإنتاج المحلي للأدوية والمواد الفعالة.

 

وأكد الوزير أن هاتين الاتفاقيتين تندرجان في إطار التوجيهات الملكية السامية، لا سيما في ما يتعلق بالتنمية التضامنية في إفريقيا، وتعزيز السيادة الصحية الوطنية.

 

ومن جهة أخرى، نوه السيدان مزور وجيان تشون بجودة الشراكة الاقتصادية بين المغرب والصين، والتي تتميز بدينامية قوية، وتوسيع مجالات التعاون، وتنفيذ مشاريع متعددة القطاعات، وتزايد استقرار المجموعات الصناعية الصينية في المغرب، خصوصا في مجالي الصناعة والبنيات التحتية.

 

ويضم الوفد الصيني مسؤولين مؤسساتيين وفاعلين اقتصاديين وصناعيين يقومون بزيارة إلى المغرب بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والصناعية المغربية الصينية، خاصة من خلال تعزيز الاستثمارات، وتبادل الخبرات، وتطوير مشاريع صناعية مشتركة.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل
  • إطلاق ولي العهد لشركة هيوماين.. المملكة مركز عالمي في الذكاء الاصطناعي
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تصدر 93 ترخيصًا صناعيًا جديدًا
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يختتم زيارته الرسمية إلى الدنمارك
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يختتم زيارته الرسمية إلى مملكة الدنمارك
  • نائب محافظ الوادي الجديد تبحث إنشاء مدرسة تكنولوجيا التعدين التطبيقية
  • مستشار وزير الصناعة لقطاع الأدوية: اتفاقية لتوطين صناعة الأنسولين مع أكبر منتجيه عالميًا
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يناقش مع شركات دنماركية الفرص الاستثمارية المشتركة في قطاعي الصناعة والتعدين
  • توقيع اتفاقيتي شراكة بالرباط بين مقاولات مغربية وصينية في قطاع الصناعة
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يطّلع على الابتكارات الصناعية في شركة Novo Nordisk ومنتزه العلوم DTU بالدنمارك