أظهرت مشاهد بثتها قناة الجزيرة إلقاء طائرة مسيرة تابعة لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قذيفتين مضادتين للأفراد على مقر لقيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق بيت حانون، شمالي قطاع غزة.

وتضمنت المشاهد التي حصلت عليها الجزيرة إسقاط القذيفة الأولى على خيام في المنطقة التي يقع بها مقر القيادة، وعقب انفجارها أظهر المقطع، الذي تم تسجيله بتصوير ليلي حراري، هروب عدد من الجنود في اتجاهات مختلة.

في حين أُلقيت القذيفة الثانية على ما سمتها كتائب القسام "منامات عسكرية" لجنود الاحتلال، حيث ظهر أحد الجنود كذلك وهو يهرب عقب سقوط القذيفة وانفجارها.

وحسب المقطع الذي أصدره الإعلام العسكري التابع للقسام، فإن هذه العملية تمت الأربعاء الماضي في السادس من مارس/آذار الجاري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

30 نوفمبر.. يوم التحرير الذي يعرّي حقيقة المواقف اليوم

شاهر أحمد عمير

يأتي الثلاثون من نوفمبر كُـلّ عام ليعيد إلى الواجهة واحدًا من أعظم أَيَّـام اليمنيين؛ اليوم الذي غادر فيه آخر جندي بريطاني أرض عدن عام 1967، معلنًا انتهاء 129 عامًا من الاحتلال الذي حاول أن يطمس هُوية اليمن وشعبه.. كان ذلك اليوم أكثر من مُجَـرّد حدث سياسي، بل كان لحظة ميلاد جديد لإرادَة شعبيّة لا تُقهر، وإعلانًا واضحًا بأن اليمنيين قادرون على طرد أي قوة غازية مهما امتلكت من عتاد ونفوذ.

لقد خرج المحتلّ البريطاني تحت ضربات مقاومة حقيقية، دفعت ثمن الحرية من دمائها وعرقها ومعاناتها، وظل ذلك الحدث علامة مضيئة في تاريخ اليمن الحديث.

لكن استمرار هذه الذكرى في الوجدان اليمني يضعنا أمام سؤال ملحّ: هل بقي معنى الاستقلال حيًّا في واقعنا؟ أم أن ما يحدث اليوم يعيد إنتاج الاحتلال بطريقة جديدة، وبأدوات محلية هذه المرة؟ فعلى الرغم من أن اليمن طرد المستعمر القديم قبل 57 عامًا، إلا أننا اليوم نشاهد أطرافا تحتفل بطرد الاستعمار البريطاني بينما تقدم نفسها تحت راية قوى استعمارية جديدة، تقصف اليمنيين وتمزق الأرض، وتعيد تشكيل الخريطة وفقًا لأطماع دولية مكشوفة.

تقدم ما تسمى بـ”حكومة الفنادق” نموذجًا فجًّا لهذا التناقض.

فهي تحتفل بذكرى إخراج المحتلّ البريطاني، لكنها في الواقع تعمل داخل مشروع يقوده التحالف السعوديّ الإماراتي، بتنسيق مباشر مع بريطانيا وأمريكا وكَيان الاحتلال.

هذا التحالف الذي يسيطر على الجزر والموانئ والمنافذ البحرية، يفرض حصارًا خانقًا على اليمنيين، ويستخدم هذه الحكومة كذراع سياسية تمنح الغطاء لوجوده.

والمفارقة أن بعض من ينتمون لهذه الحكومة كان لهم تاريخ أَو انتماء لخطوط تحرّرية في الماضي، لكنهم اليوم يقفون في الضفة الأُخرى، يقاتلون أبناء وطنهم ويبرّرون العدوان المُستمرّ، في سقوط تاريخي لا يمكن تبريره بشعارات الشرعية ولا بمبرّرات التحالفات السياسية.

في الوقت نفسه، تقف صنعاء – حكومة البناء والتغيير ومعها القوات المسلحة اليمنية – لتجسد الامتداد الحقيقي لروح 30 نوفمبر.

فبرغم الحصار والعدوان والمؤامرات، تواصل صنعاء الدفاع عن السيادة الوطنية وترفض أي شكل من أشكال الوصاية أَو التبعية للخارج.

إن موقف صنعاء اليوم ليس مُجَـرّد موقف سياسي، بل هو موقف وطني يعيد إلى الأذهان جوهر معركة التحرير التي خاضها الأجداد.

وما تقوم به القوات المسلحة اليمنية في مواجهة العدوان هو استمرار طبيعي لذلك النضال، وتأكيد بأن إرث الحرية لم ينتهِ، وأن اليمن لا يزال قادرًا على حماية قراره ومصالحه.

الاستقلال ليس ذكرى تُرفع فيها الأعلام، ولا مناسبة تُلقى فيها الخطب، بل هو التزام وموقف وخيار وطني لا يقبل التجزئة.

فمن يرفض الاحتلال اليوم ويسعى لحماية سيادة اليمن هو الامتداد الحقيقي لشهداء 30 نوفمبر.

أما من يقف مع القوى التي تحتل الجزر وتقصف المدن وتفرض حصارًا على شعب كامل، فلا يمكنه، مهما رفع الشعارات، أن يكون جزءًا من إرث التحرير.

إن من يقاتلون تحت راية قوى أجنبية لا يختلفون في جوهر فعلهم عن أُولئك الذين وقفوا يومًا إلى جانب المستعمر القديم، ولو تبدَّلت الأسماء وتغيرت الشعارات.

إن ذكرى الثلاثين من نوفمبر تكشف اليوم حقيقة كُـلّ طرف: من يقف مع اليمن ومن يقف ضده، من يرفض الوصاية ومن يستجديها، من يرفض الاحتلال ومن يعمل على إدخَاله مجدّدًا.

واليمنيون يعرفون جيِّدًا أن الاحتلال لا يرحل إلا حين يجد شعبًا ثابتًا في مواجهته، وأن الخيانة مهما تم تزيينها تبقى خيانة.

واليوم، يثبت التاريخ أن من يحتفلون بالاستقلال في الخارج هم أنفسهم من يفرطون بما تحقّق في الداخل، بينما الذين يصمدون داخل اليمن ويحملون عبء الدفاع عنه هم الامتداد الواقعي لأُولئك الذين أجبروا بريطانيا على الرحيل قبل أكثر من نصف قرن.

ويبقى 30 نوفمبر مرآة حقيقية تعكس مواقف الجميع، بعيدًا عن الشعارات والاحتفالات المصطنعة، وهو مناسبة تجعل اليمنيين يتساءلون بوضوح: هل نحن مع الذين ضحوا لطرد المستعمر؟ أم مع الذين يمهدون الطريق لعودة استعمار جديد؟

مقالات مشابهة

  • نعي واسع لمسؤول القسام شرق رفح واثنين من معاونيه (شاهد)
  • شاهد بالفيديو.. البرهان يشيد بمناوي ويقول: نقدم مقترحاً لإرجاع علم السودان القديم الذي رفعه أجدادنا وآباؤنا في زمن الاستقلال
  • من هو أبو خالد السوري الذي التقى الشرع بنجليه في حلب؟ (شاهد)
  • عاجل | مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تحظر التجوال على الفلسطينيين خلال اقتحام مدينة طوباس شمال الضفة الغربية
  • عاجل.. مراسل الجزيرة: قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف المناطق الشرقية من خان يونس داخل الخط الأصفر
  • 30 نوفمبر.. يوم التحرير الذي يعرّي حقيقة المواقف اليوم
  • عاجل| مراسل الجزيرة: اندلاع مواجهات عقب اقتحام الاحتلال لبلدة السيلة الحارثية غربي جنين بالضفة الغربية
  • بينهم ابن قيادي بارز في حماس..استشهاد عدد من مجاهدي القسام المحاصرين في رفح
  • القسام والصليب الأحمر يبدآن معاينة موقع جثة أسير إسرائيلي
  • عاجل | مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تنسحب من طوباس شمالي الضفة الغربية بعد عملية عسكرية استمرت 4 أيام