الجزيرة:
2025-10-12@22:32:11 GMT

اليوم العالمي للمرأة.. احتفال في سياق الأزمات

تاريخ النشر: 8th, March 2024 GMT

اليوم العالمي للمرأة.. احتفال في سياق الأزمات

يحتفل العالم في 8 مارس/ آذار من كل عام باليوم العالميّ للمرأة، وهو فرصة لتجسيد إرادة المرأة والتحديات التي تواجهها في جميع أنحاء العالم.

تواجه المرأة في عام 2024 مجموعة واسعة من التحديات، حيث يعاني العديد من البلدان من الصعوبات الاقتصادية والصراعات السياسية، التي تؤثّر بشكل خاص في حياة المرأة؛ فالنّساء يواجهن العديد من التحديات الجديدة كل يوم؛ من أجل إعالة أنفسهنّ وأسرهنّ.

وبالرغم من كل ذلك، تظل قدرتهن على الصمود ملحوظة؛ إذ يتكيف العديد منهن مع الظروف الصعبة. وفي ظل هذا الواقع، تبرز النساء كقوى دافعة للتغيير والتنمية، فهنّ يسعين جاهدات لتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي لأنفسهن ومجتمعاتهن.

على مرّ العصور، أثبتت المرأة أنها قادرة على التأثير والإبداع في مختلف المجالات، رغم التحديات والقيود التي تعيق تطورها وتقدمها.

من النضال إلى الاحتفال

تعود أصول الاحتفال بيوم المرأة العالمي إلى أوائل القرن العشرين، إذ كانت تختبر ظروفًا قاسية في مجال العمل، من ظلم وتمييز.

في 8 مارس 1908، نظمت مجموعة من النساء العاملات في مدينة نيويورك، مسيرةً احتجاجيةً للمطالبة بتحسين ظروف العمل، وزيادة الأجور والمساواة بين الجنسين.

في السنوات التالية، واصلت الحركة النسائية النضال من أجل حقوقهنّ، ومن أجل تحسين ظروف العمل، وبدأ الاحتفال بيوم 8 مارس باعتباره يومًا للنضال من أجل حقوق المرأة، والمساواة بين الجنسين.

وعلى غرار الولايات المتحدة الأميركيّة، انعقد في كوبنهاغن بالدانمارك عام 1910، مؤتمرٌ دولي للنساء العاملات بقيادة الاشتراكية كلارا زيتكين، شاركت فيه 100 امرأة من 17 دولة مختلفة، قامت زيتكين خلاله بتقديم اقتراح بتحديد يوم عالمي للمرأة يُخصص للنضال من أجل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمرأة. تمت الموافقة على اقتراحها بالإجماع.

وفي العام التالي، في 19 مارس 1911، احتفل ملايين الأشخاص في النمسا والدانمارك وألمانيا وسويسرا باليوم العالمي الأول للمرأة، وفي عام 1913 تقرر إعلان الثامن من مارس يومًا للاحتفال.

فى عام 1975، اكتسب هذا الاحتفال طابعًا عالميًّا، وذلك بعد قيام الأمم المتحدة بالاحتفال به. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الأمم المتحدة الراعي الرئيسي لهذا الحدث السنوي، مع اختيار موضوع مختلف كل عام.

الاستثمار في المرأة

تختلف شعارات اليوم العالمي للمرأة كل عام؛ ففي عام 2022 كان شعاره "المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام"، وفي عام 2023 "الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين"، أما شعار هذا العام فهو: "الاستثمار في المرأة: تسريع التقدم".

ويهدف هذا الشعار إلى تسليط الضوء على نقص الاستثمار في جهود المساواة بين الجنسين، الأمر الذي يقود ركيزة أساسية لبناء مجتمعات شاملة للجميع، فتقدم المرأة يعود على الجميع بالنفع.

وبحسب تقرير جديد للأمم المتحدة صدر في 7 سبتمبر / أيلول 2023، فقد أكد الحاجةَ إلى استثمارات إضافية بقيمة 360 مليار دولار أميركي سنويًّا؛ لتحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة عبر الأهداف العالمية الرئيسية بحلول عام 2030.

كما أظهر أيضًا تقرير الأمم المتحدة، أن الفجوة بين الجنسين في السلطة والمناصب القيادية تظل متأصلة، وأنه في ظل المعدلات الحالية، سيبقى الجيل القادم من النساء يقضين في المتوسط 2.3 ساعة إضافية يوميًّا في الرعاية غير مدفوعة الأجر، والعمل المنزلي، مقارنة بالرجال.

ألوان الاحتفال

في عام 1908، استخدم الاتحاد الاجتماعي والسياسي للنساء في المملكة المتحدة ثلاثة ألوان لتمثيل قضيتها: "الأرجواني والأخضر والأبيض": يرمز اللون الأرجواني إلى العدالة والكرامة والولاء للقضية، ويرمز اللون الأخضر إلى الأمل والنضال من أجل تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، أما اللون الأبيض فيمثل النقاء والبراءة، وكذلك السلام والتضامن بين الناس من جميع الأجناس.

تستخدم هذه الألوان في الزينة واللافتات والملصقات خلال فعاليات يوم المرأة العالمي، ويعد استخدام الألوان الخاصة بهذا اليوم وسيلة فعالة للتوعية بقضايا المرأة، وتعزيز التفاعل والمشاركة في النضال من أجل حقوقها.

التحدي الأقسى في فلسطين

يوم المرأة العالمي هو فرصة لتسليط الضوء على قضايا المرأة في مختلف أنحاء العالم، بما يتضمن الظروف الصعبة والتحديات التي تواجهها، وخاصة المرأة الفلسطينية، التي تواجه واقعًا مليئًا بالتحديات والصعوبات؛ نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية التي تحيط بها.

بدءًا من قيود الحركة إلى الاعتداءات الوحشية والاعتقالات التعسفية، وتعرضها لممارسات قاسية وظالمة من قبل سلطات الاحتلال، إلى الظروف المعيشية القاسية، والفقر المستمر الناتج عن الاحتلال.

ومع ذلك، فهي مستمرة في مواجهة هذه التحديات بكل قوة وإصرار، وتظل مصدر إلهام وتأثير في النساء حول العالم.

لذا، يعتبر يوم المرأة العالمي فرصة لإظهار التضامن مع المرأة الفلسطينية، ودعمها في التحديات التي تواجهها؛ لأن تعزيز دور المرأة وتمكينها يعودان بالنفع على المجتمع بأكمله، ويساهمان في بناء عالم يحيطه العدل والسلام.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المساواة بین الجنسین یوم المرأة العالمی الیوم العالمی من أجل فی عام

إقرأ أيضاً:

«في اليوم العالمي للصحة النفسية»

 

«في اليوم العالمي للصحة النفسية»

أحمد التلب 

نتحدث في اليوم الطيب المبارك عن أهمية الوعي والدعم النفسي. يُحتفل باليوم العالمي للصحة النفسية في 10 أكتوبر من كل عام، وهو مناسبة هامة لرفع الوعي حول قضايا الصحة النفسية، وتسليط الضوء على أهمية الاعتناء بالصحة النفسية للأفراد في جميع أنحاء العالم. الهدف من هذا اليوم هو تقليل الوصم المرتبط بالأمراض النفسية، وتعزيز الدعم الاجتماعي والعاطفي للأشخاص الذين يعانون من تحديات نفسية، كما يهدف إلى التأكيد على أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة.

تم تأسيس اليوم العالمي للصحة النفسية في عام 1992 من قبل الاتحاد العالمي للصحة النفسية (WFMH) بهدف خلق مساحة للتوعية حول الأمراض النفسية ومخاطرها، وكذلك تقديم الدعم للأشخاص الذين يعانون منها. ومنذ ذلك الوقت، أصبح هذا اليوم فرصة لتجميع المجتمع الدولي حول قضية الصحة النفسية وتسليط الضوء على الإجراءات التي يجب اتخاذها لتحسين جودة حياة الأفراد المصابين بالأمراض النفسية.

تُعتبر الصحة النفسية عنصراً حيوياً في حياة الإنسان، فهي تتعلق بالقدرة على التعامل مع التحديات اليومية، والحفاظ على العلاقات الإيجابية، والشعور بالسلام الداخلي. ولا تقتصر على غياب الأمراض النفسية فقط، بل تشمل أيضاً القدرة على التكيف مع ضغوط الحياة والشعور بالراحة النفسية والرفاهية. إن الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى أصبحت أكثر شيوعاً في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي واحد من كل أربعة أشخاص من نوع من أنواع المرض النفسي في مرحلة ما من حياتهم، وعليه فإن تعزيز الوعي بشأن هذه الأمراض والبحث عن طرق للوقاية والعلاج أصبح أمراً بالغ الأهمية.

