إن فوكس
نجيب عبدالرحيم
najeebwm@hotmail.com
الحرب العبثية المدمرة في الأمتار الأخيرة وتكمل عام من الدمار والقتل والنهب وشردت المواطنين من منازلهم وأصبحوا نازحين داخل الوطن وخارجه وخلفت الحرب ثلاثة عشر ألف شخص قتلوا برصاص وقاذفات الطرفين وآلاف بين جريح ومريض ومعظمهم قضي نحبة لعدم توفر العلاج والغذاء والدواء .


السودان الآن أصبح في قبضة المليشيات الإسلامية والدواعش ولوردات الحروب وقائد الجيش ورهطه ينفذون ما يطلبه الإخونجية وأصبحت الدولة هشة ورخوة وفاشلة، فقد ساءت الأحوال وأصبح المواطن الفقير المطحون ازداد فقراً وازداد طحناً والفقر تتسع دوائره وتوقف كل شيء والإنقلابيين صموا آذانهم عن سماع أي صوت سوى صدى أصواتهم والمواطنين يعيشون في جحيم بالداخل وبالخارج وهم ينعمون بخبراتهم في بورتسودان العاصمة البديلة مع مليشيات لوردات الحروب وكل من يحمل السلاح معهم.
انقسام الشعب السوداني وأبنائه وفئاته وتياراته وانعدام الثقة بين المواطنين في ظل اللادولة وسوء الوضع الاقتصادى وقتامة الرؤية المستقبلية وضعف الحالة الأمنية وترديها وعجز السلطة الانقلابية عن تقديم الخدمات العامة وتدهورها وعدم القدرة على توفير متطلبات الحياة التي هي الحد الأدنى من الحياة الكريمة للناس الخبز والكهرباء والماء والإتصالاات والمواصلات أضف إلى ذلك عدم توفر المال وإنعدام الأمن والأمان واصبح ( الداخل مقتول والخارج مقتول وفي ظل الاتصالات المقطوعة الجنجويد ارتكبوا مذابح في قرى الجزيرة لا أحد سمع أو شاف والجيش لم يحرك ساكناً.
منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة أكثر من 42% من سكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد وكارثة طبية وإنسانية وأصبح المواطن السوداني على مسافة خطوة واحدة من المجاعة.
المواطن المغلوب على أمره الذي لم يستطيع الخروج من السودان اصبح بين الإستسلام لليأس أو الخضوع للأمر الواقع هو حال الشعب السوداني في المناطق التي يسيطر عليها طرفي القتال من أجل السلطة فقط ويمنعون من إيصال المساعدات للمتضررين ووصل حال المواطن إلى حالة يرثا لها. ولا تلوح في الأفق بوادر لحل الأزمة التي صنعتها قيادات الحركة الإسلامية للقضاء على إبنهم الدعم السريع الذي ارتكب أفظع الإنتهاكات في ولاية الجزيرة بعد ان تم تسليمها لهم من قائد الفرقة الأولى (تسليم مفتاح) وقاموا بترويع ونهب وقتل وتشريد المواطنين وطردهم من منازلهم وتدمير المدينة والمليشيات اللاإسلامية التي تقاتل بجانب الجيش أيضاً تقوم بإعتقال وقتل وتعذيب الأصوات التي تنادي بوقف الحرب العبثية والتي تتأطر بأيديولوجيا متطرفة تتخذ من تحريف الجهاد وسيلة لتحقيق مكاسبها والخاسر في هذه الحرب المجهولة المصير هو الشعب السوداني.
البرهان ورهطه الفلول وبلابستهم والمغيبين بالكرامة يصفون تنسيقية تقدم بالخونة والعملاء وكل من يقول لا للحرب ولا يدعم الجيش في حربة العبثية .. الخونة هم الذين أدوا القسم لحماية الوطن والمواطنين لوردات الحروب (المحايدين) وفي نفس الوقت نائب قائد الجيش كباشي جلس مع المتمرد قائد ثاني قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو في المنامة وفتش عن الخيانة!!..االخونة والعملاء هم الذين أدوا القسم لحماية الوطن والمواطنين حموا أنفسهم وأولادهم وتركوا إنسان الجزيرة تحت رحمة برابرة الجنجوبد.
الشعب السوداني الآن يعيش في حالة قلق مستمرة في كل شيء وهذا القلق ليس في الشارع فقط، وإنما موجود لدى الساسة وكل المؤشرات تقول إننا مقبلون على ثورة جياع هي الحل في الموت على يد الظالمين شهادة والموت جوع تهلكة ونقول لأمراء الحب أحذروا ثورة الجياع .. ليس لها أجندة ولا تستأذن أحدا ولا تقف عند حد ولا تعرف كيف تتفاوض مع مجتمع دولي ولا بطيخ أو تتنازل أو تبحث عن حلول وسطى ويا روح ما بعدك روح.
مقطع صوتي متداول في الأسافير لأحد الكيزان المغمورين الأرزقية في الدرجة تحت الصفر لن نذكر إسمه لأنه نكرة ظل يشتم في أبناء مدني الجزيرة قال انهم خانوا مدينتهم وانداحوا مع الدعم السريع .. أيها الأرزقي مدينة ودمدني أرض الذاكرين أسسها (العالم الجليل الشيخ محمد مدني السني) .. مدني شريان إقتصاد السودان قامت على أكتافها كل مؤسسات الدولة مدنية وعسكرية.. مدني قال عنها الوزير العميد الأديب الراحل عمر الحاج موسى.. انجبت وما برحت أعطت وما نفكت جادت وما فتئت ويكفي أنها أنجبت البطل عبدالقادر ود (حبوبة) هي الفوت والعشم والعشي وهي الرجاء والأمان وهى النجدة والفزعة ومدني .. قد تلدغ الحشرة الجواد الأصيل ولكنها حشرة.
شيخ الامين رغم اختلافنا معه اثبت انه رجل بقامة وطن ورجل شهم وكريم شجاع .. ظل يخدم في المواطنين ويقدم لهم الطعام والدواء وهذا العمل الإنساني عجزت عنه السلطة الإنقلابية وقدمت لهم دانات وقذائف وراجمات وقامت بفض المسيد من المواطنين وسيطرت قواتها عليه واعتقلت شيخ الأمين وحيرانه والمصابين لا زالوا في المستشفيات.
سؤالين مهمين إلى قائد الجيش.. متى ستتم محاكمة القادة الذين خانوا مدينة وسلموها للدعم السريع ؟ هل قبضتم على رموز النظام المباد الهاربين من السجون ؟ التحية لكل لجان المقاومة السودانية وتحية خاصة للجان مقاومة مدني (اسود الجزيرة) الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الثورة ومكتسباتها وتحية خاصة للمناضل عبدالفتاح الفرنساوي .. نحن معكم أينما كنتم والدولة مدنية وإن طال السفر.. المجد والخلود للشهداء.
السلام في جدة وإن طال السفر .. والبند السابع على مرمى حجر سلم .. سلم.. حكم مدني.. ما قلنا ليك الحكم طريقو قاسي من أولو ....
لا للحرب.. والف لا .... لا للحرب
لك الله يا مدني فغداً ستشرق شمسك  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعب السودانی

