ما دلالات زيارة غانتس لواشنطن ولندن واستياء نتنياهو منها؟ خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT
أجمع خبراء ومحللون على أن زيارة الوزير بمجلس الحرب في إسرائيل بيني غانتس الوشيكة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا رسالةٌ واضحة من واشنطن إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ظل تهوره بقيادة الحرب على قطاع غزة.
وقال الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن واشنطن ضاقت ذرعا من تصرفات نتنياهو، وفتحت خطا موازيا مع غانتس لتخفيف تهور الأول في الحرب الحالية.
وأضاف جبارين -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن غانتس كأنه يتمرد على نتنياهو بعدما كان الأخير مرتاحا خلال الشهر الماضي وبدا مسيطرا على مجلسي الحرب والكابينت، لافتا إلى أن الزيارة قد تأتي أيضا في سياق تحركات استبدال نتنياهو.
وأشار إلى أن غانتس يعيش نشوة استطلاعات الرأي التي تظهر حزبه الأقوى والأكثر شعبية، قبل أن يستدرك قائلا إنها قد تتبدد بنهاية الحرب، التي لن تنتهي سوى بدفع أنصار اليمين المتطرف الثمن.
أما بشأن نتنياهو فهو يحاول -وفق جبارين- إثبات معادلة أنه رئيس الوزراء الوحيد الذي يقول "لا" للولايات المتحدة ويحصل على "نعم"، مؤيدا ما قيل إنه إذلال للولايات المتحدة بعدما قامت الأخيرة بإنزال جوي للمساعدات على غزة، وبدت كأنها تتصرف كبقية الدول ودون السيطرة على إسرائيل.
حالة انشقاقية سياسية
بدوره يعتقد الخبير بالشؤون الدولية حسام شاكر أن زيارة غانتس تعبّر عن حالة انشقاقية سياسية وتمثل ضربة معنوية لنتنياهو سبقتها إرهاصات مثل مشاركة الأول في مظاهرات عائلات الأسرى واستبعاد غانتس من مشاورات باريس.
ويبيّن أن الأزمة خرجت للسطح مجددا بعد ذهاب غانتس لواشنطن في إطار تعزيز رصيده داخليا وتحالفه مع الولايات المتحدة، كما أنها رسالة انزعاج أميركية بالحديث مع منافس نتنياهو السياسي.
ورغم ذلك يقول شاكر إن نتنياهو أثبت أنه قادر على فرض خياراته على البيت الأبيض بشكل متكرر، وإنه قد يُظهر غانتس معاديا وليس مناسبا للدفاع عن مصالح إسرائيل.
ويضيف "لذلك قد يكون الإنزال الجوي الأميركي على غزة للتغطية على هذا الانطباع بأن واشنطن ضالعة في تجويع الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن أميركا تخشى شهر رمضان باعتباره قد يكون محطة قد تزعزع أمن المنطقة.
وحول زيارة غانتس المتوقعة أيضا إلى بريطانيا، يشير الخبير في الشؤون الدولية إلى أن لندن واقعة في الخاصرة الأميركية وتبدو كأن واشنطن تحركها عن بعد، وقد تكون ثمة إشارة جاءت إلى لندن بضرورة استقبال غانتس وإيلام نتنياهو من دون مضمون سياسي.
توتر منذ البداية
أما المسؤول السابق في الخارجية الأميركية وليام لورانس فيؤكد أنه لا يوجد إعجاب بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو، وكان بايدن يرفض لقاءه بالبيت الأبيض قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن يتغيّر الوضع لاحقا، إذ حاول بايدن ألا ينتقده علنا.
ويضيف أن زيارة غانتس لواشنطن تحمل فوائد للطرفين، كما توجد مفاوضات بينه وبين قيادات بحزب الليكود لإزاحة نتيناهو وفق تقارير إسرائيلية.
ويعتقد أن إنزال واشنطن المساعدات على غزة جوا، وتصريحات نتنياهو ضد زيارة غانتس للولايات المتحدة يظهران بلا شك طبيعة العلاقة بين الرجلين الأقوى في إسرائيل، والعلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي وحاكم البيت الأبيض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يُهاجم ماكرون ويتهمه بالانحياز إلى حركة حماس
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الانحياز مجددًا إلى حركة حماس"، وذلك بعد تصريحات أدلى بها ماكرون وانتقد فيها القيود التي تفرضها إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. اعلان
وقال نتنياهو في منشور عبر منصة "إكس": "بدلًا من دعم المعسكر الديمقراطي الغربي الذي يحارب المنظمات الإرهابية الإسلامية ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن، يطالب ماكرون مرة أخرى إسرائيل بالاستسلام ومكافأة الإرهاب".
وأضاف: "إسرائيل لن تتوقف ولن تستسلم، والحكومة عازمة على تحقيق جميع أهداف الحرب: إطلاق سراح جميع رهائننا، وهزيمة حماس عسكريًا وحكوميًا، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل بعد الآن".
وجاءت تصريحات نتنياهو ردًا على مقابلة تلفزيونية للرئيس الفرنسي استغرقت ثلاث ساعات، بثّتها قناة TF1 مساء الثلاثاء، دعا خلالها ماكرون دول أوروبا إلى التوجه نحو فرض عقوبات على إسرائيل، على خلفية تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث يُعتقد أن مئات الآلاف يواجهون المجاعة.
وقال ماكرون في المقابلة: "ما تفعله حكومة بنيامين نتنياهو أمر غير مقبول. لا مياه ولا أدوية، الجرحى عاجزون عن المغادرة، والأطباء لا يستطيعون الدخول. ما يجري مخزٍ".
وأضاف الرئيس الفرنسي: "نحن بحاجة إلى الولايات المتحدة. ترامب هو من يملك زمام الأمور. تبادلتُ كلمات قاسية مع نتنياهو، وكنت غاضبًا، لكن إسرائيل لا تعتمد علينا، بل تعتمد على السلاح الأمريكي".
كانت إسرائيل قد استأنفت عملياتها العسكرية الواسعة في أنحاء قطاع غزة في 18 آذار/ مارس، ثمّ فرضت حصارًا خانقًا على غزة، يمنع إدخال المواد الغذائية والوقود والأدوية، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، بحسب الأمم المتحدة، والتي تؤكد أن أكثر من 90% من سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وقد أُجبرت عشرات المطابخ الخيرية على الإغلاق بعد نفاد الإمدادات، في وقت ترتفع فيه معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، ما دفع إلى توجيه اتهامات مباشرة لإسرائيل باستخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين، في إطار ممارسات ممنهجة، ووسط معاناة متواصلة للفلسطينيين منذ أكثر من 19 شهرًا.
Relatedنتنياهو عن تهجير سكان غزة: 50% من سكان القطاع سيغادرون والعقبة الوحيدة عدم وجود دول تستقبلهمحلم ضرب منشآت إيران النووية يراود إسرائيل.. التوتر يتصاعد بين ترامب ونتنياهوحماس تسلّم الجندي عيدان ألكسندر للصليب الأحمر ونتنياهو يرسل وفد التفاوض إلى الدوحة غداوقد حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مرارًا من كارثة إنسانية تلوح في الأفق في غزة، مع عودة المجاعة إلى الواجهة في المناطق المنكوبة بفعل الحرب.
وقد أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن مقتل 52,928 شخصًا وإصابة 119,846 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في القطاع.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة