أجمع خبراء ومحللون على أن زيارة الوزير بمجلس الحرب في إسرائيل بيني غانتس الوشيكة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا رسالةٌ واضحة من واشنطن إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ظل تهوره بقيادة الحرب على قطاع غزة.

وقال الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن واشنطن ضاقت ذرعا من تصرفات نتنياهو، وفتحت خطا موازيا مع غانتس لتخفيف تهور الأول في الحرب الحالية.

وأضاف جبارين -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن غانتس كأنه يتمرد على نتنياهو بعدما كان الأخير مرتاحا خلال الشهر الماضي وبدا مسيطرا على مجلسي الحرب والكابينت، لافتا إلى أن الزيارة قد تأتي أيضا في سياق تحركات استبدال نتنياهو.

وأشار إلى أن غانتس يعيش نشوة استطلاعات الرأي التي تظهر حزبه الأقوى والأكثر شعبية، قبل أن يستدرك قائلا إنها قد تتبدد بنهاية الحرب، التي لن تنتهي سوى بدفع أنصار اليمين المتطرف الثمن.

أما بشأن نتنياهو فهو يحاول -وفق جبارين- إثبات معادلة أنه رئيس الوزراء الوحيد الذي يقول "لا" للولايات المتحدة ويحصل على "نعم"، مؤيدا ما قيل إنه إذلال للولايات المتحدة بعدما قامت الأخيرة بإنزال جوي للمساعدات على غزة، وبدت كأنها تتصرف كبقية الدول ودون السيطرة على إسرائيل.

حالة انشقاقية سياسية

بدوره يعتقد الخبير بالشؤون الدولية حسام شاكر أن زيارة غانتس تعبّر عن حالة انشقاقية سياسية وتمثل ضربة معنوية لنتنياهو سبقتها إرهاصات مثل مشاركة الأول في مظاهرات عائلات الأسرى واستبعاد غانتس من مشاورات باريس.

ويبيّن أن الأزمة خرجت للسطح مجددا بعد ذهاب غانتس لواشنطن في إطار تعزيز رصيده داخليا وتحالفه مع الولايات المتحدة، كما أنها رسالة انزعاج أميركية بالحديث مع منافس نتنياهو السياسي.

ورغم ذلك يقول شاكر إن نتنياهو أثبت أنه قادر على فرض خياراته على البيت الأبيض بشكل متكرر، وإنه قد يُظهر غانتس معاديا وليس مناسبا للدفاع عن مصالح إسرائيل.

ويضيف "لذلك قد يكون الإنزال الجوي الأميركي على غزة للتغطية على هذا الانطباع بأن واشنطن ضالعة في تجويع الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن أميركا تخشى شهر رمضان باعتباره قد يكون محطة قد تزعزع أمن المنطقة.

وحول زيارة غانتس المتوقعة أيضا إلى بريطانيا، يشير الخبير في الشؤون الدولية إلى أن لندن واقعة في الخاصرة الأميركية وتبدو كأن واشنطن تحركها عن بعد، وقد تكون ثمة إشارة جاءت إلى لندن بضرورة استقبال غانتس وإيلام نتنياهو من دون مضمون سياسي.

توتر منذ البداية

أما المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس فيؤكد أنه لا يوجد إعجاب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو، وكان بايدن يرفض لقاءه بالبيت الأبيض قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن يتغيّر الوضع لاحقا، إذ حاول بايدن ألا ينتقده علنا.

ويضيف أن زيارة غانتس لواشنطن تحمل فوائد للطرفين، كما توجد مفاوضات بينه وبين قيادات بحزب الليكود لإزاحة نتيناهو وفق تقارير إسرائيلية.

ويعتقد أن إنزال واشنطن المساعدات على غزة جوا، وتصريحات نتنياهو ضد زيارة غانتس للولايات المتحدة يظهران بلا شك طبيعة العلاقة بين الرجلين الأقوى في إسرائيل، والعلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحاكم البيت الأبيض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

وفد من مجلس الأمن يصل سوريا في أول زيارة من نوعها

وصل ممثلو الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخميس إلى سوريا، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي، في زيارة هي الأولى من نوعها للمجلس إلى هذا البلد، وتأتي بعد نحو عام من إطاحة حكم الرئيس السابق بشار الأسد.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن "وصول وفد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى سوريا" عبر معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، على أن يلتقوا عددا من المسؤولين السوريين وفعاليات المجتمع المدني".



وتوجه الوفد فور وصوله إلى حي جوبر، أحد أكبر الأحياء المدمرة خلال الحرب في محيط دمشق، بهدف الاطلاع على "حجم الدمار والتخريب الذي طاله".

ومن المقرر أن يلتقي الوفد في دمشق مع المسؤولين في السلطات الجديدة على أن يشكل لبنان المحطة الثانية في جولتهم.

ويأتي وصول الوفد بالتزامن مع مساعي الأمم المتحدة لإعادة ترسيخ وجودها في سوريا، بعدما رفع مجلس الأمن مؤخرا العقوبات المفروضة على الشرع الذي قادت قواته هجوما أطاح الأسد في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي. وكانت الأمم المتحدة دعت إلى عملية انتقالية شاملة في سوريا بعد قرابة 14 عاما من النزاع المدمر.

وقال السفير السلوفيني لدى الأمم المتحدة سامويل زبوغار، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الحالي، في مؤتمر صحافي الاثنين إن هذه هي "الزيارة الرسمية الأولى لمجلس الأمن للشرق الأوسط منذ ستّ سنوات، والأولى لسوريا على الإطلاق".

وأوضح أن الجولة تأتي "في وقت حاسم"، في ظل الجهود التي تبذلها السلطات الجديدة لترسيخ المرحلة الانتقالية في سوريا، "والتحديات" التي تعترض وقف إطلاق النار القائم منذ عام في لبنان بين إسرائيل وحزب الله.




واعتبر زبوغار أن الزيارة مهمة لـ"إبداء الدعم والتضامن مع البلدين (سوريا ولبنان)، والتعرف إلى التحديات القائمة، وإيصال الرسائل المتعلقة بالطريق الذي يريد المجلس أن يسلكه البلدان في المرحلة المقبلة".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الثلاثاء إن الأمم المتحدة "تأمل بشدة أن تسهم الزيارة في تعزيز الحوار بين الأمم المتحدة وسوريا".

مقالات مشابهة

  • هل الإجهاد والتوتر يسببان تساقط الشعر؟.. علماء يجيبون
  • المستشار الألماني يصل إسرائيل لإجراء محادثات مع نتنياهو
  • سفير واشنطن في باريس طلب زيارة ساركوزي في سجنه.. والمحكمة منحته الإذن
  • عضو بالحزب الجمهوري يوضح نصائح المعارضة الداخلية ضد نتنياهو بشأن خطة ترامب لقطاع غزة
  • الجريمة والعقاب.. نتنياهو والتطرف الممنهج لإبادة غزة
  • منها السعودية ومصر.. تعرّف على مجموعات المنتخبات العربية في قرعة كأس العالم 2026
  • نتنياهو يستجدي ترامب بفيديو “ذل” ويتوسل واشنطن: أنقذوني.. يمزقون إسرائيل من الداخل 
  • زيارة أميركية رفيعة: واشنطن تربط الاستقرار الليبي بتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية
  • نتنياهو في مأزق.. خبير يكشف دلالات النفي المصري وأكاذيب إسرائيل تجاه معبر رفح
  • وفد من مجلس الأمن يصل سوريا في أول زيارة من نوعها