فتاوى وأحكام| كيف غفر الله لقـ.اتل الـ100 نفس؟.. ماذا قال سيدنا النبي عن الداعي على نفسه بالموت؟.. أهم عبادة ندخل بها رمضان
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
فتاوى واحكام
حكم تطويل الإمام في الركوع انتظارا لمن يريد الصلاة
كيف غفر الله لقاتل الـ100 نفس؟ علي جمعة يوضح
حكم الدعاء على النفس بالموت.. ماذا قال سيدنا النبي عن هؤلاء؟
أهم عبادة ندخل بها رمضان .. علي جمعة يوضحها
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في هذا التقرير.
فى البداية.. قالت دار الإفتاء المصرية، إنه إن أطال الإمامُ الركوع انتظارًا لمريد صلاةٍ، ولم يتضرَّر الناس من التطويل، أو لم يُطِل لعلمه بتضرر الناس إن أطال فقد أحسن في الحالَيْن، أو لم ينتظر مطلقًا فلا حرج عليه، والأمر في ذلك واسع لاختلاف الفقهاء.
وأضافت دار الإفتاء، أنه ينبغي العلم بأن الشرع الشريف قد حثَّ على حضور الجماعات والمسارعة والتبكير إليها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لو يعلم الناس ما في النداء والصفِّ الأوَّل، ثمَّ لم يجدوا إلَّا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التَّهجير لاستبقوا إليه...» أخرجه الشيخان، والتهجير: التبكير إلى الصلاة، أيَّ صلاةٍ كانت.
كما استقبل الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، سؤال من َسائل يقول : لدينا إمام يسرع في الصلاة بحيث يشق علينا كمأمومين التَّمَكُّنُ مِن إتمام القراءة والتسبيح ، فما حكم صلاتنا ؟ وماذا نفعل ؟
وفي معرض اجابته على السؤال، قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الأصل أن الإمام ينبغي عليه أن يحرص على مراعاة أحوال المأمومين خلفه ؛ لأن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة.
وتابع : وعليه كذلك أن يحقق كمال الصلاة بأركانها وسننها وهيئاتها من غير تطويل مُمِلٍّ ولا تقصير مُخِلٍّ ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : " مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً وَلَا أَتَمَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم " .
كما اختلف العلماء في صحة صلاة المأموم الذي لا يقرأ خلف إمامه ، فالجمهور على أن قراءة الإمام قراءة للمأموم ، أي تجزئ عنه ، وقال الشافعية : لا بد للمأموم أن يقرأ الفاتحة خلف إمامه وإن تَخَلَّفَ عنه بركن أو اثنين لا يضر ؛ لأن الفاتحة ركن عندهم على الإمام والمأموم والمنفرد .
أما التسبيح فقد اتفق الفقهاء على أنه مستحب وليس ركنًا ، فإذا تركه المأموم فلا حرج عليه ، ما دام قد اطمأن في ركوعه وسجوده بما يكفي مقدار تسبيحة واحدة .
وأضاف عاشور، أنه إذا أسرع الإمام في الصلاة بحيث يشق على المأموم أن يدرك خلفه القراءة أو التسبيح أو الطمأنينة فقد خالف السنة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم :" الإِمَامُ ضَامِن ".
والخلاصة : أن هذا الإمام يحتاج إلى النصيحة بضرورة الحرص على تحقيق أركان الصلاة وواجباتها ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى صَلَاةِ رَجُلٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ " ، وأن عليه أن ينتظر قليلًا حتى يتم المأمومون قراءتهم وتسبيحهم بالمعروف .
