صحيفة أميركية تكشف تفاصيل الخطوة “الجريئة” لقوات أوكرانية في السودان
تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT
كشف تحقيق لصحيفة "وول ستريت جورنال" تفاصيل تتعلق بتقديم أوكرانيا الدعم العسكري للجيش السوداني في قتاله ضد قوات الدعم السريع، من بينها إرسال قوات كوماندوز أوكرانية للسودان للقتال إلى جانب القوات الحكومية.
وقالت الصحيفة إن المعلومات التي استندت عليها في هذا التحقيق تستند إلى مقابلات مع العديد من أفراد القوات الأوكرانية الذين قاتلوا في السودان، وكذلك مع جنود سودانيين، ولقطات فيديو من السودان اطلعت عليها الصحيفة.
وفقا للتحقيق فقد اتصل قائد قوات الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما وجد نفسه محاصرا من قبل قوات الدعم السريع في الخرطوم الصيف الماضي.
وتشير الصحيفة إلى أن زيلينسكي كانت لديه أسباب لأخذ الطلب على محمل الجد، نظرا لأن البرهان كان يزود كييف بهدوء بالأسلحة بعد وقت قصير من غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، وفقا لمسؤولين عسكريين أوكرانيين وسودانيين.
عناصر من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل الحرب - صورة أرشيفية.
بعد "فيديو جديد".. هل تنفذ أوكرانيا عمليات "خاصة" في السودان؟
ذكر تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أن معلومات ومقاطع فيديو أفادت أن قوات خاصة أوكرانية تعمل في السودان لدعم جيش البلاد ضد مرتزقة فاغنر الروس المتحالفين مع قوات الدعم السريع.
والسبب الآخر، بحسب الصحيفة، يعود إلى الدعم الذي كان يقدم لقوات الدعم السريع من قبل مجموعة فاغنر، التي قامت أيضا بتعدين الذهب في البلاد واستخدمته لتمويل حرب موسكو في أوكرانيا.
في غضون أسابيع قليلة من المكالمة الهاتفية، هبطت قوات خاصة أوكرانية في السودان وبدأ القتال لطرد قوات الدعم السريع من الخرطوم، وفقا لعدد من الجنود الأوكرانيين المشاركين في العملية.
وتعزو الصحيفة هذه الخطوة "الجديدة والجريئة" من جانب كييف إلى جزء من استراتيجية لتعطيل العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج، وجعل الحرب أكثر تكلفة بالنسبة لموسكو.
تنقل الصحيفة عن ضابط أوكراني يبلغ من العمر 40 عاما، يقود أحد الفرق الأوكرانية في السودان القول إن "من المستحيل التغلب على روسيا بمجرد القتال على قطعة صغيرة من الأرض، مثل خط المواجهة في أوكرانيا".
ويضيف الضابط الذي لم يتم الكشف عن اسمه قائلا: "إذا كان لديهم (الروس) مناجم ذهب في السودان، فنحن بحاجة إلى جعلها غير مربحة".
متى بدأت القصة؟
هبطت الدفعة الأولى من القوات الأوكرانية والمقدر عددها بنحو 100 جندي، معظمهم من وحدة تيمور التابعة للاستخبارات العسكرية الأوكرانية في السودان في منتصف أغسطس الماضي، بحسب الصحيفة.
عمل جنود سودانيون تدربوا سابقا في أكاديميات عسكرية روسية كمترجمين للقوات الأوكرانية.
الاشتباكات المسلحة مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم
تقرير: أوكرانيا ربما نفذت ضربة ضد "حلفاء فاغنر" في السودان
ربما تكون أوكرانيا قد استهدفت قوات الدعم السريع التي تدعمها مجموعة فاغنر الروسية في جبهة جديدة، فقد كشف تقرير حديث أن كييف استهدفت عناصر للمجموعة في العاصمة السودانية الخرطوم حيث يدور صراع منذ أشهر.
