إسبانيا.. اليمين المتطرف قد يعود للسلطة لأول مرة منذ فرانكو
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
يبدو اليمين الإسباني صاحب الحظوظ الكبرى في الانتخابات التشريعية المبكرة التي تجري في إسبانيا اليوم الأحد، وربما تعيد اليمين المتطرف للسلطة لأول مرة منذ انتهاء دكتاتورية الجنرال فرانكو قبل نحو نصف قرن.
وتوجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع لاختيار أعضاء مجلسي النواب (350) والشيوخ (208).
وبعد الإدلاء بصوته وسط مدريد، قال زعيم الحزب الشعبي (يمين) ألبرتو نونيز فيخو (61 عاما) -الذي قد يخلف رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز (51 عاما) حسب استطلاعات الرأي- إنه يأمل أن تبدأ إسبانيا "حقبة جديدة".
ومن بين المرشحين الأربعة الرئيسيين كان سانشيز أول من اقترع، وقال للصحفيين إن هذه الانتخابات "مهمة جدا للعالم ولأوروبا".
وفي مؤشر على أهمية الانتخابات، ارتفعت نسبة الإقبال بشكل حاد بعد الظهر إلى 40,48% مقابل 37,92% خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2019.
وهو رقم لا يشمل 2.47 مليون ناخب من أصل 37.5 مليونا صوتوا عبر البريد، وهو رقم قياسي بسبب إجراء الانتخابات لأول مرة منتصف الصيف.
كما تلقى الانتخابات اهتماما استثنائيا في الخارج بسبب احتمال وصول تحالف بين اليمين المحافظ وحزب "فوكس" اليميني المتطرف الذي قد يكون دعمه ضروريا حتى يتسنى للحزب الشعبي تشكيل حكومة.
ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فمن شأن مثل هذا السيناريو أن يعيد اليمين المتطرف إلى السلطة في إسبانيا لأول مرة منذ نهاية دكتاتورية فرانكو عام 1975.
بعد الإدلاء بصوته في مدريد، قال رئيس حزب فوكس سانتياغو أباسكال إنه واثق من أن الانتخابات "ستسمح بتغيير المسار في إسبانيا".
وتأكيدا على أهمية الاقتراع، أعلنت نائبة رئيس الوزراء وزيرة العمل يولاندا دياز، وهي زعيمة حزب "سومار" اليساري الراديكالي وحليفة سانشيز، أن "هذه الانتخابات هي الأهم بالنسبة لأبناء جيلي"، مضيفة أن نتيجتها "ستحدد ملامح العقد القادم".
ومع اقتراب الانتخابات الأوروبية المقررة في 2024، فإن فوز اليمين، وربما مشاركة اليمين المتطرف في الحكم في رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد انتصاره في إيطاليا العام الماضي، سيمثل ضربة قاسية لأحزاب اليسار الأوروبية.
وستكون لذلك رمزية كبيرة في ظل تولي إسبانيا حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وتوقعت جميع استطلاعات الرأي -التي نشرت حتى الاثنين الماضي- انتصار الحزب الشعبي بقيادة ألبرتو نونيز فيخو. لكن حظر نشر الاستطلاعات قبل 5 أيام من الانتخابات جعل المشهد ضبابيا.
ويأمل زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيخو في كسب 176 مقعدا، وهو ما سيمنحه الأغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 مقعدا. لكن لم يتوقع أي استطلاع مثل هذه النتيجة، مما يرجح اضطرار حزبه لإقامة تحالف.
وشريكه المحتمل الوحيد هو حزب فوكس اليميني المتطرف الذي تأسس عام 2013 إثر انشقاق في الحزب الشعبي الذي يحكم حاليا 3 مناطق من أصل 17 منطقة في إسبانيا.
وحذر رئيس حزب فوكس سانتياغو أباسكال الحزب الشعبي من أن ثمن دعمه له سيكون المشاركة في الحكم.
لم يكشف فيخو عن نيته بشأن تحالف محتمل مع فوكس، وقال -أول أمس الجمعة في مقابلة مع صحيفة "إل موندو"- إن تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب اليميني القومي "ليس مثاليا".
