وانغ يي: الصين وروسيا وضعتا نموذجا جديدا للعلاقات بين القوى الكبرى
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
صرح وزير الخارجية الصيني الخميس بأن بكين وموسكو أنشأتا "نموذجا جديدا" للعلاقات بين القوى العظمى، مؤكدا أن الصين ستكون قوة عالمية للسلام والاستقرار.
وقال وانغ يي في مؤتمر صحافي على هامش الدورة الثانية للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني في بكين اليوم الخميس، إن "الصين وروسيا وضعتا نموذجا جديدا للعلاقات بين القوى الكبرى يختلف تماما عن حقبة الحرب الباردة القديمة"، مضيفا أن العلاقات الثنائية تقوم على "أساس عدم الانحياز وعدم المواجهة وعدم الاستهداف لأطراف ثالثة".
ودعا وانغ إلى تعزيز دور الأمم المتحدة وليس إضعافه، وقال في إشارة إلى بلاده وروسيا: "سنمضي قدما في تعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف، ودعم تعددية الأقطاب الحقيقية، ونظام دولي تقع في قلبه الأمم المتحدة، ونحافظ على الأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين.
إقرأ المزيدواعتبر أن فرصا جديدة للتنمية تظهر في العلاقات بين البلدين، مؤكدا رغبة بكين في العمل المشترك مع موسكو "إعطاء زخم جديد للتعاون ومواصلة تعزيز أساس الصداقة بين الشعبين".
وشدد الوزير الصيني على أنه "في مواجهة الاضطرابات المعقدة في البيئة الدولية، ستستمر الصين في كونها قوة للسلام وقوة للاستقرار وأيضا قوة للتقدم في العالم".
وانغ: انفصال تايوان خط أحمر
ووصف وزير الخارجية الصيني انفصال تايوان عن الصين بأنه "خط أحمر" بالنسبة لبكين، وقال: "سياستنا واضحة للغاية - مواصلة السعي لتحقيق إعادة التوحيد السلمي بأقصى قدر من الإخلاص، وخطنا الأحمر واضح للغاية أيضا هو أننا لن نسمح أبدا بانفصال تايوان عن الوطن الأم"، مضيفا أن الأمن في مضيق تايوان مرهون بالالتزام بمبدأ "صين واحدة".
وانغ: أين ثقة واشنطن بالنفس؟
وأشار وانغ إلى أن الولايات المتحدة تلقي باللائمة على الصين "تحت أي ذريعة"، وقال إن الأساليب التي تستخدمها لقمع الصين يتم تجديدها باستمرار، وقائمة العقوبات الأحادية يتم توسيعها باستمرار"، مضيفا أن "الرغبة في تكديس اللوم تحت أي ذريعة وصلت إلى مستوى غير معقول".
واعتبر الوزير الصيني أن ذلك دليل على ضعف ثقة الولايات المتحدة بالنفس كقوة كبرى، وقال: "إذا كانت الولايات المتحدة تقول دائما شيئا وتفعل شيئا آخر، فأين مصداقية قوة كبرى؟ إذا كانت الولايات المتحدة تنزعج وتقلق كل مرة تسمع فيها كلمة الصين، فأين ثقتها بنفسها؟".
وأكد أنه لا يمكن تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلا على أساس الاحترام المتبادل لمصالح كل منهما.
وانغ: موقف الاتحاد الأوروبي غير واقعي
كما انتقد وانغ موقف الاتحاد الأوروبي من الصين وسط تصاعد التوتر بين العملاقين الاقتصاديين بشأن التجارة والتكنولوجيا وقضايا أخرى.
وقال تعليقا على تحديد الاتحاد الأوروبي لبكين على أنها "شريك ومنافس وخصم مؤسسي"، إن "هذا الوضع الثلاثي ليس واقعيا أو قابلا للتنفيذ، وقد تسبب في الواقع بتدخلات وعراقيل غير ضرورية أمام تطوير العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي".
النزاع في أوكرانيا
بشأن الوضع حول أوكرانيا، قال الوزير الصيني إن الجهود التي تبذلها بلاده "تهدف إلى تمهيد الطريق لإنهاء الصراع وبدء مفاوضات السلام".
وأضاف: "تأمل الصين في إعادة السلام والاستقرار بسرعة في القارة الأوروبية وستواصل القيام بدورها البناء لتحقيق ذلك".
وأشار وانغ يي إلى أن الصين تدعم عقد مؤتمر دولي في الوقت المناسب، ستوافق عليه روسيا وأوكرانيا مع ضمان المشاركة المتساوية لجميع الأطراف، وليشهد "مناقشات عادلة حول جميع مقترحات السلام".
واعتبر وانغ أنه "لا يمكن إنشاء نظام أمني فعال في أوروبا إلا إذا التزمت جميع الدول تماما بميثاق الأمم المتحدة وأخذت في الاعتبار مصالح بعضها البعض".
المنصدر: وكالات
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الأزمة الأوكرانية الأمم المتحدة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا القضية الفلسطينية بكين عقوبات اقتصادية موسكو الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
كيف جعلت الصين شركة آبل أسيرة لمصالحها الاقتصادية؟
سلط تقرير نشره موقع "بيزنس أنسايدر" الضوء على ارتباط شركة "آبل" الشديد بالصين نتيجة استثمارات ضخمة استمرت لعقود، مما يوضح صعوبة فصل الشركة عن بكين رغم التصريحات عن نقل بعض عمليات التصنيع إلى دول أخرى مثل الهند وفيتنام.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع تصاعد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يطالب شركة "آبل" بنقل إنتاجها من الصين إلى الولايات المتحدة، تبرز تساؤلات حول ما أدى بالشركة الامريكية الأصل إلى الاعتماد على الصين بالأساس.
