أعلن قادة حكومة الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنّ الحرب تهدف لتحقيق عدد من الأهداف، أبرزها القضاء على حركة حماس والإطاحة بحكمها في القطاع.

وتدير حركة حماس الحكومة في قطاع غزة منذ فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006، وتدرجت مستويات هذه الإدارة وفق المباحثات الفلسطينية الداخلية لإنهاء الانقسام الحكومي بين غزة والضفة الغربية، وصولا لتشكيل لجنة إدارية عام 2017، لإدارة الوزارات والمؤسسات الحكومية في القطاع.



وحاول الاحتلال خلال حربه المستمرة للشهر السادس على التوالي، تكثيف عمليات قصف وتدمير المؤسسات والوزارات الحكومية، إلى جانب الاستهداف المباشر لشخصيات حكومية في غزة.

لكن هذا الاستهداف لم ينجح في وقف العمل الحكومي في غزة، وواصلت طواقم حكومية العمل على صُعد مختلفة، للتخفيف عن الفلسطينيين آثار العدوان الإسرائيلي الوحشي، الذي تجاوز كل الحدود، ووصل إلى تدمير المستشفيات والقطاع الصحي.

أولويات لجنة الطوارئ الحكوميةوأكدت مصادر حكومية بغزة لـ"عربي21" أن لجنة الطوارئ العليا في غزة، تضع ثلاثة ملفات كأولوية للعمل خلال العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ158 على التوالي، الأول يتعلق بحفظ الأمن ومواجهة محاولات الاحتلال بنشر الفوضى، عبر استهدافه المباشر لدوريات الشرطة ورجال الأمن.

والملف الثاني يتعلق بإغاثة الفلسطينيين سواء النازحين المكتظين في جنوب ووسط القطاع، أو المحاصرين في مدينة غزة وشمال القطاع، وذلك بالتنسيق والتعاون مع مؤسسات الإغاثة الدولية والمحلية.


والواقع الصحي المتدهور في قطاع غزة واحدة من الأولويات الثلاث، التي تضع لجنة الطوارئ الحكومية جُلّ اهتمامها للمساهمة في الحد من تدهوره، خاصة وأنّ جيش الاحتلال يتعمد استهداف المستشفيات والطواقم الطبية بشكل مباشر.

وفي ظل هذه الجهود، يحاول الاحتلال جر قطاع غزة إلى مربع الفوضى والفلتان الأمني، عبر طرحه خطة جديدة لتمكين العشائر والعائلات الكبيرة من إدارة شؤون القطاع، بدلا عن لجنة المتابعة الحكومية التابعة لحركة حماس.

وتسعى سلطات الاحتلال من هذه الخطوة لخلق ظروف مواتية لتمكين إدارات محلية تدير غزة، ضمن مساعي الإطاحة بحكم حركة حماس.

تواصل مع بعض العشائر
 وكشف مصدر عشائري لـ"عربي21" أن مكتب منسّق حكومة الاحتلال، الذي يترأسه الضابط في "الجيش" غسان عليان، تواصل مع شخصيات من بعض العشائر في قطاع غزة، في محاولة للدفع قدما في خطة حكم المناطق التي تتواجد فيها، إلا أنه لم يلق تجاوبا حتى الآن.

ولفت المصدر إلى أن "عليان" الذي يتحدث اللغة العربية، يركز في تواصله على عشائر بعينها، وتحديدا في منطقة الصبرة والزيتون والشجاعية، جنوب وجنوب شرق مدينة غزة، خاصة من تلك التي كان لها خلافات مع "حماس" على خلفية نزع سلاح العائلات في أعقاب أحداث الانقسام عام 2007.


وعلمت "عربي21" من مصدر موثوق أن حركة حماس على علم بتحركات الاحتلال ووكلائه الدوليين بخصوص تمكين العشائر، خصوصا في مناطق جنوب وجنوب شرق غزة، وأنها تتعامل مع هذا الأمر بحزم.

وقال المصدر، إن قياديا كبيرا في الجناح العسكري للحركة كلف بمهمة متابعة هذا الملف مع العشائر والعائلات في شمال قطاع غزة، وإن الحركة بالفعل شكلت لجانا خاصة للتعامل مع هذا الموضوع، بهدف عدم إتاحة الفرصة للاحتلال لإعادة حالة الفوضى والفلتان إلى قطاع غزة.

تغذية الفوضى وخلق الفراغ
من جانبه، رأى المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن الاحتلال يسعى إلى تجاوز أي كيان فلسطيني رسمي، بما في ذلك حركة حماس والسلطة الفلسطينية، بهدف تغذية الفوضى وخلق الفراغ.

وأضاف المدهون أن "الاحتلال لا يرغب في تعزيز كيان فلسطيني موحد يربط بين غزة والضفة، لذلك يرفض إدارة السلطة لغزة بعد الحرب، ولا يقبل بقاء حكم حماس، خشية من تكرار معركة طوفان الأقصى".

وبحسب تقدير المحلل السياسي، فإن الاحتلال لن ينجح في تشغيل العوائل والعشائر بسبب رفضها وعدم تجاوبها، إلى جانب ارتكاز القوة في غزة على الفصائل الفلسطينية.

ورجح أن يفشل الاحتلال في محاولاته للاعتماد على العشائر والعائلات الفلسطينية، بديلا عن حكم حركة حماس.

