الجزيرة:
2025-05-16@05:27:44 GMT

نهاية الدبلوماسية والخطاب والضمير

تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT

نهاية الدبلوماسية والخطاب والضمير

استضافَ منتدى أنطاليا للدبلوماسيّة الذي عُقد في تركيا، العديدَ من رجال الدولة والدبلوماسيين والشخصيات الهامّة من جميع أنحاء العالم.

شارك في المنتدى 4700 شخص من 148 دولةً، وكان الموضوع الرئيسي هو: "إبراز الدبلوماسية في زمن الأزمات".

وعندما نتحدّث عن الأزمات، يتبادرُ إلى الذهن، على الفور، أزمةُ غزة، وهي أكبر أزمة إنسانية وسياسية وجغرافية، شهدها العالم في الخمسين عامًا الماضية.

في هذا السياق، أدانَ الجميعُ، بمن فيهم رؤساء الدول، الإبادةَ الجماعيةَ والمجازر، والاحتلال الوحشي الذي قامت به إسرائيل.

إسرائيل تجاوزت الحدود بالفعل

وفي الأيام التي عُقد فيها هذا الاجتماع، كانت المنطقة الحدوديّة لرفح ـ التي لجأ إليها تقريبًا جميع سكان قطاع غزة باعتبارها آمنة ـ تتعرضُ باستمرار للقصف من قبل إسرائيل. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن عدد الضحايا بواقع 30410 أشخاص. وفي المقابل، أعلن "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" ـ ومقره أوروبا ـ عن أنّ دبابات إسرائيليّة قتلت عمدًا العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة.

في الوقت نفسه، كانت الطائراتُ التابعةُ للولايات المتحدة الأميركيّة ومصر تلقي مساعدات إنسانية على غزّة من الجو، وكأنهم استخدموا الطريق الجوي بدلًا من معبر رفح الذي دُمّر بسبب القصف، ولا يمكن فتحه، دون خجل (!)

لقد قاموا بقصف الأشخاص الذين كانوا يحاولون تسلُّم هذه المساعدات بقذائف المدفعيّة الإسرائيلية، ولقي 112 شخصًا مصرَعهم في مكان الحادث. في المقابل لم ترد إسرائيل على ردود الفعل الدولية المستنكرة لهذا الهجوم؛ لأن مسؤولي إسرائيل المغفلين قد تجاوزوا الحدود.

لقد انتقلوا إلى مستوى لا يوجد فيه قيم إنسانية أو قانونية أو أخلاقية. ولهذا السبب، فإن الدبلوماسية والخطاب والضمير قد وصلت إلى نهايتها في غزة.

أصوات الضمائر تصطدم بالدبابات الإسرائيلية

إنّ الدبلوماسيةَ والتّواصلَ ومناشدة الضمير لا يمكن أن تحدث إلا في عالم أخلاقي. بالطبع، في بيئة تعمل فيها قواعد القانون الدولي والعَلاقات الدولية، هناك فائدة كبيرة لهذه الأمور، ولكن هذا لم يعد قاعدة سارية المفعول بالنسبة لإسرائيل الآن.

لا تهتمُ إسرائيل بأن تكون جميع الشوارع من لندن إلى ماليزيا، من البوسنة إلى جنوب أفريقيا مليئة بالأشخاص ذوي الضمائر الحية، الذين يلعنون إسرائيل.

إنّ أصوات الضمائر التي تناشد القلوب، سواء كانت لفنانين عالميين، أو نجوم هوليوود، أو علماء، أو رجال دين، أو البابا، تصطدم بدبابات إسرائيل وتسقط أرضًا.

لا يمكن لأحد أن يقول؛ إن جميع دعوات وردود الفعل والاستنكارات، التي تم إطلاقها على مستوى رؤساء الدول في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، أثّرت على المسؤولين في إسرائيل الذين أمروا بقتل الأطفال.

لم نرَ أيَّ تأثير لدعوات واستنكارات الاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، على الصواريخ والطائرات والدبّابات الإسرائيلية.

إذن، لماذا يستمر العالم بالتمسّك بهذه البيانات بإصرار؟

بماذا تفكر الأم الفلسطينية التي قُتل طفلها في طابور الخبز عندما تسمع هذه النداءات، في رأيك؟

يجب أن تدفع إسرائيل الثمن

الجميع يعلم، الآن، أنّ إسرائيل، التي تسحقُ جميع القيم الإنسانية بدباباتها، وتضرب بصواريخها، لا تتأثر بتلك النداءات. الآن، يتطلبُ الأمر خطوات تجعل إسرائيل تدفع الثمن، فيجب عزل إسرائيل عن العالم، وقطع كل العلاقات التجارية معها، وفرض حظر في جميع المجالات، بما في ذلك إغلاق الأجواء أمام طائراتها والموانئ البحرية أمام سفنها.

ويجب إرسال قوّات السلام لوقف الجيش الإسرائيلي القاتل، ويجب حماية الشعب الفلسطيني برعاية الأمم المتحدة والدول الإسلامية، كما يجب فتح معبر رفح، ورفع الحصار عن غزة.

على الأقل، سيجعل أيٌّ من هذه الإجراءات إسرائيلَ تدفعُ الثمن.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات

لم تعد دمية "لابوبو" حكرا على غرف الأطفال، بل أصبحت قطعة مميزة في إطلالات المشاهير وعالم الموضة. فهذه الدمية الصغيرة ذات الوجه الغريب، التي ظهرت لأول مرة عام 2015 ضمن سلسلة "الوحوش" من إبداع الفنان الهولندي من أصل هونغ كونغي كاسينغ لونغ، تحولت إلى ظاهرة ثقافية وتجارية تخطت الأعمار والحدود، وجذبت اهتمام الإعلام والمشاهير، وجامعي المقتنيات حول العالم.