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا النبي ﷺ يقص على أصحابه قصة قاتل المائة، وهو يريد أن يتوب بعد كل هذه الذنوب، والله يقول: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} فما قصة ذلك الرجل؟ يرويها سيدنا رسول الله ﷺ فيقول: «كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَأَلَ عن أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ فَدُلَّ علَى راهِبٍ، فأتاهُ فقالَ: إنَّه قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهلْ له مِن تَوْبَةٍ؟ فقالَ: لا، فَقَتَلَهُ، فَكَمَّلَ به مِئَةً، ثُمَّ سَأَلَ عن أعْلَمِ أهْلِ الأرْضِ فَدُلَّ علَى رَجُلٍ عالِمٍ، فقالَ: إنَّه قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ، فَهلْ له مِن تَوْبَةٍ؟ فقالَ: نَعَمْ، ومَن يَحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إلى أرْضِ كَذا وكَذا، فإنَّ بها أُناسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فاعْبُدِ اللَّهَ معهُمْ، ولا تَرْجِعْ إلى أرْضِكَ، فإنَّها أرْضُ سَوْءٍ، فانْطَلَقَ حتَّى إذا نَصَفَ الطَّرِيقَ أتاهُ المَوْتُ، فاخْتَصَمَتْ فيه مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ ومَلائِكَةُ العَذابِ، فقالَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جاءَ تائِبًا مُقْبِلًا بقَلْبِهِ إلى اللهِ، وقالَتْ مَلائِكَةُ العَذابِ: إنَّه لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فأتاهُمْ مَلَكٌ في صُورَةِ آدَمِيٍّ، فَجَعَلُوهُ بيْنَهُمْ، فقالَ: قِيسُوا ما بيْنَ الأرْضَيْنِ، فَإِلَى أيَّتِهِما كانَ أدْنَى فَهو له، فَقاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أدْنَى إلى الأرْضِ الَّتي أرادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ» [رواه مسلم].
وفي هذه القصة التي يرويها سيدنا النبي ﷺ أمور كثيرة يجب أن نتعلمها، أولا: أن الذي يُسأل عن أحكام الشرع العالم وليس العابد (الراهب) فعندما أخطأ من دله على الراهب حدثت جريمة أخرى في وقت يحتاج فيه الرجل إلى التوبة إذ به يقتل العابد الذي أفتى بجهل، فلا ينبغي لأحد أن يقصد كل من ظهرت عليه علامات العبادة أو الصلاح بالسؤال في الدين، فإن هذا الدين علم.
كما أنه لا يجوز لكل من اقترب من ربه وسار في طريقه أياما أو شهورا أو سنين أن يظن أنه له إفتاء الناس، فإن الإفتاء يكون للعلماء، ورأينا عندما ذهب إلى العالم انتهى الأمر، وتنزلت الرحمات، فهذا هو الدرس الأول الذي ينبغي أن نخرج به من هذه القصة.
الدرس الثاني: أن هذه القرية قوم سوء، لأن يتمكن من قتل هذا العدد دون أن يجد من يردعه، ومن يأخذ على يده، فلم يكن هناك أمر بمعروف ولا نهي عن المنكر، ولا سلطات، ولا أي شيء فهذا جو فاسد لا يصلح لعبادة الله، فهم قوم سوء لأنه استخفهم ولم يقم لهم وزنا، قال تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}.
الدرس الثالث: أن التوبة حتى تستمر لابد وأن يتهيأ لها بيئة صالحة، ومجتمع متضامن متناصح، ويظهر هذا المعنى في قول العالم لقاتل المائة: «انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم و ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء»، فالإنسان يحتاج على الطاعة معين، وعلى الخير ناصح أمين.
الدرس الرابع والأخير: أن الأعمال بالخواتيم، وفي هذا يقول النبي ﷺ: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا، فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقي، أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة» [رواه البخاري ومسلم]
ويقول النبي ﷺ: «إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، الأعمال بالخواتيم» [رواه البخاري]. كل هذه الدروس نتعلمها من هذا الحديث، ويشتمل الحديث كذلك على كثير من الدروس والتفصيلات، ولعلنا ذكرنا أهمها.
فالمسلم مأمور بالمراجعة الدائمة ، فلا نمل من التوبة إلى الله، ولا نمل من مصارحة النفس بالعيوب والتقصير، ولا نمل من الإقلاع بهمة متجددة لرب العالمين، ولا ننسى الآخرة، ولا ننسى التوبة من هذه المعاصي.
إن ترك نقد الذات ومراجعة النفس والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى يؤدي إلى عذاب كبير لعلنا نعيش بعضه في أيامنا هذه، فإن صلاح إنسان واحد لا يكفي لصالح المجتمع أو لنهضة الأمة وصحوتها، فلابد أن تكون توبتنا إلى الله جماعية، ومراجعتنا شاملة لقضايا الإنسان في كل مكان وفي كل مجال.