وكان مفوض عام العشائر الفلسطينية في قطاع غزة عاكف المصري قال في تصريح سابق لـ"عربي21" إن إن "جيش الاحتلال حاول التواصل مع العشائر في غزة حول توزيع المساعدات وإدارة شؤون القطاع، ولكن العائلات ‎رفضت التعاطي مع هذا الطلب".


وأكد المصري أن "الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة لديها موقف واضح وصريح، وهو عدم التعاطي مع الاحتلال الإسرائيلي بخصوص أي ترتيبات في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن "إدارة القطاع هي شأن فلسطيني داخلي ولا أحد يحدد مصير قطاع غزة غير الفلسطينيين".

وشدد على أن "الاحتلال يحاول عبر حصار العائلات إرغامهم على التعامل معه، مستخدما في ذلك سلاح التجويع بجانب القصف والقتل وقنص المواطنين على طوابير استلام المساعدات".

وتابع قائلا: "الاحتلال يسعى لتنفيذ مخطط خبيث لخلق الفتنة في المجتمع الفلسطيني، ولكن هذا المخطط مكشوف ومفضوح وشعبنا الفلسطيني وعائلاتنا العريقة المناضلة ممثلة بالهيئة العليا لشؤون العشائر ستفشل كل هذه المخططات، وشعبنا الفلسطيني وعائلاتنا الفلسطينية لديها الوعي الوطني الكافي لإفشال كل هذه المخططات".

ودعا المصري كل الأطراف الفلسطينية إلى الإسراع في إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل عاجل إلى حين إجراء الانتخابات العامة، لتفويت كل الفرص على مخططات الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة حماس الفوضى حماس غزة الاحتلال الحكم الفوضى المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة حرکة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يخضع أمام الاحتلال ولا أمام السياسات العدوانية

أكد عبد الفتاح دولة المتحدث باسم حركة فتح، أنه على مدار 8 أشهر متواصلة لم يتوقف شلال الدم الفلسطيني لحظة واحدة في غزة، ولكن أمام ذلك هناك حقيقة ثابتة وهى أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يخضع أمام هذا الاحتلال ولا أمام السياسات العدوانية.

وقال دولة - في مداخلة لقناة سكاي نيوز عربية، اليوم /الجمعة/ - "إنه قبل السابع من أكتوبر كان الاحتلال يريد تفجير الأوضاع وصولا إلى قتل حلم الدولة الفلسطينية وتدمير كل معالم الدولة وتدمير السلطة الفلسطينية، والآن على المسئولين في فلسطين أن يقفوا بمسؤولية في مواجهة هذا العدوان وأن ندرس الخيارات المطروحة التي نريد منها فلسطينيا وقف شلال الدم فورا ووقف العدوان وهذه الحرب الدامية على شعبنا".

وأضاف أن المرحلة الحالية تحتم علينا العمل معا لوقف هذا العدوان لأن استمراره يعني إراقة المزيد من الدماء الفلسطينية، لذلك نحن نريد وقف العدوان وقفا فوريا وشاملا وانسحاب الاحتلال عن كل قطاع غزة وعدم اقتطاع أي جزء منه وعدم عزله عن باقي الجسد الفلسطيني ونريد أيضا أن يتحرر كل أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال.

وشدد دولة، على أن المطلب الفلسطيني الموحد الآن والذي نعمل عليه جميعا هو إنهاء الاحتلال بشكل كامل ووقف العدوان عن الضفة الغربية والإبقاء على الوحدة الجغرافية لقطاع غزة والضفة والقدس، ولكي يتحقق هذا الهدف يجب علينا تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية والحديث بخطاب واحد وطني وعنواننا يجب أن يكون منظمة التحرير الفلسطينية على اعتبار أنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

وأكد المتحدث باسم حركة فتح، أنه تحت كل الأحوال نحن لم ولن ننهزم، هذا الاحتلال هو من سيهزم أمام عظمة وصمود الشعب الفلسطيني لأنه لا يمكن هزيمة هذا الشعب الأبي، وهذا ما نريده أن يظل شعبنا صامدا قادرا على الاستمرار والمواجهة لذلك يجب علينا في أي موقف سياسي مراعاة مصلحة الشعب الفلسطيني والأوضاع ككل في قطاع غزة وأن تكون حساباتنا دائما حسابات مسئولة.

مقالات مشابهة

  • جنرال إسرائيلي سابق: ما يجري في رفح عار علينا
  • قرار وقف إطلاق النار يثير الفوضى داخل حكومة اسرائيل
  • حماس: كل عيد أضحى وإرادة شعبنا لن تنكسر
  • حماس تصدر بياناً بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • "الصحة الفلسطينية" تحذر من انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة
  • وزارة الصحة الفلسطينية تحذر من انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة
  • غارات صهيونية على قطاع غزة مع استمرار فشل محادثات الهدنة.. بايدن يتهم حماس بأنها العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.. والاحتلال يستولى على أموال السلطة الفلسطينية
  • حماس: الاحتلال قتل أسيرين إسرائيليين في قصف جوي على رفح
  • حركة فتح: الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يخضع أمام الاحتلال ولا أمام السياسات العدوانية
  • الخارجية الأمريكية: لم نر حتى الآن عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في مدينة رفح الفلسطينية