من قصص الأطفال إلى صناديق الكبار

صُممت "لابوبو" بالأساس كشخصية في كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية، لكن تصميمها الذي يمزج بين البراءة والغموض -بأذنين ناعمتين وأسنان حادة- فتح لها بابا نحو جمهور مختلف تماما. إذ لم يكن طريق الشهرة ممهدا عبر حملات تسويقية موجهة للأطفال، بل عبر ظهورها في أيدي نجوم كبار مثل ليسا من فرقة "بلاك بينك" (BLACKPINK) وريانا، اللتين شوهدتا مع دمى لابوبو تتدلى من حقائبهما الفاخرة، مما دفع ملايين المتابعين إلى اقتنائها.

"لابوبو هي طفلي"، قالتها ليسا في مقابلة مع (Teen Vogue)، لتشعل موجة شغف عالمية.

دمى لابوبو تتدلى من حقائب المشاهير الفاخرة (غيتي إيميجز) أرقام فلكية وسوق متفجر

تباع دمى لابوبو في شكل "صناديق عشوائية" (Blind Boxes)، حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها حتى يفتح العبوة. تتراوح أسعارها في المتاجر الآسيوية ما بين 13 و16 دولارا، لكنها تُباع حاليا على مواقع مثل "ستوك إكس" (StockX) و"إي باي" (eBay) بأسعار تفوق التصور:

إعلان

بعض النماذج الشهيرة تُعرض بسعر 300 دولار، أما الإصدارات النادرة قد تصل إلى 1580 دولارا على موقع "بوب مارت" (Pop Mart).

بينما نموذج "سيكريت" (Secret) النادر جدا، الذي تبلغ احتمالية ظهوره 1.4% فقط، يُعرض في مزادات إلكترونية مقابل 1920 دولارا.

في حين تباع نسخة "بيغ انتو إنيرجي" (Big Into Energy) على متجر أمازون بسعر 167 دولارا للعلبة، أو 101 دولار للدمية الفردية.

وهذا ما يدفع كثيرين للوقوف في طوابير تمتد لساعات -بل أيام- على أمل الفوز بدمية نادرة أو حصرية.

دمى لابوبو تباع في شكل "صناديق عشوائية" حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها حتى يفتح العبوة (شترستوك) صناعة تسويقية محكمة

اعتمدت شركة "بوب مارت" على إستراتيجية تسويقية ذكية قائمة على الإصدارات المحدودة والندرة، كما حدث مع دمى "بيني بيبيز" (Beanie Babies) في التسعينيات. كل دفعة جديدة تصدر بعد حملة تشويقية، ثم تُسحب بسرعة من الأسواق، مما يرفع الطلب بشكل كبير ويحوّل سوق المقتنيات إلى جزء أساسي من إستراتيجية الشركة.

لكن اللافت في ظاهرة لابوبو أنها ليست موجهة للأطفال، بل للبالغين. تتصدر صورها حسابات مشاهير الموضة، وتناقشها مجلات الرجال مثل "جي كيو" (GQ) كإكسسوار فاخر في حقائب الرجال. على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، وتحصد مقاطع فتح الصناديق ملايين المشاهدات، وتُستخدم وسوم مثل #Labubu لتوثيق مجموعات منسقة بعناية، وغالبا مزودة بأحذية بلاستيكية (تباع بـ22 دولارا) وملابس مصممة خصيصا.

لماذا لابوبو الآن؟

تفسّر الأكاديمية الأميركية غوزدي غونكو بيرك لصحيفة الغارديان الأميركية هذه الظواهر بقولها إن الصيحات لا تنشأ من فراغ، بل تعبّر عن قلق ثقافي، وتحولات تكنولوجية، ورغبات مشتركة يصعب التعبير عنها، لكن يسهل التعلق بها. في عالم يعج بعدم اليقين والاستهلاك المفرط، توفر دمية واحدة ذات وجه وحش عزاء عاطفيا ومهربا إلى طفولة مفقودة. "ربما تمثل لابوبو وهم البساطة الذي نحاول أن نتمسك به أمام تعقيدات حياة الكبار".

إعلان

مقالات مشابهة

  • هذه الشركات التي ألغت رحلاتها إلى إسرائيل خشية صواريخ الحوثي
  • سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • إسرائيل توافق.."مؤسسة غزة الإنسانية" تبدأ توزيع المساعدات قبل نهاية مايو
  • برلمانية إسبانية لـعربي21: أدعو لقطع جميع العلاقات الأوروبية مع إسرائيل (فيديو)
  • فروسية الجزيرة: فخورون بنجاح مصر في استضافة بطولة العالم العسكرية
  • مغردون يرحبون بصواريخ الحوثي التي ضربت إسرائيل
  • وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية لـ سانا: نشكر أشقاءنا وأصدقاءنا، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية تركيا، وغيرهم، الذين وقفوا وساهموا في القرار الأمريكي، كما نشكر الإدارة الأمريكية على تفهمها للتحديات التي تواجهنا، والشكر موصول ل
  • رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين
  • حاورته الجزيرة نت.. طبيب فلسطيني ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة بالعالم