إقرأ أيضاً:

أوجلان والكلمة التي أنهت حربا

آخر تحديث: 12 يوليوز 2025 - 7:24 صبقلم: فاروق يوسف تخلى حزب العمال الكردستاني عن خيار الكفاح المسلح معلنا نزع سلاحه. فهل يعني ذلك اعترافا بالهزيمة؟كان عبدالله أوجلان زعيم الحزب واضحا في كلامه. الاستمرار في ذلك الخيار يعني المشي في طريق مسدودة.لقد سبق للزعيم الكردي الذي تم اعتقاله عام 1999 في سياق صفقة سياسية مبتذلة على المستوى الأخلاقي أن دعا غير مرة من سجنه إلى طي صفحة الحرب.كان من الصعب على الحزب الذي تأسس عام 1984 أن يطوي تلك الصفحة التي انطلق منها من غير أن تتغير المعادلات السياسية في تركيا. تلك المعادلات المتحجرة التي كانت قائمة على عدم الاعتراف بوجود الأكراد جزءا من التركيبة الوطنية في تركيا.

لقد أنهى أوجلان الحرب بكلمة. غير أن تلك الكلمة ما كان لها أن تكون بذلك التأثير لولا أن الواقع السياسي التركي قد قدّم لها كل أسباب القوة قاوم الأكراد تحجّر العقل السياسي التركي بطريقة تعبّر عن معرفة عميقة بتعثر إمكانية الحوار تحت مظلة وطنية جامعة. فبغض النظر عن نوع النظام الحاكم في أنقرة، دينيا كان أم مدنيا فإن الاعتراف بحقوق الأكراد القومية كان خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، حتى أن تركيا لم تكن تعترف بوجود الأكراد قومية مستقلة وكانت تسمّيهم بأتراك الجبل.