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية إن النبي "صلى الله عليه وسلم" نهى عن تمني الموت، حيث قال في الحديث الصحيح "لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابد فاعلا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي"
وأضافت اللجنة خلال إجابتها عن سؤال ورد إلى صفحتها الرسمية قائلة: "إن كان لا بد فليقل: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي"، وفي الحديث الآخر: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي" .
قال الدكتور رمضان عبد المعز، من علماء الأزهر الشريف، إن الدعاء على النفس بالموت مخالف للسنة النبوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي".
وأجاب "عبد المعز"، خلال أحد البرامج الفضائية عن سؤال متصلة تقول: "ذهبت للحج العام الماضي وأثناء وقوفي بعرفات دعوت الله أن ياخدني وذهبت للعمرة أكثر من مرة ودعوت الله ولم يستجب.. فماذا أفعل؟"، قائلا: "ما فعلتيه خطأ لأن الله لا يستجيب دعاء مخالفا لمنهج النبي وشعورك بأنك ليس لك قيمة في الحياة بعد تربية أبنائك وتزويجهم اعتقاد خاطئ تماما ووسوسة شيطان، استعيذي بالله من الشيطان واستغفري لذنبك وعليك بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم".
وأضاف: "في وقت الابتلاء يجب أن يظهر العبد الصبر لله بالقضاء والقدر وأن يتذلل لله عز وجل ويكثر من الدعاء لعل الله يفرج كربه ويرفع عنه الهم والحزن".
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك لابد أن تغير حياتك أيها المسلم وأن تحافظ على الذكر.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن ذكر الله ينور القلوب ويغفر الذنوب ويستر العيوب ويؤكد علاقتك مع الله, كن من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات, قال العلماء : "إذا فقد المسلم المربي المرشد فإنه مرشده الأعظم هو سيدنا رسول الله ﷺ فيُكثر من الصلاة عليه ". ولا يقل ذلك عن ألف مرة في اليوم والليلة وهو أمر يسير بسيط جليل القدر ، كما وصف سيدنا رسول الله ﷺ فقال : «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ» كلمتان مثل هذا, ويسأل أُبي بن كعب سيدنا رسول الله ﷺ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِى ؟ فَقَالَ : « مَا شِئْتَ ». قُلْتُ : الرُّبُعَ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : النِّصْفَ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِى كُلَّهَا. قَالَ : « إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ».
فالهجوا بالصلاة على سيدنا رسول الله ﷺ ليل نهار، واستغفروا الله على الأقل في اليوم مائة مرة, أسوة بالحبيب المصطفى ﷺ الذي لم يفتر وإنما استغفر ربه من غين الأنوار التي أغلقت باب الخلق وإن كان باب الحق عنده مفتوح دائماً, استغفروا ربكم توبوا إليه واذكروه في كل وقت وحين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حكم تطويل الإمام في الركوع انتظارا لمن يريد الصلاة صلى الله علیه وآله وسلم سیدنا رسول الله ﷺ قال الدکتور سیدنا النبی إلى الله علی جمعة النبی ﷺ الأر ض
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني إعلان حزب العمال حل نفسه لكردستان العراق؟
أربيل- أثار إعلان حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) عزمه حلّ نفسه والتخلي عن العمل المسلح ردود أفعال متباينة داخل إقليم كردستان العراق وخارجه، وسط ترقب لمآلات هذه الخطوة على الأوضاع الأمنية والسياسية في المناطق الحدودية، وعلى العلاقة بين الإقليم وتركيا.
فمنذ أكثر من 3 عقود شكّل وجود مقاتلي الحزب في أراضي إقليم كردستان، خاصة في جبال قنديل ومناطق دهوك والسليمانية، تحديا مستمرا لحكومة الإقليم. فقد اتخذها معقلا له وأنشأ فيها قواعد وممرات عسكرية تُستخدم لشن هجمات عبر الحدود ضد القوات التركية، وذلك ما جعل الإقليم ساحة دائمة للقصف الجوي والمدفعي التركي الذي أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين ونزوح آلاف العائلات الكردية من قراها.
