إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

التقت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس الإثنين عضو حكومة الحرب الإسرائيلية والخصم الرئيسي لبنيامين نتانياهو بيني غانتس في البيت الأبيض. وتتزامن زيارة غانتس مع خلافات متصاعدة بين واشنطن وتل أبيب بسبب الحرب في غزة. وعشية هذا الاستقبال دعت هاريس إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في القطاع المحاصر خلال الأسابيع الستة المقبلة.

 

وتوترت علاقات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي جو بايدن لدرجة أنه بعد مرور أكثر من عام على توليه منصبه، لم يتلق دعوة لزيارة واشنطن حتى الآن.

وأعربت هاريس عن "قلق بالغ" إزاء الوضع الذي يواجهه المدنيون في غزة، وفق ما أعلن مكتبها، غداة انتقادات صريحة وجهتها لإسرائيل بسبب موقفها من إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. 

وتأتي المحادثات غداة دعوة هاريس إلى وقف "فوري" لإطلاق النار، ودعوتها حكومة نتانياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة الذي تقول الأمم المتحدة إنه معرض لخطر المجاعة.  وتعد انتقادات هاريس الأكثر حدة في الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل منذ بدء الحرب في السابع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. 

وقالت مصادر طلبت عدم كشوف هويتها لوسائل إعلام إسرائيلية "لا يوجد سوى رئيس وزراء واحد".

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في اجتماع بالكنيست الاثنين "من المؤسف أن هذه الرحلة لم تنسق مسبقا مع رئيس الوزراء"، واصفا غانتس بأنه "الحلقة الضعيفة" في الحكومة وطلب منه إعلان معارضته صراحة لإقامة دولة فلسطينية.

وأضاف "غانتس يخدم إدارة بايدن وهو في الواقع يروج لخطتها الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية".

ومع تزايد الضغوط الأمريكية والدولية من أجل إحياء الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين، فإن استعداد غانتس للتفكير في نهاية سياسية للصراع يكشف الانقسامات بشكل أكثر وضوحا.

"لا توجد أعذار"

وسلط اللقاء مع غانتس، الزعيم المعارض الوسطي والقائد العسكري السابق، الضوء على الإحباط المتزايد للبيت الأبيض حيال الطريقة التي تتبعها حكومة نتانياهو اليمينية في الحرب التي قتل خلالها أكثر من 30 ألف شخص في غزة،  وخلقت كارثة إنسانية في القطاع. 

وسلطت زيارة غانتس أيضا الضوء على الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية.

وحضت هاريس إسرائيل على السماح بدخول مزيد من المساعدات، كما دعت حركة حماس إلى "قبول الشروط المطروحة على الطاولة" لهدنة مؤقتة.

ولدى وصوله إلى البيت الأبيض قال غانتس الذي انضم إلى حكومة الحرب كوزير بدون حقيبة، بعد هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر التي شنتها حماس ضد إسرائيل "مع الأصدقاء، يجب أن نتحدث دائما بصراحة، وهذا ما سنفعله".

وقالت نائبة الرئيس الأمريكي الأحد إن "على الحكومة الإسرائيلية فعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا توجد أعذار"، مضيفة أن إسرائيل "يجب أن تفتح نقاط عبور جديدة" و"ألا تفرض قيودا غير ضرورية على إيصال المساعدات".

ونفت هاريس وجود أي خلاف بينها وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعدما ذهبت في حدة انتقاداتها الأحد أبعد مما بلغه بايدن في انتقاده لتل أبيب. 

وكان بايدن قد وجه مطلع الشهر الماضي أكبر انتقاد أمريكي حينها للحرب في غزة، معتبرا أن الرد الإسرائيلي "تجاوز الحد". 

وعلى جدول أعمال زيارة غانتس لقاء مع مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك ساليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وفقا مسؤولين أمريكيين.

وتزايدت الدعوات الأمريكية لإسرائيل لبذل المزيد من الجهود لمعالجة الوضع الإنساني منذ مقتل فلسطينيين كانوا مصطفين للحصول على المساعدات في غزة الأسبوع الماضي. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الإثنين إن الوضع في غزة "لا يطاق"، مشيرا إلى أن بلاده متفائلة بأن طريقا بحريا جديدا لتوصيل المساعدات إلى غزة يمكن أن يكمل الجهود الحالية لإيصال المساعدات إلى القطاع.

وبالإضافة إلى الشاحنات التي تنقل المساعدات عبر معبرين حدوديين في جنوب غزة، تعاون الجيش الأمريكي مع عدد من الدول الحليفة خلال الأيام القليلة الماضية في إسقاط طرود مساعدات على غزة جوا، وسط تحذيرات من أن معظم السكان على شفا المجاعة.

وشدد ميلر على أن واشنطن "غير راضية على الإطلاق" عن جهود إسرائيل لإدخال المساعدات، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية ستواصل "الضغط على حكومة إسرائيل لتسهيل زيادة المساعدات إلى شمال" قطاع غزة.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج كامالا هاريس لقطاع غزة الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إسرائيل حماس جو بايدن البيت الأبيض كامالا هاريس إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة فلسطين حصار غزة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الرئیس الأمریکی فی غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما

واشنطن - رويترز
تقترح خطة أمريكية بشأن غزة اطلعت عليها رويترز اليوم الجمعة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وإطلاق سراح 28 من الرهائن الإسرائيليين (10 أحياء و18 متوفين) خلال الأسبوع الأول، وذلك مقابل الإفراج عن 1236 سجينا فلسطينيا وتسليم رفات 180 من الفلسطينيين.

وتشير الوثيقة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسيطين مصر وقطر سيضمنون تنفيذ الخطة، وتتضمن إرسال مساعدات إلى غزة فور توقيع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على اتفاق وقف إطلاق النار.