وجعل سانشيز -الذي تشير استطلاعات الرأي إلى هزيمته بعد خسارة اليسار في الانتخابات المحلية التي دفعته إلى الدعوة إلى هذا الاقتراع المبكر- التحذير من وصول اليمين المتطرف إلى السلطة محور حملته الانتخابية.
وقال رئيس الوزراء المنتهية ولايته -في مناظرة تلفزيونية الأربعاء الماضي- إن تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزب الشعبي وفوكس "ليس فقط انتكاسة لإسبانيا" على صعيد الحقوق، بل "انتكاسة خطيرة للمشروع الأوروبي".
وهو يرى أن البديل الوحيد لمثل هذه الحكومة الائتلافية هو الإبقاء على الائتلاف اليساري الحالي الذي شُكل عام 2020 بين حزبه الاشتراكي واليسار الراديكالي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الیمین المتطرف الحزب الشعبی تشکیل حکومة فی إسبانیا لأول مرة
إقرأ أيضاً:
رويترز: راندريانيرينا يؤدي اليمين رئيسا لمدغشقر خلال أيام
قال مصدران مطلعان لرويترز، اليوم الأربعاء، إن الكولونيل مايكل راندريانيرينا، القائد العسكري الجديد لمدغشقر، سيؤدي اليمين الدستورية رئيسا للبلاد خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد انقلاب أطاح بالرئيس أندري راجولينا الذي فرّ من البلاد عقب تمرد عسكري واسع.
وأكد المصدران أن المحكمة الدستورية العليا دعت رسميًا راندريانيرينا إلى تولي المنصب، ومن المتوقع أن يؤدي اليمين خلال اليومين القادمين بحضور قضاة المحكمة وعدد من كبار القادة العسكريين.
وكان راندريانيرينا، وهو ضابط برتبة كولونيل وقائد وحدة نخبة، قد أعلن، أمس الثلاثاء، أن الجيش استولى على السلطة وحلّ جميع المؤسسات باستثناء الجمعية الوطنية، مشيرًا إلى أن لجنة عسكرية ستدير البلاد فترة انتقالية تصل إلى عامين، يعقبها تنظيم انتخابات عامة.
وفي مقابلة لوكالة أسوشيتد برس، قال راندريانيرينا إنه "يتولى منصب الرئيس رسميًا بعد أن دعتني المحكمة الدستورية العليا للقيام بمهام رئيس الدولة"، مضيفا "كان علينا أن نتحمل المسؤولية لأن البلاد لم يعد فيها رئيس ولا حكومة".
وأوضح أن سيطرة الجيش على السلطة جاءت "استجابة لفراغ سياسي كامل" بعد فرار الرئيس المعزول.
وكان راجولينا قد عُزل من منصبه بقرار من البرلمان، أمس الثلاثاء، عقب تصاعد احتجاجات قادها شبان من "الجيل زد" وانشقاقات داخل الجيش.
وفي خطاب متلفز مساء الاثنين، قال راجولينا إنه "اضطر للانتقال إلى مكان آمن بعد تلقي تهديدات مباشرة لحياته"، في حين أكدت مصادر دبلوماسية أنه غادر البلاد الأحد الماضي على متن طائرة عسكرية فرنسية.
وأدان راجولينا في وقت لاحق ما وصفه بـ"محاولة انقلاب غير قانونية"، مؤكدًا أنه لا يزال "الرئيس الشرعي المنتخب" للبلاد. غير أن راندريانيرينا قال، إن ما جرى "ليس انقلابًا بل انتقال منظم للسلطة وفقًا لقرار المحكمة الدستورية العليا"، نافيًا ممارسة أي ضغوط أو تهديد على القضاة لإصدار قرارهم.
إعلانوتأتي هذه التطورات بعد أشهر من اضطرابات سياسية واقتصادية في الدولة الجزيرة الواقعة بالمحيط الهندي، والتي شهدت احتجاجات واسعة على ارتفاع الأسعار وتراجع الخدمات العامة، فضلًا عن اتهامات بالفساد وسوء الإدارة لحكومة راجولينا.
وكان راندريانيرينا قد انشق عن الرئيس الأسبوع الماضي، وهو نفسه الضابط الذي قاد وحدة عسكرية شاركت في انقلاب عام 2009 الذي أوصل راجولينا إلى السلطة لأول مرة.