رحب نيجيرفان البارزاني رئيس إقليم كردستان بقرار الحزب حل نفسه، وقال -في بيان- إن هذه الخطوة مصيرية تفتح صفحة سیاسیة جديدة في المنطقة، وإنها تدل على النضج السياسي وتمهد الطريق لحوار حقيقي يعزز التعايش والاستقرار في تركيا وجميع أنحاء المنطقة.
موقف حساسوأشاد البارزاني بدور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودعمه ومساعيه من أجل إنجاح هذه العملية، وأكد أن الإقليم "كما هو الحال دائما، يساند جميع الجهود لحل النزاعات بالطرق السلمية".
إعلانوفي تصريح للجزيرة نت، قال مصدر مسؤول في الحزب، طلب عدم ذكر اسمه، "لقد عقدنا المؤتمر الأكثر نجاحا واتخذنا قرارات تاريخية، ونظمناه من دون حضور الجهات الإعلامية كما فعلنا دائما من أجل حماية أعضائه وسلامتهم".
وبخصوص المخاوف من عدم امتثال كل القيادات داخل الحزب لقرارات المؤتمر ومطالب زعيمهم عبد الله أوجلان بترك السلاح، أضاف "لا يوجد أي اختلاف في الرأي ونحن جميعا نلتزم بتعليمات الرئيس آبو، والنضال من أجل السلام سيستمر بعد المؤتمر وسنلعب دورنا من أجل السلام".
ووفق تقارير منظمات دولية ومحلية، فإن أكثر من 600 قرية هُجّرت في إقليم كردستان العراق، خاصة في المناطق الحدودية، منها 400 في محافظة دهوك أُخليت أو تواجه خطر الإخلاء، تتوزع بواقع 200 قرية في منطقة العمادية، و150 في زاخو، و50 في عقرة، نتيجة هذا النزاع المستمر.
سياسيا، وضعت هذه المعادلة سلطات الإقليم في موقف حساس؛ فهي لا تعترف رسميا بالحزب ولا تؤيد نشاطه، لكنها في الوقت ذاته تجنبت الدخول في مواجهة مباشرة معه تفاديا لأي تصعيد داخلي أو توتر مع شرائح كردية تتعاطف مع أطروحاته.
هذا الموقف أضعف من قدرة الإقليم على فرض سيادته الكاملة في بعض المناطق، وأدى إلى توتر مزمن مع أنقرة التي تصنّف الحزب منظمة إرهابية وتطالب منذ سنوات باتخاذ خطوات واضحة لإخراجه من الأراضي العراقية.
وبشأن كيفية تغير الوضع الأمني في كردستان العراق بعد حل الحزب نفسه، قال ألأمين العام السابق لوزارة البشمركة والخبير العسكري جبار ياور إن الإقليم قد يشهد تحولا أمنيا كبيرا في حال تنفيذ عملية السلام مع الحزب، شريطة أن تقترن بخطوات قانونية وسياسية جدية من أنقرة.
وأضاف ياور -للجزيرة نت- أن من شأن هذا أن يزيل مبررات بقاء القوات التركية داخل الإقليم، وأن يفتح الباب أمام إعادة انتشار قوات حرس الحدود العراقية والبشمركة واستقرار المناطق الحدودية مع تركيا وإيران.
إعلانوأوضح أن العلاقات بين إقليم كردستان وأنقرة تُعد جيدة دبلوماسيا واقتصاديا، إذ توجد فيه قنصلية تركية، إلى جانب نشاط واسع للشركات التركية، وتدفق مستمر للمنتجات عبر المنافذ الحدودية.
ومن المتوقع أن تشهد هذه العلاقات مزيدا من التحسن في حال التوصل إلى تسوية سلمية بين الحزب والحكومة التركية، مما يضع حدا للعمليات القتالية في المناطق الحدودية، على حد قوله.
وأضاف الخبير أن الاستقرار الأمني سيسهم في تعزيز حركة التجارة وضمان سلامة خطوط البنية التحتية، بما في ذلك خط أنابيب النفط الذي يربط الإقليم بتركيا، والذي تعرض سابقا لهجمات من قبل جماعات تابعة للحزب أدت إلى توقف تصدير النفط لشهور، وتمت إعادة ترميمها وإصلاحها مرات كثيرة.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي هوشنك باواني للجزيرة نت إن إقليم كردستان، وعلى مدى 30 عاما الماضية، حُرم من مصادر دخل كبيرة كان يمكن أن تُحدث فارقا اقتصاديا كبيرا، مثل الإنتاج الزراعي، والسياحة الدينية وزيارة المواقع الأثرية، مما أثّر بشكل مباشر على البنية التحتية الاقتصادية ومستوى دخل الفرد الكردي، إلى جانب ما نتج عنه من هجرة ونزوح للمواطنين، وحرمانهم من حقهم في التعليم والرعاية الصحية.
ويرى أن نجاح الخطوة الحالية يمهد الطريق أمام الإقليم لتنفيذ خطط وبرامج لإعمار وتنمية القرى التي لم تشهد مشاريع خدمية وتنموية حقيقية منذ أكثر من 30 عاما، كما سيشجع السكان "الأصليين" على العودة إلى أراضيهم بثقة وأمان، ليصبحوا عنصرا فاعلا في حركة الاستثمار والنهوض الاقتصادي في المنطقة.
أنقرة والسليمانيةمن جانب آخر، تشهد العلاقات بين تركيا ومدينة السليمانية، الواقعة ضمن إقليم كردستان العراق، توترا ملحوظا في السنوات الأخيرة. ورغم أن أنقرة ترتبط بعلاقات قوية نسبيا مع أربيل، فإن تعاملها مع السليمانية يطغى عليه الحذر والشك لأسباب سياسية وأمنية واقتصادية معقدة.
إعلانأحد هذه الأسباب الرئيسية هو الاتهام التركي لجهات في السليمانية، وخاصة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني، بالتعاون أو التساهل مع نشاطات العمال الكردستاني.
وأغلقت أنقرة مجالها الجوي أمام الرحلات القادمة من مطار السليمانية وإليه منذ أكثر من عامين، مبررة ذلك بوجود تهديدات أمنية ونشاطات استخباراتية "معادية". وتعتبر أن الاستخبارات التركية تعرضت لقيود في عملياتها داخل السليمانية، خلافا لما عليه الحال في أربيل.
تعليقا على ذلك، قال عضو قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني سالار محمود -للجزيرة نت- إن حزبه لعب دورا فاعلا في دعم جهود السلام في تركيا، مستندا إلى نهج الزعيم جلال الطالباني في معالجة القضية الكردية عبر الحوار، وإن الاتحاد يؤكد تمسكه بالحل السياسي وضرورة ضمان الدولة لحقوق الشعب الكردي.
وأضاف أن الحزب يأمل إعادة فتح مطار السليمانية أمام الرحلات الجوية التركية قريبا، مشددا على أن "السلام مكسب للجميع، بينما لا منتصر في الحروب". ودعا البرلمان التركي إلى اتخاذ الخطوات القانونية الكفيلة بإنجاح مسار السلام انطلاقا من مسؤولياته الوطنية.
وبخصوص المدة المتوقعة لإتمام عملية انسحاب حزب العمال وتسليم السلاح، قال الخبير في الشؤن التركية حسن مصطفى إنها قد تستغرق من 5 إلى 6 سنوات، وذلك يعني أن تغييرات كثيرة قد تطرأ داخل تركيا وفي دول الجوار، خاصة أن هذه العملية ليست نتاج اتفاق ثنائي، إذ لم يُوقّع أي اتفاق بين أنقرة والحزب، ولم يكن هناك طرف ثالث يتوسط في المحادثات، مما يجعلها خطوة أحادية الجانب وغير مشروطة، يُنظر إليها كمبادرة حسن نية.
ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة وتُطرح العديد من الأسئلة منها عن مصير مسلحي الحزب الذين يبلغ عددهم بالآلاف، وأين سيتم نشرهم؟ وإلى أين ستذهب قيادة الدائرة الأولى والثانية للحزب؟ وما مستقبل الكوادر والمسلحين؟
إعلانكل ذلك سيعتمد على الخطوات التي ستتخذها السلطات التركية بشأن المعتقلين من قيادات الحزب وكوادره، وإصدار عفو عن مسلحيه والتعامل مع الملف الكردي عموما داخل تركيا.