وتبين الصحيفة أن المهمة الأولى للأوكرانيين كانت تتمثل بالمساعدة في إخراج البرهان، الذي كان محاصرا من قبل قوات الدعم السريع، من الخرطوم.
لكن بعد وقت قصير من وصول الأوكرانيين للبلاد نجح البرهان في الخروج والتوجه في قافلة إلى مجمع خارج العاصمة حيث كان يتمركز الأوكرانيون.
ووفقا لمسؤولين سودانيين تحدثوا للصحيفة فقد نجح حراس البرهان في تهريبه إلى خارج الخرطوم.
وتتابع الصحيفة أن البرهان شكر الأوكرانيين على جهودهم، ثم توجه إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر والتي لا تزال تخضع لسيطرة لقوات الجيش، والتقى بعدها بزيلينسكي في مطار شانون بأيرلندا بعد بضعة أسابيع.
زودت القوات الأوكرانية حراس البرهان ببنادق رشاشة وكواتم صوت جديدة، ثم حولت انتباهها إلى محاولة إخراج قوات الدعم السريع المدعومة من فاغنر من الخرطوم.
وقال ضابط في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية يبلغ من العمر 30 عاما قاد أول مجموعة من الأوكرانيين للوصول إلى السودان، إن فريقه وجد نوعا مختلفا تماما من الصراع عن ذلك الذي تركوه وراءهم في أوروبا الشرقية.
كان المقاتلون السودانيون من كلا الجانبين يتقاتلون وهم يرتدون الصنادل، وفي بعض الأحيان يطلقون ذخيرة مخازن كاملة بينما كانوا يضعون بنادقهم فوق رؤوسهم، غير قادرين على رؤية ما كانوا يطلقون النار عليه.
كذلك لم يحصل الكثير من أفراد الجيش السوداني على رواتبهم منذ بدء القتال قبل أشهر، مما أدى إلى تراجع معنوياتهم، فيما لم يكن المقاتلون يرتدون علامات لإظهار الجانب الذي ينتمون إليه، وكانت النيران الصديقة تشكل تهديدا منتظما، وفقا للصحيفة.
بالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن أي من الجانبين من شن هجمات ليلية وهو ما شكل نقطة تفوق بالنسبة للأوكرانيين، المجهزين بنظارات رؤية ليلية والطائرات مسيرة.
كان الأوكرانيون يغادرون قاعدتهم حوالي الساعة الثامنة مساء، متجهين إلى الخرطوم في مجموعات مكونة من ستة أشخاص تقريبا يتنقلون بشاحنات صغيرة.
وفي مقطع فيديو شاهدته الصحيفة، أطلق الأوكرانيون النار على مبنى سكني، قال الضابط الأوكراني إنه كان يشكل قاعدة لقوات الدعم السريع.
وبمجرد وصول تعزيزات قوات الدعم السريع، أسقط الأوكرانيون ذخائر عليهم من طائرات مسيرة.
في البداية، تفاجأ مقاتلو قوات الدعم السريع، الذين اعتادوا النوم في العراء على طول خط الجبهة، بالغارات الليلية، ثم بدأوا في إخفاء مواقعهم.
كانت الفرق الأوكرانية تنسحب دائما إلى قاعدتها بحلول الصباح، خوفا من لفت الانتباه، حيث يقول الضابط الأوكراني: "حتى لو أردنا القيام بشيء ما خلال النهار، فنحن مجموعة من الأشخاص البيض، سيدرك الجميع وجودنا".
وبالإضافة لذلك تقول الصحيفة إن القوات الأوكرانية بدأت في تدريب الجنود السودانيين على بعض التكتيكات نفسها التي ساعدتهم على صد تقدم الجيش الروسي، وخاصة استخدام الطائرات المسيرة.
وقال مسؤول عسكري سوداني ومستشار لقوات الدعم السريع إن كييف ساعدت في تزويد قوات الجيش السوداني في فبراير الماضي بطائرات مسيرة تركية متطورة من طراز "بيرقدار تي بي 2" قادرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة.
ورفض مسؤولون من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية التعليق على مساعدة السودان في شراء طائرات "بيرقدار"، وفقا للصحيفة.
وفي مقابلة مع الصحيفة، رفض اللفتنانت جنرال كيريلو بودانوف، الذي يقود وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية التعليق على ما إذا كانت وكالته قد نشر قوات في السودان، لكنه أوضح في الوقت ذاته وجهة نظر بلاده بشأن إرسال قوات إلى الخارج.
وقال بودانوف إن "الحرب عمل محفوف بالمخاطر.. ونحن في حرب شاملة مع روسيا... لديهم وحدات في أجزاء مختلفة من العالم، ونحاول أحيانا ضربهم هناك".
بالمقابل لم يستجب المتحدث باسم زيلينسكي لطلبات التعليق التي أرسلتها "وول ستريت جورنال".
واندلع القتال في السودان في أبريل من العام الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو. وأدى النزاع إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين والتسبب بكارثة إنسانية.
الحرة / ترجمات - واشنطن
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العسکریة الأوکرانیة أوکرانیة فی السودان القوات الأوکرانیة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان.. اتهامات لـ«الدعم السريع» بقصف مستشفيات ومستودعات غذاء وقتلى بين المدنيين
اتهمت وزارة الخارجية السودانية، اليوم السبت، قوات “الدعم السريع” بشن هجمات عنيفة استهدفت مستودعات برنامج الغذاء العالمي في مدينة الفاشر، بالإضافة إلى قصف مستشفى الضمان بمدينة الأبيض، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المرضى والعاملين في المنشأة الطبية.
وأفاد بيان رسمي صادر عن الوزارة بأن الهجوم أدى إلى مقتل 16 مريضًا كانوا يتلقون العلاج داخل مستشفى الأبيض، إضافة إلى إصابة عدد آخر من المرضى وطاقم المستشفى الطبي.
ووصف البيان تلك الهجمات بأنها “جرائم كبرى” تمثل استهدافًا ممنهجًا للمدنيين والمؤسسات الإنسانية والمرافق الحيوية بهدف إيقاع أكبر خسائر في الأرواح وعرقلة تقديم الخدمات الأساسية مثل الغذاء والمياه والعلاج والكهرباء.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع نفذت، يوم الأربعاء الماضي، هجومًا عبر الطائرات المسيرة على سوق شعبي بمدينة الخوي أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين، بالإضافة إلى قصف حي سكني في مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان راح ضحيته مواطنان وأصيب عدد آخر، إلى جانب استهداف موقع عسكري في المدينة أدى إلى سقوط قتلى وتدمير مركبات.
وشددت وزارة الخارجية على أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق تصعيد عسكري مستمر من قبل قوات الدعم السريع، التي استهدفت معظم المستشفيات العاملة في الفاشر وأخرجتها من الخدمة، وقصفت معسكر زمزم للنازحين على مدار عام كامل، ثم شنت هجومًا بريًا دمويًا أسفر عن مئات القتلى وأخذ رهائن من النازحين.
وأفادت تقارير إعلامية محلية بسقوط عشرات القتلى والجرحى المدنيين جراء الهجمات الجوية التي شنتها قوات الدعم السريع في ولايتي غرب وجنوب كردفان، وسط مواجهات عنيفة مع الجيش السوداني الذي يحرز تقدمًا ملحوظًا في عدد من المدن في الإقليم.
وكان الجيش السوداني أعلن مؤخرًا تطهير كامل ولاية الخرطوم من قوات الدعم السريع، متعهدًا بمواصلة العمليات حتى استعادة السيطرة على جميع مناطق البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن الحرب اندلعت في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، مخلفة مئات القتلى والجرحى المدنيين، وسط محاولات وساطات دولية وعربية لوقف إطلاق النار التي لم تُثمر حتى الآن، هذا التصعيد العسكري الأخير يفاقم معاناة المدنيين في السودان، ويزيد من الأزمات الإنسانية التي تعاني منها البلاد، ويهدد استقرار المنطقة بأسرها.