ويقول باتريك ماكجي، وهو صحفي نشر حديثا كتاب "آبل في الصين: الاستيلاء على أعظم شركة في العالم"، إنه يعرف السبب؛ حيث إن هذا الأمر وفر لشركة أبل منظومةً متكاملةً تُمكّنها من تصنيع أجهزة فائقة التعقيد على نطاق واسع. لكنه يشير إلى أن الأمر عاد على الصين بفائدة أكبر، إذ أتاحت أبل للمهندسين الصينيين الوصول إلى تقنيات قيّمة مكّنتهم من بناء سلاسل توريد أخرى عالية القيمة.
وقد خلق هذا الأمر مشكلةً للرئيس التنفيذي لشركة "آبل"، تيم كوك، إذ لم يعد قادرًا على انتزاع الشركة من الصين.
وتحدث الموقع مع ماكجي عن سبب اعتقاده باستحالة نقل إنتاج "آيفون" إلى الولايات المتحدة، ولماذا يعتقدُ أن تصريحات أبل بأنها تنقل بعض الإنتاج إلى الهند وفيتنام، للتهرب من بعض الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين، مُضلِّلٌ للغاية.
وأوضح ماكجي أن الولايات المتحدة تفتقر إلى أشياء كثيرة لتحقيق هذه النقلة: أحدها الكثافة السكانية، فالمدينة الصناعية في الصين قد تضم 500 ألف شخص لتجميع أجهزة آيفون. وما لا يفهمه الناس هو أنهم لا يفعلون ذلك على مدار السنة، بل يفعلون ذلك لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، ثم ينتقلون إلى مشروع آخر. ولا تتحمل أبل التكلفة، بل تستخدم شركات مثل فوكسكون للقيام بالتصنيع كخدمة.
وبحسب أحد المحللين، فإن الأمر يشبه أن يترك كل سكان بوسطن أعمالهم ويعملون فقط على أجهزة آيفون. ورغم أن هذا الكلام صحيح، إلا أنه يُقلل من حجم التحدي، لأنه قد يتطلب أن تنقل مدينة بوسطن نفسها إلى مكان آخر لتجميع هواتف آيفون لمدة بضعة أسابيع ثم الانتقال إلى مشروع آخر.
وتتمتع الصين بهذا التعداد السكاني العائم، وهذه القوة العاملة وحدها أكبر من إجمالي القوى العاملة في أمريكا بأكملها. لذا لن تتمكن أمريكا أبدًا من مجاراتهم من حيث الكثافة السكانية، وخاصة ديناميكية السكان، حسب التقرير.
وأضاف الموقع أن الصين تملك أيضا بنية تحتية ضخمة: سلسلة كاملة من المصانع والوحدات الفرعية والمقاولين من الباطن، جميعها مصممة لتزويد أبل بالمنتجات التي تحتاجها في لمح البصر. ووفقا لماكجي فإن الوقت الذي تستغرقه الصين في بناء مصنع جديد، تستهلكه الولايات المتحدة في الإجراءات الورقية البيئية.
وعند سؤاله عن حقيقة تصريح "آبل" بأن جميع أجهزة آيفون، التي تبيعها الشركة في الولايات المتحدة خلال الربع القادم على الأقل ستُصنع في الهند، وأن معظم الأجهزة الإلكترونية الأخرى التي تبيعها في الولايات المتحدة ستُصنع في فيتنام، أوضح ماكجي أن التجميع النهائي فقط هو ما يجري في هذه الدول، في محاولة لتجنب الرسوم الجمركية.
وتابع بأنه ليس هناك إنتاج فعلي يحدث في الهند، وإذا اشتريت هاتف آيفون السنة المقبلة، فسيكون مكتوبًا عليه "صُنع في الهند"، لكن هذا الهاتف لن يكون أقل اعتمادًا على سلسلة التوريد التي تتمحور حول الصين من أي هاتف آيفون آخر اشتريته من قبل.
وأشار الموقع إلى أن شركة "آبل" صرّحت بأن الرسوم الجمركية الحالية ستكلفها 900 مليون دولار في الربع القادم، قد يبدو هذا رقمًا كبيرًا، لكنه ليس كذلك إذا ما قورن بأرباح الشركة البالغة 100 مليار دولار سنويًا. لذا، يبدو أن هذه مشكلة قابلة للحل بالنسبة لشركة أبل: عليهم نقل التجميع النهائي إلى الهند، وتحمل بعض التكاليف.
وأكد ماكجي أن الأمر قد يكون أكثر خطورة بكثير لأن العلاقات الاقتصادية التي تربط أبل بالصين غير قابلة للكسر، مما يعني أنهم لن يكونوا قادرين على مغادرة الصين في أي وقت قريب.
ومع ذلك، فإن تصميم منتجات متطورة وبنائها في الصين يتسبب بطبيعته في نقل التكنولوجيا من أمريكا إلى الصين على مستوى جنوني، وإذا كانت الصين تشكل تهديدا فعليا لأمريكا، فمن الجنون أن تستمر أعظم شركة في العالم بتزويد الصين بهذه المعرفة التكنولوجية.