ويجري تسليم المساعدات "ﻋﺒﺮ ﻗﻨﻮات ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮭﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﮭﻼل اﻷﺣﻤﺮ".

وقال البيت الأبيض أمس الخميس إن إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن المحتجزين في غزة بأن إسرائيل قبلت الاتفاق الذي قدمه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط. وأحجم مكتب نتنياهو عن التعليق.

وقالت حركة حماس إنها تلقت رد إسرائيل على المقترح، الذي وصفته بأنه "لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا العادلة والمشروعة"، بما في ذلك وقف الأعمال القتالية على الفور وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.

وقال باسم نعيم القيادي في حماس "رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة (حتى في فترة التهدئة المؤقتة)، ولا يستجيب لأي من مطالب شعبنا وفي مقدمتها وقف الحرب والمجاعة".

وأضاف "مع ذلك تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح، في ظل ما يتعرض له شعبنا من إبادة".

وتنص الخطة الأمريكية على أن تطلق حماس سراح آخر 30 من 58 من الرهائن الإسرائيليين الباقين لديها بمجرد إعلان وقف دائم لإطلاق النار. وستوقف إسرائيل أيضا جميع العمليات العسكرية في غزة بمجرد سريان الهدنة.

وسيعيد الجيش الإسرائيلي أيضا نشر قواته على مراحل.

وأحبطت خلافات عميقة بين حماس وإسرائيل محاولات سابقة لاستعادة وقف إطلاق النار الذي انهار في مارس آذار.

وتصر إسرائيل على نزع سلاح حماس بالكامل وتفكيك قوتها العسكرية وإنهاء إدارتها في غزة، إضافة إلى ضرورة إطلاح سراح جميع الرهائن المتبقين في القطاع، وعددهم 58 رهينة، قبل أن توافق على إنهاء الحرب.

وترفض حماس التخلي عن سلاحها وتقول إن على إسرائيل سحب قواتها من غزة والالتزام بإنهاء الحرب.

وشنت إسرائيل عمليتها العسكرية على غزة ردا على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والذي تشير إحصاءاتها إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 واقتياد 251 رهينة إلى القطاع.

ويقول مسؤولو صحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أسفرت منذ بدايتها عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني وأدت إلى تدمير القطاع.

* تزايد الضغوط

تتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة، إذ طالبت دول أوروبية كثيرة، والتي تحجم عادة عن انتقاد إسرائيل علنا، بإنهاء الحرب وتوسيع جهود الإغاثة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الجمعة إن إسرائيل لا تسمح سوى بدخول كميات قليلة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع عدم إدخال أي أطعمة جاهزة تقريبا. ووصف متحدث باسم المكتب القطاع الفلسطيني بأنه "المكان الأكثر جوعا على وجه الأرض".

وقال ويتكوف للصحفيين يوم الأربعاء إن واشنطن على وشك "إرسال ورقة شروط جديدة" بشأن وقف إطلاق النار إلى طرفي الصراع.

وأضاف ويتكوف حينها "لدي شعور إيجابي جدا بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع".

ووفقا للخطة، يمكن تمديد وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما إذا لم تتوصل المفاوضات إلى وقف دائم لإطلاق النار خلال الفترة المحددة.

وقال القيادي الكبير في حماس سامي أبو زهري أمس الخميس إن بنود الخطة تتبنى الموقف الإسرائيلي ولا تتضمن التزامات بإنهاء الحرب أو سحب القوات الإسرائيلية أو السماح بدخول المساعدات كما تطالب حماس.

* توزيع المساعدات

قالت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة خاصة مدعومة من الولايات المتحدة وتؤيدها إسرائيل، إنها وزعت أكثر من 1.8 مليون وجبة هذا الأسبوع، ووسعت نطاق توزيع المساعدات إلى موقع ثالث أمس الخميس. وأعلنت المؤسسة عزمها فتح المزيد من المواقع خلال الأسابيع المقبلة.

وبعد انتقادات شديدة من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى، بدأت عمليات المؤسسة هذا الأسبوع في غزة، حيث قالت الأمم المتحدة إن مليوني شخص يواجهون خطر المجاعة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعا على دخول المساعدات إلى القطاع.

وشهدت بداية عمليات توزيع المساعدات مشاهد صاخبة يوم الثلاثاء، حيث اندفع آلاف الفلسطينيين إلى نقاط التوزيع، وأجبروا شركات الأمن الخاصة على الانسحاب.

وأدت البداية الفوضوية للعمليات إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل لإدخال المزيد من المواد الغذائية للقطاع ووقف القتال.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة إن بلاده قد تتخذ موقفا أكثر صرامة إذا استمرت إسرائيل في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

 

مقالات مشابهة

  • اللجنة الوزارية العربية تعقد اجتماعًا مع الرئيس الفلسطيني وتطالب إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات للقطاع
  • وزير الخارجية يؤكد لـ «مبعوث الرئيس الأمريكي» الأهمية البالغة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق الأوسط
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط
  • حماس تسعى لإدخال تعديلات على مقترح الهدنة الأمريكي
  • ايهود أولمرت: حكومة نتنياهو عصاية من المجرمين و أعداء لإسرائيل
  • حشود الجوعى في غزة تعود أدراجها خالية الوفاض بعد إطلاق نار قرب مركز مساعدات أمريكية
  • “كمائن موت للجوعى”.. الفصائل: مجزرة رفح جرت بتواطؤ دولي ومشاركة أمريكية 
  • مسؤول في حماس يعلق على انتقادات ويتكوف لرد الحركة على مقترحه
  • تفاصيل المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوما