الطرفان أكدا على ضرورة العمل على بناء جبهة عريضة واسعة تضم كل القوى السياسية والمدنية والأهلية والدينية وقوى الكفاح الثوري المسلح ما عدا نظام المؤتمر الوطني وواجهاته

التغيير: الخرطوم

التأم لقاء مشترك بين حركة/ جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد نور وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) في إطار الجهود المبذولة لمعالجة وحل جذور الأزمة السودانية.

وانعقد اللقاء بين حركة/ جيش تحرير السودان وحزب البعث العربي (الأصل) في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان. يوما 28-29 فبراير المنصرم.

وبحسب البيان المشترك الذي وقعه عن حركة/ جيش تحرير السودان، نائب رئيس الحركة، عبد الله حران آدم وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) عضو قيادة قطر السودان، شمس الدين أحمد صالح،  فقد ناقش الأطراف كافة قضايا الوطن والأزمة الراهنة بشكل مستفيض.

وأكد الطرفان على أن أن حرب الخامس عشر من أبريل الماضي “عبثية” وتعتبر ضد تطلعات الشعب السوداني ومقدراته.

وأدان الطرفان الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها طرفا الحرب بحق المواطنين العزل.

كما أدانا انتهاكات حقوق الإنسان والتسبب المتعمد في إزهاق الأرواح والتشريد وتدمير البنى التحتية.
وحمل البيان الختامي للقاء، الذي صدر السبت، طرفا الحرب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية وكل ما يترتب على هذه الجرائم والانتهاكات.

وأتفق الطرفان على العمل على فتح المسارات لتوصيل المساعدات الإنسانية في جميع ربوع البلاد.
كما اتفقا على العمل على وقف وإنهاء الحرب وتدارك آثارها الإنسانية والاجتماعية والأمنية والتأسيس لتحول مدني ديمقراطي مستدام.

وأكدا ضرورة العمل على بناء جبهة عريضة واسعة تضم كل القوى السياسية والمدنية والأهلية والدينية وقوى الكفاح الثوري المسلح ما عدا نظام المؤتمر الوطني وواجهاته.

وشدد الاتفاق على ابتكار أسس جديدة لإحكام تكوين الجبهة العريضة بعيدا عن الاصطفافات السابقة.
وطالب الطرفان بمحاربة وفضح التجييش القبلي والجهوي وخطابي العنصرية والجهوية.

الوسومآثار الحرب في السودان المساعدات الإنسانية حرب الجيش والدعم السريع حركة جيش تحرير السودان حزب البعث العربي (الأصل)

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان المساعدات الإنسانية حرب الجيش والدعم السريع حركة جيش تحرير السودان جیش تحریر السودان العمل على

إقرأ أيضاً:

هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟

حسب الرسول العوض ابراهيم

شهد السودان في الأيام القليلة الماضية تطورات متسارعة على المستويين الداخلي والخارجي، كان لها أثر مباشر على مسار الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. فرغم شدة هذه الحرب وما خلّفته من دمار ومعاناة إنسانية، تراجع الاهتمام بها تدريجياً، في ظل تطورات سياسية وأمنية فرضت نفسها على المشهد، ودفعت الحرب إلى خلفية الأحداث.

في الداخل، عاد الجدل بقوة حول تشكيل حكومة كامل إدريس، ما أدى إلى تصاعد التوترات داخل تحالف بورتسودان، الذي يضم الجيش وبعض حركات دارفور وقوى من النظام السابق. هذا التحالف، الذي تشكّل كواجهة للحكم، سرعان ما أصبح ساحة للصراعات والمصالح المتضاربة، ووصل الأمر إلى تبادل الاتهامات وتسريب الاجتماعات السرية، مما كشف عن هشاشته وضعف انسجام مكوّناته.

تشكيل الحكومة الجديدة أصبح أكبر عقبة أمام أي قرار سياسي حاسم، سواء باتجاه استمرار الحرب أو الذهاب نحو التفاوض. فقد دخلت على خط الصراع قوى ومليشيات وكتل سياسية جديدة، أبرزها ما يُعرف شعبياً بـ”تحالف الموز”، وهو التحالف الذي دعم انقلاب 25 أكتوبر ضد حكومة حمدوك. هذا التحالف، الذي شعر بالتهميش، رأى في ارتباك كامل إدريس فرصة للعودة إلى دائرة التأثير، مما زاد الضغوط عليه.