رغم أن التقدم في مجالات الطب وعلم النفس قد أدى إلى تحسين القدرة على معالجة الأمراض النفسية، إلا أن العديد من الأشخاص ما زالوا يتعرضون للوصم الاجتماعي بسبب مرضهم النفسي. لا يزال بعض الناس يشعرون بالخجل أو العار بسبب اضطراباتهم النفسية، مما يجعلهم يتجنبون طلب المساعدة. وتشير الأبحاث إلى أن الوصم الاجتماعي المتعلق بالصحة النفسية يمكن أن يؤدي إلى عزلة اجتماعية وتدهور في الحالة النفسية للفرد. لذلك، فإن نشر الوعي وتغيير المفاهيم الخاطئة حول الصحة النفسية أمر أساسي لتشجيع الأفراد على التحدث عن مشكلاتهم النفسية وطلب المساعدة دون خوف من الأحكام الاجتماعية.

اليوم العالمي للصحة النفسية يهدف إلى رفع الوعي بأهمية الصحة النفسية وتأثيرها على الحياة اليومية، والعمل على محاربة الوصم المرتبط بالأمراض النفسية وتشجيع الأشخاص على طلب الدعم والعلاج. كما يسعى إلى تسليط الضوء على أهمية توفير العلاج النفسي ووسائل الوقاية من الأمراض النفسية في المجتمعات، إضافة إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية على فهم أن مشكلاتهم قابلة للعلاج وأنهم ليسوا وحدهم.

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها أن نساهم في تعزيز الوعي بالصحة النفسية خلال هذا اليوم وغيره من الأيام. من أبرزها المشاركة في ورش العمل أو الفعاليات التي تتناول قضايا الصحة النفسية، والتعلم حول كيفية التعرف على علامات الاضطرابات النفسية وطرق تقديم الدعم للآخرين. كما يمكننا أن ندعم من يمرون بتحديات نفسية من خلال الاستماع إليهم والاهتمام بهم بما يعزز شعورهم بالأمان والقبول. ولا يقل أهمية عن ذلك العمل على رفع الوعي بضرورة تحسين خدمات الصحة النفسية، سواء من خلال الضغط على الحكومات أو عبر مبادرات المجتمع. كذلك، فإن فتح الحوار حول الصحة النفسية يساعد على التخلص من التوترات الاجتماعية المحيطة بالموضوع ويشجع الأشخاص على التحدث عن مشاعرهم وأفكارهم دون خوف.

في الختام، اليوم العالمي للصحة النفسية هو فرصة فريدة للتركيز على أهمية الاهتمام بالجانب النفسي ورفع الوعي بالتحديات التي يواجهها الكثيرون في هذا المجال. علينا أن نتذكر دائماً أن الصحة النفسية ليست أقل أهمية من الصحة الجسدية، وأن دعم الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية هو واجب اجتماعي وأخلاقي. في هذا اليوم المبارك، دعونا نتذكر أن الاعتناء بالصحة النفسية حق للجميع، وأن التغيير يبدأ من كل واحد منا.

إهداء:
إلى السودان الحبيب بكل مدنه وقراه.
إلى الهلالية، مدينتي الجميلة التي نالت شرف معنى كلمة الصبر.
إلى الأمهات والآباء، ملائكة الرحمة، وإلى أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة، سائلاً الله أن يكون لهم عوناً وسنداً وقوة.

 

الوسومأحمد التلب الدعم و العلاج في اليوم العالمي للصحة النفسية ورش العمل وصمة العار

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يواصل دعم تمكين المرأة سياسيًا
  • "القومي للمرأة" يهنئ السيدات المعيّنات في مجلس الشيوخ
  • التأمين ودوره في حماية المرأة
  • الأمن المائي العربي في سياق الصراعات السياسية
  • أمل عمار تشارك في فعاليات القمة العالمية للمرأة 2025 بالصين
  • «في اليوم العالمي للصحة النفسية»
  • المرأة التي واجهت إرث تشافيز ومادورو.. من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام؟
  • مخاطر العنف الإلكتروني وآليات الحماية ورشة عمل لـ القومي للمرأة
  • في اليوم العالمي لإلغاء الإعدام..125 دولة توقف تنفيذ العقوبة نهائياً
  • أجهزة التنفس التي جعلت إسرائيل حيّة إلى اليوم