وعلى الرغم من أن الحرب على الساحة الكردية قد كلفت تركيا خسائر بشرية ومادية هائلة فإن دولة أتاتورك كانت مستعدة لخرق القانون الدولي واحتلال أجزاء من سوريا والعراق من أجل مطاردة المتمردين الأكراد.كان خيار السلم على الأراضي التركية التي يقيم فيها الأكراد مُستبعدا حتى بعد اعتقال أوجلان. ذلك لأن حزب العمال وقد وجد له حاضنة في شمال العراق كان يأبى أن ينضم إلى زعيمه في معتقله ويستسلم. وإذا ما كان حزب العمال قد استفاد من الاستقلال النسبي للإقليم الكردي في شمال العراق فإنه استفاد أيضا من  الظرف الإقليمي المضطرب بحيث كانت تركيا حائرة في أن تحارب على أيّ جبهة، في سوريا أم في العراق أم في الداخل التركي.ولا يخفى على تركيا وهي الضليعة بمؤامرات الناتو التي هي جزء منه ما تخطط له الولايات المتحدة وهي تعمل على تأثيث وجودها في المنطقة بأسلوب استعماري جديد. كل تفكير بتركيا قوية يبدو ساذجا في ظل استضعافها محليا من خلال المسألة الكردية. ولأن تركيا بدت عاجزة عن حل مشكلة محلية فقد بات الحل الدولي قريبا. فعلى الرغم من أن تركيا كانت حاضرة  في المعالجة الدولية للمسألة السورية فإن ذلك لم يضمن لها انحياز الجانب الأميركي.يملك الأكراد اليوم تمثيلا قويا في الحياة السياسية التركية. ذلك ما يعني أن تركيا قد تغيّرت. ولأن تركيا قد تغيّرت فقد آن للأكراد أن يتغيّروا.

من المهم أن أنبه هنا إلى أن أكراد تركيا على الرغم مما عانوه من تهميش وعزل وازدراء إلا أنهم لم يطالبوا إلا بحقوقهم المدنية وهي حقوق المواطنة المتوازنة والسوية من المؤكد أن أكراد حزب العمال لم يتخلوا عن خيار الكفاح المسلح إلا بعد أن ضمنوا أن هناك حياة وطنية عادلة في انتظارهم.

من المهم أن أنبه هنا إلى أن أكراد تركيا على الرغم مما عانوه من تهميش وعزل وازدراء إلا أنهم لم يطالبوا إلا بحقوقهم المدنية وهي حقوق المواطنة المتوازنة والسوية. وكما يبدو فإن تركيا تغيرت عبر الزمن. لذلك صار على الأكراد أن يتغيّروا ويغيّروا نهجهم وطريقتهم في التلويح بمطالبهم. والأهم من ذلك أن مبدأ الكفاح المسلح لم يعد مقنعا للكثير منهم، أولئك الذين انخرطوا في الحياة السياسية التركية من خلال الأحزاب التي صار لها صوت في الشارع. كان عبدالله أوجلان حكيما ورجلا مسؤولا حين صارح شعبه بأهمية الاستجابة لتلك التغيّرات والتفاعل معها بطريقة إيجابية. فالمهم بالنسبة إليه وإلى شعبه أن يكون الهدف الذي اختاروا من أجله اللجوء إلى الكفاح المسلح قد تحقق أو في طريقه إلى أن يكون واقعا وليس الكفاح المسلح هدفا في حد ذاته. هنا تكمن واحدة من أهم صفات الزعيم العاقل. ليس من المعلوم حتى الآن ما هي الصفقة التي تخلّى حزب العمال بموجبها عن سلاحه منهيا الحرب التي أضرّت بالأكراد مثلما أضرّت بتركيا.لكن اللافت هنا أن رجلا لا يزال قيد الاعتقال منذ أكثر من ربع قرن كان قادرا على أن يقول كلمة النهاية. وهو ما يعني أن الطرفين، الكردي والتركي، يثقان بذلك الرجل الذي وهب شعبه الجزء الأكبر من عمره.لقد أنهى أوجلان الحرب بكلمة. غير أن تلك الكلمة ما كان لها أن تكون بذلك التأثير لولا أن الواقع السياسي التركي قد قدّم لها كل أسباب القوة.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يستعيد سجن شالا غربي الفاشر.. وتحييد 60 عنصرا من “الدعم السريع”
  • الجيش السوداني يعلن صد هجوم جديد للدعم السريع على الفاشر
  • مفاجأة.. عناصر من الدعم السريع تسرب إحداثيات إلى الجيش السوداني
  • نيران متبادلة تهز الفاشر.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم عنيف والدعم السريع يرد بالقصف
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان القصف في الفاشر
  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • الجيش السوداني يصد هجوما على الفاشر.. وتفاقم أزمة النازحين غرب البلاد
  • الجيش السوداني يصدر بيانا عن الفاشر
  • بالأرقام.. “مؤتمر الجزيرة” يكشف فظائع وانتهاكات “الدعم السريع” في الولاية
  • خبير سياسي: الجيش السوداني يستعيد منطقتين في شمال كردفان.. وميليشيا الدعم تهدد