على الأرض، أحرزت قوات الدعم السريع تقدماً مقلقاً في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، وبعض المناطق المحيطة به، وسط أنباء عن انسحاب القوات المشتركة من تلك المنطقة، ما سمح لقوات الدعم السريع بالتمركز هناك. وترافقت هذه الخطوة مع تهديدات باجتياح الولاية الشمالية، وهو ما زاد من توتر المشهد، وأثار تكهنات بترتيبات جديدة قد تُغيّر موازين القوى.

بعض المراقبين تحدثوا عن فتح “طريق عودة” بين الدعم السريع وبعض حركات دارفور المتحالفة مع الجيش، خاصة بعد كلمات التودد التي أطلقها حميدتي في خطابه الأخير. ويرى آخرون أن هذه التطورات قد تكون وسيلة ضغط على سلطات بورتسودان، لتثنيها عن تقليص حصة تلك الحركات في الحكومة المقبلة.

كان لظهور حميدتي وسط حشد منظّم من قواته دلالات واضحة، أبرزها إظهار الجاهزية لمرحلة جديدة. في خطابه، دعا حركات دارفور إلى فك ارتباطها بتحالف الجيش والانضمام إلى قواته، كما قدم اعتذاراً مبطناً عن الانتهاكات التي ارتكبتها قواته في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض. غير أن هذه الاعتذارات وبتلك الرسائل لا تكفي لتجاوز الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في المناطق التي كانت تسيطر عليها .

كما وجّه حميدتي رسائل طمأنة إلى مصر، في محاولة لتحييد موقفها من الصراع وهو يعلم انها من اكبر داعمي سلطة بورتسودان، إلا أن من المستبعد أن تُغير القاهرة موقفها الداعم لسلطة بورتسودان بمثل هذه الرسائل، نظراً لتشابك مصالحها الكبيرة مع تلك السلطة .

خارجياً، كان اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران الحدث الأبرز. هذا الصراع الإقليمي الكبير شتّت انتباه القوى الداعمة لأطراف الحرب في السودان، مما ساهم في خفوت صوت الحرب داخلياً. ورغم اعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إلا أن نتائج الحرب أضعفت إيران بعد تعرضها لهزيمة قصمت ظهرها ، وهي أحد الداعمين المهمين لتحالف بورتسودان، ما قد يؤدي إلى إعادة النظر في بعض التحالفات داخل السودان.

الانشغال الدولي بالحرب في الشرق الأوسط قد يمنح السودان فرصة نادرة لتعديل المسار، وقد يدفع بعض الأطراف للتفكير بجدية في تسوية سياسية تحفظ ما تبقى من نفوذها ومصالحها.

في المجمل، يمكن القول إن هذه التطورات المتسارعة، وإن لم تُنهِ الحرب بشكل مباشر، إلا أنها ساهمت في تفكيك بعض ملامحها، وفتحت الباب أمام مشهد جديد. وقد تكون هذه المرحلة فرصة لإعادة تقييم الخيارات، والسعي نحو تسوية سياسية تُنهي هذا الصراع الطويل والمنسي، الذي دفع ثمنه الشعب السوداني من أمنه ولقمة عيشه ومستقبل أجياله.

ولعلّ القول المأثور ينطبق على هذا الحال:
“مصائب قوم عند قوم فوائد” فربما تُفضي نتائج الحرب الإقليمية إلى فرصة لسلام داخلي، يكون السودان فيه هو المستفيد الأكبر.

كاتب ومحلل سياسي

الوسومحسب الرسول العوض ابراهيم

مقالات مشابهة

  • ذي قار.. الحبس سنة واحدة لمدان بـتمجيد حزب البعث
  • إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بالأسلحة النارية بدار السلام.. والأمن يسيطر
  • من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
  • هل تمهّد التطورات الاخيرة في إنهاء حرب السودان المنسية؟
  • السودان يشارك في إفتتاح مهرجان الاذاعة والتلفزيون العربي ال 25 بتونس
  • التوقيع على مخطط عمل مشترك بين مصالح الأمن الوطني بالمغرب والمديرية العامة للشرطة الفرنسية
  • هل تؤثر التوترات الإقليمية على حركة السياحة؟.. خبير يوضح
  • المستشار السياسي لحركة جيش تحرير السودان قيادة – مناوي: الانحياز للشعب موقف وطني راسخ لا حياد فيه ولا تراجع
  • سوري الأصل.. برشلونة يقترب من ضم ميسي الجديد
  • الحزب التقدمي الاشتراكي: الاعتداء الإرهابي على كنيسة بدمشق يهدف لنشر الفوضى